الاخبار المحلية والعالمية الخميس 27 ربيع الثاني 1430 هـ الموافق 23 أبريل 2009 م

[مخبر سري]

البنوك لم تلتزم بضوابط التورق المنظم

عبدالله الداني ـ جدة

قال عضو هيئة كبار العلماء واللجنة الدائمة للإفتاء سابقا الشيخ عبد الله بن علي الركبان إن بعض أعضاء الهيئات الشرعية وضعوا معايير وضوابط للبنوك، لكن للأسف الشديد لم تلتزم بعضها بذلك من الناحية العملية، ومن ثم فأكثر الذين قالوا بجواز التورق عن طريق البنوك من قبل، رجعوا وأفتوا بعدم الجواز على هذا الوجه، لأنهم نظروا للجانب التطبيقي ووجدوا أن البنوك لا تلتزم بالقواعد التي بنى عليها العلماء فتواهم بالجواز والتي نصت على التزام البنوك بها، وعليه فلا يجوز أن تستمر فتاوى إجازة التورق لأن البنوك لم تلتزم بالضوابط الشرعية، وقد صدر عن المجمع الفقهي التابع لرابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة قرار بمنع التورق المنظم، أما من حصل منه ذلك قبل صدور فتاوى المنع فعليه أن يتوب ويستغفر الله وعفا الله عما سلف. من جانبه قال أستاذ الاقتصاد الإسلامي في جامعة الأمير سلطان بن عبدالعزيز د. حمزة السالم أن المصرفية الإسلامية مبنية على التحايل وأن احتجاج أعضاء اللجان الشرعية في البنوك غير مقبول إطلاقا، بدليل المقترضين من تلك البنوك لا يشترون شيئا أو يبيعونه ـ حسبما يقولون ـ وهذا أكبر دليل على أن أهم شروط البيع غير متوفرة في هذه التعاملات، فما ذكره الشيخ الركبان جيد، ويزاد عليه ضرورة معرفة أساس المشكلة، وهي القول بربوية الأوراق النقدية، ومن يقول بذلك فهمه خاطئ، فما يحصل الآن ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية قديما، ووافقه عليه الشيخ ابن سعدي ـ رحمه الله ـ في فتوى له، حيث قال ابن تيمية ـ رحمه الله ـ (وقد يفهمون من كلام الشارع معنى عاما فيحرمون ما لم يحرم الله ورسوله فإما يستحلونه بالحيل، وإما يقولون إنه حرام أو يلزمون ويلزمون) فالذي جرنا إلى هذا المسلك هو تحريم ما لم يحرم الله ورسوله فاضطررنا إلى الاحتيال ونقول حاليا ما هو البديل الآن، إنه بلا شك إيقاف ما يسمى بالتمويل الإسلامي الذي فيه افتراء على الله وحيلة على شرعه، إننا ندعو إلى جمع الطرفين من المعنيين بالاقتصاد ممن لم يتورطوا في الصيرفة الإسلامية كالمسؤولين في الدولة مثل محافظ مؤسسة النقد ووزير المالية من جانب، ليشرحوا مثل هذه الأمور، ويسهموا في سد الفجوة، ويقربوا المسألة للعلماء بشكل واضح، فالشيخ الركبان تحدث عن آثار المشكلة ولم يتطرق إلى أصلها فلو عالجنا أساسها لاستطعنا حلها تماما.