الانتقال للخلف   منتديات بلاد ثمالة > البيت الكبير > منتدى التاريخ و التراث والموروثات الشعبية

 
منتدى التاريخ و التراث والموروثات الشعبية

يختص بالمواضيع التراثية والموروثات القديمة ـ بشكل عام ـ يمنع طرح المواضيع المنقولة


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 12-07-2009
 
المستعين بالله ابوعبدالله
كاتب مبدع

  المستعين بالله ابوعبدالله غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 197
تـاريخ التسجيـل : 24-11-2005
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 820
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : المستعين بالله ابوعبدالله
افتراضي جرى السيل , فاستبكاني السيل أذ جرى

جرى السيل , فاستبكاني السيل أذ جرى جرى السيل , فاستبكاني السيل أذ جرى جرى السيل , فاستبكاني السيل أذ جرى جرى السيل , فاستبكاني السيل أذ جرى جرى السيل , فاستبكاني السيل أذ جرى

بسم الله الرحمن الرحيم
سيل الربوع لعام 1360 هجريه , وسيل الربوع لعام 1368 هجريه , وسيل الربوع لعام 1388 هجريه , ثم مؤخرا سيل ربوع جدة لعام 1430 هجريه .
سبحان الله , ما علاقة يوم ألأربعاء تحديدا بهذه السيول العنيفه التي تكررت به من بين بقية ألأيام خلال السبعين عاما الماضيه حتى تذاكرها الناس بأسم هذا اليوم دون سائر الأيام ؟, ما علاقة الأربعاء بكل هذا ؟.
المؤكد أنه لا عشوائية ولا مجال للصدف في هذا الكون , فكل شيء عنده بمقدار , ومؤكد أن وراء كل حادثة تحدث , كبرت أو صغرت , حكم لا نعلمها نحن, ولا يحيط بعلمها سوى علام الغيوب .
ألا أننا نعتقد أنه ما نزل بلاء ألا بذنب , ولا رفع ألا بتوبه , وأن ما حدث بتلك الأيام ألأربعائية من محن أنما هو قدرمن أقدار الله التي يجب على المؤمن أن يتقبلها بكل الرضى وكامل التسليم , ونعدها عقابا للمذنبين وابتلاء للصالحين , يرفع الله بها درجات ويكفر الله بها سيئآت .
وبالرغم من أن سيل أربعاء جدة كان محليا , ولا يقارن بحال بسيل أربعاء عام 1360 هجريه , ذلك الحدث الذي كانت سيوله عامة وأمطاره أعم وأشمل , وتسامعت به الناس في كثير من أرجاء جزيرة العرب , ثم أرخت به العامة ما سبقه وما تلاه من أحداث . ألا أن أربعاء جدة هذا العام كان ملء سمع وبصر الناس بعد أن تقدمت وسائل الأتصالات والمواصلات , وبعد أن تحدثت كمرات التصوير المتنوعة بأبلغ الحديث صوتا وصورة نيابة عن المتحدثين .
ومع أنني هنا لست بصدد الحديث عن أربعاء جدة , ألا أن لي مقولة أكاد أجزم فيها بأن أي شبكة لتصريف مياه السيول من المعيار والمقاسات التي تقام عادة في مدننا , ما كانت لتستوعب ولا معشار ما تدفقت به ألأودية على جدة من سيول , وما كانت لتدفع ألا القليل مما حاق ببعض أحيائها في ذلك الأربعاء الحزين .
وأنني لعلى قناعة أيضا بأنه ما كان ليمنع ما حصل بعد مشيئة الله سبحانه , سوى الأجتناب منذ البداية لتخطيط مجاري السيول وضفافها , وهذا الخطأ الفادح أخشى أن تقفزه لجان التحقيق لغيره , وبذلك تضرب البردعة وتترك الحمار , وتعالج فرعا من المشكلة وتترك أساس المعضلة التي تولدت عنها أغلب المشاكل .
بعبارة أخرى , سيكون حديثي هنا مقصور على شهادة واحد من شهود العيان الثقات , وصف فيها جزء مما شاهده في مدينة الطائف بأربعاء عام 1360 هجريه , وسأترك الحديث عما حدث في بلاد ثمالة وغيرها من المناطق بذلك اليوم المشهود لغيري من ألأخوة ألأعضاء , أو لحلقة مستقلة أخرى .
ولن أتحدث أيضا عن أربعاء عامي 1368 , و, 1388 هجرية , لكن من أراد منكم شيئا من المعلومات عنها , فأن في الروابط المبينة أدناه بعضا مما قد تبحثون عنه .
اقتباس:
الحمدُ للهِ والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ ...

قد لا يكون منا من عايش " سيل الربوع " ، وكان في مكة ، وبما أننا نعيش تسونامي جدة فقد بينت لنا الصور ما أحدثه " سيل الربوع " ، ووجدتُ التأريخ لسيل الربوع (1388هـ) ، وآخر (1360هـ) ، ولا أدري أيهما أصح ؟! .

