![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 4 ) | |
ذهبي مشارك
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]()
سبحان الله ..
ما أجمل هذه الكلمة ( الوفاء ) لها جرس خاص .. ووقع مميز ومعنى جميل لا تكاد تحيط به النفوس من عظمته وروعته ولكن .. ما أشد غرابتها ووحشتها أيضاً ؟؟! لأننا - للأسف - قد نعيش في زمن نجهل فيه ( الوفاء ) الوفاء بكل أبعاده .. الوفاء بين الزوجين من دعائم استقرار البيوت وسعادتها ، ويتحقق الوفاء في حال حياة الزوجين وحتى بعد وفاة أحدهما، ولكن في زماننا يعتبر الوفاء عملة نادرة في العلاقات الإنسانية. لقد أعجبني ما ذكره أبو مريم في الوفاء الزوجي وعلاماته في كتابه " حق المرأة على زوجها"، وقد ذكر فيه سبع علامات تدل على وفاء الزوج لزوجته وهي: 1- دفع ما يوجه للزوجة من نقد يرى الزوج أنه لا مبرر للسكوت عليه، والتماس المعاذير ما أمكن، وهذا الدفاع يعظم قدره إذا كان في غيبتها، ومن أمثلة ذلك في حياة النبي صلى الله عليه وسلم دفاعه عن زوجته السيدة صفية رضي الله عنها. 2- عدم تطليق الزوجة بغير سبب معقول، ككبر سنها، أو مرضها، أو فقرها، أو تغير مركزه الاجتماعي، فليس من الوفاء أن تقطف زهرتها، ثم تتركها، وفي معني الطلاق تغير معاملته لها على خلاف عادته السابقة معها. 3- امتداد الحب، أو التقدير للزوجة إلى ما بعد موتها. 4- إكرام صديقات الزوجة. 5- صلة رحم الزوجة وإكرام أقاربها. 6- الثناء على الزوجة والدعاء والاستغفار لها. 7- إنفاذ وصيتها بعد وفاتها. ولا شك أن ما ذكرنا من وفاء الزوج لزوجته ينطبق كذلك على وفاء الزوجة لزوجها بالإضافة إلى حفظ أسرار كل واحد منهما للآخر وحسن تربية الأبناء، وحفظ ممتلكات الآخر أثناء وجوده وعند غيابه، كل ذلك من الوفاء الزوجي. فمن هدي الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم نتعلم وسائل الوفاء الزوجي وكذلك الوفاء الوالدي كما ذكر ابن عباس رضي الله عنه أن امرأة من جهينة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: إن أمي نذرت أن تحج فلم تحج حتى ماتت، أفأحج عنها؟ قال: " نعم حجي عنها، أرأيت لو كان على أمك دين أكنت قاضية"؟ اقضوا الله، فالله أحق بالوفاء" . فهذه علامة من علامات الوفاء الوالدي بعد وفاتهما.. وأما علامات الوفاء الزوجي فأحببت أن أؤكد على علامتين أرى أنهما في هذا الزمان الذي نعيش فيه مهمتان للغاية، وهما: 1- امتداد الحب والتعبير عنه بين الطرفين. 2- عدم التطليق من الرجل وعدم طلب الطلاق من المرأة من غير سبب. فأما العلامة الأولى فقد أضعفها اليوم ما انتشر من مفاهيم للحب المزيف والحب الكاذب والحب المؤقت والحب الهاتفي والحب عبر الإنترنت ، وكل هذا يخدش الحب الصادق بين الزوجين . وأما العلامة الثانية فكلنا يرى كم هي نسب الطلاق في مجتمعاتنا وارتفاعها بدرجة عالية، وكأن العلاقة الزوجية أصبحت اليوم لا أهمية لها. الوفاء معناه التمسك بالعهد, والثبات على الميثاق, والعمل بالواجب الإنساني والإسلامي تجاه الآخر, والوفاء من الأخلاق الكريمة، وصفة للنفوس الشريفة، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: " ولا دين لمن لا عهد له" رواه أحمد ومن فقد الوفاء فقد تجرد من إنسانيته. فهيا بنا نتعلم من سيد الأوفياء- صلى الله عليه وسلم- الذي كان وفياً حتى مع الكفار والمشركين حين عفا عنهم بعد فتح مكة رغم كل ما لاقاه على أيديهم قبل الهجرة وبعدها، لنبدأ الآن برد الجميل فعليا لكل من ساهم في تدعيم موقفنا في رحلة الحياة. ولنستشعر الوفاء لله ورسوله ثم والدينا ثم الأقرب فالأقرب إلى أن يصل الوفاء إلى البيئة التي نعيش فيها لنحصد أجر الأوفياء في الدنيا والآخرة. شكرا جزيلاً لك يا أخي الهميش على هذا الموضوع الرائع الموثر الذي هيج المشاعر .. وأسبل الدموع .. وسما بالوجدان ومزيداً من الإبداع والتقدم .. |
|
![]() |
مواقع النشر |
|
|
![]() |
![]() |
![]() |