إلى زوجي الغائب

[أم البراء]

إلى زوجي الغائب إلى زوجي الغائب إلى زوجي الغائب إلى زوجي الغائب إلى زوجي الغائب

بسم الله الرحمن الرحيم

كنت منهمكة في قراءة الصحيفة عندما مد إلي يده بوردة حمراء وقلت دون أن أنظر إليه:شكرا لك يازوجي العزيز0
وفاجأني صوته:أمي أنا عاصم ماذا بك؟التفت إلى ابني وأنا محرجة وأخذت أتأمله كان قد خط شاربه وأصبح رجلا :عفوا يابني ظننتك أباك! سبحان الله نفس الطول و نفس الصوت 0
رجع الزمان بي قبل سبعة عشر عاما تزوجت وكدت أطير من الفرح لوصول الفارس المنتظر ،سأحقق كل أحلامي سأكون بيتا يسوده الحب،سأنجب أبناء ينادونني : أمي0
لكن منذ الأيام الأولى اصطدمت بقسوة زوجي وجفائه ،كان يريد أن يظهر بمظهر الرجل القوي المسيطر،همه الأول والأخير أصدقاؤه الحب والولاء كله لهم ،تجادلنا كثيرا وتصاعدت المشكلات بيننا لكن لم نصل لحل0
مرت السنون وأنجبت خمسة من الأبناء ،لم يكن يعرف عنهم شيئا كنت الأم والأب معا،أنفق عليهم وأعود من عملي منهكة لأذاكر لهذا وأطبب تلك0مرت حياتي مملة رتيبة،حاولت المستحيل مع زوجي لكن لامجيب0لايريد أن يتحمل مسؤولية البيت والأبناء
فقدت الأمل والتفاؤل لكن الله سخر لي زميلة في العمل أقنتعني أن البيوت لاتبنى كلها على الحب ،وإنما العشرة والأبناء أسباب تدعو الأم للصبر والرضا 0
أكتب الآن ودمعات ساخنة تتساقط على الأوراق ،لأبدأ صفحة جديدة من حياتي 0
أهتم بأولادي وبيتي وعملي، سأحاول حفظ أجزاء من القرآن وفي وقت الفراغ أكتب الخواطر التي تختلج في نفسي 0فهي المتنفس الوحيد لي لأنني لاأحب أن أغتاب زوجي وأذكره في كل مكان
سأكتب إلى زوج غائب في عالمه،مع أصدقائه ومع النت الذي لاأعرف ماذا يتابع فيه هل هي أخبار القدس والجدار العازل ،أم أخبار الأسهم والفن 0
أنا متأكدة أن زوجي سيعود ولكن أخشى أن يعود بعد فوات الأوان0