اخبار اقتصادية ليوم الجمعة

[صقر قريش]

تشمل المستشفيات والمدارس والصرف الصحي
مقاولـون غــائبــون ومشاريع متعـثــرة



إبراهيم القربي - جدة، نواف عافت - الرياض، عبد الهادي الربيعي - الطائف، محمد العبد الله - الدمام
ما أبرز أسباب تعثر بعض المشاريع، هل تعود الأسباب للشركات المنفذة أم لبطء بعض المقاولين، هل يكمن الخلل فى اختيار المقاول المناسب، أم يعود للإجراءات المطولة والصعوبات التى تواجه الشركات لدى مختلف الجهات الحكومية، هل تعود أسباب هذا التعثر إلى هشاشة الجزاءات المنصوص عليها فى العقود أو إلى الإخلال بمواعيد التسليم والشروط والمواصفات الفنية والإنشائية الخاصة بتنفيذ هذه المشاريع؟
فى جدة أكد الدكتور طارق فدعق، رئيس المجلس البلدي أن أعدادا كبيرة من السكان تقدموا بشكاوى مختلفة في ما يخص المشاريع المتعثرة خاصة في مجال الحفريات والمشاريع المرورية ومشاريع الإنارة، وكان لأحياء شرق الخط السريع النصيب الأكبر من الشكاوى، حيث طلبوا من المجلس البلدي الوقوف على بعض المشاريع الخدمية، ويقول الدكتور فدعق «وقفنا على الواقع وتم رفع الشكاوى إلى الأمانة».
وأضاف فدعق، هناك بعض المشاريع عندما تتأخر أو حتى تتعثر فإننا لا نشعر بها أو بتأثيرها، مثل مشاريع الدراسات وهي من المشاريع الطويلة الأمد، وهناك بعض المشاريع لها تأثير على الواقع كالمشاريع الخدمية التي يشتكي منها المواطنون، ويجب ألا نغفل ثلاثة عناصر مهمة في أداء العمل في مثل هذه المشاريع هي: التكلفة، والزمن، والجودة، حيث لا يمكن أن يتحقق العمل بدون أحدها لأنها مترابطة.
ومن جهته أكد المهندس حسن الزهراني، الأمين العام لمراكز الأحياء أن جمعية المراكز بمحافظة جدة، تلقت شكوى من عدد من المواطنين، يتضررون من سوء الشوارع في الحي وكثرة الحفريات وتسببها في تعطيل مصالحهم وكان آخرها من سكان حي ضاحية البساتين الذين تقدموا بشكوى حول المشاريع الخدمية التي تأخرت وطالبوا بإيجاد حلول سريعة لها ورفع الضرر عنهم، وأضاف المهندس الزهراني «نحن بدورنا رفعنا شكوى المواطنين إلى الأمانة والمجلس البلدي للنظر في ما يعاني منه السكان، وسوف نتابع الشكوى حتى نجد لها حلا بإذن الله فدورنا تكميلي فيما بين مراكز الأحياء والمجلس البلدي» مشيرا إلى أن هناك تأخيرا مع الأسف في إنجاز بعض المشاريع الخدمية، يكون سببه المقاول نفسه وهذا يؤثر على مخرجات المشاريع الخدمية.
ويرى المهندس الزهراني أن المشاريع المتأخرة تحتاج إلى إعادة نظر من ناحية متابعة المقاولين أثناء أداء عملهم.
من ناحية أخرى لا تزال العديد من شوارع الأحياء بمدينة جدة، الرئيسية والفرعية، محاصرة بعبارة «نعمل من أجلكم.. ونأسف لإزعاجكم»، التي باتت على ذمة المشاريع الخدمية التي يجري إنشاؤها وتجاوزت المدة المحددة، الأمر الذي جعل سكان العروس وزائريها يشكون من تفاقم الازدحام المروري في معــظم الــطــرقات والــشـــوارع الرئيـــســيــة لا سيما في أوقات المواسم والذروة وعطلة نهاية الأسبوع، ويحملون الإدارات الحكومية كالأمانة والنقل والمياه إضافة إلى شركات المقاولات، المشكلة التي يعانونها يوميا من خلال البطء في أداء العمل والتوقف فيه لفترات طويلة كما يحصل في شارع فلسطين، وطريق مكة القديم، وشارع الأمير سلطان، والسبعين، والستين، وميدان الطيارة.
