الاخبار ألاقتصاديه ليوم الاحد الموافق17/2/1429هـ 24/2/2008 ‏م

[عثمان الثمالي]

تناول دور المملكة في التحالفات الاقتصادية
رئيس غرفة جدة: غياب الوعي الجماعي حرم العرب من التنمية والشراكات الاستراتيجية


عبد الرحيم حسن (جدة)
أكد رئيس الغرفة التجارية الصناعية بجدة صالح التركي ان غياب الوعي الجماعي وإستراتيجية عمل الجماعة في التنمية السبب في معاناة الدول العربية من مشاكل التنمية وعدم مقدرة منتجاتها الصناعية على المواجهة للمنافسة الخارجية. وقال في كلمته خلال افتتاح المنتدى ان الوطن العربي شهد خلال العقود الأربعة الأخيرة مجموعة من مشاريع الشراكات الاقتصادية العربية، تمثلت في مجموعة من الاتفاقيات الاقتصادية الثنائية والجماعية التي ظهرت إلى الوجود منذ تأسيس الجامعة العربية، وكادت هذه المبادرات أن تحقق خطوة نحو التكامل الاقتصادي العربي وتدشين أولى حلقات التنمية، لولا أن إدخال مشاريع تلك الشراكات حيز التطبيق تعرض لبعض التعثرات. ورغم ذلك لا يزال الأمل يبرق في إمكانية تفعيل الشراكات الاقتصادية محليا وعربيا كما هو الحال عالميا، وإضافة مشاريع شراكات جديدة، خاصة أن عصر العولمة الذي يعد بامتياز عصر التكتلات الاقتصادية، أصبح يفرض هذا التوجه ويجعله الخيار الأفضل في المرحلة المقبلة. وأضاف: في نفس هذا الموعد من الموسم الماضي ناقشنا كيفية تحقيق الإصلاح الاقتصادي وخصصنا أغلب جلسات المنتدى في دورته العاشرة للبحث في قضية الإصلاح التي تؤرق العالم كله وكانت من أهم المخرجات التي اتفق الجميع عليها هي أن التنمية لن تأتي إلا من خلال الشراكات والتحالفات والتكتلات الناجحة. وقد ارتأت اللجنة الأكاديمية المتخصصة التي تتألف من أكاديميين بكلية عفت وجامعة ديوك الأمريكية أن يكون عنوان منتدى هذا العام (إنماء الثروة عبر الشراكات والتحالفات)، حيث كان مقصودا أن نركز على ذلك في الوقت الذي تشهد فيه بعض الشركات الكبيرة بالسعودية حالة من التفكك.. وكأننا نريد أن نذكر الجميع بأن العالم كله من حولنا ينمو ويتقدم بالتحالفات والشراكات العملاقة.
اختيار المتحدثين
واضاف اخترنا الشخصيات المتحدثة بعناية تامة بحيث تتجانس أطروحة أوراق العمل الـ18 المقدمة والتي ستتم مناقشتها على 6 جلسات مع اختصاص المتحدث وعنوان المنتدى بهدف تحقيق استفادة جماعية من تجربة الآخرين.
ولاشك أننا حرصنا على انتقاء وتميز الموضوعات المطروحة ومناقشة الأحداث التي تواكب ما يحدث حولنا في العالم فرض احترام وثقة الوسط الاقتصادي العالمي وتقدير الرأي العام المحلي والدولي لفعاليات المنتدى. واعترف التركي بالمشاكل التي تواجه الدول العربية قائلا لا يختلف اثنان على أن الدول العربية تعاني من مشكلة التنمية نتيجة ضعف مواردها المادية والمالية، وضيق أسواقها الداخلية، مما يحول دون إقامة الصناعات الإنمائية اللازمة لدفع عجلة التنمية وحتى في حالة وجود منتجات صناعية فإنها تتعرض للمنافسة الخارجية، ولا تستطيع الصمود أمام منتجات البلاد المتقدمة في الأسواق العالمية.
وأضاف يعزى السبب في هذا التعثر إلى غياب الوعي الجماعي وإستراتيجية عمل الجماعة في التنمية، مما أضعف السعي للتكامل الاقتصادي والاستغلال المشترك للموارد المتاحة، وهو ما نجم عنه مجموعة من المشاكل التنموية يمكن حصرها في عجز الموارد التحويلية، ونقص الخبرات الفنية والكفاءات واليد العاملة، إضافة إلى ضيق السوق الداخلية وانخفاض القدرة التنافسية تجاه الأسواق الخارجية، وتدني المبادلات التجارة.
خطة استراتيجية
وقال لقد أثارت الشراكات الاقتصادية اهتمام المفكرين والاقتصاديين العرب منذ وقت بعيد، واتفق الجميع على أن الـــشراكات الاقتـــصادية هي الأداة الفعــــالة لخلق تكامل اقـــتصادي وتثبيت صلات وارتباطات متبادلة، وهي السبيل الأوحد إلى تحقيق التنمية المستدامة، وبات تفعيل الشراكات الاقتصادية العربية يقتضي أيضا إعادة صياغة خطة إستراتيجية تسد حاجيات الشــعوب عن طريق تغيير الهياكل الاقتـــــصـــادية العـــربــــية الموروثــــة بما يمكن من خلق تكامل قطاعي، والتنسيق بين مختلف القطاعات الاقتصادية والمنظمات الاقتصادية المتخصصة، وتفعيل الإطار القانوني والمؤسسي للشراكات الاقتصادية.
دور المملكة
واستدرك التركي وقال حتى لا تبدو الصورة قاتمة تماما فقد لعبت المملكة دورا كبيرا في الشراكات والتحالفات الاقتصادية.. ولعل اندماج عدد من البنوك في فترات سابقة وكذلك بعض الشركات دليل واضح على ذلك، كما لعبت بلادنا ولله الحمد دورا رئيسيا في خلق مناخ ملائم لقيام شراكات عملاقة، بفضل وفرة البترودولارات، والانفتاح الاقتصادي الذي بدأت تنتهجه منذ سنوات عديدة، مما وفر إمكانيات للاستثمار ومشاريع الإنتاج عمت جلّ القطاعات الاقتصادية؛ الأمر الذي سيضاعف من أهمية هذه المشاريع، خاصة مع توفر عوامل الإنتاج، وأهمها رأس المال والعمل، وإمكانية خلق تكامل حقيقي وشراكات مثالية.
واضاف: منتداكم الذي ينطلق اليوم في أحد أهم المدن التجارية والصناعية في الوطن العربي هو فرصة لتلاقي الأفكار من أجل بلورة إطار أفضل وأقوى للشركات الاقتصادية التي تساهم في تنمية الثروة وزيادة معدلات التنمية.