يا رب خذني وإلا خذه ...
يا رب خذني وإلا خذه ...
هذا ما قالته سعاد باكيةً وهي تُجمع الأغراض التي تحملها مرة وتسقط منها تارة أخرى , عندها كانت عقارب الساعة تلدغ الوقت وتُشير إلى الثانية بعد منتصف الليل , أما ناصر فقد كان يصرخ بأعلى صوته وهو في حالة هستيرية مطالباً زوجته بسرعة النزول , ركبت السيارة وهي تتذكر زواجها الذي لم تفرح أنثى بقدر فرحها بزواجها منه , ذلك الناصر الشجاع والكريم الذي أحبته وقبلته زوجاً دون كل الرجال ,لكنها لم تكن تعرف معاقرته للخمر وإدمانه له ,
اذا شرب يصبح متهورا ً لا يقدر أحد على مواجهته أو حتى النقاش معه , وهو في طريقه إلى وجهته الساحلية بسرعة جنونية والمطر يسقط بغزارة أصطدم في الحاجز الأسمنتي لتٌقلب السيارة عدة مرات , ويخرج وهو في حالة ذهول باحثاً
عن زوجته التي وجدها على بعد عدة أمتار , حملها وهي تٌشيح بوجهها عنه و زخات المطر تغسل دمائها الطاهرة , لم يمر وقت طويل حتى لفظت أنفاسها الأخيرة وصوت المؤذن في الناحية الأخرى .....