قصة في غوانتانامو ( 2)

[المشتاق]

قصة في غوانتانامو ( 2) قصة في غوانتانامو ( 2) قصة في غوانتانامو ( 2) قصة في غوانتانامو ( 2) قصة في غوانتانامو ( 2)

في بشاور :
حمولوني إلى بشاور في سيارة سوداء تحرسها سيارتان أخريتان, وقال لي مسؤول المكتب في بشاور ( بعد أن عرفني نفسه أنه مسؤول المكتب ) قائلا :" مرحبا بك أيها الضيف الغالي!! ولم أفهم قصده إلا بعد تسليمي لأمريكان حيث كان يشير على إلى أنني ثمين وهم يستحقون أجورا عالية من المشترين !!
وفي الليلة الثالثة أيقظوني من النوم وربطوا يدي وعصبوا عيني لأول مرة وأخذوا أغراض جيبي بما فيها ساعة ثمينة وقربوني إلى المطار بحيث كنت أسمع أصوات الطائرات وهناك همس الضابط الباكستاني في أذني قائلا:" خدا حافظ" أي استودعك الله !!
في يد الأمريكيين لأول مرة:
عندما سلمني الاستخبارات الباكستانية إلى الأمريكيين في المطار انقضوا علي كانقضاض النمر على فريسته ,حيث بدأوا بإهانتي وضربي بالأسواط والأرجل ,والجيش الباكستاني كان يتفرج علي حيث تم تعريتي أمامهم تماما هوساقوني جرا إلى الطائرة وأنا عار بشكل كامل .
وبهذا الشكل وصلت إلى السفينة البحرية الأمريكية, حيث أنزلوني إلى الطابق السادس في السفينة وأدخلوني إلى زنزانة صغيرة جدا كنت أرى نفسي وكأنني في المنام, أخذتني حالة شديدة من الرعب والخوف, لم أستطع أن أحرك نظراتي يمينا وشمالا.
التحقيقات:
بدأ التحقيق معي وتركز التحقيق على ثلاثة محاور هي:
أين أسامة بن لادن والملا محمد عمر وماذا كان دورك في أحداث الحادي عشر من سبتمبر وبقيت في السفينة نحو ستة أيــام ومنها بنفس طريقة التعذيب و الإيذاء, أخرجوني مع ثمانية آخرين ونقلنا إلى قاعدة بغرام العسكرية وأثناء الرحلة تم الاعتداء بالضرب والتعذيب والإهانات التي تشيب لها البشرية.
التعذيب:
عند إنزالنا في قاعدة بغرام كنت أسمع الجنود وهم يرددون إنه الشخص الكبير فيهم (this big one ) وتناوبوا علي بالضرب , مزقوا ثيابي كاملة ورموني عاليا على الثلج ولعب الجنود بنا بالإهانات و الضرب حتى أغمي علي وعندما أفقت لم أعرف كم مضى علي من الوقت , نظرت في الغرفة فكانت معتمة سوداء متهدمة ورأيت جنديين مسلحين أمامي وآخرين اسود البشرة يحملون عصى وجنديان آخران يحملان مسدسات وكأنهم يريدون أن يلتهموني التهاما , تصورت أنني في حلم مرعب بين الشياطين لم أستطع الإجابة على أسئلتهم لأن فمي متجمد تماما بسبب البرد القارص, ويرتعش جسمي وتهتز أسناني من البرد, ثم تركوني إلى أن استعدت قواي وفي المرة التالية اقتادوني إلى التحقيق وقد تحسنت حالتي وبهذا الشكل بقيت في بغرام شهرا كاملا, كانت رجلاي ويداي مربوطتين بإحكام طوال الوقت وأنا في زنزانة انفرادية كل هذه المدة لم يعطونا الماء لغسل اليدين والوجه والوضوء كما كنا نعاني من مشكلة الأكل وبعد شهر أخذوني إلى قندهار بنفس الطريقة المهينة والتعذيب وفي قندهار تكرر كل ما لقيناه في بغرام مرة آخرى وبقيت ثلاثة أشهر في قندهار ثم نقلوني إلى غوانـتاناموا .