وقد جمعت نتفا من أخبار ذلك السيل لتقارنوا بينه وبين تسونامي جدة ، وما قام به الملك عبد العزيز - رحمه الله - مع ذلك السيل ، وتعويض الناس .

سيل الربوع عام 1388هـ ...كان يوم اربعاء في 4 /11/1388 ، وقيل 1360هـ هطل المطر من الساعة التاسعة تقريبا واستمر لمدة تتراوح من ساعة الى ثلاث ساعات اول ساعة من هطوله كان غزيرا جدا ..فدخل السيل على اثر المطر الحرم ووصل الى باب الكعبة وجرف مركبات كثيرة ومات فيه خلق كثير...وهذا السيل بالتحديد مازال اهل مكة يذكرونه الى الان .

وللمزيد من أخبار هذا السيل الكبير ، نورد وصف فؤاد شاكر له حيث يقول : " لقد صحا الناس من نومهم بمكة في الفجر من يوم الاربعاء 6 من ربيع الأول على صوت الغيث وهو يهطل رذاذاً من السماء ، ثم أخذ ينهمر قليلاً ، ثم كف الشيء ، إلى قبل شروق الشمس حيث تلبدت السماء بغيوم داكنة ممطرة شحنت أطرافها بطبقات كثيفة ، من تلك الغيوم القائمة المنذرة ، وكانت السماء في حالتها وفي معناها أشبه بمظاهر القرب السوداء التي انتفخت أوداجها من شدة ما تحمل بين جلودها من المياه الحبيسة المتدافعة أو كأنها فوهات الأنابيب المتدافقة ، التي تندفع منها المياه مجنوة صاخبة ثائرة ، أو كأنها كل قطرة من قطراتها تفتحت عن ميزاب من الميازيب أو عن بئر من الآبار ، وأخذ المطر ينهمر على تلك الصورة الرائعة من اعتدال النهار إلى أصيله ، وقد أحصيت المدة التي انهمرت فيها الأمطار ساعات سوية إلى أن خفت سورتها وهبطت حدتها واعتدلت حالتها وخفت وطأة شدتها
ومن تلك الميازيب تدفقت المياه الهائلة إلى المسجد الحرام ، وما أدراك ما المسجد الحرام

فالمسجد الحرام وهو أكبر مسجد وتبلغ مساحته الألوف من الأمتار غمرته المياه وطغت فيه وطغت على أرضه وحصبائه ، فكيف يكون إذا لقد كان بحيرة عظيمة صخابة الأمواج ارتفعت فيها المياه إلى علو مترين أي إلى باب الكعبة ، ولا تسل عن المصلين والعاكفين من العباد ، وكيف انتهى بهم الحال ، ولكن أظرف مناظر هذا السيل على الإطلاق هو أن سبح الناس الذين كانوا في المسجد على وجه ذلك البحر فمنهم من قصد النجاة عن طريق الأبواب للخروج من مأزق الغرق ، ومنهم من اتجه شطر الكعبة للطواف حولها سابحاً ، ومنهم فريق ثالث التجأ إلى الله فإذا هناك دكاك خشبية ، أعدت قواعد لشرب ماء زمزم طاف بها السيل وعامت عليه فالتجؤوا إليها وركبوها وسيروها بأرجلهم فكانت كالزوارق طافوا بها حول الكعبة طوفاص منظماً ، حتى إذا ما انتهوا منها تركوها بعد أن أوصلتهم إلى ساحل النجاة ، ساحل النجاة من المعاصي بالطواف حول البيت ، وساحل النجاة من الغرق بالالتجاء إلى الأبواب والخروج منها إلى اليابسة ، وكان هذا أروع ما في مناظر السيل من الطرفة وتأصل العبادة والتقوى في النفوس ، وأروع ما استرعى الانتباه ولفت الأنظار

وقد بدأت مرحلة الإنقاذ منذ استهل الخطر ، وقد استهل الخطر بهطول المطر وهلول السيول ، فكانت أعمال المكافحة متكافئة في ابتدارها وسرعتها وقوتها بالبداهة العاجلة المتكافئة مع سرعة الحادث وقوته وخطورته ، حتى تمت الوقاية من الأخطار بإذن الله وأعيد تنظيف المسجد وتطهيره في ساعات قليلة لا تتجاوز عدد الساعات التي نجم عنها ذلك الحادث الخطير المستطير ، إذ خف إلى العمل السريع جميع رجال الدولة وفي مقدمتهم معاون نائب جلالة الملك الشيخ عبد الله الفضل ووكيل وزارة المالية الشيخ حمد السليمان ، ومدير الأمن العام مهدي بك المصلح ومدير وزارة المالية الشيخ محمد سرور الصبان ، حيث قصدوا إلى مكتب مدير الأمن العام مهدي بك في دار الحكومة ، وقام كل منهم بنصيبه من الواجب المشترك في تلك الحالة الرهيبة العاجلة كان مهدي بك مدير الأمن الام يبذل من ذات نفسه مجهوداً مشكوراً في هذا الصدد جعل له اليد الطولى في هذا العمل الجليل

