الإصابات الرياضية

[صقر قريش]

سوانح طبيب
لا عدوى ولا طيَرَة؟!

بقلم د. سلمان بن محمد بن سعيد
إن انتقال العدوى من المريض إلى الطبيب أو العكس.. أمر مهم أثناء الكشف على المريض وعلاجه.. وذلك بمنع حدوثه ما أمكن.. وتعقد الندوات حول هذا الموضوع من آن لآخر.. ومع ذلك تقع الكثير من (الخروقات) وتنتقل العدوى من المريض أو إليه.. وبالأخص عندما تكون اشتراطات العملية العلاجية متدنية أو (لك عليها) كأن تُغفل عملية التعقيم فيما يخص المريض من أدوات أثناء العملية العلاحية..

ويجب التفريق بين النظافة التي يندب إليها الدين والفطرة السوية وقلة النظافة أو (الطمالة) التي تمجها كل فطرة وذوق.. وبطبيعة الحال التطير مرفوض أيضا.. ويجب الأخذ بأسباب الحيطة والتوكل على الله في كل الحالات.. وعامة الناس (كبار السن بالذات) لا يُدركون أو لا يشعرون بوجود الملايين بل المليارات من البكتيريا والجراثيم التي تعيش معنا أو في الوسط المحيط بنا..
وأذكر موقفاً طريفاً حصل من مريض كبير في السن.. في المستشفى قبل عشرين سنة أو تزيد.. فعندما انتهيت من الكشف عليه نزعت القفازين (ذات الاستعمال لمرة واحدة أو ديسبوسبل) من يدي ورميتهما في سلة المهملات.. وهو يرى.. فقال (محتجا) وغير مدرك لما تحويه القفازات المستعملة من جراثيم (مجهرية) لم رميتها (شكلها جديد) حرام كان عطيتني ياها.. وبينه وبين نفسه قد يقول لماذا الإسراف.. فاستغربت لاحتجاجه (وبيني وبين نفسي أقول) لو ان معي مجهراً لأريتك ماعلق بالقفازين من جسمك من بكتيريا وجراثيم.. إلا اني أخرجت قفازين جديدين وأعطيته إياهما.. قائلاً تفضل ياعم.. فقد استعجلت في رمي القفازين النظيفين بعد الكشف بهما عليك.. فاتسختا مما في سلة المهملات.. وليسامحني الله على إسرافي وتبذيري..
وهناك أطباء (وهم قلة ولله الحمد) لا يتوخون الحيطة اللازمة لمنع انتقال العدوى إليهم أو لغيرهم من الأصحاء من مريض يعالجونه.. مع ان المستشفيات (حكومية وأهلية) تضع اشتراطات النظافة والتعقيم نصب أعينها أو في المقدمة.. وكلامي ينطبق على كل طبيب (مسلم وغير مسلم) إلا ان الطبيب بصفة عامة قد يتطير وأذكر منذ سنين طويلة (في المستشفى الشميسي) أذكر كيف كان أحد هؤلاء الأطباء وأثناء المرور الصباحي على المرضى وبينهم مريض بالإيدز.. كان لا يدخل معنا على المريض ليس بسبب خوفه من انتقال العدوى إليه.. فهو يعرف كيف ينتقل الإيدز.. ولكن بسبب طبيعة ذلك الطبيب المتشائمة والمتطيرة..

وفي الختام أقول إن الطبيب المسلم قادر(بإذن الله) على الجمع بين الأخذ بأسباب الحيطة والوقاية لهُ ولمريضه الذي يعالج وعدم التطير..