باكستان وقضية طالبان:
يشير الملا عبد السلام ضعيف إلى السياسة الباكستانية فيقول أن باكستان باعت قضيتنا بالمال وحولت طالبان إلى سلعة تجارية وتاجرت بها مع أميركا وتمكنت حكومة باكستان عن طريق هذه التجارة من التخلص من ديونها ورف الحصار الاقتصادي الذي كان مفروضا عليها .
الطريق إلى غوانـتاناموا :
غيروا لون ملابسنا إلى البرتقالية وقاموا بتعصيب أعيننا بقطع لاصقة وقيدونا بقيود مقفلة بأقفال مختلفة تم ربطها بالأيدي وخلف الظهر وبالكرسي الذي نجلس عليه وكانت عملية الانتقال مقارنة بالمرات السابقة صعبة جدا, وبدأت الأيام المريرة التي لن أنساها ما دمت على قيد الحياة .
ويذكر ضعيف بعض القصص المثيرة للمعتقلين حيث كان من بينهم شخصا مسنا عمره 105 سنوات, كما كان من بينهم بعض الأطفال ويشير إلى الأقفاص الصغيرة وكيفية العيش فيها كما يذكر بطش الأمريكيين وتعذيبهم للمعتقلين و معاملتهم لهم أسوء من معاملة الحيوان للحيوان.
ثم يشير إلى العمل الإجرامي السيئ الذي قام به الجنود الأمريكان من الإساءة إلى المصحف الشريف في غوانـتاناموا على مرأى ومسمع من المعتقلين , كما يذكر ماكينة التعرف إلى الكذب والمحاكم التشكيلية التي يقيمها المحققون , وأساليب الترهيب والقـلق النفسي للمعتقلين , إضافة إلى بعض المغريات أحيانا, واستشهاد بعض المعتقلين في غوانـتاناموا .
الإفراج وشروطه:
يقول ضعيف : لم أتوقع إطلاقا أني سأخرج حيا من كوبا وأنه سيطلق سراحي وأنقل إلى أفغانستان , لم أتوقع هذا إطلاقا ولما انتهت بنا سنتان هناك وحل العام الثالث وصل وفد أفغاني إلى غوانـتاناموا والتقى بي, أبلغني الوفد أن أفغانستان تريدك وأن الشعب يريد الإفراج عنك ونريد أن نجتهد في سبيل الإفراج عنك ولكن بعد أن توافق على العودة لأفغانستان أما إذا كنت لا تريد العودة إلى أفغانستان فلا يمكننا مساعدتك , فوافقت على العودة إلى أفغانستان ثم غادر الوفد وعاد بعد تسعة أشهر ليتم الإفراج عني , لم أكن أتوقع أبدا أن يفرج عني في غضون تسعة أشهر تقريبا ولكن عندما جاءوا للسجن وأخرجوني منه تيقنت فعلا أنهم سيفرجون عني لم أعلم بالضبط ما هو السبب وراء الإفراج عني ولكنني أعتقد أنهم بعد كل هذه التحقيقات لم يجد الأمريكان معي شيئا والاتهامات التي ألصقوها بي كانت مجرد افتراءات وأصبح بقائي في السجن بدون فائدة للأمريكان و لربما
كان الإفراج عني لسبب هم أدرى به ولا أعرفه.
ضعيف وطالبان:
يقول ضعيف عن علاقته الحالية بطالبان لا أريد أن أكون على اتصال بطالبان , وأريد أن أعيش حياة هادئة وربما يشكل الاتصال بهم مشكلة لأن الحكومة الأفغانية و الأمريكان في كابول يراقبون كل تصرفاتي ولا يسمحون بذلك ورغم أن طالبان أصدقائي وإخواني وأحبائي وأتمنى من قلبي أن ألقاهم وأجلس معهم لكن الظروف الحالية لا تسمح لي بذلك.
المصدر قرأة خارجية
للاستزادة في القرأة هذا الرابط :
http://www.muslm.net/vb/showthread.php?t=208012