الأخبار الإقتصادية ليوم الاحد15/ 3/ 1429 هـ الموافق 23/ 3 / 2008 م

[عثمان الثمالي]

عطل وقلة الصرافات أبرز معوقات المكتتبين
100% أرباح المتداولين في أسهم «زين» لليوم الأول


أحمد العرياني - جدة، احمد الحذيفي- تبوك ، تركي الوادعي - ظهران الجنوب ، فهد الرياعي - أبها ، محمد العبدالله - الدمام، ثواب محمد آل هياف - رنية
في وقت جاءت مكاسب سهم شركة “زين” للاتصالات المتنقلة امس السبت في اليوم الاول للادراج متوافقة ومتقاربة مع التوقعات السابقة، والتي اشارت لتحقيق ارباح بنسبة 100%، حيث افتتح السهم عند 22 ريالا بارتفاع 120% بالمقارنة مع القيمة الاسمية للاكتتاب 10 ريالات.. شهدت الصرافات الآلية في الكثير من المحافظات امس ازدحاما وذلك لرغبة مكتتبي شركة “زين” بيع اسهمهم مع بداية البيع امس. وأدت عدم استجابة الخدمات الألكترونية لعدد من البنوك في الساعة الاولى لبدء تداول اسهم “زين” للاتصالات الى تعثر محاولات المتداولين لإجراء عمليات البيع في اسهم الشركة ولم يصمد سوى أجهزة الصرف الآلي والتي تزاحم عليها الكثير من المتداولين لإجراء عمليات البيع في ظل عدم تمكنهم من إجراء عمليات البيع عن بدء التداول عن طريق الهاتف المصرفي او الإنترنت. وافتتح تداول سهم زين على 22 ريالا ووصل أعلى سعر للسهم عند سعر 23.75 ريالا ولم يستمر عليه كثيرا وتراجع سعر السهم حتى استقر عند 19.25 ريالا عند الساعة الثانية ظهرا الى فترات طويلة. ووصل عدد الصفقات الى 617,139 بقيمة تداول 6,174,204,380.50 بكمية اسهم وصلت الى 288,900,116.
وشهدت البنوك عمليات بيع وشراء كبيرة على الأسهم واعتبر عدد من المتداولين أن سعر بيع السهم كان جيدا نظرا لما تشهده حركة سوق الأسهم بشكل عام والتي واجهت تصحيحا قويا هوى بمؤشر بالسوق الى أرقام متدنية جدا خلال عام. وواجهت صالات التداول أمس إقبالا من قبل المستثمرين لتداول السهم كما استخدم المساهمون الوسائل الالكترونية التي أصبحت الحل الأمثل للمتداولين لإجراء عمليات البيع والشراء. وقد بدت علامات الاستغراب والتعجب على وجيه عدد كبير من المتداولين عقب افتتاح التداول وحتى الساعة 2 ظهرا ولم يتجاوز سعر السهم 23 ريالا حيث توقع البعض أن يصل الى أرقام مضاعفة تصل الى 3 أضعاف الا أن توقعات المحللين الماليين كانت بأن يتذبذب سعر السهم ما بين 20 الى 25 ريالا وهو ما حدث أمس مع أول أيام التداول.
وقال بعض العملاء في تبوك ان صرافات بعض البنوك كانت معطلة والبعض الآخر منها غير جاهز لتنفيذ العمليات.
وفي ظهران الجنوب توافد العديد من المواطنين صباح امس للبنوك وللصرافات لبيع الاسهم في شركة “زين” وتجمع الكثير منهم امام البنوك والصرافات بالمحافظة، واعتبر البعض سعر 23 ريالا منذ اليوم الاول مناسبا لهم مما يستدعي البيع.. الا ان البعض الآخر رفض البيع بحجة انخفاض السعر والتوقع بالزيادة خلال الايام القادمة.
