ألاخبار الاقتصاديه ليوم الثلاثاء الموافق12/2/1429هـــ ‏ ‏

[عثمان الثمالي]

صوامع القصيم تعترف بعجز 14 ألف كيس أسبوعيًا للمدينة المنورة
استبعاد متعهدي الدقيق من التوزيع على المخابز الكبرى .. وفض تجّمع أمام مستودع



سامي المغامسي (المدينة المنورة) افتخار باحفين (جازان) سعيد الزهراني (أبها) محمد العنزي - محمد العبدالله (الدمام) وليد العمير، عبد الرحيم حسن (جدة) احمد دوش (مكة المكرمة) عادل الثبيتي (الطائف)تصوير: رمزي عبد الكريم - عبد المجيد الدويني ، فيصل مهدي
توصلت لجنة ازمة الدقيق في المدينة المنورة الى تغذية المخابز الكبرى التي يزيد استهلاكها عن 50 كيسا في اليوم بالدقيق عن طريق فرع صوامع الغلال ومطاحن الدقيق في منطقة القصيم، فيما بقي التوزيع للمخابز الاخرى بما فيها الفنادق والمطاعم ومحلات بيع التميس عن طريق تجار الدقيق. وكانت اللجنة التي تشكلت بناء على تعليمات صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة اجتمعت امس بحضور مدير عام صوامع الغلال بمنطقة القصيم المهندس عبدالله البراك (باعتبارها الجهة التي تغذي المنطقة بكميات الدقيق).. وتوصلت الى عدة توصيات تطبق اعتبارا من امس ابرزها زيادة نصيب تجار الدقيق في المنطقة خاصة في نهاية الأسبوع اعتبارا من غد الأربعاء وقيام اللجنة المشكلة بمتابعة آلية توزيع وأسعار الدقيق.
نقص الكميات
من ناحية اخرى اقر مدير صوامع الغلال في القصيم عبدالله البراك بنقص الكميات المحددة للدقيق لمنطقة المدينة المنورة وانه ستتم إعادة تصدير نفس الكميات التي كانت تصدر سابقا والعجز يتمثل في 14 الف كيس دقيق أسبوعيا.
وعلمت (عكاظ) من مصادر مطلعة ان اللجنة المشكلة قررت مخاطبة صوامع الغلال في تبوك لسد العجز الحالي من الكميات الفائضة لديها وقال رئيس اللجنة التجارية في الغرفة التجارية في المدينة المنورة محمود رشوان ان خفض الكميات من صوامع الغلال كان له تأثير سلبي على المنطقة وأصبح هناك شح في البحث عن الخبز مبينا ان الغرفة بصدد تكوين لجنة مشكلة من موزعي الدقيق وأصحاب المخابز لمعالجة الأزمة الحالية وقال يجب ان لا نحمل التجار والموزعين مسؤولية ما يحدث.
وقال هناك اقتراح بتكوين فريق عمل لمواجهة مثل هذه الظروف بتوجيه من سمو امير المنطقة الذي وجه بتشكيل لجنة عاجلة لمعالجة الأزمة الحالية لمعالجة وإيجاد آلية لتوزيع الكميات على المخابز بشكل متساوٍ.
ومن جهة اخرى تحولت بعض الاستراحات في طريق تبوك الى مستودعات لتخزين الدقيق وبيعه في السوق السوداء من قبل العمالة الوافدة التي استغلت الازمة حيث تبيع كيس الدقيق بـ200 ريال بينما لجأ البعض الى الاستفادة من الكميات المخصصة للمدينة المنورة في تصديره الى بعض الدول المجاورة.
تجمع التجار
تجمع عشرات من المواطنين امس أمام بوابات متعهد دقيق في جازان بعدما تعذرت كل المحاولات التي قام بها فرع وزارة التجارة لحل الأزمة وتوزيع الحصص على المواطنين وأصحاب المخابز. وامام رفضهم الانصراف اضطرت الجهات المختصة الى الاستعانة بالدوريات الأمنية لفض المتجمعين بعدما اعاقوا حركة السير والطريق أمام المارة في المنطقة المحيطة بمستودع المتعهد.