وتضافرت الجهود الموفقة والهمم المبذولة في مكافحة السيل وتصريفه من المسجد الحرام بهمة عاجلة متواصلة ابتغاء رضاء الله تعالى ، وقياماً بالواجب حتى لا تتعطل الصلاة في المسجد ، بحيث لم يمض الشطر الأكبر من سواد تلك الليلة حتى تم تطهير صحن الكعبة من أكوام الرمال وتصريف تلك المياه الغزيرة حتى استطاع الناس أداء فريضة الصبح في وقتها بصحن الكعبة ، وفي الأجزاء التي تم تطهيرها من المسجد

وقد أمر سعادة الشيخ حمد السليمان وكيل وزارة المالية بتقديم عدد وفير من السيارات الكبيرة نقلت عليها جبال الأتربة التي تركها السيل في الحرم طيلة الثلاثة أيام التي تلت هطول ذلك المطر وما تبعه من السيول وظل سعادته يشرف بنفسه على عملية الإنقاذ والتطهير مدة ساعات عديد من ذلك الليل الأليل

وبعد ذلك السيل التاريخي العظيم الذي غمر مكة يوم الأربعاء 1360هـ وترتب عليه إصابة بعض الناس بأضرار مادية ، وما كاد يصل نبأ ذلك إلى مسامع جلالته حتى أصدر أمره الكريم فوراً إلى وزارة المالية بتخصيص مبلغ كبير من المال حدده جلالته بالأرقام لتعمير منازل الفقراء التي نالها شيء من ضرر ذلك السيل ، وأمر بإنفاق مبالغ أخرى للذين فقدوا شيئاً من أمتعتهم بذلك السبب نفسه ، وتسامح الناس بعد ذلك بمبرة جلالته هذه ، فخف الكثيرون منهم شاكين ما نالهم من أضرار مادية فهذا فقد سيارته ، وذلك فقد متاعه ، وكان جلالته يعنى بكل شكوى من هذا القبيل ، ويأمر بتعويض صاحبها بما يخلف عليه ما ضاع

وأما جانب الفكاهة والتنادر فينحصر في بعض حوادث فردية ترتبت على وقوع السيل ومفاجأته للناس ومداهمته لبعض شؤونهم وهم غفلة عنه ومن الأمثلة على ذلك منظر سيارة جرفها السيل بسائقها فكانت كالزورق العاطل حين تتقاذفه الأمواج ، أو منظر بعض الأمتعة التي جرفها السيل فكانت تتقاذفها أمواجه على مرأى من الناس ، ومنها صناديق حديدية وأمتعة أخرى وأواني منزلية وحاجات إلى جانب ما يماثل هذه الحوادث من المظاهر

فهناك كثير من البيوت التي على ضفاف سيل وادي إبراهيم أو غيره من مسالك السيل هاجمها الماء ، أو على الأقل هاجم مبانيها السفلى فاغترف ما فيها من الأمتعة وجرفها فكان منظر تلك الأمتعة وهي تتراقص على نغمات المطر . . حتى إن صندوقاً من الصناديق الحديدية التي يستعملها الصيارفة لحفظ نقودهم لم يستطع ثقله وثقل ما فيه من فضة وذهب أن يستعصي على تيار المياه التي جرفته إلى مسافة عشرات من الأميال ثم حطمته شر تحطيم .

ويختم شاكر وصفه لذلك السيل بقوله : (هناك مروءة جديرة بالذكر وجديرة أن يسجلها التاريخ ، فهي ناصعة لمروءة (الأهليين) من كافة الطبقات وغرة مشرفة في جبين النجدة الإنسانية لا يمكن إغفالها .

فقد وجه النفير إلى (الأهليين) من أبناء المحلات والاستنجاد بهم وبمروءتهم وشهامتهم للمساهمة في ذلك العمل الخطير السريع الذي يحتاج إلى الأيدي العاملة الكثيرة وإلى سرعة الإنجاز في أقرب وقت ، وقد لقي النفير الأذن الصاغية ، ولبت همم المروءة في القلوب والصدور فخف مئات الأشخاص من شباب المحلات عن طيبة خاطر ، وبادرت كل من أمانة العاصمة ومديرية الأوقاف العامة بأدوات الإنقاذ والتطهير من زنابيل ومساح وما إلى ذلك ، وفي ساعات قليلة كان مئات من الأهلين يعملون ليل نهار في تطهير المسجد الحرام حتى انته تطهيره تماماً في مدة لا تجاوز اليومين بحيث لم يتعطل فيه ولا وقت واحد من أوقات الصلوات الخمس ، ومن ثم انصرفت الهمم إلى تطهير الشوارع الرئيسة الملتفة حول المسجد من هضبات الرمال والأوحال التي خلفها السيل وظلوا يعملون في ذلك بضعة أيام وبضعة ليال حتى تم تطهير العاصمة من آثار ذلك السيل التاريخي الخطير

