التقاعد المبكر

[رويعي الغنم]

الأخوان صقر وسهيل : المشكلة ليست في الحرية والفراغ التي ينعم بهما المتقاعد بعد ان فقدهما طيلة حياته من اول يوم أدخله ابواه المدرسة ليبدأ معترك الحياة حتى يوم تقاعده ..
المشكلة تكمن في نفسية المتقاعد وغياب الرضى والقناعة وحقيقة أنه لو أعطي واديان من ذهب لسأل الثالث ولا يملآ جوفه الا التراب ..
يا أيها الأخوة الأكارم , التقاعد مبكرا او متأخرا نعمة عظمى من نعم الله التي لا تحصى نسأل الله أن يمد لنا ولكم العمر فيها وان يجعل خير اعمالنا خواتيمها وخير ايامنا يوم لقائه , واعلموا رحمكم الله أن المتقاعد أن شكر ورضي بما قسم الله له من الرزق (الراتب) الذي يغنيه عن الناس فقد حاز على عز الدنيا واعطيت له الدنيا بحذافيرها , وأن تبرم وسخط سلطت عليه الدنيا الدنية يجري فيها جري الوحش في البرية ولا يدرك منها سوى ما قسمه الله له , وفي نهاية المطاف من رضي فله الرضى ومن سخط فله السخط ..
طلب الرزق بعد التقاعد حلال أذا كان مصدره من حلال وينفق في الحلال ويسعد صاحبه ولا يفتح عليه باب شقاء جديد , بعبارة ثانية , يجب أن لا يشق المتقاعد على نفسه بهم جديد بعد أن أفلت من هموم العمل والوظيفه ويضيع على نفسه هذه الفرصة والأجازة العمرية النادرة التي لا تحدث في العمر الا مرة واحدة وحرم منها كثيرون غيره وقد لا تستمر معه سوى بضعة أشهر وان طالت فاعواما قبل أن يحل ضيفا بداره العجز والوهن والمرض او يداهمه قبلها جميعا الموت والموت أدهى وأمر ...