لمؤشر يقفل ايجابيا والسوق يستعد لاختراق مقاومات جديدة

[عثمان الثمالي]

تحليل تطورات سوق الأسهم السعودية في أسبوع
تفاعل السوق مع طرح أسهم المملكة القابضة للتداول واستمرار موجة التفاؤل
تحليل الدكتور ـ عبدالله الحربي





تبدأ سوق الأسهم السعودية تداولاتها لهذا الأسبوع وسط ترقب المتعاملين والنقاد للتأثيرات المحتملة لطرح أسهم شركة المملكة القابضة للتداول على السوق والمتعاملين فيه، والذي تحدد بعد غد «الأحد»وقد جاءت تداولات سوق الأسهم السعودية للأسبوع الماضي متسقة تماما مع ماتوقعناه وأشرنا إليه في تحليلنا لتداول الأسبوع ماقبل الماضي، حيث أشرنا إلى أن السوق من خلال تداولات الأسبوع ماقبل الماضي استطاعت تكوين قناة سعرية صاعدة مدفوعة بموجة تفاؤلية أدت إلى التعاطي الإيجابي للمتعاملين مع السوق. وعليه فقد أبدت سوق الأسهم السعودية من خلال تداولات الأسبوع الماضي تماسكا مطمئنا فوق الحاجزالنفسي 7500 نقطة. حيث استطاعت السوق أن تواصل ارتفاعها التدريجي وأن تنهي تداولات الأسبوع الماضي على ارتفاع قوي، وذلك للأسبوع الرابع على التوالي. حيث حققت سوق الأسهم السعودية مستويات إيجابية للغاية في قيم المؤشرالعام وفي أسعارأسهم شركات السوق وانخفض مدى التذبذب في قيم المؤشر لمعظم تداولات الأسبوع. كماشهدت السوق من خلال تداولات الأسبوع الماضي تحركات مضاربية نشطة وعمليات تدوير واضحة تركزت بشكل خاص على أسهم شركات التأمين الصغيرة والمطروحة حديثا للتداول.
هذا وقدأغلق المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية في نهاية تداولات الأسبوع وتحديدا يوم الأربعاء الماضي عند مستوى 7,633.54 نقطة. وبذالك يكون المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية قد حقق على مدار تداولات الأسبوع الماضي أرتفاعا قويا بلغت قيمته 131.98 نقطة وبنسبة ارتفاع بلغت 1.76 بالمائة عن مستوى إغلاق الأسبوع ماقبل الماضي. حيث كان المؤشر العام قد أغلق الأسبوع ما قبل الماضي عند مستوى 7,501.56 نقطة، بينما أغلق المؤشر في نهاية تداولات الأسبوع الماضي عند مستوى 7,633.54 نقطة.
كما أنه يجدر القول انه بإغلاق المؤشرالعام عند هذا المستوى يكون المؤشر قد قلص خسائره التي تكبدها منذ بداية العام إلى ماقيمته 299.75 نقطة، أي بنسبة انخفاض 3.78 بالمائة عن المستوى الذي كان عليه المؤشر في بداية هذا العام. حيث كان المؤشرالعام قد أغلق في بداية العام عند مستوى 7,933.29 نقطة بينما أغلق المؤشرفي نهاية تداولات الأسبوع الماضي عند مستوى 7,633.54 نقطة. كذلك يجدر التنويه إلى أنه بإغلاق المؤشرالعام عند هذا المستوى يكون المؤشرالعام قد حقق انخفاضا بمانسبته 63.01 بالمائة عن المستوى الذي كان عليه المؤشرفي نهاية شهر فبراير من العام الماضي عندما أقفل عند المستوى القياسي 20,634.86 نقطة.
قطاعات السوق
أما بالنسبة لأداء السوق على مستوى القطاعات على مدار الأسبوع فقد كان أداؤها وللأسبوع الثالث على التوالي إيجابيا للغاية، باستثناء قطاعي الصناعة الذي سجل انخفاضا بمانسبته 0.37 في المائة وقطاع الكهرباء الذي لم يسجل أي تغيرعلى مدار الأسبوع، حيث ارتفعت جميع مؤشرات القطاعات وبنسب متفاوتة في الأداء. حيث جاء قطاع التأمين وللأسبوع الثاني على التوالي على قائمة قطاعات السوق المرتفعة مسجلا أرتفاعا ملحوظا بما نسبته 9.55 في المائة على مدار الأسبوع، تلاه قطاع الاتصالات وللأسبوع الثاني على التوالي كذلك مسجلا ارتفاعا بمانسبته 7.23 في المائة. في حين جاء قطاع الزراعة في المركزالثالث مسجلا ارتفاعا بمانسبته 5.07 في المائة على مدارالأسبوع. أما المراكز من الرابع حتى السادس في قائمة قطاعات السوق المرتفعة فكانت من نصيب القطاعات التالية البنوك، الأسمنت،والخدمات، على التوالي.
أداء إيجابي