شارع فلسطين الذي يمتد من طريق الحرمين نزولا باتجاه البحر، وما يشهده من كثرة الإشارات المرورية التي تتفرع إلى أحياء الشمال والجنوب والشرق والغرب، هذا الشارع يشهد كثافة مرورية تزداد عندما تصل إلى محلات الجوالات بين اتجاهيه، عاش سالكوه تجربة مريرة امتدت لسنوات من المشاريع التي أنشئت من أجل تخفيف الضغط عليه بإنشاء كوبري يتجه نزولا إلى شارع الستين.
المواطنان محمد الصيدلاني، وبدر النمازي، قالا إن مشروع شارع فلسطين الحالي قد خفف من الضغط الكبير الذي كان يعانيه لسنوات طويلة، حيث إن هذا الشارع حيوي ولكن ما لا حظناه ولفترات طويلة توقف العمل فيه لأكثر من مرة وشهد إغلاق الشارع كثيرا وهو ما جعلنا نشعر أن هناك خللا في أداء العمل، فقبل سنة تقريبا تم إغلاق الشارع المؤدي إلى شارع الستين جنوبا، إلى أن تم إنجاز الكوبري الذي يضيق كثيرا، وطالبا بدراسة مثل هذه المشاريع ومراقبة أداء العمل فيها بإنجاز العمل في وقته المحدد «وقس على ذلك الكثير من الحفريات وإمدادات شبكة المياه والهاتف وأصبحنا لا ندخل حيا إلا به مشاريع تعاني التأخر في إنجازها وأصبحت لوحات «نأسف لإزعاجكم» تثير الغضب فينا، كما أننا نطالب المجلس البلدي أن يناقش المشاريع المتعثرة التي تقوم بها البلديات وأن يفعل دوره في العمل على معالجة الأسباب التي أدت إلى تعكير صفو سكان العروس وزائريها».
ولا يختلف شارع الأمير سلطان شمال جدة كثيرا فالأعمال الخدمية لا تزال وتيرتها تسير ببطء شديد الأمر الذي تصل فيه الحركة المرورية ذروتها مع المواسم وعطلة نهاية الأسبوع.
وفي محافظة القنفذة تأخرت البلدية في الموافقة على إعطاء أرض لإقامة مشروع مرفأ الصيادين، وكذا الحال بالنسبة للمستشفى الذي توقف هو الآخر بسبب خلافات بين المواطنين حول موقعه والأرض التى سوف يقام عليها المشروع.
صرف الطائف المؤجل
وفي الطائف ينتظر أكثر من 300 ألف مواطن على مدى ست سنوات مشروع الصرف الصحي وإيصال الخدمة لمنازلهم وسط تصريحات مسؤولي المصلحة باكتمال المشروع خلال أشهر دونما نهاية لتلك الوعود.
إلى ذلك يقول أحمد الزهراني إن أحياء السحيلي، ومخططي الملك، والطحلاوي، ما زالت تقبع خارج خدمة الصرف الصحي فيما أعلنت مصلحة المياه والصرف الصحي منذ أكثر من ست سنوات، البدء بربط تلك الأحياء بخدمة الصرف الصحي ومع مرور الوقت لم يتحقق هذا المشروع.
