اخبار التربية والتعليم ليوم الاحد14/1

[صقر قريش]

الجزيرة:الأحد 14 محرم 1430هـ العدد:13254
تعليم21 : هيكلة كلية المعلمين
د . عبدالعزيز العمر
أود هنا أن أعيد التأكيد على الخيارين التاليين المتعلقين بارتباط كلية المعلمين بجامعة الملك سعود . يقضي الخيار الأول بتحويل كلية المعلمين إلى مسار أكاديمي دراسي بكلية التربية متخصص في إعداد معلم المرحلة الابتدائية، مع وجود مسار دراسي أكاديمي آخر مواز في الكلية نفسها متخصص في إعداد معلمي المرحلتين الثانوية والمتوسطة (كما هو الحال في جامعة متشجان المرموقة تربوياً وغيرها) . أما الخيار الثاني فيقضي بإسناد إعداد معلمي التعليم العام في المراحل التعليمية الثلاث إلى كلية المعلمين Teaching - Oriented، مع بقاء كلية التربية مسؤولة فقط عن الدراسات العليا والبحث العلمي Research - Oriented، وتلتقي الكليتان في تطوير برامج التدريب . إني على يقين تام بأن معالي مدير جامعة الملك سعود الباحث عن الريادة الدكتور عبدالله العثمان يولي هذا الأمر عناية خاصة، أليس التعليم هو خيارنا التنموي الوحيد للحصول على عضوية نادي الكبار؟ ثم أليس المعلم هو رأس الحربة والقوة الضاربة في أي نظام تعليمي؟ . إن الريادة التي تنشدها أي أمة ستبقى مستحيلة التحقق بدون معلم متميز يؤسس في فكر ووجدان كل طالب مشروع عالم قادر على أن يسهم مستقبلاً في تحقيقنا الريادة العالمية، وهذا ما تؤكده تماماً تجارب كل الدول المعاصرة التي خرجت من نفق التخلف .
صحيفة اليوم:الأحد 14 محرم 1430هـ العدد:12994
مديرات المدارس بلا إدارة
عبد العزيز بن عبد الرحمن اليوسف
يتحول مفهوم الإدارة التربوية عند بعض مديرات المدارس على مختلف المراحل من كونها فنا, ومهارة , وعلما إلى هوس , ورغبة , وهوى وشيء من الفوضى . فيمارسن سلطتهن بتسلط , . فتضيع الإرادة الفاضلة في غبار الإدارة الأحادية التي تمنح المديرة نفسها مكانة فوق مكانتها , ورتبة فوق رتبتها , وصلاحيات فوق صلاحياتها . ويتصور بعضهن أنهن وصلن إلى كراسي الإدارة باستحقاق محقق , وأفضلية مفضلة . إن شعور كثير من المديرات اللاتي يتّبعن النظام السلطوي الفوضوي شعور مليء بالزهو , والإحساس بالتميز لأنهن يعتقدن أنهن يملكن مالا يملكه غيرهن من المعلمات . ومما أتاح لهن هذا الشعور هي الحال السلبية من بعض المعلمات , وضعف مواقفهن تجاه ما قد يجدنه من تمايز , أو ظلم , أو غلظة . ومما أتاح لتلك المديرات هذه الفوقية هو تواضع ردة الفعل عند المعلمة , وجهل بعضهن بالأنظمة , والحقوق التي لهن , والواجبات التي عليهن , وكذلك عدم معرفة مهام المديرة الحقيقية من قبل المعلمات والعاملات في المدرسة . بل إن الأمر يمتد إلى اعتقاد كثير من المعلمات أن المديرة بيدها الفصل , وكف اليد , وطي القيد . . وكل ذلك أصبح انطباعا سائدا , وقانونا متعارفا عليه عند المعلمات فلا تجرؤ إحداهن على الحجة , والحوار , والجدل النظامي . . لأن الرهبة تسبق عقلها , و الخشية توقف نبضات قلبها . إن بعض المديرات يعتقدن ان إدارة المدرسة هي حكم مدني , ومملكة مستقلة تديرها بقوانينها , ومشاعرها , وأفكارها لدرجة أن بعض المديرات صنعن من مكاتبهن مكاتب أهل المناصب العليا بوضع سكرتارية , ومواعيد للقاء المعلمة والاستماع لهن . وقد يتعدى الأمر إلى التعامل مع المعلمات و العاملات في المدرسة إلى معاملة صاحبة المؤسسة أو مالكة الشركة من حيث الأوامر , والتنبيه , والإنذار , ومن حيث تطبيق النظام . كما أن بعض المديرات اتبعّن سياسة الكيل بمكيالين , وازدواجية التعامل , والتفرقة , و تقريب البعض دون البعض وصنع ما يسمى بالشللية . كما إن بعض المديرات تخمر في عقولهن أن كونهن مديرات فهذا يعطيهن أفضلية في العلم والمعرفة والتعامل فلا قبول لرأي آخر ولا حوار مع أي طرف فالنظام هو الشدة والقسوة ولا مجال للنظر بروح الخلق الحسن , و لين الجانب . و لا ننكر أن هناك من المعلمات من يتحين فرص تخاذل , وتهاون , وضعف المديرة في تطبيق النظام لكي يستغللن ذلك في تقديم مصالحهن الشخصية على المدرسة , وفي العبث بمهنتهن فيسهم ذلك في تعودهن على التقصير في واجباتهن . وهذا النوع من المعلمات يحتجن إلى إدارة حازمة ومديرة متمرسة تستطيع . لست متحاملا , ولكن يرد إليّ رسائل وشكاوى وطلبات للكتابة حول هذا الموضوع جعلني اكتب شيئا معمما وليس مخصصا باسم أو جهة . وكما أني كتبت في مقال سابق عن الإدارة التربوية عند الرجال وذكرت فيها الكثير مما ذكرت هنا . وجب أن نذكر بدور الإدارة التربوية النسائية . ولدي قناعة تامة أن هناك مديرات فاضلات وناجحات والأكف تدعو لهن بالخير دوما . إلا أن هناك مديرات لم يصلن إلى مستوى فن الإدارة . ختام القول : إن نجاح المدرسة يكون بنجاح المديرة في إدارة المدرسة والتعامل مع المعلمات في مناخ تربوي وأخوي جميل يقدم مصلحة الطالبات وينظر بعين التقدير والرحمة , والتفهم لاحتياجات المعلمات بلا ضرر ولا ضرار . وألاّ تضع نفسها فوق مصلحة المدرسة , أو تظن أن القسوة والشدة سيجلب رضا المسئول عنها . ولتحرص أن تجعل لنفسها ذكرا, وذكرا طيبا بعد رحيلها . . كما انه يجب على المعلمة تقدير المديرة من باب احترام العمل والأخوة لا تبجيلها والتعامل معها على أساس الحق والواجب . كما من المهم أن تختار المعلمة الأسلوب الأمثل و الطيب للتعامل مع المديرة , وطريقة النقد بالمدح .