رد: الملف الصحفي للتربية الخميس 23-11-1430هـ رد: الملف الصحفي للتربية الخميس 23-11-1430هـ رد: الملف الصحفي للتربية الخميس 23-11-1430هـ رد: الملف الصحفي للتربية الخميس 23-11-1430هـ رد: الملف الصحفي للتربية الخميس 23-11-1430هـ
الوطن :الخميس 24 ذو القعدة 1430هـ العدد 3331
مدارس تربّي الهلع
عبدالله السفر
لثلاثة أيام متواليّة دوّت صفارات الحريق في بعض مدارس البنات بالمنطقة الشرقية. في الدمام، القطيف، بقيق، خارطة "مضيئة" بالنيران أو بإنذاراتها ترسم الذّعر والهلع على وجوه آلاف الطالبات والمعلمات، ومئات الأسر.. والتي باتت منهوبةَ الأفئدة بالقلق وصار لديها مؤشّر التوقعات السيئة يعانق الأحمر دائماً بفعل الخبرة السابقة، يستوي فيها المشاهد والمسموع على مدار الأعوام الدراسية، حيث "ماس الكهرباء" بالمرصاد يتجوّل آمناً مطمئناً من سور المدرسة إلى المختبر إلى غرفة المرشدة إلى الفصل الدراسي إلى عتمة المستودعات الفائضة بمحفّزات الاشتعال الفوري.
الدّفاع المدني مُستنفَر بفرق الإطفاء والإنقاذ، وشركة الكهرباء تفحص "الأحمال" التي لا تستطيع حملها العدّادات فأخذت تبرق بشرارات الحريق تندلع في الأجهزة والمعدّات والأثاث، فيما القلوب في داخل المدارس ـ من إداريّات وطالبات ومعلمات ـ على وجلٍ من القادم تصلصل قوائمه ويطيش منها اللهب ورعبُ الفحم والرّماد.
والغريب العجيب أن هذه الأحداث تأتي مواكبة مع بداية العام الدراسي. ولك أن تسأل عن العطلة الصيفيّة، كيف جرى تصريف أيامها والمدارس خالية تنتظر تنفيذ العناوين العريضة عن الهمّة العاليّة بالمرور والتّفقد، ونشرِ فرق الصيانة؛ تصلح وتستبدل، وتتأكّد من الجاهزيّة لاستقبال الطالبات في مناخٍ آمن تتوفّر فيه شروط السلامة في جميع المرافق المدرسيّة.
غير أن العنوان شيء، والواقع شيء آخر. ينفصل العنوان، بزخمه واستعراضه وأمانيه ووعوده، عن الممارسة الفعلية وميدان الاختبار. العنوان سماء تحلّق فيها البالونات بألوانها الزّاهية التي ترضي المسؤول ومن حوله، والمرافق المدرسيّة أرض صلبة سقطت عليها البالونات المثقوبة. دبّوس "الماس الكهربائي" يختبر المزاعم ويفضحها. مرّت العطلة وسوف تمضي عطلات غيرها والخطأ الثابت ما زال يعمل ويكرّر المأساة كلّ مرّة.
يتحدّثون عن المعايير اللازمة للارتقاء بالعمليّة التربوية، ومن أهمّها معيار "البيئة المدرسية الآمنة" الذي يتحقق بتنفيذ إجراءات السلامة والعمل على إخلاء المدارس من أسباب الخطر والوقاية منها. يتحدّثون ويتحدّثون، لكن أين هو "الحي" الذي يصغي وينفّذ؟