اهم الاخبار المحلية والعالمية ليوم الخميس 18 جماد الثانية 1430 هـ الموافق 11 يونيو 2009 م

[مخبر سري]

قال إنه يشعر بالخجل عندما يراجع بعض مقالاته السابقة

قينان : الصحافة الورقية في العالم تحتضر بسبب الصحافة الإلكترونية

محمد عبدالله (سبق) الدمام:

أكد الكاتب الصحفي قينان الغامدي أن حالة الاستنفار التي تعيشها الصحافة الورقية العريقة في العالم هي حالة لوضع الخطط التي تضمن لها البقاء و موضحا أنها تعول على المعايير المهنية في الدرجة الأولى لمواجهة طوفان الانترنت والمواقع الالكترونية التي بدأت على حد قوله تسحب البساط من الصحافة الورقية.

جاء ذلك خلال محاضرته التي ألقاها في نادي المنطقة الشرقية الأدبي مساء أمس وحضرها عدد كبير من المثقفين والكتاب والإعلاميين يتقدمهم رئيس نادي المنطقة الشرقية الأدبي جبير المليحان وأعضاء النادي.
وقال قينان الغامدي الكاتب الصحفي السعودي ورئيس تحرير صحيفة الوطن السعودية سابقا إن الصحافة الورقية في العالم تعيش حالة من الاحتضار وتعاني من هاجس الانقراض بسبب التحديات التي فرضها ظهور الصحافة الإلكترونية التي أصبحت تقرأ وتشاهد من أعداد كبيرة. وأعاد الغامدي أسباب توقف بعض كبريات الصحف العالمية عن إصدار نسختها الورقية إلى عاملي الأزمة المالية العالمية ومنافسة الصحف الإلكترونية.
وأضاف في محاضرته أن من بعض المفارقات أن الكثير من مراكز الدراسات التابعة للصحف في أوروبا قلقة بشأن مستقبل النشر الورقي بينما تبدي الصحف العربية اطمئنانها وعدم اكثراثها بالأمر رغم فقدانها للمستوى المهني الذي تتمتع به مثيلاتها الأوروبية.
وقال قينان الغامدي إن حالة من الاستنفار التي تعيشها الصحافة الورقية العريقة في العالم لوضع الخطط التي تضمن لها البقاء , موضحا أنها تعول على المعايير المهنية في الدرجة الأولى لمواجهة طوفان الانترنت مستشهدا بصحيفة الفايننشيال تايمز، التي التقى الغامدي رئيس تحريرها أثناء زيارته لبريطانيا ، حيث أعدت الصحيفة خطة تحفظ استمرارية طبعتها الورقية من خلال المحافظة على معدل انخفاض لا يتجاوز 3% سنويا لمدة 25 سنة قادمة تقابلها خطة لزيادة متصفحي صحيفتهم الالكترونية بنسبة 25% سنويا خلال نفس المدة .
وأكّد الغامدي وجود مأزق كبير تعانيه الصحافة الورقية عندنا مشيرا إلى أن شركات تصنيع الورق وبالتضامن مع شركات المطابع الكبرى قد رصدت مليارات الدولارات لدراسة أوضاع الصحف الورقية وكذلك الاستهلاك الورقي والذي يتزايد سعره من حين إلى آخر .
واستنكر الغامدي وضع الصحف الورقية المحلية وعدم استشعارها بالخطر المحيط بها والمتمثل في دائرة الاتصال بين الورقي والالكتروني والتلفزيوني في شركات إعلامية موحدة كما في أمريكا وأوروبا مضيفا "أخشى ألا تعي الصحافة العربية أهمية ذلك إلا بعد أن يقفز العالم مسافات ضوئية متعددة" .
وأضاف أن مواقع الصحف الإلكترونية التابعة للصحف العربية هي مواقع جامدة لا تتعدى كونها نسخة مطابقة للصحيفة الورقية، خالية من التفاعل مع الجمهور رغم وجود ميزة التعليق على المقالات والأخبار.
وبين الغامدي عجز الصحف الإلكترونية العربية عن متابعة الحدث في حينه مستشهدا بالتغيير الوزاري الأخير في المملكة العربية السعودية, حيث انتظرت الصحف الورقية المحلية إلى اليوم الثاني ولم تذكره في مواقعها الإلكترونية بينما نقلت الخبر في وقته العديد من الصحف الالكترونية العالمية.
واختتم قينان الغامدي محاضرته بالإشارة إلى أن المملكة تعتبر من أكثر بلدان العالم تزايدا في عدد السكان, مضيفا بأن الشباب أكثر إقبالا على التقنية الحديثة من إقبالهم على الورق.
وأجاب الغامدي على أسئلة الحضور الذين انتقدوا غياب الجرأة في أسلوب الغامدي بعد عودته من بريطانيا، حيث قال إن تجربته التي عاشها في بريطانيا غيرت الكثير من منهجيته في التعاطي مع القضايا، واصفا نفسه بأنه كان مهاجما وجريئا وصارخا وصادما مما اضر ببعض القضايا التي كان يتصدّى لها كما أضرّ بمصالح بعض من يدافع عنهم.
وأضاف الغامدي أنه أصبح الآن "أكثر نضجا وتثبتا"، وقال إنه يشعر بالخجل من نفسه عندما يراجع بعض مقالاته السابقة لتعجلها وضعف الموضوعية فيها.
وعن موضوع الحرية قال الغامدي إن الإعلان والمجتمع أكثر تحكما في سقف الحرية من الأنظمة والقوانين, مبينا أن الوضع الحالي للحرية في المملكة يعتبر مقبولا جدا. وفيما تناقله بعض الإعلاميين بأن قينان الغامدي سيكون رئيسا لتحرير دنيا الشرق قال:" في الحقيقة أنا رفضت أن أكون مديرا عاما لها فأشاروا على بان أتولى رئاسة التحرير في دنيا الشرق وكان ذلك قبل ستة أشهر ولم يحدث أن تطرقنا إلى هذا الآمر بعد ذلك الوقت" .
الجدير بالذكر أن الكاتب الصحفي قينان الغامدي يكتب عمود يومياًُ في صحفية الوطن تحت مسمى صباح الوطن.
في غضون ذلك , طالب عدد من الحاضرين من المثقفين والكتاب من وزارة الثقافة والإعلام سرعة إنجاز مبنى النادي الأدبي الجديد الذي لم ينته العمل منه حتى الآن ليتمكن عدد كبير من الحضور لجميع الأمسيات والمحاضرات والندوات التي ينظمها ويعقدها النادي.