والحق أن ذلك العمل وما فيه من سداد الرأي وسلامة التفكير في الاستنجاد بمروءة الأهلين ، كان عملاً جليلاً جديراً بالتسجيل لأنه أظهر سجية الشهامة وطبيعة النجدة والمروءة ، الكامنتين في نفوس أبناء هذه الأمة ، علاوة على ما أدى إليه من أطيب النتائج في إنقاذ العاصمة والمسجد الحرام – بإذن الله تعالى – من خطر داهم خطير فادح الضرر بعيد الأثر وإن لذلك كله في نفوس الشعب العربي السعودي أحسن الوقع وأنبل التقدير) انتهى ـ

على أثر هذا السيل تدفقت أريحية حضرة صاحب الجلالة بمشروع عظيم لوقاية مكة والمسجد الحرام م أخطار السيول المتدفقة ، فأمر بإنشاء سد في أعلى مكة بالطريقة الفنية الهندسية ، وخصص له أكثر من مليون ريال ، وتضافرت جهود المخلصين من رجال المملكة على سرعة إقامته للانتفاع بفوائده ، وأقيم احتفال كبير لوضع الحجر الأساسي فيه بيد سمو الأمير فيصل شهده ألوف من الأهلين ، فكان احتفالاً مهيباً رائعاً يتناسب مع أهمية موضوعه ، أنشدت فيه الخطب والقصائد . . كما بذلك الشيخ عباس قطان أمين العاصمة في ذلك الوقت همة كبرى وسهراً متواصلاً وجهداً عظيماً في هذا العمل
اقتباس:
الـمقال الوصفي :
ذكرى اليوم الـمطير والسيل الخطير *
الأستاذ/ عبد القدوس الأنصاري
السماء مكفهرة ، والسحب مضطربة ، تتجمع في منطقة واحدة هي سماء مكة فتبدو للناظرين سماءً من تحت السماء وأرضًا من فوق الأرض ، والرعد يجلجل بصوته الـمرعب بين تلك السحب، والبروق تلمع من خلال الغيم كما تلمع الشهب في الليلة الدهماء ، والريح تسوق قطعان السحب الـمتخلفة لتحشرها في هذا الـموقف الرهيب .
بذلك الـمنظر الرائع انشق فجر ليلة الأربعاء ، وبذلك الـمشهد الـمؤثر تجلت صفحة السماء، وما هي إلا ساعة من نهار حتى سكن كل شيء ، فقد تم كل شيء ، وكان هذا السكون الـموقوت طليعة للحركة العظيمة القادمة ، ثم تفتحت ميازيب السماء بمطر منهمر جلَّل آفاق مكة فهدأت الأصوات وجثم كل شيء في مكة ، واستمر الوابل في فيضانه زهاء أربع ساعات، فارتوت الأباطح، وأرسلت إليهم قمم الجبال ما استقبلته من هدايا الـماء 0
وسال وادي إبراهيم سيلا هائلا ذكَّر الناس بأيامه التاريخية الـماضية . وتطلعتُ من شرفة منزلي ــ بجبل عمر ــ إلى تيار هذا السيل الـمتلاطم وهو يتدفق وتمتد أعناقه كالآفاعي الهائجة في " السوق الصغير " وفي الهجلة " مُنْصَبًّا بِكَلْكَلِهِ على " الـمسفلة " فرأيت منظرًا جمع بين الروعة والرهبة ، والجلال والجمال ، واستطال السيل ومد أصابعه الحادة إلى سقوف الحوانيت ورفوفها فأنزل ما بها من أشياء، واخترق السقوف ثم هوى بها هويا فابتلعها بطنه الغرثان ، فإذا هي في خبر كان 000 وتزايد انهمار الـمطر وتعانق الـمزن من جديد فبـدت صفيحـة نحاسيـة قاتمة لا ثقوب فيها ولا شقوق، وأرسلت كل ما في باطنها من مياه وبَرَد، فآد ثقل تلك الـمياه ولكمات هذا البرد سطوح الأماكن فجثم بعضها من ثقل ما حمل ، كما يجثم البعير الهزيل إذا آده الحمل الثقيل 0 وأدرك الناسَ شيءٌ من الوجوم والقلق ، فكل منزل عرضة للانهيار إذا استمر السحاب يجود بهذا الـمطر ، وأذن الظهر فما سمع الناس من الأذان فقرة ، ولا أدركوا منه نَبْرَةً ، وطفح الـمسجد الحرام بالـماء والطين ، وارتفع الـماء حتى لا مس الحجر الأسود، وبدا صحن الـمسجد كبحيرة تموج بالمياه ، وظل الـمطر يتدفق وأيدي الريح تعابثه في غير هوادة ، وقوي تيار السيل وامتدت ألسنته إلى الـمنازل الـمجاورة فخر بعضها على أمِّ رأسِهِ ، حتى إذا دنا العصر كف الـمطر فجأة ، وما كاد الناس يصدقون بإقلاعه من هول ما شاهدوا من قوة انهماره ، وتنفس الناس الصُّعْداءَ، وأفاقوا من غشية الحادث الجلل، ولكنْ ما بالُ هذه السحبِ حائمةً في الأجواء ؟ لعل للمطر عودة !! ! ! هذا ما كان شغل الأفكار طِيلةَ ذلك اليوم والليلة التي تليه ،واليوم الذي أعقب هاتيك الليلة 0
وهكذا كان هذا الـمطر الزاخر ، وهذا السيل الجارف ــ سيل عام 1360هـ حديث الخاص والعام طيلة هذا الشهر ، وسيظل حديثهم حقبة من الدهر ؟
اقتباس:
