رد: الملف الصحفي للتربية والتعليم السبت 17/3
الجزيرة:السبت 17-3-1430 العدد:13316
إنه عهد الملك عبد الله ومملكة في لوحة الشرف
وسيلة محمود الحلبي
دأبت حكومة المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها على إرساء دعائم البناء والتطوير وباتت الركائز هي المنهاج والخريطة التي تنطلق منها في مختلف الأصعدة . وجاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله ليؤصل هذه الدعائم ويرسخ مفهومها، وطرق ممارستها والعمل بمقتضاها، وفي يوم مشرق من أيام المملكة العربية السعودية سطع نور التغيير . فخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله يسعى ليل نهار لخدمة هذا الوطن الغالي ورفعته وخدمة أبنائه، والسعي الدؤوب لعزته واضعاً نصب عينيه خدمة المواطن ومصلحته بالدرجة الأولى . هذا هو الملك عبد الله بن عبد العزيز همه الوحيد حفظ الوطن وراحة المواطن . وما هذا التغيير الذي سطعت شمسه إلا لبذل المزيد من الجهود والارتقاء بمستوى الخدمات الصحية والتعليمية والقضائية والشورى وتلافي السلبيات وتيسير سبل الحياة . فهذه التغييرات بمثابة تتويج لجهوده -حفظه الله- ولما نتج عنه من حراك اجتماعي عكسته هذه التعديلات الشاملة في المؤسسات الشرعية والقضائية والاقتصادية والصحية والعسكرية والثقافية التي كان من أبرزها من وجهة نظر المواطنات (تعيين نورة الفايز كأول امرأة في منصب نائبة لوزير التعليم لشؤون البنات) . وهذا يعكس نتائج الحراك الاجتماعي فيما يتعلق بوضع المرأة وخاصة في مؤتمرات الحوار الوطني . إن هذا التغيير الشامل هو التطوير وبث دماء جديدة وتجسيد لحيوية النظام السياسي ومعيار لصحة الجسم الإداري ووجود أفق وطني ومشروع يتم بناؤه وهو تجسيد عملي لإستراتيجية الدولة ومنهجيتها وأولوياتها ورؤيتها . فالتعديلات الوزارية هي رسالة إصلاح، إذ ليس هناك أي مجال للتقاعس عن مواكبة طموحات وآمال الملك وشعبه، فالوزراء هم أصحاب الهمم العالية في خدمة أوطانهم ومجتمعاتهم، وهذه المهام الجديدة والمناصب هي تكليف ومسؤولية عظيمة، أسأل الله العلي القدير أن يعينهم على القيام بها، ويكون لهم عوناً وسنداً . وإن هذا التغيير لا يعني أن القديم ليس جيداً وإنما هي طبيعة المرحلة وحتمية التغيير، ونحن الآن أمام منعطف تاريخي من برنامج الملك عبد الله الإصلاحي، والذي يعكس رؤيته حول استحقاقات هذه المرحلة وأولوياتها . وإن من غادروا فهم عمالقة حملوا الحقيبة الوزارية لسنين مضت، وعمالقة آخرون ممن قادوا كراسي مهمة وحساسة على خريطة الوطن، ليأتي مكانهم عمالقة جدد بالقدر ذاته من الدين والوطنية والحماس والإحساس بالمسؤولية العظيمة، إنهم سجل عظيم في لوحة الشرف لهذه البلاد الغالية . إن هذا التعديل والتغيير ليس بمستغرب على خادم الحرمين الشريفين الذي عودنا على التخطيط والتنظيم وإصدار القرارات الصائبة، وإن قرار تعيين أول نائبة وزير (امرأة) جاء ليثبت جدارة المرأة التي استطاعت أن تشق طريقها إلى المشاركة في مسؤولية الوطن، نعم إنه عصر النهضة وعصر صناعة الإنسان عقلياً وفكرياً ونفسياً لبدء مرحلة جديدة في نهضة الوطن . فهذا التغيير يبعث على الأمل والتفاؤل والإصرار على أن تكون الحياة أجمل وهو نقلة نوعية جاءت ثمرة تخطيط محكم لمجتمع يتطلع إلى المعرفة والعلم والتعليم والصحة والإعلام وحقوق الإنسان والقضاء . فهذا التغيير هو نهج الدول المتقدمة والقوية ودليل قوي على حيوية البلاد والمتابعة الدائمة والمستمرة لأداء المؤسسات وأداء شاغلي الوظائف على ضوء المتغيرات والمستجدات والأداء والمصلحة الوطنية هي الفيصل في نهاية المطاف . إن التفاؤل بهذه التغييرات عم جميع أفراد المجتمع، وعلى مختلف مستوياتهم، وقد عبروا عن فرحتهم وطموحاتهم بأن هذه التغيرات هي خطوة أخرى في مسيرة الإصلاح، وخاصة بدخول المرأة وللمرة الأولى في التشكيل الحكومي باعتبارها خطوة إيجابية ومرحلية وخطوة جديدة تؤكد اهتمام خادم الحرمين الشريفين بالمرأة السعودية . فعلى المسؤولين الجدد الخدمة المتطورة والشفافية، لأن حجم المسؤولية كبير جداً لإكمال مسيرة الإنجاز .
لحظة صدق
أهنئ الوزراء الجدد بالثقة الملكية، وأسأل الله العلي القدير أن أكون على قيد الحياة لأهنئهم بعد أربع سنوات على جدارتهم بهذه الثقة وبنجاحاتهم والقيام بإخلاص بمسؤولياتهم أمام الله ثم المليك ثم المواطن . وعشت يا وطني في سجل الشرف وأدام الله خادم الحرمين الشريفين ذخراً لهذه البلاد الغالية .
|