العوارشة في رحلة الى عورش/الحلقة ألرابعه

[رويعي الغنم]

العوارشة في رحلة الى عورش/الحلقة ألرابعه العوارشة في رحلة الى عورش/الحلقة ألرابعه العوارشة في رحلة الى عورش/الحلقة ألرابعه العوارشة في رحلة الى عورش/الحلقة ألرابعه العوارشة في رحلة الى عورش/الحلقة ألرابعه

تعذبل العوارشة من الشيطان ثم سار موكبهم موكب الخير والبركة والنماء والتقدم الى عورش . كان ابن سلمان جالسا خلف مقود (الطاره) السيارة والصمت مخيم على العوارشه حيث كانوا كاشمين مكشومين(متغظبين) ملوين أبوازهم ويلاطمون ذبان أخشامهم بعد مصيبة الثعبان ألأقرع , ( وبالمناسبه 99 في الميه من القرعان ما يجيك من وراهم خير).
وفجأة دعس ابن سلمان الكوابح (الفرامل) وسحب البريك وخرج من السيارة مذعورا وبيده الرشاش الذي صوبه الينا وبدأ من جديد يزبد ويربد ويعيد نفس ألأسطوانة المشروخة والعبارات المليئة بالويل والثبور وعظائم ألأمور التي سبق أن قالها لنا (بالحلقة الثالثة) والتي بسببها نجونا من نذر معركة كانت وشيكه يدق ناقوسها على ألأبواب حينما كنا وقوفا على الثعبان ,, لقد علق (فرزن) الرجل وتشنج وأصيب بحالة هستيريه تسمى في ألطب - ألقرعان سند رووم- ولم يهدأ ويعد الرشاش الى مكانه الا بعد عنة ومشقة كبيرين كنا فيها بين الحياة والموت ..
طبعا (الجماعه اللي على بالكم) ابن داخل ورحيمه ابن عزاب لا يعترفان بالطب ولا ألأطباء وينسبان كل شيء للكرامات والمس والأرواح الشريره ,, (ما علينا منهم) ..
هنا قررنا التوقف قليلا ومد الفرشة والجلوس لقطف ألأنفاس ولأخذ أستراحة قصيره تطييب بها الخواطر ونشرب أثناءها فنجالين من القهوه , ولكن أبا عبدالرحمن (هداه الله) طلب مني حالما جلسنا الوقوف والقاء خطبة أكشف فيها عن سر كبير وخطير وراء غرضنا من الرحلة خلاف الترويح والأستجمام ..
عندها أحتزمت بدسمالي وتعممت بعمامتي وتمنطقت بسيفي وقمت فيهم خطيبا ولم أطل الخطبة لكي لا يشربوا القهوة ويأكلون التمر كله دوني (ولا يخلون لي شي) , وبينت لهم أن لرحلتنا هدف أسمى من كل شيء وهوجلب ( عود ألأكسيراللي يداون به جميع المكاسير) ألأكسير سر الحياة الذي يطيل العمر ويداوى به كل داء حتى أن الدراهم لتتوالد وتتكاثر لتتزحم في البيوت والممرات بمجرد تقريبها من ألأكسير ..
كما بينت لهم أن ألأكسير ثمين ونادر وليس موجودا بأي مكان من أرض الله الواسعة سوى في مكان واحد ببضعة أمتار مربعة معلقا في الهواء ,, في مكان وصفه لي زميلنا وصديقنا منقاش , ولكنه مكان وعر غاية الوعورة وعسير غاية العسوره بأحدى جبال عورش , ولا يستطيع الوصول اليه سوى مجموعة فدائية متعاونة (فريق تسلق) تجيد تسلق الحجيب والصخور المرتفعة والمنتصبة في علياء السماء وذلك بأستعمال حبال وتجهيزات خاصه أحضرتها معي خصيصا لهذه المهمة والجائزة الكبرى ,,, ونبهت عليهم بالتكتم والحرص الشديدين على سرية الموضوع حتى لا تقيم أمريكا علينا الدنيا ولا تقعدها لأن حروبها في المنطقة المنطقة والدنيا كلها أنما كانت ولا زالت سعيا منها للعثور على ما نحن مقدمون عليه (ألأكسير) .
هنا تلافت العوارشة على بعضهم باشين هاشين يتساءلون فيما بينهم– ويش ويش؟- واعتلت ألأبتسامة وجوههم من جديد وتعدلت أبوازهم التي كانت ملتويه وتركوا الذبان تهبط على أخشامهم ترعى حيث طاب لها لا يكدر صفو عيشها شيء ,,, ثم أجهشوا بالبكاء حتى سار لهم نحيب ونشيج خشوعا من ألأكسير , وقاموا يقبلونني وانا لا زلت أخطب فيهم وهم يرددون - مشينا مشينا الوقت من ذهب- فقلت لهم هذا وقع ألأكسير عليكم وانتم لم تروه فكيف بكم لو لمستموه وعاقرتموه ؟ أنه ألأكسير الذي لو مسه حجر مسته سراء , ولكن رويدا وعلى رسلكم أيها ألأوباش فلن نبرح من مكاننا هذا حتى آكل واشرب مثل ما أكلتم وشربتم .
بعد ذلك تحركنا ثانية من شفا العيلة متجهين أنحدارا الى تهامه بعد أن أستلمت قيادة الجيب ليرتاح زميلنا أبن سلمان , وتناول ابن داخل وابن عزاب طيرانهم وبدأوا في تلحين ألأناشيد وألأهازيج على وقع الطبول ونحن نرددها من خلفهم طيلة الطريق , مثل نشيد:
يا ليلة أثنعش ياللي فيك يقرون ,,,,,,,, عند ابن عباس في ذيك الرويقات
ونشيد :
الليله جوف السجن وحارسي سلمان ,,,,,,,,, وكل يوما وهو في خاطره نيه
ونشيد
يالله يالله يا واسع الجال ,,,,,, يالله يللي من ترجاك ما خاب ,,, يالله يابو الدراج العليات
وغير ذلك من عيون وعكانيين وعضاريط الشعر مثل قصيدة ابن داخل : طيري طيري ياحمامه , طيري عا بر السلامه .. وقصيدة حسن عابد: سافروا ما ودعوني ,, سيبوني وراحوا .. وقصيدة ابو عادل : يا طير ماذا الصياح ,,, ذكرتني بالحبايب .. وغيره من ألأنشاد وعذب اللحون التي تطرح الطير من أعالي الأجواء من شدة النشوة والطرب ..
الى حد هذه النشوة والطرب أتوقف بكم في مسلسل رحلة العوارشه المعرشين المرفعين, على أن أستأنف معكم قريبا حلقات أخرى كلها أثارة وغرائب واسرار وقصص لأخيار واشرار واعيار وابرار ستكشف لكم لأول مرة ويتغير بسببها كل مفاهيمكم للحياة من حولكم...
فلا تغفلوا وتلهيكم مهاملكم وأطماع دنياكم عن متابعة هذه الحلقات الثمينة حرصا على ما ينفعكم ...
وترون بعضكم زودها حبتين وقد يتسبب في أيقاف المسلسل وحينها لم تجن براقش على نفسها فقط بل جنت معها على جميع البراقشة ألآخرين , ومن أنذر فقد أعذر.....