اخبار التربية والتعليم ليوم الارربعاء 23/2

[صقر قريش]

المدينة : الأربعاء 23-2-1430هـ العدد : 16737
التغيير وما نرجو منه
أ.د.إبراهيم إسماعيل كتبي
على مدى الأعوام القليلة الماضية شهدت المملكة تغييرات مهمة ، هي في التطور والإصلاح كبيرة ومؤثرة ، وحظيت باهتمام من المواطنين ومن المراقبين والمهتمين بالشأن السياسي والاقتصادي السعودي وتحولاته الداخلية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز .وجاءت التعديلات والتغييرات الوزارية والقيادية في قطاعات عديدة للدولة إيذانا بمرحلة جديدة لا تتعلق بمسميات أو شخصيات وإنما بالرؤية تجاه استحقاقات مهمة حدد معالمها الملك حفظه الله .. ويمنحها قوة دفع كبيرة تستلهم فيها الأهداف وتستشرف الخطى وتؤصل القيم والأخلاق في مواءمة ناجحة بين الثوابت والمتغيرات .وهذه معادلة دقيقة تحافظ عليها المملكة ، وازدادت وضوحا وتناغما بفكر ورؤية ملك التطوير والإصلاح عبدالله بن عبدالعزيز ، وهي المعادلة التي لم تستقر عليها دول عديدة فتعثرت تجاربها .إننا نلمس حراكا جادا في مختلف القطاعات ومفاهيم جديدة للعمل الوطني تقوم على الحوار وتأكيد مبدأ الشفافية وتفعيل آليات المحاسبة ومكافحة الفساد، وتعزيز إمكانات القضاء الذي نعتز ونفخر به ، ومساحة أوسع للنقد وحرية الرأي ، وتفعيل دور المرأة في التنمية .ومن هنا فرضت التعديلات الأخيرة اهتماما واسعا وقراءة متعمقة من كافة الأوساط وعلى كل الأصعدة داخليا وخارجيا.فالتغيير متسارع بحكمة واتزان وأهداف وليس مجرد تغييرات شكلية من قبيل التخدير الذي يعود بالأمور إلى نقطة الصفر ، وكثير من تجارب العالم تمارس هذا النوع من التغيير لكسب وقت أو تمتص غضبا ، وهذا ولله الحمد ليس في قاموس القيادة السعودية ، بل المصداقية التي منحها الملك عبدالله بن عبدالعزيز قيمة عظيمة لها احترامها في الداخل والخارج فالصدق والمصداقية من أهم سماته الشخصية الإنسانية وعبقريته القيادية .ومن قراءة الأوامر السامية في هذا الشأن نلاحظ مؤشرات مهمة أولها : أنها ليست تعديلا وزارياً فقط وإنما هي أكبر حركة تغيير وتعديل على مستوى الدولة في هذا العهد الزاهر ..كما تنوعت التغييرات والتعديلات لتعبر عن جميع مستويات المجتمع واحتياجاته وما تطلبه التنمية في هذه المرحلة .والخطوة المهمة هي تعيين كفاءة نسائية نائبا لوزير التربية والتعليم لشؤون البنات ، وقد توقعنا ذلك على ضوء حرص ولي الأمر على منح المرأة السعودية مكانة ومساحة أكبر في مجالات العمل الوطني المناسبة ودخولها مواقع قيادية ، ولا زالت بحاجة إلى المزيد من المواقع والمسؤوليات .والخطوة المنتظرة التي تتطلع إليها هي دخول المرأة مجلس الشورى كعضو ، فهي شريك في التنمية ولها نصيب من الحقوق الوطنية وبالتالي يحتاج الوطن وقضايا المجتمع إلى دورها وواجباتها الوطنية في السلطة التشريعية .. وما ننتظره أيضا تعزيز صلاحيات مجلس الشورى لدعم المكتسبات المهمة .إن الطموحات لا شك كبيرة وتلمسها القيادة عن قرب وبإحساس صادق ، فحديث الملك – حفظه الله – ينبض دائما ويتدفق بالخير وبالقيم وقبل ذلك كله صدق الإيمان وعمق الرؤية والبصيرة التي أنعم الله بها على الملك الصالح عبد الله بن عبد العزيز .. ومن حقنا بل ومن واجبنا أن نفكر ونمارس الرأي ونكرس الحوار ونطرح قضايانا بعقل ، ونسجل تطلعاتنا بموضوعية لتكون النتائج مستقرة دون تجاذبات وأهواء .والطموحات بطبيعة الحال تعد من سمات الشعوب الحية ، والحمد لله دولتنا حية ووطننا أفاض الله عليه بالخير والنعم وفي مقدمتها رسالته الإسلامية ونعمة القيادة الرشيدة ، ومن طموحاتنا المزيد من المحاكم المتخصصة ووطننا يزخر ولله الحمد بالكفاءات المشهود لها بالقدرة والعلم والخبرة والانفتاح الرشيد على المتغيرات الإيجابية ومن ثم تحصين القدرة المجتمعية على التفاعل برشد وبصيرة .إن التقنيات الحديثة لا تقف عند حدود ، وبالتالي لم تترك مبررا للأساليب التقليدية والروتين والتعقيدات في الإدارة ، وأتاحت التواصل مع العالم في كافة المجالات ، وللإعلام نصيب وافر من هذا التطور العالمي وعليه اليوم مسؤوليات متعاظمة ، ومن هنا يتطلع المواطن إلى الكثير في هذا الاتجاه . شكرا لكم خادم الحرمين وهنيئا للوطن بهذه الخطوات وننتظر ثمارها ممن أولاهم ولي الأمر ثقته من أجل الوطن والمواطن .