.. السيول التي تعقب الأمطار؛ منها ما يكون جارفاً؛ مهلكاً، مثل ما نسمع ونقرأ من حين لآخر؛ عن سيول في بلد شرقي أو وسطي، أو قطر غربي.. حيث الفيضانات التي يذهب ضحية لها المئات والآلاف من الناس. وفي منطقتنا هذه؛ حدث أن هطلت أمطار غزيرة صبيحة يوم الأربعاء؛ الموافق للسادس من ربيع الأول عام 1360هـ، واستمر هطولها حتى المساء، وعمت أنحاء المملكة، ونتج عنها سيول جارفة، وخراب ودمار كبيران. وسمي هذا الحادث بحادث (سيل الربوع)، حتى ان بعض حواضرنا وبوادينا؛ ما زالت تؤرخ بهذا الحادث.
.. وسيل (الربوع)؛ هدد مكة المكرمة، ودخل الحرم، وذهب ضحية له عدد من الأنفس، وهدمت دور، وتناول هذا الحدث الفريد؛ الشيخ المرحوم (عبدالقدوس الأنصاري) في مجلته الشهيرة (المنهل)، في الجزء الخامس من المجلد الخامس ربيع الآخر عام 1360هـ، فكتب مقالة أدبية شائقة بعنوان: (ذكرى اليوم المطير، والسيل الخطير). وفي الجزء السابع من السلسلة ذاتها؛ كتب الأستاذ (إبراهيم هاشم فيلالي)؛ نصاً أدبياً من وحي الحادث تحت عنوان: (يوم الأربعاء 6 ربيع الأول 1360هـ).
.. وكانت (مكة المكرمة) شرَّفها الله؛ وكان بيت الله الحرام على وجه الخصوص؛ قد تعرضا لخطر السيول مرات كثيرة عبر التاريخ، فقد كانت السيول تأتي من أعلى مكة، ثم تجتاح ساحات الحرم، وتدخل الكعبة المشرفة، وتحدث خراباً لا يستهان به، حتى جاء العهد السعودي الزاهر، فعملت الدولة وفقها الله على حماية بيت الله والطائفين حوله من هذا الخطر، خطر السيول الجارفة، التي تنصب من جبال مكة الشاهقة، وتنحدر مسرعة من شعابها وأوديتها، إلى حيث الوادي المقام عليه البيت العتيق، وهي اليوم بعد المشاريع العمرانية؛ تأخذ مسارها تحت الأرض في قنوات تصريف واسعة إلى خارج مكة.
.. وبمناسبة هذا الكلام على سيول مكة وخطرها الذي كان، نتوقف قليلاً عند مرويات متناثرة عن (المطر والسيل، بيت الله الحرام)، منها ما جاء في كتاب تاريخ الخلفاء قال: إن سيل (الحجاب)؛ هدم بمكة دوراً كثيراً، وأحاط بالكعبة؛ وذلك في خلافة (عبدالملك بن مروان)؛ سنة ثمانين من الهجرة.
وفي سنة إحدى وسبعين وتسعمائة؛ طاف بالبيت سيل عظيم؛ وهدمت بسببه دور كثيرة.. وقال في ذلك الشيخ (صلاح الدين بن ظهيرة)؛ مؤرخاً بلفظ (ذراع) وإن تسامح:
لما علا السيل على مكة
وخرَّب الدور وأخلى البقاع
لاذ بباب الله مستغفراً
وطاف بالبيت طواف الوداع
تاريخ إن رمت تعريفه
علا على الركن اليماني ذراع
.. وهذا بحساب الأحرف: (700+200+1+70=971).
.. وسنتحول عن مكة وبيتها الحرام زادها الله شرفاً وعزة إلى (السيل والحب)؛ في أرق شعر وأبلغه وألطفه؛ وقفت عليه في هذا الباب. فقد جاء في (الأغاني)؛ نقلا عن الهيثم بن عدي قال: حدثني عبدالله بن العباس الهذلي؛ عن رجل من بني عامر قال: مُطرنا مطراً شديداً ارتبعناه، ودام المطر ثلاثاً، ثم أصبحنا على صحو، فخرج الناس يمشون على الوادي، فرأيت رجلاً جالساً على حجر، فقصدته، فإذا هو (المجنون) جالساً يبكي، فكلمته طويلاً وهو مطرق، ثم رفع رأسه وأنشد بصوت حزين لا أنسى حرقته:
بكى السيل.. واستبكاني السيل إذ جرى
وفاضت له.. من مقلتيَّ غروب
وما ذاك.. إلا حيث أيقنت أنه
يكون بوادٍ.. أنت منه قريب
يكون أجاجاً دونكم.. فإذا انتهى
إليكم.. تلقى طيبكم فيطيب
فيا ساكني أكناف نخلة.. كلكم
إلى القلب.. من أجل الحبيب حبيب
.. ثم زاد له (مغلطاي):
أظل غريب الدار.. في أرض عامر
ألا.. كل مهجور هناك غريب
وإن الكثيب الفرد من أيمن الحمى
إلىَّ.. وإن لم آته لحبيب
ولا خير في الدنيا.. إذا لم تزر بها
حبيباً.. وإن لم يطرب إليك حبيب
ألا أيها البيت الذي لا أزوره
وهجرانه مني إليه ذنوب
هجرتك مشتاقاً.. وزرتك خائفاً
وإني على الدهر منك رقيب
سأستلطف الأيام فيك لعلها
بيوم سرور في هواك تثيب
.. فيا له من مجنون بالحب، تقف به عاطفته الجياشة؛ عند سيل الوادي؛ فمن أجوائه العبقة؛ يلتقط الصور المبتكرة، ويقتنص المعاني المبتدعة.. إنها شاعرية فذة، في الزمن الذي كان السيل فيه يوحي بالحب؛ والمطر فيه؛ يبعث على التشوق للمحبوب.

