شركة الغاز والتصنيع الأهلية... تراجع في الأداء والمأمول تحسن الأوضاع عام 2008
عبدالعزيز حمود الصعيدي
من أبرز نشاطات الشركة نقل، تعبئة، وتسويق غاز البترول المسال كخليط مكون بشكل رئيسي من غازي البيوتان والبروبان أو من غاز البيوتان أو البروبان بشكل منفصل، إضافة إلى تسويق الاسطوانات، الخزانات الفارغة، والقطع الخاصة بها والمعدة لنقل وتخزين تلك الغازات، أيضا تقوم "غازكو" بتنفيذ التمديدات وتركيب الخزانات في مواقع المستهلكين، كما تشمل نشاطات الشركة أيضا كافة ما يترتب على استخدامات الغاز المتعددة، على سبيل المثل تصميم وتنفيذ شبكات الغاز للمجمعات السكنية والمصانع والمزارع سواء ما كان منها للاستعمال المنزلي أو للأغراض الصناعية، الزراعية، أو التجارية، ولتحقيق ذلك فان الشركة تمتلك محطات عديدة للتعبئة وأسطولاً كبيراً للنقل والتوزيع.
يوجد في سوق المملكة المحلية أكثر من سبعة ملايين أسطوانة غاز، تتولى الشركة على حسابها القيام بصيانتها واستبدال التالف منها دون مقابل وجميع الأسطوانات المطروحة للتداول صالحة طبقا للمواصفات السعودية والعالمية، وللحفاظ على الاسطوانات من العبث فقد قامت الشركة بوضع ختم بلاستيكي على كل صمام أسطوانة يتم نزعه من قبل المستخدم نفسه. تمتلك "غازكو" حصصا متفاوتة في الشركات التالية: المصنع السعودي للاسطوانات بنسبة 30في المائة، الوطنية للغازات الصناعية بنسبة 6في المائة.
قبل عام 1395ه، 1975كان الحصول على برميل غاز، مثل الحصول على قطعة أرض، أو بيت للإيجار في الوقت الراهن، وتأزمت مشكلة توافر الغاز في جميع مناطق المملكة قبل عام في تلك الفترة لدرجة وصلت إلى مراحل انعدامه من السوق، وساءت الخدمات التي تقدمها الشركات والمؤسسات الفردية التي كانت تعمل في هذا المجال آنذاك، وكان سبب ذلك المنافسة الشديدة، بل الشرسة بين تلك الشركات والمؤسسات. تدخلت الحكومة في الأمر، وذلك بالقيام بدمج جميع تلك المؤسسات والشركات في شركة واحدة، شركة الغاز والتصنيع الأهلية، وأعطيت امتيازا لبيع وتسويق الغاز المسال في جميع مناطق المملكة اعتبارا من العام المشار إليه، وبناء على القرار الحكومي في نهاية عام 1395، الموافق 1975، بدأت الشركة نشاطها بعد اندماج شركة الغاز الأهلية في الدمام وفرعيها في كل من الرياض وجدة وذلك بالتوزيع على المستهلكين عن طريق الموزعين المعتمدين من الشركة الذين يتعاملون مباشرة مع محطات التعبئة التابعة للشركة والمنتشرة في جميع أنحاء المملكة.
واستنادا إلى إقفال سهم "غازكو" قبل بدية عيد الأضحى، تحديدا 17ديسمبر، على 35ريالاً، بلغت القيمة السوقية للشركة 2625مليون ريال، توزعت على 75مليون سهم، تبلغ حصة الحكومة في أسهمها 15.5في المائة، بينما يحظى المؤسسون والمستثمرون بنصيب الأسد، ونسبة 84.5في المائة.
ظل نطاق سعر السهم خلال الأسبوع الماضي بين 32.75ريالا و35.5، بينما تراوح خلال عام بين 24.50ريالا و43.25، ما يعني أن السهم تذبذب خلال عام بنسبة 55.35في المائة، ما يشير إلى أن سهم الشركة عالي متوسط إلى منخفض المخاطر.
من النواحي المالية، أوضاع الشركة جيدة، فبلغ معدل المطلوبات إلى حقوق المساهمين 33.26في المائة، كما بلغت المطلوبات إلى الأصول 24.96في المائة، وعند مقارنة تلك المعدلات من المديونيات مع معدلات السيولة النقدية البالغة 135في المائة والسيولة الجارية عند 188في المائة، يتأكد لنا أن شركة "غازكو" محصنة بشكل كبير ضد التزاماتها المالية، سواء كان ذلك على المدى القريب أوالبعيد، ولكن هذه المعدلات من السيولة ربما حرمت الشركة من استثمارات تدر عليها أرباحا رأسمالية.
وفي مجال الإدارة والمردود الاستثماري، جميع أرقام الشركة تضعها في مركز المقبول، إذ تم تحويل جزء هامشي من أرباحها إلى حقوق المساهمين، وجاءت نسبة نمو حقوق المساهمين سالبة عن العام المضي 2006، ونسبة 0.8المائة عن السنوات الخمس الماضية، وحققت الشركة نموا في المبيعات بلغت نسبته 4.60عن العام الماضي و2.63المائة للسنوات الخمس الماضية، وهي نسب مقبولة، كما جاءت نسبة العائد على الأصول هامشية، فبلغت 0.6في المائة عن السنوات الخمس الماضية، وهي نسبة غير مقبولة.
ومن حيث السعر والقيمة بلغ مكرر الربح 13.5ضعفا، وهو جيد، كما بلغ مكرر الربح إلى النمو 1.65وهو مقبول، وإن كان يوحي بأن سعر السهم مبالغ فيه نسبيا، كما قاربت قيمة السهم الدفترية 13.5ريالا، ما يعني أن مكرر القيمة الدفترية البالغ 2.59ضعفا، ما يصنف السهم ضمن ذيل قائمة أسهم القيمة.
وعند دمج الربح مع العائد على حقوق المساهمين والأصول، ومقارنة ذلك بجميع مؤشرات أداء السهم الآخر، يمكن تبرير سعر سهم "غازكو" عند 35ريالاً، حيث أن الشركة واعدة، وتمتلك جميع مقومات البقاء؟
هذا التحليل لا يعني بأي حال من الأحوال توصية بالشراء، أو بالبيع، أو بالمحافظة على السهم، بل يقتصر الهدف الرئيسي منه على وضع الحقائق أمام القارئ الذي يتحمل تبعة ما يترتب على قراراته الاستثمارية، وللعلم فأنا لا أمتلك أسهما في هذه الشركة. .
استخلصت جميع أرقام هذا التحليل من موقع الشركة، من موقع "تداول"، ومن مواقع أخرى يتوخى فيها الدقة، وبالنسبة للشركات التي لا تنشر بياناتها أو قوائمها المالية فهذا يجعل المهمة أكثر صعوبة، بل وتفرض على المحلل أن يستخلص الأرقام بنفسه، ومع أن النتيجة النهائية دقيقة قدر المستطاع، إلا أن العمل يستهلك الكثير من الوقت والجهد. ومن هذا المنطلق، المأمول من جميع المنشآت المساهمة، شركات أو بنوك، نشر قوائمها المالية وتحديث بياناتها على مواقعها أولا بأول حتى نتمكن من نشر آخر التطورات التي حققتها المنشأة، ويفضل التواصل مع صحيفة الرياض وتزويد القسم الاقتصادي بآخر المستجدات حتى لا يحصل لبس أو نقص في البيانات المنشورة.