رد: الملف الصحفي للتربية الاربعاء 24/6
صحيفة اليوم :الأربعاء 24 جمادى الآخرة 1430 هـ العدد 13151
أهلاً بموسم الاختبارات
سمير المقرن
أقبلت علينا أيام الاختبارات بكل شجونها وهمومها المعتادة وبدأت معالم الحالة النفسية التي تصاحبها والتي تطبع سلوكيات الكثيرين تظهر بشكل واضح في أحاديثهم وفي تغيير برنامج حياتهم اليومي؛ فستتوقف حفلات الزواج وكل أنواع المناسبات وستتكرر الإعتذارات عن اللقاءات والزيارات فالجميع مشغولون بالإختبارات ويعتذرون بسببها والغريب أن نجد أكثر من تشغلهم الإختبارات هم الآباء والأمهات وليس الأبناء فنجدهم كأنهم هم من سيؤديها فتوترهم يرفع ضغطهم وتعليماتهم إلى أبنائهم تكثر وتتكرر وكأني بهم بسلوكهم هذا هم من يزيد توتر الأبناء ويثير قلقهم فيفقد الحريص منهم تركيزه وقدرته على مراجعة دروسه للاستعداد لتأدية الاختبارات . أما أحباؤنا الأبناء فهم يعلمون بأنه قد انتهى وقت التحصيل المستمر خلال الفصل الدراسي وذهبت من غير رجعة الدقائق والساعات والأيام التي كانت متاحة للدراسة المريحة خلال الفصل الدراسي وبقيت أيام قليلة ومحدودة يفترض أن تكون للمراجعة وتأكيد المعلومات وترسيخ الفهم لها وليست للتحصيل فالوقت المتاح لا يمكن أن يكفي لذلك؛ ولا أريد بحديثي هذا أن أحبط أحداً من أبنائنا الأعزاء بأنه لن يكون قادراً على الاستعداد المناسب للاختبارات؛ فكل واحد منكم يملك القدرة على ذلك لو نظم وقته وحدد بوضوح الدروس التي يحتاج أن يراجعها وقسم وقته عليها دون أن ينسى وقت الراحة والنوم الكافي الذي يحتاجه لكي يكون أكثر تركيزاً وقدرة على تذكر المعلومات وفهم الأسئلة أثناء تأديته للاختبارات؛ وأود أن أشجعهم على المذاكرة الجماعية الجادة وأؤكد على أن تكون جادة ومنظمة لتحقيق أهدافها فهي تساهم كثيراً في التحفيز والاستيعاب المريح وترسيخ المعلومات بصورة أفضل ما لم يكن الطالب أو الطالبة من الأشخاص الذين من طبعهم أنهم لا يستطيعون المذاكرة بوجود آخرين حولهم أو معهم وليس في ذلك مشكلة إذا التزموا ببرنامج مذاكرة يحددونه لأنفسهم ولا ينسون أن يشمل وقتاً لمتعتهم وراحتهم التي يستحقونها وتحتاجها أجسامهم وعقولهم . أما نحن الآباء والأمهات فعلينا مسئولية كبيرة ليست في تهيئة الأجواء المناسبة والمريحة لأبنائنا في وقت الاختبارات فحسب؛ بل والأهم من ذلك في نظري هو عدم المبالغة في شحن فترة الاختبارات بأجواء مزعجة وموترة لأبنائنا ولنركز على تحفيزهم وتشجيعهم وإزالة كل عوامل التوتر والقلق التي قد تؤثر عليهم وعلى أدائهم لاختباراتهم فهم من يعرف أكثر منا قدراتهم وما يحتاجونه لكي يكونوا جاهزين ومستعدين لهذه الفترة المهمة في حياتهم . وفق الله جميع أبنائنا وبناتنا في اختباراتهم ولنحاول أن نجعل فترة الاختبارات مرحلة ممتعة جديدة لهم في حياتهم دون أن نؤثر فيها بشكل سلبي نتسبب به نحن الأباء والأمهات من منطلق حرصنا واهتمامنا بهم .