وقالت مجموعة من المواطنين إن سعر كيس الدقيق وصل إلى 70 ريالا وأرجعوا السبب إلى شح الكمية التي تصل المنطقة حيث لا تكفي لتوزيعها على المخابز والمواطنين. وطالبوا الجهات المختصة بالتدخل لحل الأزمة.
واوضح الناطق الإعلامي بشرطة جازان النقيب احمد جابر الودعاني انه في مثل هذه الحالات تتم الاستعانة برجال الأمن لتنظيم عملية الحركة كي لا تحدث اشتباكات وزحام ومشاكل نظرا لعدم وجود الدقيق في المنطقة وذلك قد يؤدي إلى تجمع المواطنين ودور الجهات الأمنية مقتصر على فك الاختناقات التي قد تحدث بالموقع.
من جهته أكد مدير فرع وزارة التجارة في منطقة جازان محمد عزي الزبيدي أن الأزمة واقعة على جميع المناطق وليست مقتصرة على المنطقة وهناك اجتماع يعقد غدا بالغرفة التجارية الصناعية بجازان مع المسؤولين بصوامع الغلال بالمنطقة الجنوبية لمناقشة وضع أزمة الدقيق في المنطقة منوها بوجود مشكلة لدى صوامع الغلال بالمنطقة الجنوبية.
24 ساعة
كما نفت صوامع خميس مشيط أن تكون السبب في ظهور الأزمات المتتالية في الدقيق. وشدد مدير الصوامع محمد القحطاني على أن العمل داخل الصوامع يتم على مدى الأربع والعشرين ساعة دون توقف وعلى ثلاث ورديات ويتم إنتاج كمية تتراوح بين 22 و26 ألف كيس يوميا من الدقيق بأنواعه الخمسة (بودرة وأبيض فاخر وعادي وبر وبر فاخر وعبوات منزلية) كما أنه يتم إنتاج ما معدله عشرة آلاف كيس يوميا من النخالة يتم توزيعها وفقا للجدولة اليومية المعدة في المصنع. مبديا استغرابه الكبير من أزمة الدقيق الموجودة في الأسواق خاصة في ظل هذا الإنتاج الكبير الذي يصل إلى ستة وعشرين ألف كيس يوميا بأنواعه المختلفة إلا أنه لا يزال شحيحا في الأسواق.
وعزا هذه الازمة إلى وجود من يستخدمون الدقيق في تعليف المواشي بالدقيق نتيجة لفتح ملف هذه القضية من قبل بعض وسائل الإعلام التي أثارت هذه الفكرة عند الكثيرين وكذلك ظاهرة التهريب المنتشرة والتي طرقتها عكاظ قبل أيام بشكل ملفت.
كما أكد القحطاني أنه لم يتم ضبط أي كمية تباع بطريقة غير نظامية من النخالة وأن هناك سيطرة ميدانية واضحة من قبل اللجنة المكلفة بمحاربة الأسواق السوداء في النخالة والدقيق وتجري مراقبة الأسواق بشكل مكثف ودقيق.
من جهة ثانية عقد فرع التجارة أمس الاول في مقره بعسير اجتماعا مع مسؤولي الصوامع والأمانة بمنطقة عسير وتمت من خلاله مناقشة الحلول السريعة لمواجهة مثل هذه الظاهرة ومحاربتها والقضاء عليها.
70 ريالا للكيس
تصاعدت أزمة الدقيق في المنطقة الشرقية من جديد بعد اتهامات وجهها تجار واصحاب مطاعم وبوفيهات الى المؤسسة العامة لصوامع الغلال ومطاحن الدقيق بتخفيض الكميات المقررة سابقا لهم ورفض اعطاء بعض المحلات التجارية حصتها من الدقيق.