استنفار وتدخل امني
وشهدت مدينة أبها أمس حالة استنفار جماعي من قبل ملاك أسهم شركة زين التي طرحت يوم أمس للتداول وبدت معظم مكاتب الموظفين في العديد من القطاعات الحكومية والخاصة خاوية على عروشها بالرغم من التدابير التي اتخذتها معظم الإدارات لمنع موظفيها من الخروج قبل انتهاء الدوام الرسمي إلا أن الحرص على بيع أسهم زين لحظة تداولها سيطر على تفكير معظم الأشخاص الذين اضطروا للوقوف لساعات طويلة أمام كبائن الصراف الآلي وخاصة في ظل الأعطال التي شهدتها معظم صرافات البنوك في مدينة أبها تحديدا.
واضطرت الدوريات الأمنية للتدخل في العديد من المواقع التي شهدت تزاحما كبيرا من باعة الأسهم لتنظيم الحركة المرورية بعد أن اكتظت الشوارع بالمتداولين وخاصة قبيل صلاة الظهر.
تعطل الصرافات
وفي رنية شهدت مكائن الصرف الآلي ازدحاما لا نظير له من المكتتبين في اسهم شركة زين التي كان يوم امس اول بيع لها حيث تعطلت اثنتان من مكائن الصرف من عدد اربع مكائن هى الموجودة فى رنية.
حيث بدأت تجمعات المواطنين من قبل بداية البيع بساعة وذلك فى محاولة لضمان بيعها فى الساعات الاولى من التداول التي يعتقدون انها الافضل سعرا مما ادى الى تجمع اعداد كبيرة من المواطنين امام ماكينتي الصراف الآلي الوحيدتين التى كانتا تعملان امس بعد تعطل الاثنتين الاخريتين في المحافظة.
وقال المواطن سعد السبيعي انني اقف من قبل بداية التداول بساعة امام احدى الصرافات لأفاجأ انا ومجموعة معى بتعطل الماكينة التي نقف امامها قبل دقائق قليلة من البدء بالتداول مما دفعنا الى التوجه الى ماكينة اخرى لنشهد ازدحاما كبيرا ادى الى تعطيل السير في الشارع الذي يمر بها واضاف اننا فى رنية نعاني من قلة مكائن الصرف الآلي حيث ان اربع فقط لا يمكن ان تفي بحاجة سكان المحافظة الذي تتجاوز تعدادهم 80 الف نسمة.
فيما اشار المواطن محمد السبيعي الى ان مشكلة التداول بالانترنت عبر البنوك كانت امس سيئة للغاية بسبب البطء الشديد فى التعامل معها مما ادى الى إلغاء الاوامر المعطاة اكثر من مرة وحرم الكثير من المتداولين من البيع بأسعار افضل.
سعر مشجع
وتفاوتت ردود الفعل تجاه سعر السهم في اليوم الاول للادراج، ففي الوقت الذي اعتبره البعض مشجعا للغاية، بالنظر لحجم الاسهم المطروحة للاكتتاب والبالغة 630 مليون سهم، رأى البعض الآخر ان السعر في اليوم الاول للادراج لا يتناسب مع قوة الشركة ومستقبلها خلال الفترة القادمة، خصوصا ان الشركة ستبدأ مرحلة التشغيل في غضون الاشهر الاربعة القادمة، مما يعني ان السعر الحالي منخفض للغاية.
وقال انور المادح “مواطن” ان المكاسب التي حققها سهم “زين” خلال الساعة الاولى لانطلاقة الجلسة الافتتاحية للاسبوع الجاري، تعتبر مشجعة للغاية، وبالتالي فإن قرار البيع ينطلق من المخاوف من تعرض السهم لمزيد من الضغط خلال جلسة التداول، مما يفقده الزخم القوي الذي حققه، مثلما حدث للكثير من الاسهم التي ادرجت خلال الفترة الماضية، مشيرا الى انه يمتلك 100 سهم صرفها بمبلغ 22,25 ريالا للسهم.
