الملف الصحفي الثلاثاء 17 /5

[صقر قريش]

الوطن:الثلاثاء 17 جمادى الأولى 1430هـ العدد 3147
الكهرباء تخلي مدرسة بنات في القريات وتخرج الشموع إلى شوارع القويعية
شعور بعدم الإنصاف في خيبر وبالإهمال في القنفذة وبعدم الثقة في ينبع
القويعية، خيبر، القفنذة، ينبع، القريات، عفيف: صالح الزهراني، عبدالله الرشيدي، عبدالرحمن الغبيشي، أحمد العمري، علي العطشان، بدر الحربي
عكست حالات انقطاع التيار الكهربائي في عدة مناطق بالمملكة طوال الأسبوع الجاري حالة استياء واسعة بين الأهالي مقرونة بمخاوف أمنية وخسائر مادية وشعور بعدم الإنصاف.وفيما مثل الاستياء شعورا عاما بين الأهالي في المدن والمحافظات، أبدى سكان بعض المحافظات شعورا بعدم الثقة في تحسن الحال، فيما جاء انقطاع التيار الكهربائي "غير العادل" في خيبر ليثير من جديد حفيظة الأهالي، إذ يعتقد بعضهم أن الانقطاع الكهربائي الذي يزور أحياء وقرى المحافظة طوال فترة الصيف لا يضرب أحياء بعينها في خيبر، قائلين إن القطع المبرمج للتيار يتعمد ضرب الأحياء ذات الكثافة السكانية العالية بهدف تحقيق خفض مجد في التحميل الكهربائي على المحافظة، مما يضاعف من أعداد المتأثرين بالانقطاع.ويطالب أهالي خيبر بالعدل في توزيع الأحمال الكهربائية بين أحياء وقرى خيبر مصحوبا بالعدل في برمجة الانقطاعات، فيما يتواصل مسلسل انقطاع التيار الكهربائي لليوم الرابع على التوالي في المحافظة التابعة لمنطقة المدينة المنورة.ومثل الوجه الآخر الفريد لانقطاع الكهرباء في محافظة خيبر تأثر قوافل المعتمرين الذين يمرون أثناء قدومهم من تبوك صوب المدينة المنورة، إذ يؤدي الانقطاع إلى تعطلهم لنحو ساعة كاملة بسبب انقطاع الكهرباء عن محطات الوقود مما يضطرهم إلى الانتظار لحين عودة الكهرباء.وككل صيف، يتوقع أن يعاني سكان بعض مناطق محافظة خيبر أكثر من غيرهم، وهكذا فإن حي المخططات و قرى الثمد والصلصلة والعشاش قد يواجهون انقطاعا يوميا للتيار بواقع ساعة كاملة، تكون عادة بعد الثانية ظهرا.
وفي القريات، لا يجد الأهالي فرقا كبيرا بين الشتاء والصيف حين يتعلق الأمر بانقطاع التيار الكهربائي، سوى أن "الانقطاعات الصيفية" أشد وطأة في صيف الشمال الجاف.فبحسب الأهالي، فإن زيادة الأحمال على المولدات في محطة كهرباء القريات لا حل لها سوى بفصل التيار عن بعض الأحياء بالتناوب، مهما كان الموسم، فيما كان نصيب الفصل أمس حي حصيدة بالقرب من المنطقة الصناعية.وتعرضت مدرسة ابتدائية للبنات في الحي أول من أمس لضغوط في الأحمال أدت إلى إخراج الطالبات من الفصول خوفا من حدوث حريق محتمل وذلك حتى إصلاح العطل وإعادة التيار، وأكد مدير التربية والتعليم للبنات بمحافظة القريات سالم الضبيعان وجود مشكلة قائمة بالمبنى ذاته نظرا لتهالكه بشكل عام، موضحا أن إدارته سبق وأن أعلنت لاستئجار مبنى بديل أكثر من 9 مرات إلا أنها لم تجد البديل المناسب.وفي ينبع، بات لأهالي أحياء السميري والمشهد والعمودي والعصيلي موعد لا يخلفونه مع انقطاع الكهرباء عن منازلهم، وأصبح لسكان هذه الأحياء ساعات معلومة تنقطع فيها الكهرباء عنهم.فقبل أن يعود أبناء المواطن مبروك الرفاعي من مدارسهم، تنقطع الكهرباء عن منزلهم في حي المشهد، ليصلوا إليه وقد صاحبت حرارته رطوبة الساحل لتجعلهم ، بحسب والدهم، يتمنون لو لم يغادروا المدرسة.يقول الرفاعي: هم الأطفال من جهة، وهم الأجهزة من جهة أخرى، فهؤلاء باتوا يكرهون العودة إلى المنزل، أما الأجهزة فتكبدني سنوياً خسائر لإصلاحها بسبب تكرر انقطاع الكهرباء.وذكر محمد آصف وهو عامل في محل تموينات غذائية أنه بات يضطر دورياً لإتلاف كميات من الدجاج المجمد والألبان جراء الانقطاع المتكرر للكهرباء، فيما يضيف محمد العلوني إن منظر المأكولات المكومة في سلال المهملات بجوار المنازل أصبح مألوفاً بسبب كثرة انقطاعات الكهرباء.وأوضح مصدر بفرع شركة الكهرباء في ينبع طلب عدم ذكر اسمه أن زيادة الأحمال على القواطع الكهربائية خلال فترة الذروة تضطر القائمين على التيار الكهربائي إلى إجراء قطع مبرمج لتخفيف الأحمال، موضحا أن عدم ثقة الأهالي بتحسن وضع التيار الكهربائي خلال الصيف "له ما يبرره، إذ لا حل سريعاً لمشكلة التحميل الزائد، والحلول الوحيدة هي الحلول الجذرية".