وقال متعاملون بسوق الدقيق لـ“عكاظ” ان اسعار السوق السوداء وصلت الى 70 ريالا للكيس الذي يبلغ سعره الرسمي 25 ريالا.
وأوضح تاجر مواد غذائية علي القحطاني ان كميات الدقيق التي يحصل عليها يوميا انخفضت بنسبة 50% اذ كان يحصل على 450 كيسا والآن يحصل على 224 كيسا مشيرا الى ان الطلب اكبر من العرض.
من جانبه نفى مدير المؤسسة العامة لصوامع الغلال ومطاحن الدقيق في المنطقة الشرقية المهندس منصور السويح ان يكون هناك اي نقص في الكميات التي يتم تخصيصها للموزعين او للمخابز الاتوماتيكية وقال يتم توزيع الكميات كما هو مقرر على 48 موزعا معتمدا بمدن المنطقة الشرقية مشيرا الى ان سبب النقص عائد الى تسريب كميات من الدقيق لتكون علفا للمواشي واضاف السويح اي جهة تريد زيادة الكمية المخصصة لها بالإمكان ذلك بعد تقديم الطلب للمؤسسة ودراسته ومن ثم اصدار قرار الموافقة.
تلاعب التجار
وعاش عدد من اهالي الطائف منذ يومين ازمة حقيقية في عدم حصولهم على الخبز من المخابز او المحلات التجارية.
ورصدت “عكاظ” في جولة لها ان نسبة كبيرة من مخابز الطائف كانت خالية من الخبز وارجع اصحاب المخابز السبب الى تلاعب التجار في شراء الدقيق والسيطرة على السوق كما اوضحوا انهم لم يستطيعوا الحصول على الدقيق بالرغم من توفره في المخازن مؤكدين ان هناك تلاعبا غير مبرر انعكس سلبا على مصالحهم.
وفي مخبز في حي السلامة وقعت احتكاكات بين الاهالي من اجل الحصول على الخبز، واوضح كل من محمد المطيري وسامي الزهراني ونايف الثقفي انهم اتجهوا الى اكثر من 20 مخبزا من اجل الحصول على الخبز والشابورة الا انهم لم يجدوا شيئا نظرا لعدم توفر الدقيق.
واعترف مصدر في فرع وزارة التجارة بوجود ازمة حقيقية في عدم توفر الدقيق في المخابز في الطائف واكد ان الفرع اعد تقريرا مفصلا عن كافة ملابسات نقص الدقيق لرفعه الى وزارة التجارة لاتخاذ الاجراء المناسب.
توقف المخابز
واصل مسلسل ازمة الدقيق في جدة حلقاته وتوقف نشاط بعض المخابز لعدم توفر الدقيق فيما عملت بعضها بطاقة لا تزيد عن 25% من طاقتها المعتادة.
ويشكو مديرو المشتريات ومسؤولو المخابز من نقص واضح في الحصص الموزعة عليهم بسبب عدم وصول الطلبات، اما الارفف المخصصة للدقيق في الاسواق المركزية والبقالات فبعضها خال وبعضها الآخر يوجد فيه القليل ويباع بضعف سعره.
وقال وليد ماهر المسؤول في متجر وطني ان الدقيق سبب لنا ازمة فالآن الرف المخصص للدقيق اضطررنا ان نضع فيه منتجات اخرى لكي لا يبقى خاليا وحاليا ليس لدينا اي كمية من الدقيق.
من جانبه قال محمد احسان صاحب (سوبر ماركت) ان ازمة الدقيق منذ ثلاثة اسابيع لكنها استفحلت خلال الثلاثة الايام الماضية حيث انعدم الدقيق واصبح الموزع يعطينا كيسا واحدا زنة 30 كيلو في اليوم حتى لايتوقف المخبز وفي السابق كنا نستهلك ما بين 5 الى 6 اكياس يوميا وخلال الثلاثة الايام الماضية اي مع بدء الدراسة اوقفنا الخبز الصامولي واكتفينا بالشامي.