ويتفق نواف الرشيدي “مواطن” مع قناعة انور المادح، حيث اعتبر وصول السهم لأكثر من 20 ريالا امر مشجع للغاية، خصوصا ان الشركة من الشركات الرائدة في مجال صناعة الاتصالات على المستوى العالمي، وبالتالي فإن المكاسب التي حققتها منذ انطلاقة الجلسة الاولى للاسبوع الجاري، نابعة من القناعة القوية لدى الكثير من المحافظ الاستثمارية بأهمية امتلاك كميات كبيرة من الاسهم.
بينما اعتبر سعيد الغامدي “مواطن” ان المكاسب التي حققها سهم “زين” لا تتناسب مع مستقبل الشركة، فالسعر الواقعي ينبغي ان يقارب 30 ريالا، مشيرا الى ان هناك اطرافا فاعلة في السوق تسعى للاستحواذ على اكبر كمية من الاسهم من خلال الضغط على السعر لعدم تجاوز السعر حاجز 24 ريالا، مؤكدا انه قرر الاحتفاظ بالسهم كمشروع استثماري طويل الامد وعدم تحقيق مساعي تلك الاطراف للحصول على السهم بسعر رخيص للغاية.
وأكد عبدالله الاحمدي “مواطن” ان سعر شركة “زين” يعتبر رخيصا للغاية، وبالتالي فإنه قرر شراء كميات كبيرة، من اجل الاحتفاظ بها لفترة محددة وبيعها بعد ارتفاع السعر، متوقعا ان يقفز سعر السهم كثيرا مع بدء تشغيل الشركة خلال الاشهر القادمة.
نصح حبيب التريكي “محلل فني” ملاك الاسهم من الافراد عدم التسرع في البيع في حال لم يتجاوز السعر حاجز 20 ريالا، مشددا على ان الشركة من الشركات الاستثمارية الواعدة، مؤكدا انه سيتخذ قرارا بالبيع في عند تجاوز السعر 35 ريالا للسهم الواحد، فيما سيعاود الشراء بعد اسبوع عندما يتعرض السهم للضغط، مما يدفعه للتراجع بهدف الاستثمار طويل الاجل، متوقعا ان يتعرض السوق خلال الجلستين الاولى والثانية من الاسبوع الجاري للضغط الشديد، بينما سيبدأ في التعافي الجزئي وامتصاص صدمة ادراج “زين” منتصف الاسبوع المقبل.
واعتبر محمد الشهري أحد المتداولين أن هذا الازدحام من قبل المتداولين على بيع سهم “زين” لم يكن مستغربا بل كان متوقعا أن يشهد اكثر من ذلك لكبر حجم الأسهم المتداولة وازدياد عدد المكتتبين في الشركة. واشار الشهري الى أن التصرفات التي يقوم بها بعض البنوك والتعامل مع العملاء بهذا الشكل وعدم وضع آلية مناسبة لتنفيذ أوامر البيع والشراء جعل الجميع يضع يده على قلبه تخوفا من عدم التنفيذ بالسعر الذي يتوقعه او من أن يحدث عطل يعلق عملية البيع.
على الزهراني متداول قال إنه كان مترددا في البداية في إجراء عملية البيع بسعر السوق الا انه بعد أن شاهد الجميع يقوم بذلك اتخذ قراره بالبيع. وقال إن فتح التداول على السهم بالسعر الذي افتتح به لم يكن كما توقع الجميع من المتداولين او بالأصح كما تمنوا.
من جانبه قال محمد المطيري خبير الأسهم إن نطاق التذبذب الذي شهده سهم زين في اليوم الأول كان متوقعا على خلاف ما كان يدور في أوساط الناس حول وصول السعر الى 5 أضعاف او اكثر. واضاف أن على المتداولين أن يعوا أن هذا السهم هو للاستثمار البعيد وسوف يكون له مردود جيد مستقبل.
وأكد مصدر في تداول أنه تمت تهيئة نظام تداول بشكل يضمن عدم حدوث اعطال فنية نتيجة ضغوط البيع والشراء على الأسهم، مشيرًا إلى أن نظام تداول في حال جيد، لافتا الى أنه تمت معالجة مواطن الخلل التي حدثت في التداولات السابقة.