النفط والطاقة

[جعبة الأسهم]

النفط والطاقة النفط والطاقة النفط والطاقة النفط والطاقة النفط والطاقة

جدة تستضيف المؤتمر الأسبوع المقبل والولايات المتحدة تؤكد مشاركتها
ترحيب دولي بدعوة المملكة لعقـد اجتماع للدول المنتجة والمستهلكة للنفط لبحث ارتفـاع الأسعـار
تركي العوين - الرياض
مناقشة دور الدول المستهلكة في ترشيد الطاقة وتطوير التكنولوجيا الحديثة
لاقت دعوة المملكة بعقد اجتماع طارىء للدول المنتجة والمستهلكة للنفط في الثاني والعشرين من الشهر الجاري في جدة لمناقشة الارتفاع الكبير في أسعار النفط إشادات دولية واسعة، حيث وصف الرئيس الأمريكي جورج بوش دعوة المملكة لاجتماع قريب لممثلي الدول المنتجة والمستهلكة للنفط لبحث ارتفاع الأسعار بأنه مثير للاهتمام.
وقال إثر قمة في سلوفينيا بين بلاده والاتحاد الأوروبي إنها فكرة مثيرة للاهتمام من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، ورحب وزير التجارة الأمريكي هنري بولسون بدعوة المملكة لعقد الاجتماع بغية مناقشة الارتفاع الحالي في أسعار الخام في الأسواق العالمية ومسبباته وكيفية التعامل الموضوعي معه، ووصف الدعوة بأنها ايجابية.
وأعلنت الولايات المتحدة الثلاثاء أنها ستشارك في اجتماع الدول المنتجة والمستهلكة للنفط الذي دعت لعقده المملكة وقال الناطق باسم البيت الأبيض توني فراتو: نظرا لأن بلاده من أكبر المنتجين والمستهلكين في العالم فإنها تنوي المشاركة.
كما رحب رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون بالدعوة التي وجهتها المملكة للنظر في ارتفاع الأسعار ومسبباته وكيفية التعامل معه، وقال المتحدث باسم الحكومة البريطانية إن رئيس الوزراء البريطاني رحب بالدعوة السعودية.
من جهته أعلن مندوب إيران الدائم لدى منظمة أوبك محمد علي خطيبي أن طهران تؤيد مبادرة المملكة حول عقد لقاء لمستهلكي النفط ومنتجيه الأساسيين، واعتبر خطيبي أن المشاكل في سوق الذهب الأسود العالمية لم تنشأ من جراء الظروف الراهنة، وإنما بسبب ممارسات المنتجين والمستهلكين وشركات النفط الكبرى على مدى العقود الأخيرة.
تحرك على أعلى المستويات
ويأتي التحرك السعودي على أعلى المستويات والمتمثل في التوجيه الصادر من مجلس الوزراء السعودي لوزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي النعيمي بالدعوة لاجتماع قريب يضم ممثلين عن الدول المنتجة والدول المستهلكة والشركات العاملة في إنتاج وتصدير وبيع البترول للنظر في ارتفاع الأسعار ومسبباته وكيفية التعامل الموضوعي معه.
وأكد المجلس في جلسته الأسبوعية التي عقدها برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعـزيز أن الارتفاع الحالي في أسعار البترول ليس له ما يبرره من حيث المعطيات البترولية وأساسيات السوق، وأن المملكة تعمل بالتنسيق مع دول منظمة أوبك والدول الرئيسة الأخرى المنتجة للبترول على ضمان توافر الإمدادات البترولية حالياً ومستقبلاً، إلى جانب عملها على عدم ارتفاع أسعار البترول بشكل غير مبرر وغير طبيعي مما قد يؤثر على الاقتصاد العالمي ، خاصة اقتصاديات الدول النامية.
وأشار المجلس إلى أن المملكة قامت بزيادة إنتاجها خلال الشهر الجاري كما أبلغت كافة الشركات البترولية المتعاملة معها وكذلك الدول المستهلكة للبترول باستعدادها لتزويدهم بأي كميات إضافية من البترول يحتاجونها.
سياسة بترولية ثابتة
