حضور الشيطان عند الاحتضار حضور الشيطان عند الاحتضار حضور الشيطان عند الاحتضار حضور الشيطان عند الاحتضار حضور الشيطان عند الاحتضار
حضور الشيطان عند الاحتضار
تعرض على ابن آدم عند استقرار النفس في التراقى فتن كبيرة لا ينجى منها إلا المؤمن الحق ؛ ذلك أن إبليس يبعث أعوانه إلى هذا الإنسان المحتضر ، فيأتونه وهو على هذا الحال ، فيتمثلون له في صورة من سلف من الأحباب الذين ماتوا قبله ، فيقولون له : أنت تموت يافلان ونحن قد سبقناك في هذا الشأن ، فمت يهوديا فهو الدين المقبول عند الله . فإن انصرف عنه ورفض _ جاءه آخرون وقالوا له : مت نصرانيا فإنه دين المسيح ، وقد نسخ الله به دين موسى ، ويذكرون له عقائد كل ملة ، فعند ذلك يزيغ الله من يريد زيغه وهو معنى قوله جل ثناؤه : ﴿ ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة ﴾
فإذا أراد الله بعبده الهداية ثبته على دين الهدى.
قال رسول الله ÷ : (( إن العبد إذا كان عند الموت قعد عنده شيطانان : الواحد عن يمينه ، والآخر عن شماله ؛ فالذي عن يمينه أبيه ، يقول له : يا بني إني كنت عليك شفيقا محبا ، ولكن مت على دين النصرانية فهو خير الأديان ، والذي على شماله على صفة أمه تقول له : يا بني إنه كان بطني لك وعاء ، وثدي لك سقاء ، وفخذي لك وطاء ، ولكن مت على دين اليهودية وهو خير الأديان ))
يؤيد هذا أيضا ما رواه جابر أن رسول الله ÷ قال :
(( إن الشيطان يحضر أحدكم عند كل شأن من شأنه ، حتى يحضره عند طعامه ، فإذا سقطت من أحدكم اللقمة ، فليمط ما كان بها من أذى ، ثم ليأكلها ولا يدعها للشيطان ، فإذا فرغ فليلعق أصابعه ، فإنه لا يدري في أي طعامه تكون البركة ))
فالشيطان إذن _ كما يتبين من تلك الأحاديث _ يحضر الإنسان عند الاحتضار لكي يفتنه عن الحق . ولكن الله يثبت من يشاء عن الحق ، ويضل الظالمين