رد: الملف الصحفي للتربية الثلاثاء23/6
الوطن :الثلاثاء 23 جمادى الآخرة 1430هـ العدد 3182
رياضة البنات.. بين الأميرة.. والنائبة!
موضي الزهراني
في الأسبوع الماضي صرحت الأميرة عادلة بنت ملك الإنسانية في صحيفة الرياض بأنه لابد من الإسراع باعتماد الرياضة البدنية في مدارس البنات وفق أسس مضبوطة لدورها في الصحة العامة، ونائبة وزير التعليم صرحت مسبقاً في أحد المحافل العلمية بأن الرياضة في مدارس البنات مازال الوقت مبكراً عليها! والفارق بين الخبرين كبير جداً ويحمل مؤشرات لابد من تداركها والسعي لمعالجتها، فالعدل واضح في تصريح عادلة ذات البعد الإنساني لإلمامها بمشكلات الطالبات السلوكية والنفسية والصحية بالرغم من بعدها عن الصرح التعليمي واندماجها بالعمل الاجتماعي والخيري أكثر، لكنها استطاعت أن تضع يدها على الجرح كزوجة لوزير التربية والتعليم الذي بلا شك سيحتاج لاستشاراتها المميزة والعادلة في مجال المرأة عموماً، وباعتبارها كأم قريبة من نفسيات الطالبات خاصة المراهقات واللاتي بحاجة ماسّة في وقتنا الحاضر للتنفيس عن طاقتهن الجسدية!
لكن النائبة للأسف الشديد عندما أعلنت استبعاد الرياضة النسائية في الوقت الحالي لم تذكر الأسباب الحقيقية لذلك الاستبعاد حتى تهدأ ثورة من ثار على تصريحها خاصة لو أنها قامت بجولة على المدارس واتضح لها أن الاستبعاد مرتبط بشكل كبير بعدم مناسبة الأجواء الحالية لمدارس البنات عموماً، وأنها بذلك الاستبعاد في الوقت الحالي ستنظر عاجلاً في معالجة مشكلات الطالبات السلوكية الناتجة من الروتين في الحياة اليومية سواء في البيئة الأسرية أو المدرسية، أوفي معالجة أجواء المدارس الحكومية التي لا تشجع على تحمل اليوم الدراسي في مناهج دراسية حتى ما بعد الظهر لكي تخفف على الأقل من الهم المدرسي على نفوس المعلمات والطالبات!لكن ما هي التوقعات بعد تطبيق اليوم الدراسي الكامل في مدارس كأنها خنادق تحيط بها السواتر الحديدية من كل جهة، وتنعدم بها وسائل الراحة من مكيفات صالحة للاستعمال في هذه الأجواء الحرارية الملتهبة، أو في توفر أماكن مناسبة لتناول إفطار الطالبات بدلاً من تناولها في الساحات المشمسة والمتربة وفي الممرات مما تسبب في تركهن لمخلفات لا تمت للحضارة بصلة ! إلى جانب أن كثيراً من المدارس لا يتوفر بها الوجبة الصحية المدرسية! أوفي وجود عيادات صحية مجهزة أحسن تجهيز تلجأ لها الطالبة حين مرضها قبل تطور حالتها والاستعانة بعدها بولي أمرها لإسعافها! هل ستكون الرياضة النسائية مناسبة في هذا الوضع المتأزم لمدارس البنات؟ لذلك من الأولى إجراء دراسة مسحية شاملة لجميع المدارس على مستوى المملكة لأخذ رأي الطالبات والمعلمات في ذلك قبل القرار الفردي، لأن المطالبة ببرنامج رياضي يومي لا يحتاج لهذه الزوبعة وهذا الإقصاء لاحتياجات الطالبات في وقتنا الحاضر لما هو أهم، ويا حبذا أن تلغي وزارة التربية والتعليم تلك المدد السنوية التي يخصصها كل مسؤول جديد لكل تطوير في إداراتها أو خططها السنوية خاصة أن الوضع كما هو إذا لم يتطور للأسوأ!
|