وتمثلت مشكلة أهالي القنفذة مع انقطاع التيار الكهربائي في تلف الأجهزة المنزلية، خاصة أن نمط الانقطاع الكهربائي في المحافظة التي يقطنها نحو ربع مليون نسمة يأخذ شكل التكرار بمعدل شبه يومي وعلى فترات متفاوتة، مما يتسبب في تلف المكيفات والثلاجات.وطوال أسبوع، رصدت "الوطن" خمس انقطاعات للتيار الكهربائي على الأقل، استمر أطولها قرابة الساعتين، فيما يقول عمر الكيادي وهو من أهالي قرية كياد إن الانقطاعات أدت إلى خسارته لمكيف وثلاجة "مثلي مثل الكثير من الجيران الذين هم، مثلي أيضا، محدودو الدخل" .وفضلا عن مشكلة الانقطاع المتكرر للكهرباء، تدور معظم شكاوى أهالي القنفذة والقرى المحيطة حول تردي خدمات الصيانة، إذ لا ترد الهواتف التي خصصتها شركة الكهرباء لتلقي شكاوى المواطنين والمقيمين، وتأخر فرق الصيانة في تلبية طلبات المعاينة والإصلاح.ويقول بلقاسم الغبيشي وهو من سكان قرية السلامة إن وحدة واحدة للطوارئ تتولى تغطية ثلاثة مراكز، هي القوز وحلي وكنانة، واصفا الأمر بالظلم "خاصة أن مواطني المحافظة كغيرهم ملتزمون بدفع الفواتير، لذلك فمن حقهم الحصول على خدمة صيانة مقنعة".
ويضيف علي أحمد العلوي أنه دائم الاتصال بهاتف الطوارئ المخصص من الكهرباء سواء في مركز الطوارئ بحلي أو في الشركة في مدينة القنفذة إلا أنه لا يجد ردا في العادة.وفيما امتنع مدير شركة الكهرباء بالقنفذة جمعان الزهراني عن التصريح لـ"الوطن" حول أسباب الانقطاعات في المحافظة، قال مهندس يتبع لشركة كهرباء تهامة إن السبب الرئيسي وراء انقطاع التيار يرجع إلى قدم المولدات الكهربائية التي باتت غير قادرة على تحمل ضغط الاستخدام الكثيف للطاقة الكهربائية من مواطني القنفذة.وفي محافظة القويعية التابعة لمنطقة الرياض، تواصلت انقطاعات الكهرباء لليوم الثالث على التوالي متنقلة بين وسط المحافظة وأطرافها، فقد تعرض وسط القويعية بعد مغرب السبت لانقطاع كلي للتيار استنفر معه الجهات الأمنية خاصة في الأسواق التجارية النسائية، حيث شوهدت دوريات الأمن بكثافة حتى عودة التيار.إلا أن الانقطاع سرعان ما ضرب حي "أبوسليم" في اليوم نفسه منذ العشاء وحتى التاسعة والربع مساء، حيث بدا مشهد العائلات خارج منازلها هربا من الحرارة حاملين شموعهم معهم.وكانت معاناة حي "ضريب" إضافية، إذ عكس انقطاع الكهرباء في اليوم نفسه بالحي مخاوف أمنية لدى الأهالي بالنظر إلى انتشار العمالة التي تخشى الأسر من خطر جنوح بعضهم للسرقة واقتحام المنازل تحت ستار الظلام المخيم على الحي.ومع كل انقطاع للتيار في القويعية، يعلو صراخ الأطفال بفعل الظلام أو بسبب الحرارة، خاصة أن الانقطاع بات يتوزع منذ ظهر الأحد على أحياء الربوة والزهور والبساتين، فيما تنبئ درجات الحرارة للأيام الماضية بصيف ساخن مقبل سيجد الأهالي صعوبة هائلة في مواجهته حين يتحالف مع انقطاع الكهرباء.ويعتقد بعض السكان الأقدم في القويعية أن المشكلة الرئيسية لكثرة انقطاعات الكهرباء في المحافظة ترجع إلى ضعف المولدات الكهربائية الرئيسية مقارنة بكبر واتساع القويعية.وقال بعضهم إن هناك ترسية لتقوية وزيادة أحمال المولدات على مؤسسة وطنية منذ الشتاء الماضي إلا أن أسباباً غير معروفة حالت دون إكمال المشروع رغم ترسيته