المدينة : الخميس 25-03-1431هـ
التعليم: التحدي الأكبر
أنس زاهد
كل الثروات يمكن أن تنضب وكل الموارد الطبيعية معرضة للزوال، ما عدا الإنسان المؤهل والمدرب والمتعلم . الاستثمار في كل شيء عرضة للفشل مهما توفرت الضمانات اللازمة ، لكن الاستثمار في الإنسان عملية مضمونة النتائج ، لأن الإنسان قادر إذا ما امتلك المعرفة العلمية اللازمة على تغيير كل الظروف المحيطة به، وقادر على صناعة الثروة وتوفير أسبابها لأمد غير محدود. استثمار الإنسان هو الطريق الأقصر والأسلم لتحقيق التنمية والثروة. ولكي تتم عملية الاستثمار هذه يجب أن نبدأ من أنظمة التعليم ونظم التربية الكفيلة بتخريج أجيال قادرة على التعامل مع الواقع وفق ذهنية مفتوحة على آفاق البحث الحر من أي أحكام أو رؤى مسبقة .
إن عملية الاستثمار في الإنسان لا يمكن أن تنجح إذا لم تكن تهدف إلى تدريب وصناعة عقول تنزع إلى الاكتشاف والخلق لا إلى التلقي والتلقين . ولكي يحدث هذا فإن أنظمتنا التعليمية مطالبة بالعمل على تعزيز نزعات التحليل والربط والاستنتاج بالإضافة إلى الخيال ، بدلا من الاكتفاء بالعمل على مخاطبة الذاكرة لإعدادها وتحفيزها لاختزان أكبر كمّ ممكن من المعلومات الجاهزة. إن التحدي الحقيقي الذي يواجهنا في رأيي لا يكمن في التسليح أو التصنيع أو الصحة أو التنمية ، بقدر ما يكمن في التعليم . إننا لو نجحنا في تخطي هذا التحدي فإننا سنضمن مستقبل بلادنا وأولادنا ، أما لو فشلنا لا سمح الله فإن لا أحد سيكون قادرا على التكهن بمدى خطورة العواقب . كلي أمل أن نبدأ السير في مشوار التعليم بوصفه التحدي الأكبر .