مزيد من أخبار الأسواق الماليه ليوم الاحد23/11/2008م

[عثمان الثمالي]

توحيد عرض القوائم المالية!!

الاقتصادية - محمد فهد العمران 19/11/2008 أضف الخبر لقائمة اخباري
في الثمانينيات الميلادية، قامت مؤسسة النقد العربي السعودي مشكورة بتطبيق معايير موحدة لطريقة عرض القوائم المالية الخاصة بالمصارف التجارية بهدف تسهيل الرقابة ومتابعة الأداء من قبل الأطراف ذات العلاقة مثل: المساهمين والعملاء والتنفيذيين والجهات الرسمية وغيرهم، وهو بلا شك جهد رائع كان يمثل آنذاك تطوراً مهماً في آليات الإفصاح، في حين لا تزال بعض البنوك المركزية في دول مجلس التعاون الخليجي تفتقد مثل هذه المعايير حتى يومنا هذا.

مع بروز وتعدد المصارف الإسلامية في المملكة خلال السنوات الأخيرة، ظهرت مشكلة جديدة تتمثل في افتقاد هذه المصارف معايير موحدة في عرض قوائمها المالية، حيث نجد الغموض والتداخل في استخدام المفردات بشكل يصعب فهم مكونات أهم الأصول والإيرادات. فمثلاً، تضمنت القوائم المالية لكل من مصرف الراجحي وبنك البلاد مفردات المتاجرة والمرابحة والبيع بالتقسيط والبيع الآجل إلا أنه عند التدقيق في هذه المفردات جيداً نجد خلطا واضحا بين المصرفين في تعريف وتصنيف هذه المفردات (تحديداً المرابحة والمتاجرة) والتفريق فيما بينها من حيث كونهما أدوات دين أم أدوات استثمار!!

في السياق نفسه، نجد أن شركات قطاع الاتصالات في المملكة تعاني المشكلة نفسها لكن في وضع أكثر صعوبة حيث تظهر القوائم المالية لكل من شركة الاتصالات السعودية وشركة اتحاد اتصالات عدم وجود معايير موحدة لعرض القوائم المالية حتى الآن، وهي ظاهرة غير صحية سيكون لها بالتأكيد انعكاسات سلبية على القطاع في المدى الطويل، حيث تتركز المشكلة في أن قوائم المركز المالي والدخل لكلتا الشركتين تفتقر إلى بنود موحدة من حيث التصنيف والعرض، مما يدل على أن الوضع في شركات الاتصالات أكثر تعقيداً من المصارف الإسلامية.

فعلى سبيل المثال لا الحصر، تضمنت قائمة الدخل لشركة اتحاد اتصالات تكلفة الخدمات وإجمالي الربح، في حين لم تتضمن قائمة الدخل لشركة الاتصالات السعودية ذلك على الإطلاق، وبالتالي صعوبة معرفة تكلفة الخدمة وإجمالي الربح في شركة الاتصالات السعودية أسوة بشقيقتها وهي معلومة جوهرية لحساب هامش الربح الإجمالي، كما أن شركة الاتصالات السعودية تعتمد طريقة التوحيد التناسبي بدلاً من حقوق الملكية في تسجيل استثماراتها في شركاتها الزميلة (وهي بذلك تكون أول شركة سعودية تستخدم هذه الطريقة)، في حين لم تقم شركة اتحاد اتصالات باستخدام هذه الطريقة حتى الآن!!

السؤال الآن: أين مؤسسة النقد العربي السعودي وهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات من كل ذلك؟ ولماذا السكوت ونحن نتحدث عن قطاعات حساسة وحيوية؟ والأهم من ذلك مَن هو المستفيد؟