المدينة :الأربعاء 24-06-1430هـ العدد :16856
لماذا يكرهون المدرسة؟
محمد بتاع البلادي
• لو استطلعت آراء طلاب أي مدرسة سعودية حول مشاعرهم تجاه مدرستهم، فستكون النتيجة سلبية في الغالب، حيث ستجيبك الأغلبية أنها لا تحب المدرسة! . . هذا متوقع . . لكن لو أعدت طرح السؤال نفسه على معلمي المدرسة نفسها؟ لأتتك الإجابة سلبية أيضا وبنفس النسبة المئوية! . . مما يؤكد ضرورة وجود علاقة طردية بين الحالة النفسية للمعلم و درجة رضا طلابه عن المدرسة! . . جرب أن تقف أمام أبواب مدرسة حكومية وقت الانصراف لترى بعينك تدافع المعلمين والطلاب . . وكأنهم ينفرون من الجحيم . . في مشهد اقرب إلى عمليات الإخلاء منه إلى الانصراف من مكان يحبهم و يحبونه . • لماذا يكرهون المدرسة؟ . . تساؤل قُتل بحثاً من قبل خبراء التربية . . و حتى اللحظة لم تظهر أي بوادر للنجاح في تخفيف حدة كره التلاميذ للمدرسة! . . ربما لأن بوصلة الرؤيا للمشكلة كانت تتجه دوماً صوب منظور طلابي بحت . . فقد صار التربويون إلى تفنيد الأسباب والعلل المؤدية لهذا الكره في نفوس الطلاب . . وخرجوا بالكثير من التوصيات التي تركز على تحسين البيئة التربوية للطالب، و إدخال عوامل الجذب بها وهذا أمرٌ جيد ولاشك . . لكن قلة قليلة هي من تنبهت إلى أهمية العلاقة بين مدى الرضا الوظيفي للمعلم وحالته النفسية من جهة . . وبين شعور طلابه بالكره/ الرضا للمدرسة من جهة أخرى .
• توتّر المعلمين ليس مشكلة سعودية أو عربية فقط . . ففي بريطانيا -بحسب بحث اطلعت عليه مؤخرا- أصبح التوتّر التعليمي يمثل مشكلة عامة، لدرجة قيام معلم برفع دعوى قضائية ضد الحكومة البريطانية بسبب المشاكل الصحية التي ألمت به جراء التوتّر التعليمي، فكان أن حكمت له المحكمة بتعويض مالي كبير . . يتساءل الباحث: “لماذا ينوي 45% من المعلمين في بريطانيا ترك وظائفهم”؟! . . ويخلص إلى أن السيل الذي لا ينتهي من التعليمات، وتغيير الأنظمة . . بالإضافة إلى التفتيش الضاغط للجهات الرسمية، يؤديان بالمعلم إلى القلق و الاكتئاب وفقدان الثقة بالنفس مما ينعكس سلبا على طلابه . • محلياً . . و دون الدخول في دهاليز مشاكل المعلمين المهنية و المالية و الوظيفية التي يعلمها الجميع . . والتي لا شك أنها من الأسباب الضاغطة . . نجد أن مدارسنا تفتقر لأبسط مقومات جذب المعلمين و راحتهم النفسية . . فالمعلم الذي لا يتوفر له في الأساس تأمين صحي رغم أن وظيفته تأتي في المركز الثاني كأكثر الأعمال إجهادا ومشقة . . و لا نوادٍ ترفيهية ينفس فيها عن ضغوطه . . لا يجد في مدرسته مكاناً ملائما للراحة والتقاط الأنفاس بعد عناء درسٍ مجهد . . ولا حتى ركنًا صغيرًا لتناول وجبة بسيطة بشكل لائق! . • قد يتساءل البعض لماذا يتعرض المعلمون للتوتّر والإجهاد؟ رغم أن عملهم أقصر من أي عمل آخر، كما أن إجازاتهم الطويلة لا يتمتع بها من هم في أعمال أخرى . . الإجابة تأتي على ألسنة خبراء علم النفس الذين وضعوا قطاع التعليم في مقدمة القطاعات الخمسة الأولى المسببة للتوتّر الوظيفي، ويؤكد ذلك جملة النتائج الصحية و الأعراض الجسدية والنفسية، مثل القلق والاكتئاب والأرق، و الإنهاكات النفسية التي تؤدي أحياناً إلى انهيارات عصبية . . وتذهب التقارير إلى أن سبعة من كل عشرة معلمين ساءت صحتهم بسبب ضغوط المهنة، وأن ثلث المعلمين يأخذون إجازات مرضية كل عام بسبب الضغوط التي لا تنتهي .
• التعليم أيها السادة رسالة عظيمة لكنها متحدية . . و المدرسة جسد واحد، إن توتّر منه جزء، تداعى له سائر الجسد بالقلق والاكتئاب . . لذلك . . و لكي يحب أبناؤكم مدارسهم . . اعملوا على أن يحبها معلموهم أولاً . . ففاقد الشيء لا يمكن أن يعطيه .
|