ويضيف عبد الله الغامدي قائلا: منذ ست سنوات استلمت إحدى الشركات تنفيذ المشروع وبعد انتظار دام سنة كاملة تخلت عن المشروع لأسباب مجهولة بعد أن قامت بإيصال الخطوط الرئيسية للأحياء ولم تمض سنة حتى قامت شركة أخرى باستلام المشروع لإيصال الخطوط الفرعية فقط ومضت السنوات ومشروع الصرف الصحي لم ينته «بل إن المشروع لم يبدأ أصلا حتى ينتهي».
مدير مصلحة المياه والصرف الصحي المهندس ناصر السمحان، أوضح أن الشركة التي استلمت المشروع لم تبدأ العمل بعد نظرا لإيقافها من قبل البلدية بسبب استخراج التصاريح لتنفيذ المشروع ميدانيا حيث تعمل المصلحة على متابعة الإشكالية بين البلدية والشركة المنفذة للمشروع وسيتم عقد اجتماع مشترك خلال الأيام المقبلة لحل هذه الإشكالية والبدء في التنفيذ الميداني.
كما أوضح مصدر بلدي أن الشركة المنفذة للمشروع كانت قد تسببت في رمي مخلفات تنفيذ مشروع سابق في أحد المخططات بالمحافظة وقد تسبب ذلك في إيقاف تصاريح التنفيذ بعد أن رأت البلدية أن الشركة المنفذة دائما تتعمد تنفيذ المشاريع بالمحافظة وترك مخلفات العمل في الموقع مما يتسبب فى تعطيل حركة المرور.
تعثر 40 مركزا صحيا في الشرقية
وفي المنطقة الشرقية كشف مصدر مسؤول في الشؤون الصحية عن تعثر إنشاء 40 مركزا صحيا ومستشفيات كان قد اعتمد تنفيذها نظرا لعدم وجود أراض، مؤكدا أن الصحة بالتنسيق مع وزارة المالية وجهت بشراء الأراضي والإسراع فى تنفيذ هذه المشاريع، مشيرا إلى أن هناك جهودا لتجاوز هذه المعضلة من خلال المخاطبات الرسمية بين الوزارات لفك حجز الأراضي الحكومية غير المستغلة لتنفيذ مشاريع صحية وتعليمية وخدمية معتمدة منذ سنوات ولم تنفذ لعدم توفر الأراضي، مضيفا أن وزارة الصحة رفعت خطابا لوزارة البترول والثروة المعدنية، مؤخرا، للحصول على موافقة لإقامة مستشفى لأمراض الدم الوراثية في القطيف على أرض تابعة لأرامكو، معتمد منذ عامين مضيفا أن إنشاء مستشفى أمراض الدم الوراثية في القطيف الذي تعثر منذ عامين في طريقه للحل وقد تمت مخاطبة وزارة البترول لإعطاء الأرض التي تمتلكها أرامكو لتنفيذ المشروع مؤكدا أن الصحة لديها اعتمادات مالية لتنفيذ المشاريع ولكن تقف الأراضي عقبة في طريق التنفيذ.
ومن جهة أخرى أشار مصدر في أمانة المنطقة إلى أن هناك مخاطبات لعدة جهات حكومية لفك حجز الأراضي غير المستغلة وإعطاء الأولوية للمشاريع المعتمدة موضحا أن هناك عدة طلبات من جهات حكومية تبحث عن أراض منذ سنوات لتنفيذ مشاريعها فيما سحبت المؤسسة العامة للتعليم الفني، والمياه، والتربية والتعليم، من المقاولين مشاريع متأخرة وأنذرت آخرين بالإسراع في تنفيذها.
مقاولون غائبون
وفي منطقة حائل كان الأمير سعود بن عبد المحسن، قد أمر خلال ترؤسه جلسة لمجلس المنطقة بمبنى الإمارة بتقديم تقرير شهري للمجلس عن المشاريع المنجزة والمتعثرة، مؤكدا على ضرورة أن يقوم أعضاء المجلس ورؤساء الإدارات الخدمية بتنفيذ المشاريع المعتمدة واستكمال مشاريع الطرق، والمياه والصرف الصحي، والقطاعات الصحية، ورعاية الشباب، تحت الإنشاء والتنفيذ.