حمّاد بن حامد السالمي/ الطائف
اقتباس:
حمّاد بن حامد السالمي

.. نقول «الربوع» هنا، مع العامة تجوزاً لا غير، فهم الذين يتحاشون الهمز غالباً في الدارج من كلامهم لثقله، فيهربون منه إلى ما هو أسهل منه في النطق بدونه، ومن ذلك، إخفاؤهم ما يلحق بعض الكلمات من همز مثل: الثلاثاء، فيقولون «الثلوث»، والأربعاء، فيقولون «الربوع».
.. على ان «الرَّبُوع»في لغة العرب؛ لفظ يعني: ( بقرة تحلب أربعة أقداح فهي رَبُوع) ، والجمع «رُبُع ورَبَائِع»، و«ربوع البقرة»، ليس له صلة ب«ربوع» أهل البقرة!.
.. أما «الأربعاء» الذي نعرف، فإنه اليوم الرابع من أيام الأسبوع عند العرب، بدليل هذه التسمية، فاليوم الأول الأحد، والثاني الاثنين، والثالث الثلاثاء، والأربعاء هو رابع الأيام، ثم يأتي الخميس، وهو اليوم الخامس في الأسبوع.
.. أما الآن، فإلى مطر «الربوع»، وسيل «الربوع».
.. لقد كان يوم الأربعاء قبل الماضي، «27 من المحرم لعام 1423ه» الموافق للعاشر من ابريل 2002م، والموافق للحادي والعشرين من برج الحمل، أول شهر في الربيع، ومنتصف نوء العقرب، يوماً فريداً في الأيام، وفرحاً عميماً بين الأنام.. أربعاء ليس ككل «الأربع آت»، التي مرت على مدار «61» عاماً مضت. فقد لبست السماء فيه حلة سوداء، قبل انسلاخ ليل الثلاثاء، فما ان بدت بشائر فجر الأربعاء، حتى انفتقت عن أفواه كأفواه القرب، وصبت ماء كسيل السُّرَب، وحجبت عن أرضنا الغزالة، طيلة النهار، فليس هناك من شيء يسمع أو ينظر، سوى برق ورعد، ورش وبَرَد، واتصلت الأرض بالسماء، فاهتزت تلاعها وشعافها، وسالت أوديتها وشعابها، وتدافعت السيول إلى أغوارها ووهادها، وعاش الناس في نشوة وفرح، قرابة اربع وعشرين ساعة، عمت بنوئها بقاع، وشملت بخيرها صقاع.
.. بدأ هطول الأمطار بالطائف، ثم اتصل ليشمل مكة المكرمة، والليث، والقنفذة، وجازان، والباحة، وتربة، والخرمة، ورنية، والمويه، وغيرها من المدن والقرى والبلدات.
.. لقد كان بحق، مطر «الربع» الذي يُطْرَى، بعد سيل «الربوع» الذي جَرَى.
.. كان حادثاً سعيداً لم تعرفه البلاد منذ سنين عديدة، إنه «ربوع» يُذكِّر ب«ربوع»، ومطر يُذكِّر بمطر، وسيل يُذكِّر بسيل.
.. «ربوعان» جاءا في ابريل/اذار، وبينهما «61» عاماً الأول في اليوم الثاني منه عام 1941م، والثاني في اليوم العاشر منه عام 2002م.
وهما كانا في نوء واحد هو «العقرب»، وفي برج واحد هو «الحمل»، وفي فصل واحد هو «الربيع»، وفي ظرف عصيب واحد، هو الحرب، الحرب الكونية الثانية، حرب «شارون» الخبيثة الظالمة في هذا العام..! فسبحان الله!..
.. ما إن جاء «ربوع» المطر هذا العام حتى عادت الذاكرة الشعبية بنا إلى الوراء، إلى «ربوع» العام 1360ه.
.. كيف جاء ربوع العام 1941م، أو «6 من ربيع الأول 1360ه»؟..
.. يروي أحد المسنين من ضواحي الطائف، ممن عاش هذه التجربة الفريدة، يقول: أمسينا ليلة الأربعاء، والسماء ملبدة بسحب داكنة سوداء، وقبيل بزوغ الفجر كانت الريح تدفع إلينا من الشرق، بما يشبه الجبال المتحركة، أو الهضاب السود الزاحفة، ثم أمطرت كما لم تمطر من قبل، فلم أشهد في حياتي مثل هذا الحادث العظيم، لا قبله ولا بعده، فلم تمض ساعة، إلا والأرض تموج، والناس يصرخون، والحيوانات تفزع، فقد بدأت الدور تتساقط وعلا دوي السيول المتدافعة عبر الشعاب والأودية، وكنا نخرج هنيهات لاستقبال السيل، فيعود المطر كرة أخرى، حتى مضى معظم النهار ونحن في مطر وسيل، وسيل ومطر، حتى سالت جميع الأودية سبعة سيول متلاحقة فجرفت المزارع، ودفنت البئار، وأخذت بعض الناس والأنعام، وتناقل الناس أخبار هذا الحادث على مدار العام، بل اصبح يوماً مشهوداً في حياتهم، يؤرخ به على مر الأعوام، فيقال: ولد زيد من الناس، أو مات عمرو، عام سيل «الربوع»، أو وقع كذا وكذا، قبل او بعد سيل الربوع، فصار مثل أيام العرب الشهيرة، التي يؤرخون بها حوادثهم، ويوثقون بها نوازلهم، مثل يوم ذي قار، ويوم القادسية، ويوم بدر، وعام الرمادة.. ونحو ذلك.
.. كان محدثي، من القرويين الفلاحين العصاميين، وكنت ألمح في عينيه العسليتين، حسرة مشتاق مستهام، إلى يوم «الربوع» العظيم، حتى وان صاحبه خراب ودمار، فقد أعقبه خير وبركة، ونعم وفيرة لا تحصى، عمت البادية والحاضرة، ولهذا.. كان هذا القروي الحكيم ينبهني إلى جمل لا يستسيغها، ترد في وصفنا لما ينتج عن الأمطار والسيول، وقولنا: دمار وخراب ونحو ذلك، ويرى ان كل متلوف من مطر أو سيل، مخلوف بمشيئة الله، لأن المطر رحمة من السماء، تعم العباد والبلاد.
