![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 17 ) | ||
كاتب مبدع
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
![]() |
![]()
تظل أبصارنا شاخصة وأعناقنا مشرئبة نحو مغيب شمس ذلك اليوم الذي ( هبط ) فيه والدي الى السوق ( الطائف ) نرقب بزوغ أنوار تلك السيارة ( الهاف ) ( فرت قديمة موديل 56 ) ذات اللون الأحمر من بين كتلتي جبلين قابعين حدر الوادي وكم خابت آمالنا اذا لم تكن هي عينها السيارة الهاف العتيقة التي اعتاد المقداد الأكبر أن يمتطيها أو يستقلها اذا ما أراد ( مهباطأ ) ما للسوق , وذلك في فترات متباعدة .
وحتى ما ان يصل بحمد لله الى ساحة منزلنا إستقبلناه بجلبة كبيرة وأصوات متباينة , فنهرع فرحين متسابقين لفتح عروة باب السيارة الهاف فننظر الي ( زنبيل مشترواته ) ونقوم بتفتيشه لنعرف ما أحتواه . كم أكون سعيداً جداً حين اشاهد من بين مشترياته صندوقاً خشبياً بجوفه ( شاي ربيع ) متوسط الحجم كأني أراه الآن . في تلك اللحظة تتراقص أمامي وأنا مسترسل بحبائل من الأفكار الجميلة فعش الكعيتات الذي وجدته قبل يومين به فرخين كسا أديمهما شعر أبيض مصفر يقولون عنه ( شعر الشيطان ) ولم يقويان على الطيران بعد , تأخذني المخيلة بعيد جداً وبأشياء جميلة وأنا اتخيل النغريين داخل هذا الصندوق الخشبي يفران ويفرفران دون هواده ... أحمل الصندوق من بين المقضاة وأدلف الى داخل البيت منبهاً ومحذاًر من محاولة العبث بأجزاءه عند فتحه كي لا يكسر أو حتى يخدش !! كم كانت تطفح تصرفاتنا بالبراءة عندما يشد إنتباهنا ذلك الصندوق ذو المساطر الخشبية والذي كنا نتصور انه قد اعد للإحتفاظ بأفراخ الكعتان ليس الا !! وهذا ان دل على شيء فإنما يدل على مكانة الكعيت في بيئتنا وحياتنا والدور البارز الذي كان يلعبه آن ذاك . ما إن يشتد عودها أقوم بوضعها في هذا الصندوق الخاص بالشاي والذي قد احكم اغلاقه بشبك بقلاوة جاعلا من طرف الشبك باباً تدخل يد شاب لم يكبر بعد !! يتوسط الصندوق عودا خشبيا رفيع قد اخترته من احدى نوامي الحماط . أقوم برفعه وتعليقه في اعلى شجرة التفاح البجلي واظن أنني اخترتها بعناية فائقة فلا الشمس تحرقها ولا البساس تصلها ! والهدف الأكبر كي تقوم الكعيتة الام بتفقد صغارها وإطعامها اذا لزم الامر وتأنس بمشاهتها .. هذه بعض الذكريات اليسيرة عن الكعيت والتي قد جرّنا لها ابو عبدالرحمن مشكوراً مغفوراً له وأنا ممتن كثيراً لإختياره الموفق لهذا الموضوع وعاتب علبه قليلاً عندما حول مسار اللقب الذي خلعه علينا الحاج سلام ( فتى الكعتان ) لغيرنا وهو التهامي سامحه الله عندما نعتني بأبو الكعتان لحاجة في نفس يعقوب .. المقداد |
||
![]() |
مواقع النشر |
|
|
![]() |
![]() |
![]() |