رد: اخبار التربية والتعليم ليوم الخميس 3/2
الوطن:الخميس 3 صفر 1430هـ الموافق 29 يناير 2009م العدد (3044) السنة التاسعة
من وكلاء المدارس لمعالي الوزي
علي سعد الموسى
تصر بعض – دواخل – وزارة التربية والتعليم على خلق حالة سخط واستفزاز لمنسوبيها من الداخل أيضاً ببعض قراراتها التي تتجاوز المنطق. أغرب هذه القرارات، ليس بأكثر من قرار الوزارة الأخير بعودة 29 ألف وكيل ووكيلة مدرسة إلى الدوام في العام القادم مطلع الأسبوع الثاني من رمضان، وأغرب منه أيضاً أن تعمد الوزارة نفسها إلى منح هذا العدد الضخم إجازة أسبوعين قبل إجازة الهيئة التدريسية الصيفية.
ما الذي تريده وزارة التربية والتعليم من 30 ألف وكيل ووكيلة مدرسة من العمل في رمضان ومن الإجازة الإجبارية المبكرة ومن ثم العودة المبكرة؟ الجواب يختصره بالأمس سعادة المتحدث باسم الوزارة لهذه الصحيفة وهو يقول: إن على هؤلاء أن يفهموا أن هناك ساعات عمل حتى ولو لم يكن هناك عمل. هذا أغرب تبرير سمعته على الإطلاق وهنا نسوق الأسئلة التالية:
أولاً: ما هو ذنب 29 ألف موظف من فئة وكلاء المدارس وهم يجبرون على بدء الإجازة الصيفية قبل موعدها الرسمي؟ وماذا سيستفيدون من هذه الإجازة وهم يقضونها بين حيطان المنزل طالما أن الإجازة الرسمية لم تبدأ بعد؟ طعم الإجازة الصيفية للمعلم أن يكون مع الجميع، ناهيك عن أن إجازته السنوية حق لا منَّة.
ثانياً: ما هو التبرير المنطقي كي يعود الآلاف من وكلاء المدارس إلى العمل في الأسبوع الثاني من رمضان؟ وإذا كان الهدف هو استقبال ملفات الطلاب الجدد فإن الحجة منقوضة لأن كل مدارسنا بناء على التقويم الدراسي المعلن ستكون مفتوحة لمدة ثلاثة أسابيع بعد نهاية هذا العام الدراسي وبالإمكان إنهاء هذه المهمة خلال هذه الفترة، ناهيك عن أن تسجيل الطلاب الجدد لم يكن قبولاً في جامعة بل مجرد تسجيل في مدارس اعتيادية.
ثالثاً: كيف تغتال الوزارة الموقرة فرحة 29 ألف أسرة سعودية بالإجازة في رمضان المبارك بكل ما للعودة من إنهاء للارتباطات وبكل ما للشهر الكريم من روحانية وخصوصية لم يكن فيها بأبلغ من التفاعل الملكي السامي من خادم الحرمين الشريفين وهو يقرر في آخر – رمضانين – أن تكون الأيام العشرة الأخيرة من رمضان إجازة لكافة موظفي الدولة وأنا هنا أربأ بالوزارة أن تعمل تماماً ذلك النقيض بأن تعيد هؤلاء الآلاف للعمل، بلا عمل، في خصوصية هذا الشهر. أنا هنا أناشد معالي الوزير أن يتدخل للمصلحة العامة، ومن أجل الآلاف المنتسبين للعمل معه كي لا تشوه العلاقة ما بين الطرفين بفعل قرار غير مدروس. وحتى لو كان هناك مبرر، ولو افترضنا وجود عمل، فمازال الوقت مبكراً كي نعيد قراءة إدارة الوقت.
|