أما فيما يتعلق بأداء السوق على مستوى الشركات على مدارالأسبوع، فقد كان كذلك أداؤها وللأسبوع الثالث على التوالي إيجابيا للغاية، حيث بلغ عدد الشركات التي ارتفعت أسهمها على مدار الأسبوع 58 شركة، في حين انخفضت أسهم 33 شركة، بينما لم يطرأ أي تغير على أسعار أسهم 8 شركات. هذا وقد جاءت الشركة السعودية الفرنسية للتأمين التعاوني ألاينز على قائمة شركات السوق المرتفعة مسجلة أرتفاعا بلغت نسبته 1225 بالمائة, تلتها شركة سند للتأمين وإعادة التأمين التعاوني بنسبة ارتفاع بلغت 477 بالمائة على مدارالأسبوع. في حين جاءت شركة الدرع العربي للتأمين التعاوني في المركزالثالث في قائمة شركات السوق المرتفعة مسجلة ارتفاعا بلغت نسبته 22.5 بالمائة. أمابالنسبة لقائمة شركات السوق المنخفضة على مدارالأسبوع, فقد جاءت شركة فتيحي على قائمة شركات السوق الخاسرة وبنسبة انخفاض بلغت 6 بالمائة, تلتها الشركة السعودية للطباعة والتغليف بنسبة انخفاض بلغت 5.10 بالمائة على مدارالأسبوع. في حين جاءت شركة الكيميائية السعودية في المركز الثالث في قائمة شركات السوق الخاسرة مسجلة انخفاضا قدره 4.40 بالمائة على مدارالأسبوع.
الأسهم المتداولة
أما بالنسبة لأداء السوق بحسب أحجام وقيم التداولات للأسبوع الماضي، فقد شهدت سوق الأسهم السعودية انخفاضا ملحوظا في قيم وكمية الأسهم المتداولة وكذلك عدد الصفقات المنفذة على مدار الأسبوع الماضي مقارنة بالأسبوع الذي قبله. حيث انخفضت قيمة الأسهم المتداولة للأسبوع الماضي لتصل إلى 36 مليارا و84 1 مليون ريال, كذلك انخفضت كمية الأسهم المتداولة خلال الأسبوع الماضي بشكل ملحوظ لتصل إلى 799 مليون سهم. بينما بلغت قيمة التداولات للأسبوع ماقبل الماضي أكثرمن 42 مليارا و765 مليون ريال تم التداول خلالها على أكثر من مليار و12 مليون سهم. كما شهدت من خلال تداولات الأسبوع الماضي انخفاضا كذلك في عدد الصفقات التي تم إبرامها مقارنة بالأسبوع السابق, حيث بلغ عدد الصفقات التي تم تنفيذها خلال الأسبوع الماضي 1,124,866 صفقة, بنما بلغت الصفقات للأسبوع ماقبل الماضي 1,337,069 صفقة.
الوضع العام
كما أشرت في تحليلي للأسابيع الماضية, الواقع أنني مازلت أرى أن سوق الأسهم السعودية تبدو أكثر تماسكا وأقل تذبذبا من السابق بفعل تأثيرات وتبعات الموجة التفاؤلية التي بدأت منذ بداية الشهرالحالي. أما القراءة الفنية التحليلية لأداء تداولات سوق الأسهم السعودية خلال الأسبوع الماضي، فتشيرإلى أن معظم المؤشرات الفنية تبدو إيجابية وتؤكد أن السوق مهيأة لتحقيق مزيد من الارتفاعات المستحقة.
أما فيما يتعلق بتحديد ومعرفة المسار والوجهة التي من المتوقع أن يسلكها المؤشرالعام للسوق خلال الفترة القادمة فإنه وإن كان في المجمل اتجاها صعوديا إلا أنه يعتمد بشكل كبيرعلى مدى استمرار تدفق السيولة إلى السوق، وعلى مدى تفاعل وتعاطي السوق والمتعاملين فيه مع قرب طرح شركه المملكه القابضة للتداول والذي تحدد أن يبدأ من قبل فترة تداول يوم الأحد من هذا الأسبوع.
المملكة القابضة
لقد سئلت في أكثر من مناسبة عن ماهية تأثيرات شركة المملكة القابضة على سوق الأسهم السعودية. الواقع أنه ممالاشك فيه سوف يكون لشركة المملكة تأثير قوي على المؤشرالعام للسوق وذلك لأسباب عدة والتي قد لايتسع المقام هنا لذكرها. إلا أن مايجب تأكيده هنا وعلى عجالة هو أن تحديد تأثيرشركة المملكة على المؤشر العام للسوق سوف يعتمد بشكل كبير على النطاق السعري لسهم الشركة عندما يتم إدراجه من قبل هيئة السوق المالية ضمن قيم المؤشرالعام للسوق، والذي من المتوقع ألا يتم قبل يوم الثلاثاء من هذاالأسبوع. كما أنه يجب التنبيه إلى أنه من المتوقع أن يكون لشركة المملكة تأثيرات على السوق بشكل عام حتى قبل إدراج أسهمها ضمن المؤشرالعام للسوق، حيث قد يلجأ كبار ملاك أسهم الشركة لرفع السوق من خلال رفع أسعار أسهم الشركات المؤثرة في تحديد قيم المؤشر العام للسوق قبل وأثناء طرحها للتداول وذلك من أجل تهيئة السوق لرفع أسعار أسهم الشركة عندطرحها للتداول. بقي أن أشير إلى أن شركة المملكة القابضة تعتبرفي نظر الكثيرين شركة مميزة وذات طبيعة خاصة بكل ماتعنيه الكلمة من معنى، وذلك بدأ من طبيعة المالك الرئيس لأسهمها وثقله المالي وتوجهاته الاستثمارية وكذلك طبيعة مكونات محفظتها الاستثمارية وتوزعاتها الجغرافية وانتهاء بكونها تعتبر أسرع شركة مساهمة سعودية تطرح للاكتتاب ومن ثم تدرج للتداول في سوق الأسهم السعودية!!
* أستاذ المحاسبة ونظم المعلومات بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن والخبير بأسواق المال