رؤية اقتصادية
سوق الأسهم
د. وليد عرب هاشم *
انتهينا في هذا الاسبوع من طرح سبع شركات مساهمة جديدة، وهذا عدد كبير من الشركات لم يكن ليتم طرحه في الماضي الا خلال عام كامل، وها نحن نرى طرح هذا العدد من الشركات المساهمة الجديدة في اقل من اسبوعين.
وبلاشك فإن مثل هذا الطرح الكبير لابد وان يثير بعض الاستفسارات، وإن لم نقل القلق، خصوصا وسوق الاسهم السعودي بالكاد يستعيد قوته، ولازال يتراوح عند معدلات متدنية ويرتفع في اسبوع لينخفض في الاسبوع الذي يليه.
الاستفسار عن سلامة طرح مثل هذا العدد الكبير من الشركات المساهمة الجديدة هو استفسار منطقي ومشروع، وخصوصا كما ذكرت عندما نقارنه بوضع السوق قبل حوالى ثلاثة اعوام، حيث كان عدد الشركات المساهمة في السوق شبه ثابت، ولكن دعونا نقول اولا ان الوضع الماضي قبل ثلاث سنوات لم يكن وضعا مناسبا، ولعل عدم وجود عدد كاف من الشركات المساهمة في سوق الاسهم كان من أهم أسباب الفورة التي حدثت، والفقاعة التي تكونت في عام 2004، وعام 2005م، ومن ثم انفجرت في اول عام 2006م.
وبالتالي عندما يتم تعديل الوضع السابق والسماح لعدد اكبر من الشركات المساهمة، فإن هذا يعتبر تطورا جيدا ونموا في حجم وقوة سوق الاسهم السعودي، ولا يجب ان نخشى من عدد الشركات المساهمة المطروحة، ما دام هناك جهة محايدة وخبيرة تقوم بالتأكد من صلابة وسلامة وربحية هذه الشركات قبل طرحها، فطرح شركات قوية ومربحة في سوق الاسهم، والسماح للجمهور بالاستثمار في هذه الشركات وبالحصول على نسبة من ملكيتها لن يزيد السوق الا صلابة وعمقا، كما انه يساعد على الابتعاد عن احتكار المتلاعبين.
ولقد شاهدنا في الاسابيع الماضية ما الذي حدث لأسعار أسهم الشركات الجديدة، فجميعها بلا استثناء اعطى مردودا جيدا لمن استطاع الحصول عليها، وهذا شيء طبيعي ومن المتوقع ان يستمر، ما دامت هناك فعلا جهات تتأكد من سلامة وربحية الشركات المساهمة الجديدة، ولا تسمح بطرحها للجمهور قبل مراجعتها بدقة، فإن هذا لن يزيد السوق الا عمقا وصلابة، وثقة بإذن الله.
* عضو مجلس الشورى