اما يونس سالم (يعمل في احد مطاحن الدقيق) فقال علقنا لوحة " لايوجد دقيق" لأنه خلال الثلاثة الايام الماضية خلت المطحنة من الدقيق الابيض الفاخر والعادي والاسمر باستثناء الحبوب السمراء التي نطحنها.
واضاف ذهبت الى الصوامع حتى احصل على اي كمية من الموزعين هناك فدعوني للعودة غدا الاربعاء وقال انه خلال الايام العادية كان يبيع اكثر من خمسة اكياس والآن توقف حالي.
وفي نفس السياق قال احمد صالح مسؤول عن مستودع لبيع المواد الغذائية كلما طلبنا دقيق من الموزع اخبرنا انه ينتظر ان يحصل على اي كمية من الصوامع حتى يوزعها. واضاف احمد اننا لا نعلم هل المشكلة من الصوامع ام من الموزعين.
سفر القحطاني "متسوق" قال يمكن لنا ان نستوعب حدوث نقص في الكمية لعطل في المطاحن او لخلاف مع الموزعين ولكن انعدام في الدقيق تحديد لايمكن ان يستوعبه العقل وهذا الانعدام يحدث بين ليلة وضحاها بدون اي مبررات مقنعة وبدون اي مؤشرات سابقة.
اجتماع طارئ
تعقد اللجنة التجارية في غرفة جدة اجتماعا طارئا الأحد المقبل لمناقشة ارتفاع أسعار الدقيق وانعكاس سلبياته على نقاط البيع بعد تفاقم الأزمة التي بلغت خلال الفترة الحالية مستويات عالية لم تصل إليها من قبل وبحث آلية كبح جماح الأسعار مع بحث آليات استيراد الدقيق بما يتواءم مع متطلبات السوق المحلية بعدما صار الإنتاج المحلي غير كاف وأسفر عن إغلاق العديد من المحلات التجارية.
من جانبه حمل نائب رئيس اللجنة التجارية الدكتور واصف كابلي المسؤولية البعض وقال إنهم يستخدمون أساليب ملتوية رفعت الأسعار كونهم يحصلون على التموين بقيمة 27 ريالا ثم يبيعونه بـ70 ريالا في بعض المناطق وبأسعار أعلى في مناطق أخرى لذا أطالب بمداهمة المستودعات من قبل الجهات المعنية للوقوف على حقيقة مخازن المتسلمين لذلك التموين ورفع تقارير يومية بهذا الشأن.
وكانت اللجنة قد عقدت اجتماعا أمس لمناقشة آلية بحث مستجدات الأرز والحليب لكنها لم تخلص إلى نتيجة إيجابية.
ريالان فقط
منعت بعض مخابز وافران مكة المكرمة المستهلكين من الشراء بأكثر من ريالين من نوع (الخبز الصامولي). وشهدت المخابز امس ازدحاما كبيرا بعدما اغلق عدد منها ابوابه في انتظار ان تفرج هذه الازمة وتحل بين دعاوى التجار وصوامع الدقيق.
وفي الوقت الذي وصل الضرر الى مطاعم الوجبات السريعة حين توقف المتعهدون عن تأمين الخبز لها رفعت اصحاب البوفيهات من اسعار (الساندوتشات) مدعين ان سبب ذلك يعود الى الصعوبات التي يواجهونها من اجل الحصول على الخبز بعدما امتنعت المخابز عن تأمين الخبز لهم وبيعه على المستهلكين مباشرة.
من جهة اخرى يعتزم عدد من اصحاب المخابز في مكة المكرمة تصعيد شكوى الى الجهات المسؤولة ضد صوامع الدقيق بسبب تسببها المباشر في ازمة حقيقية للمستهلكين والتجار -حسب قولهم- بعدما اجتمعوا واتفقوا على ذلك امس.