في بداية كلّ فكر يكمن سؤال، وبداية كلّ عمل خلاق او غير خلاق أيضا. لكن الأسئلة الحقيقية تأتي بعد ذلك. فالأسئلة هي صنعت العالم، ولكلّ سؤال أرقه الليلي الطويل الخاص به، وله تأمله النهاري المصاحب أيضا: يكاد العالم منذ الخليقة إلى اليوم محض أسئلة تبدأ من تساؤلات داخلية ولا تنتهي عند محطة معينة. ثم يموت الإنسان وتبقى أسئلته وراءه مثل غبار غريب.
والأسئلة لا تكف عن الانهراق كما هي المياه المتدفقة من عل؛ نموت وفي جعبتنا ما يكفي من الأسئلة الفاقدة الإجابات, المزحومة بالندات؛ وثمة أمل (ما) بإمكانية الإجابة عنها, دائما, فلولا تلك الحال لما امكن الاستمرار في لعبة الحياة من الأسئلة والإجابات. وهي أسئلة أوتساؤلات تقع في خانة الملاحظات الأولى المسطرة في أعلى الورقة الامتحانية: الإجابة عن جميع الأسئلة وفروعها - الترك ممنوع! - وهذا ما يغيض المجيبين دائما ويقض مضاجعهم في الوقت نفسه. وتنتهي معظم الأشياء بأسئلة بعد أن تبدأ بتساؤلات بحتة: لم فعلت هذا ولم لم تفعل ذاك؟ وليس ثمة أسئلة بيض على الأطلاق، فكل الأسئلة هنا سود كالحة تهبّ كعاصفة مفاجئة ثم تختفي على حين غرة: هكذا هي الأسئلة .....
لماذا نتبع كلام من حولنا ونحن في عز مصداقيتنا ؟