الملف الصحفي للتربية الثلاثاء 10ـــــــ 10

[صقر قريش]

عكاظ : الثلاثاء 10-10-1430هـ العدد : 3026
هوس التأجيل
هاشم الجحدلـــي
لا أعرف ما هو المحرك الأساسي لهوس تأجيل الدراسة الذي ينتابنا عند نهاية أي إجازة مدرسية أو عند حدوث أي طارئ مهما كان أو غير مهم.وإذا كان فيروس انفلونزا الخنازير الذي سمعنا عنه مالم نسمع عن الطاعون هو المحفز للداعين لتمديد الإجازة هذه المرة فإنهم في مرات سابقة ولاحقة أيضا لم يعجزوا عن إيجاد أي مبرر.المهم أن يتحقق غرضهم المهم جدا وهو تطويل الإجازات أكبر قدر ممكن ولو امتدت طوال العام.هذه الظاهرة التي لا أعتقد أنها موجودة في مجتمع سوانا أظن أنها تحتاج إلى تحليل وقراءة موسعة لمعرفة المحفزات لها عند الطالبات والطلاب والمعلمات والمعلمين وأولياء الأمور أيضا.فإذا قلنا إن المدارس كئيبة والتعليم ممل وهذا هو سبب عدم رغبة الطالبات والطلاب فما هو عذر المعلمات والمعلمين فدوامهم استثنائي بكل المقاييس وكذلك ما هو عذر أولياء الأمور.الموضوع من وجهة نظري ووجهة نظر الكثير من الزملاء الكتاب الذين تطرقوا للكتابة فيه قبلي ليس موضوعا طبيعيا.فمن المستفيد من أن لا ندرس ولا نتعلم؟
من يريد للأمية أن تبقى وكره المدرسة يزداد ونسبة الجهل ترتفع.أقول هذا الكلام طبعا على الأساس أن التعليم هو التكوين الأولي للمعرفة والمدرسة هي مرتكز هذه المهمة.
المدينة : الثلاثاء 10-10-1430هـ العدد : 16960
أجيالنا وحب الوطن الحقيقي
أ.د.نجاح أحمد الظهار
ما المعنى الحقيقي لحب الوطن، وكيف يتكون هذا الحب، ويتغلغل في الأعماق؟ وكيف يتدفق من شرايين القلب؟
ان حب الوطن يتمثل في الإخلاص في العمل، والأمانة في أدائه بهدف تحقيق النمو الحضاري، ليكون اسم الوطن متقدما على صفوف الأمم.ان حب الوطن يتمثل في الغيرة عليه من كل كلمة أو فعل يهدد أمنه، أو ينتقص من قدره. فتراك تسابق للدفاع عنه، وإبراز محاسنه، والعمل على تصحيح ما يصدر من أخطاء من بعض المواطنين الجاهلين الذين يسيئون لسمعة وطنهم.هذه المعاني وغيرها أضعاف، لا يكفي هذا المقال لحصرها هي ما يشعر بها جيلنا الذي أحس بالانتماء الحقيقي للوطن، وأحس بالحب العميق والأصيل لهوائه ومائه وترابه، وقبل ذلك الولاء الصادق لولاة الأمر. فهل يشعر جيل اليوم بهذا الحب العظيم؟ جيل الانترنت والانفتاح العالمي، مع ما يقرأه على صفحات هذا الجهاز من كتابات مسمومة تحاول إضعاف انتمائه الوطني عن طريق بث السموم الفكرية في نفسه وعقله. ألسنا بحاجة ماسة لوضع برامج عملية فاعلة لمواجهة سياسة التغريب الوطني؟ هل تكفي هذه المهرجانات الاحتفالية المؤقتة؟ هل يكفي فرض مادة دراسية مع ما فيها من جمود وتكرار وحشو أذهان لا يحرك عاطفة، ولا يغرس قيم الولاء الصادق؟
ولنعد إلى جيلنا الذي شعر بانتماء وطني حقيقي، ونسأل أنفسنا ما سر هذا الحب المتدفق؟ جيلنا عاش عصر الطفرة الاقتصادية والنقلة العلمية والبحبوحة الوظيفية، والأمان السكني والأسري فأي متخرج يجد لنفسه مقعدا في الجامعات، حتى وان كان منخفض النسبة، وإذا ما تخرج احتار أين يتوظف فكل أبواب الوظائف مشرعة له وإذا ما أراد الزواج لا يجد أي عائق مادي فكل شيء متوفر له بما يتناسب مع زمنه. انه الشعور بالأمن التعليمي والوظيفي والأسري والايوائي أما اليوم فان أولئك المسؤولين الذين اخذوا يضعون العراقيل في طريق أبناء الوطن، ويسحبون السلم من تحت أقدامهم بعد أن صعدوا هم إلى أبراجهم العاجية بحجة تطوير الوطن، فأقاموا السدود تلو السدود في وجه المتقدمين للجامعات، وغضوا الطرف تلو الطرف عن الوجود الأجنبي الزاخم وتفضيله على أبناء الوطن دون وضع قيود تقنن هذا التواجد فإن أولئك المسؤولين يسيئون للوطن بإضعاف عاطفة الانتماء الوطني. فالمواطن إذا ما شعر بالأمن الإيوائي وامتلك قطعة في وطنه تؤويه وعياله، حينها يحس بالدفء ويصبح الوطن جزءاً منه، وإذا ما شعر بالأمن التعليمي أحس بالفضل والمنة لهذا الوطن المعطاء الذي احتواه من غائلة الجهل، ونور عقله وفكره وحماه من الضلال.وإذا ما مر بضائقة مالية من جراء شح الوظائف، أو قل من سوء تدبير الوظائف للمواطن مع عجز البرامج المتعددة من توفير عمل يضمن له حياة كريمة، وليس تدبير أي عمل بأي راتب لا يكفي لسداد فواتير البنزين والكهرباء، فإذا ما تكفلت الجهات المعنية بصرف مستحقات تكفيه حتى يجد عملاً مناسباً ذا دخل يتواءم مع متطلبات الحياة العصرية، فإن هذا المواطن سيقبل جبين وطنه الذي أكرمه، ودفع عنه مغبة الحاجة والعيش المضني، فيجد في قلبه مساحة كبيرة لحب ذلك الوطن عندها ستخرج الهتافات من أعماق الفؤاد صادقة ندية، وستسمع صدى روحانياً لتلك الأغاني الوطنية، حيث تتجسد في فداء الوطن بالروح والمال والدم.فعلى كل مسؤول أن يضع نصب عينيه في كل دائرة علمية أو وظيفية كيف يستثمر عمله لتحقيق حب الوطن في أعماق شبابنا الذي تتهدده برامج الإنترنت المخربة، فتنفث في داخله أفكاراً مسمومة تضعف من حبه وولائه لهذا الوطن الكريم.وعليه أن يعلم أن حضارة الوطن لن تتحقق إلا من حب أبنائها الصادق. فلك يا وطني ولائي العامر بفيض إحسانك وفضلك.
ولك يا وطني دعائي الصادق بأن يحميك المولى من شر الحاسدين وكيد الكائدين. آمين .