وأكد الخبير الاقتصادي محمد العنقري أن الدعوة للمؤتمر من قبل المملكة ليست غريبة لكونها المنتج الأول للنفط في العالم وتملك أكبر احتياطي عالمي من مخزونات النفط ، كما أنها الدولة التي دائما تسعى لخلق استقرار في أسواق النفط من خلال رؤية واضحة ومعلنة في كافة المناسبات والأوقات حول أسعار البترول إضافة إلى أن المملكة تعتبر أن الارتفاع الكبير في الأسعار في الوقت الراهن غير مبرر ويعود للمضاربات وانخفاض سعر صرف الدولار، موضحا أن دعوة المملكة جاءت في وقتها المناسب كون أسعار النفط وصلت لمستويات كبيرة جدا وأن هذه السلعة الضرورية في الاقتصاد العالمي يجب ألا تكون في منطقة المضاربين بل يجب أن تكون في المنطقة التي تغذي العالم بالطاقة وتخلق استقرارا في معدلات النمو في الاقتصاد العالمي.
ويرى العنقري أن المملكة دعت الجميع من منتجين ومستهلكين للتباحث في الأمر وإيضاح الصورة للجميع فالدعوة مناسبة من حيث الزمان والمكان.
وحول الانعكاسات المتوقعة للمؤتمر الذي دعت إليه المملكة على الأسواق النفطية، قال الخبير الاقتصادي إن هذه الانعكاسات تحمل أكثر من جانب، الأول هو سعي المملكة لإيصال رسالة إلى العالم ككل وللدول المستهلكة بأن الدول المنتجة وعلى رأسها المملكة لا تخفي جانبا من جوانب عوامل السوق، وأنها كدولة منتجة ترى أن المعروض النفطي كافٍ ومتناسب مع الطلب وأن ما يحدث في بورصات البترول لا علاقة للدول المنتجة فيه.
والثاني أن المملكة تسعى من خلال الدعوة إلى المؤتمر لإيقاف أو الحد من التلاعبات التي تحصل من خلال المضاربات في الأسواق النفطية وسيكون هناك مردود كبير لهذا الاجتماع على السوق البترولية. وردا على سؤال حول تجديد المملكة التأكيد على كفاية المعروض النفطي في الأسواق، أشار محمد العنقري إلى أن المملكة باعتبارها أكبر دولة منتجة هذه السلعة الحيوية لها معرفة مسبقة باحتياجات الدول من النفط جيدا وبالتالي فان ما ينتج عالميا يزيد على الطلب بأكثر من مليون إلى مليوني برميل.
ويضيف إن الدول المستهلكة يجب أن تعرف أن دول منظمة أوبك تنتج 38 إلى 40 في المائة من إنتاج النفط العالمي، في حين تستأثر دول مصدرة من خارج أوبك بالـ60 في المائة الباقية، فتحميل أوبك مسئولية أي نقص مستقبلي في الإمدادات غير صحيح حيث إنها تنتج بطاقة ممتازة وتسعى لزيادة استثماراتها ايمانا منها بالدور الرئيسي الذي تشكله في أسواق البترول العالمية، كما ستتم مناقشة دور الدول المستهلكة في ترشيد الطاقة وتطوير التكنولوجيا الحديثة التي تساهم في تطوير حقول البترول والإنتاج وتحسين استغلال واستخدمات الطاقة بشكل كبير لأن الدول المستهلكة خصوصا الكبرى منها لا تضع خططا لعمليات ترشيد الاستهلاك.
وأوضح الخبير الاقتصادي محمد العنقري أن المملكة اضطلعت ومنذ زمن طويل بدور فاعل في السوق النفطية وساهمت في استقرارها ودائما كانت تتجه نحو استقرار الأسعار وطمأنة الأسواق وتمثل ذلك جليا من خلال رفع المملكة طاقتها الإنتاجية بمقدار 300 ألف برميل في اليوم كرسالة واضحة بأن السوق تستطيع ضخ إمدادات إضافية من شأنها زيادة الاحتياطيات على مدى عدة أشهر.
وتابع العنقري أن المملكة عملت دوما على إيجاد الأسعار العادلة والمتناسبة في الاقتصاد العالمي سواء للمنتجين من حيث قدرتهم على تنمية بلدانهم وللمستهلكين بحيث تكون معدلات النمو لديها متماشية مع ما تطمح إليه.. مما يعني أن الدور الذي لعبته وتلعبه المملكة هو امتداد وسياسة ثابتة لا تتغير لإيمانها بأن هذه السلعة المهمة هي لخدمة العالم وليس لاستغلاله ويبرز ذلك من خلال دعم الرياض المتواصل للدول الفقيرة.