رد: الأخبار الاقتصادية ليوم الجمعة 12 مـحــرم 1430هـ الموافق 9 يناير 2009 م
تعدد أوجه الأزمة المالية والاقتصادية العالمية يعيد للذهب بريقه
باريس - مكتب «الرياض» حسان التليلي:
يرى خبراء البورصات العالمية أن الذهب سيكون طوال عام 2009 في مقدمة المواد الأولية التي يمكن الاستثمار فيها بأمان على عكس ما هو عيله الأمر بالنسبة إلى كثير من المواد الأولية الأخرى بما فيها معادن ثمينة أخرى . وهو حال البلاتين أو ما يعرف لدى العامة ب" الذهب الأبيض". وقد جاء في آخر التوقعات حول سوق الذهب في العالم أن مؤشر ارتفاعه سيتراوح طوال العام الجاري بين سبعة وعشرة بالمائة. ويعزى هذا الارتفاع الذي يغلب عليه الاستقرار إلى عدة عوامل يمكن اختصارها بعبارة "تعدد أوجه الأزمة الاقتصادية والمالية العالمية الحالية ". وقد بدأت هذه الأزمة في الولايات المتحدة الأمريكية عبر ملف القروض العقارية. وكانت الأزمة سببا رئيسيا في انتقالها من الولايات المتحدة الأمريكية إلى العالم عبر المصارف والمؤسسات المالية الأخرى التي اكتشف العالم شيئا فشيئا أنها تورطت فيها بدورها عبر فروعها في الولايات المتحدة الأمريكية أو عبر شراكاتها مع مؤسسات أمريكية . وقد وجد عدد من المستثمرين في ارتفاع أسعار المواد الأولية فرصا هامة تخفف عنهم وطأة الأزمة العالمية التي طالت بورصات الأسهم. وهو حال النفط والغاز والفحم الحجري مصادر الطاقة الأحفورية الأساسية. بل إن كثيرا من المستثمرين أو المكلفين بإدارة استثمارات هؤلاء في أسواق البورصة وجدوا عام ألفين وسبعة في ارتفاع أسعار المنتجات الزراعية غير المعهود فرصا استثمارية جديدة كانوا يحسبونها واعدة فاتضح لهم لاحقا أن فيها مخاطر هي الأخرى. فقد تراجعت أسعار النفط مثلا في الأشهر الأخيرة بشكل لم يتوقعه الخبراء . وبرغم أن مسألة الأمن الغذائي لاتزال تلقي بظلالها على أسواق المواد الأولية الزراعية في العالم فإن المكاسب التي كان ينتظرها المستثمرون فيها منها جاءت أقل بكثير من التوقعات . ودفعت في نهاية المطاف بالمستثمرين إلى طرق أبواب أخرى من أهمها سوق الذهب.
الهنديات والشرقيات والأمريكيات
ونظرا لعلاقة القربى التاريخية بين عامة الناس والذهب من جهة وتضرر كثيرين منهم في أسواق الأسهم من جهة أخرى، فإن الناجين منهم من وطأة الهزات التي طالت أسواق البورصة في العالم خلال العامين الماضيين تذكروا وشائج القربى بينهم وبين الذهب في الأوقات الحرجة فأسهموا في إعادة البريق إلى هذا المعدن. والحقيقة أن النساء الشرقيات والهنديات والأمريكيات أسهمن إسهاما كبيرا خلال السنوات الماضية في إعادة البريق إلى الذهب . وهذا ما خلص إليه تقرير نشره مؤخرا المجلس العالمي للذهب. فقد أكد هذا التقرير الذي أعد العام الماضي أن الذهب لايزال يحتل مكانة خاصة لدى النساء الشرقيات والهنديات والأمريكيات اللواتي اضطلعن بدور كبير في تجنيب صناعة المجوهرات خلال السنوات الماضية وطأة أزمات البورصة والمؤسسات المالية العالمية. وذكر التقرير بأن صناعة المجوهرات تستوعب وحدها سبعين بالمائة من كميات الذهب التي تنتج في العالم سنويا.
أسباب أخرى
ويقول الخبراء الاقتصاديون اليوم إن الطريقة التي تعامل من خلالها الذهب مع الأزمة الاقتصادية والمالية الحالية جعلته يستفيد منها بشكل أفضل مما هو عليه الأمر بالنسبة إلى معادن ثمينة أخرى منها البلاتين على سبيل المثال. فالذهب يظل تقريبا المعدن الوحيد الذي لاتزال استخداماته الصناعية على نطاق واسع محدودة جدا أو بالأحرى شبه منعدمة على خلاف البلاتين أو " الذهب الأبيض " الذي يستخدم في مجالات شتى منها الأغراض الطبية وصناعة السيارات. وقد لوحظ في الأسابيع الأخيرة أن أزمة مصانع السيارات في أوروربا والولايات المتحدة الأمريكية قد أسهمت في تدني أسعار البلاتين في أسواق المواد الأولية على عكس الذهب. ولوحظ أيضا أن أحد عوامل ارتفاع الذهب يتمثل في تزايد ارتفاع كلفة استخراجه من تحت الأرض. فكثير من الشركات المتخصصة في التنقيب عن الذهب وجدت نفسها غير قادرة على تحمل هذه الكلفة مما أدى إلى تقلص الكميات المنتجة وبالتالي إلى ارتفاع أسعاره لاسيما في وقت تزايد خلاله الإقبال على الذهب للأسباب الأخرى التي استعرضناها سابقا.
|