وقال أمين عام مجلس المنطقة المهندس إبراهيم البدران، إن المجلس ناقش أيضا الوضع الراهن للمشاريع المعتمدة للمنطقة للعامين الماضيين، ما أنجز منها وما تعثر.
وكانت غرفة أبها قد أوصت الجهات الحكومية بتزويدها ببيان عن المشاريع المتعثرة وحصرها ليتم عرضها في اجتماع المقاولين مع الإدارات الحكومية ولجنة المتابعة في إمارة منطقة عسير وبحث مشكلة نقص الأسفلت والحصص المخصصة للشركات وإنهاء دراسة الشركة المقترح إنشاؤها لنقل الأسفلت من المصافي إلى المنطقة وتخزينها.
متابعة تنفيذ 340 مشروعا
وإلى ذلك يعلق وزير النقل جبارة الصريصري، مؤكدا أن الوزارة تمكنت من الاستفادة من جميع ما خصص لها بميزانية الوزارة للعام المالي السابق من اعتمادات في الاستمرار في دعم وتوسعة البنية التحتية لقطاع الطرق والنقل من خلال البرامج والمشروعات التي اعتمدت للوزارة وما تم صرفه لرفع مستوى كفاءة الأداء الفني والإداري في الوزارة وقد حرصت الوزارة على البدء في ترسية جميع المشاريع والبرامج التي اعتمدت لها فور صدور الميزانية للعام المالي المنتهي وتمت ترسية جميع المشاريع المعتمدة قبل أن تنتهي السنة المالية وبوقت كاف وبلغ عدد المشاريع التي اعتمدت في ميزانية 1428/1429هـ التى تمت ترسيتها (340) مشروعا بتكاليف إجمالية ( 7,900,000,000) ريال شاملة مشاريع دراسة وتصميم كما شملت الميزانية الصرف على مخصصات لدراسات النقل العام داخل المدن وكذلك مخصصات صرف منها على تطوير البنية التقنية والإدارية للوزارة، وفي الوقت الذي حرصت الوزارة على ترسية المشاريع الجديدة المعتمدة فإنها أيضا حرصت على متابعة الصرف على المشاريع القائمة والتي يتم تنفيذها ومتابعة صرف مستحقات المقاولين المتعاملين مع الوزارة دون تأخير.
وذكر المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة الدكتور خالد مرغلاني، أن الوزارة تقوم حاليا بتنفيذ جميع المشاريع دون تاخير أو تعطيل «وليست لدينا مشاريع متعثرة بفضل ميزانية الخير التي أقرت مؤخرا والتي بفضلها سوف نحقق كل سبل التنمية الصحية التي نرجوها من بناء مستشفيات ومستوصفات وتوظيف وتحديث بكافة الوسائل والسبل»، مؤكدا أن الوزارة تقوم بمتابعة كل هذه المشاريع وهي السبيل لتحقيق كل التقدم والرقي في المستقبل.
من جهة أخرى أكد رئيس لجنة المياه والمرافق والخدمات العامة بمجلس الشورى المهندس محمد القويحص، أن المجلس يتابع هذه المواضيع بشكل خاص لأنها تتعلق بمشاريع التنمية والمشاريع التي تهم المواطن وخاصة في المجالات الصحية والتعليمية والبلدية وأن المجلس سبق أن ناقش هذا الموضوع خلال الفترة الماضية وأصدر توصيات بوضع حلول سريعة لتعثر المشاريع ومساعدة المقاولين وخاصة أن العذر كان ارتفاع أسعار مواد البناء ولكن الآن الوضع أفضل والمشاريع بدأت بالتحرك والإنجاز سيكون قريبا، وذكر القويحص أن تعثر المشاريع التنموية متابع من قبل الجهات المختصة ومن أعلى الجهات لإنجازها.