النفط والطاقة النفط والطاقة النفط والطاقة النفط والطاقة النفط والطاقة
تعاون سعودي -صيني يثمر عن نمو عملاق اقتصادي متعطش للطاقة
صادرات المملكة تتجاوز 720 ألف برميل يوميا لبكين
تركي العوين-الرياض

المملكة الشريك الاستراتيجي للصين
مثلت المملكة الشريك الاستراتيجي الأهم في مسيرة النمو الاقتصادي والصناعي التي حققتها الصين فمتطلبات الصين النفطية هيأت نمو التبادل التجاري بين الرياض وبكين سواء في مجال النفط الخام أو المنتجات المكررة, حيث تعد المملكة المورد الأول للنفط الخام إلى الصين حيث بلغت صادراتها عام 2007 نحو 528 ألف برميل يوميا, وتجاوزت القيمة المالية لواردات الصين من النفط السعودي خلال العام الماضي 26 مليار دولار أمريكي. ويتوقع أن تصدر المملكة نحو 720 ألف برميل يوميا للصين هذا العام لشركتي التكرير الرئيسيتين في البلاد سينوبك وبتروتشاينا بزيادة تبلغ 200 ألف برميل يوميا مقارنة مع العام الماضي للمساعدة في إمداد مصافي نفط جديدة في ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم مما يمنح المملكة نصيبا متنامي من سوق النفط الصينية الهائلة قبيل بدء تشغيل مصفاة جديدة.
بطاقة 160ألف برميل يوميا في إقليم فوجيان. وتملك كل من شركة أرامكو السعودية وشركة إكسون موبيل الأمريكية العملاقة حصة 25 في المائة في مصفاة فوجيان وتعد الحصة السعودية أول استثمار للمملكة في صناعة التكرير الصينية. كما تسعى أرامكو السعودية للحصول على حصة في مصفاة نفط جديدة لسينوبك بطاقة 200 ألف برميل يوميا في إقليم شاندونج في شرق الصين وهذه المصفاة مصممة لتكرير الخام السعودي عالي الكبريت
صفقات بترولية متبادلة
بدأ التعاون الثنائي السعودي-الصيني باتفاقيات ضخمة عديدة. ففي مارس من العام 2005وقّعت كل من الصين والمملكة اتفاق تعاون في مجال الطاقة في الرياض، وبحسب الاتفاق فقد شكّلت كل من سينوبك الصينية وأرامكو السعودية مشروعاً تمهيدياً مشتركاً للتنقيب عن الغاز الطبيعي في منطقة تبلغ مساحتها 40 ألف كيلومتر جنوب المملكة، وتبلغ حصّة الشركة الصينية في المشروع 80 في المائة، بينما تبلغ حصّة أرامكو 20 في المائة. ويعدّ هذا المشروع بمثابة إطلاق إشارة البداية في التعاون بين الصين والمملكة في مجال الطاقة. وعلى الجانب الآخر وفي الصين، وقعت شركتا أرامكو السعودية وأكسون موبيل مع شركة سينوبك الصينية في 8 يوليو 2005 صفقة قيمتها 3.5 مليار دولار لتوسعة مصفاة في جنوب الصين، فيما وصف بأنه أكبر مشروع نفطي في البلاد، وذلك في إطار محاولة الصين زيادة طاقتها التكريرية لتغذية اقتصادها، وأعطت هذه الصفقة شركة أرامكو موطئ قدم في قطاع التكرير الصيني الذي يبلغ حجمه 6.2 مليون برميل يومياً والذي تهيمن عليه حالياً الشركة الحكومية سينوبك وشركة بتروتشاينا.
التعاون العربي الصيني
كما تزايدت آفاق التعاون الصيني مع العالم العربي خاصة في المجال النفطي حيث قالت دراسة صادرة عن منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول أوابك حول آفاق التعاون العربي الصيني في مجال النفط والغاز حتى عام 2030 إن الاتجاه السائد في استهلاك وإنتاج وواردات النفط أحد مظاهر اعتماد الصين على الدول العربية المنتجة للنفط وبالعكس، اذ ان غالبية واردات الصين من النفط الخام قد جاءت من الدول العربية المنتجة للنفط في منطقة الشرق الاوسط, وأوضحت الدراسة انه وبناء على توقعات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، من المتوقع أن ترتفع حصة بلدان أوبك العربية من واردات الصين من النفط الخام من 36 في المائة عام 2003 إلى 57 في المائة عام 2030. ويؤكد خبراء نفطيون أن طلب الصين على النفط له تأثير محدود في الدورة الحالية لارتفاع أسعار النفط، والصين التي تستهلك 7 في المائة من إجمالي الاستهلاك العالمي للنفط ليست السبب الرئيسي من وجهة نظر الخبر اء لهذا الارتفاع، مقارنة مع الولايات المتحدة التي تستهلك 25 في المائة من الاستهلاك العالمي للنفط. أما مخزون الصين الاستراتيجي من النفط، لن يزيد عن كمية واردات الصين من النفط في ثلاثين يوما، هذا في حين يعادل المخزون الاستراتيجي من النفط في كل من الولايات المتحدة واليابان وألمانيا وفرنسا استهلاك كل منها من النفط الخام لمدة 158 يوما و169 يوما و117 يوما و96 يوما كل على حدة. إن التوقعات المستقبلية باعتماد الصين المتنامي على استيراد النفط دفعتها للاهتمام باستكشاف وإنتاج النفط في مناطق عديدة ومتنوعة مثل: كازاخستان، روسيا، فنزويلا، السودان، غرب إفريقيا، إيران، وكندا. ولكن على الرغم من محاولتها تنويع مصادرها النفطية، فإنّ الصين ستبقى تعتمد على نفط الشرق الأوسط بشكل أساسي مستقبلا كما يؤكد العديد من الخبراء، وبما أن قدرة الصين على تأمين احتياجاتها النفطية من أراضيها تعتبر محدودة باعتبار انه قد تم التثبت من أن احتياطيات النفط الصينية تعتبر قليلة قياسا بنسبة الاستهلاك, فإنه من المرجح بمعدلات الإنتاج الحالية أن تنفذ هذه الاحتياطيات في غضون عقدين من الزمان. يذكر أن الصين هي خامس اكبر منتج للنفط في العالم إلا ان الارتفاع الحاد في الطلب المحلي للنفط حولها إلى مستورد رئيسي في بداية 1993 حيث أصبحت ثاني أكبر مستورد للنفط في العالم.