حظ

[كتمان]

حظ حظ حظ حظ حظ

لم يلفت انتباهه يوماً شروق الشمس أو غروبها في حياته لم يراقب القمر ولم تسعده
النجوم فهو لا يعرف اتجاه نجم سهيل الذي ذكره الشعراء وأحبه العشاق .
في العشرين سنة الماضية وهي عمره الحقيقي لم يقرأ شعر عمر بن أبي ربيعة وجميل
بثينة ولا قيس بن الملوح لم يسمع بيتاً واحداً لكثير عزة ولم يشاهد أو يقرأ أو يسمع
قصيدة ( لا تعذليه ) لابن زريق ولا (أضحى التنائي ) لابن زيدون بل انه لا يعرف نزار
قباني أن كان شاعراً أو رئيس وزراء .
قلبه عبارة عن بيداء قاحلة بلا بحار ولا شطآن ولا أنهار ولا ساقية .
روحه كانت صحراء متجمدة بلا شجر ولا زهر ولا ثمر ولا غصون يانعة .
لم يعطي هدية لأحد قط ولم يُهدى إليه مرة واحدة اُهديت له وردة وضعها في كوب الشاي.
كل هذا تغير فقد شاهد بالصدفة قريبة له غائبة كانت تلعب معه وهي صغيرة
تغيرت كثيرا لم تعد تلك البنت منكوشة الشعر مكسرة الأسنان ,
قرر في نفسه أن يخطبها مهما كلف الأمر, أشترى جميع دواوين الشعر بدأ ينظر إلى القمر
وكأنه يراه للمرة الأولى, سأل عن النجوم وراقبها وعرف أماكنها .
كان يسهر كثيراً ليرى الشروق وينتظر المساء ليرى الغروب إعشوشب قلبه وبدأ يتخيل
زوجته واختلافه معها على تسمية الأولاد والبنات .
بسبب موت أمه فاتح والده وجاءت الموافقة المبدئية وانتشر الخبر.........
لكن سيدة طاعنة في السن قالت قبل وفاتها بلحظات
بأن سعاد أخته في الرضاعة !!!!!!!