.. ومن لطائف الصدف، ما وقع عليه نظري في هذا الشأن، وأنا أتصفح المجلد الخامس من مجلة «المنهل» لعامي «59/ 1360ه» حين وجدت صاحبها ومؤسسها الشيخ عبدالقدوس الأنصاري رحمه الله قد كتب مقالاً أدبياً يوثق لهذه المناسبة الجليلة تحت عنوان: «ذكرى اليوم المطير، والسيل الخطير»، فيبدأه بقوله: «السماء مكفهرة، والسحب مضطربة، تتجمع في منطقة واحدة هي سماء مكة، فتبدو للناظرين، سماء من تحت سماء، وأرضاً من فوق أرض..» ثم يختمها بما حدث ومازال باقيا في اذهان الناس فيقول: «وهكذا كان هذا المطر الزاخر، وهذا السيل الجارف، سيل عام 1360ه، حديث الخاص والعام طيلة هذا الشهر، وسيظل حديثهم حقبة من الدهر».
.. وهكذا كان سيل «الربوع» ملء الذاكرة حتى اليوم، وسيبقى.
.. وفي مكان آخر من نفس العدد، أوردت «المنهل» خبراً يفصل الحادث، وما نجم عنه من آثار، على مستوى مكة المكرمة، نصه: «جادت السماء في صبيحة يوم الأربعاء، الموافق 6 ربيع اول، سنة 1360ه بمطر منهمر على مكة انهماراً عظيماً، واستمر هطول المطر، من الساعة الواحدة إلا ربعاً صباحاً، حتى الساعة الثامنة نهاراً».. وهكذا نرى، ان هطول المطر استمر زهاء سبع ساعات، من الساعة الواحدة إلا ربعاً صباحاً بالتوقيت الغروبي طبعاً حتى آخر النهار، وهذا التوقيت لمطر «الربوع» في تلك السنة، كان موحداً أو شبه موحد، على كافة مناطق البلاد كما يروي الرواة.
.. وفي العدد الذي تلاه والصادر في جمادى الآخرة من عام 1360ه الموافق يونيو 1941م عثرت على قطعة أدبية موشاة بيراع السيد إبراهيم هاشم فلالي، يقول فيها: «أطل وجه الصبح في هذا اليوم على الناس، كما يطل العفريت المقنع، له دمدمة الأسد المخنوق، وبين الفينة والفينة يرسل إلى الأرض وميضاً يخطف الأبصار، وكانت السحب سوداً قاتمة، وكأنها تجمعت من منبع بترول محترق.. يتصبب منها المطر كما يتصبب العرق من عملاق مجهود!.. وما كادت الشمس تعتلي الأفق، حتى تعثرت بكتل الغمام، ثم اختفت عن الأنظار».
.. ويقول الفلالي في مكان آخر: «ثم أذن العصر، فأمسكت السماء مصابها، وكفكف السيل من طغيانه، وتلطفت حدة الهواء، وبدا وجه الأرض في شقوق وبثور كوجه المهزوم، يخرج من المعركة، وانتشر الناس يتلمسون مقتنياتهم التي اختطفها السيل من المنازل، والحيوانات، راعهم ما رأوا من اثر السيل، فقد تبدل كل شيء، واستحال المسجد الحرام إلى بحيرة تمخر في لجتها المنابر والمرافع والأخداب، واستحالت الشوارع إلى خنادق غير منتظمة».
.. ويختم الفلالي مقاله الأدبي التاريخي فيقول: «ذلك هو يوم الأربعاء، وإن هو إلا كما يراه القارئ، صورة مصغرة من صور العالم الثائر، ودرس من دروس الحياة القاسية، يفوه به الكون، ليعتبر بها هذا المخلوق الضعيف الممتلئ غروراً.. ذلك الذي يقال له الإنسان.. فهل يعتبر؟».
.. ولشدة ما آسفني، ذلك الانقطاع الذي وقع في إصدار مجلة «المنهل» من رمضان 1360ه وحتى ذي الحجة 1365ه بسبب الحرب العالمية الثانية، وذيولها على أسعار الورق، كما قال مؤسسها في افتتاحية المجلد السادس محرم 1365ه ديسمبر 1945م، ولو استمر صدورها دون انقطاع لاتحفتنا بأدبيات تاريخية فذة عن حادث سيل «الربوع» من مثل ما اتحفنا به الأستاذ الأنصاري والسيد الفيلالي، ولا شك ان المطبوعات الأخرى المعاصرة لها، قد توقفت عن الصدور هي الأخرى، متأثرة بأزمة الورق، ويؤيد ذلك، إعلان الحكومة المنشور في آخر العدد، بايقاف المطبوعات لهذا السبب.
.. ثم ان من أجمل ما وجدت بالمجلد الخامس الآنف الذكر، ان المجلة أعلنت في ذيل الجزء السابع من هذا المجلد، عن عزمها تخصيص الجزء الذي يليه، عن مصايف البلاد العربية السعودية، وهو أول جزء يصدر في تاريخ الصحافة السعودية بهذه البلاد، كما ذكرت المجلة.
.. وجاء في هذا الجزء لشهري رجب وشعبان في ست واربعين صفحة، وواكب صدوره، انتقال جلالة الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله وحكومته إلى الطائف، المصيف الأول للبلاد، وذلك بعد مرور ثلاثة أشهر فقط من حادث سيل «الربوع» الشهير، ولا شك ان الطائف كان وقتها مثل غيره من البلدان، مربعاً مثمراً كجنة خضراء يانعة، أثارت قريحة شاعر الملك، «احمد بن إبراهيم الغزاوي» رحمه الله فكتب قصيدته المشهورة: «في المصيف»، وكانت بحق، من قلائد شعره، وفيها يقول:



خل الخيال.. وذرني منه انطلق
فقد نحلت به واشتفني الأرق

.. وهي مكونة من واحد وأربعين بيتاً.. منها:


إلى ملاعب غزلان.. سنحن ضحىً
بين العقيق ووج.. حيث تعتلق
إلى العقبان بالمثناة.. تحسبها
أطياف شعرك.. لولا انه رهق
لله درك من «وادٍ» شغفت به
أراه بالكوثر الفياض ينتطق
لا غرو أنت على العلات من قدم
إلى «المسرة» مهما استعصمت نفق

.. وفي القصيدة ذاتها، يشير الشاعر إلى الطبيعة الغناء، بعد أمطار وسيل «الربوع» العظيم فيقول:


فانظر إلى الأرض في أثواب سندسها
هيفاء ينضح من اردانها العبق
خضراء ناضرة صفراء فاقعة
حمراء ساطعة يزهو بها الأفق
كأنها وهي بالألوان مشرقة
لعاب شمس الضحى أو انها الشفق
تروح فيها وتغدو الطير عابثة
على الغصون زرافات وتستبق

.. على ان النعم الوفيرة التي اعقبت سيل «الربوع» جاءت في أجواء الحرب الكونية الثانية، التي أتت على كل أخضر ويابس، والشاعر في هذه القصيدة العصماء، يهون من كدر الحرب والحوادث ويرد ما وقع إلى قضاء الله وقدره:


إن الحوادث والأيام سلسلة
كر العصور على أطرافها حلق
مرهونة بقضاء الله واضحة
لما يريد، فلا خوف ولا قلق!!

.. ما أشبه الليلة بالبارحة!.. «رَبُوع» و«رَبُوع».. مطر ومطر.. سيل وسيل، ولكن.. من نعم الله التي صاحبت مطر «رَبُوعِنا»، فعمت عدداً من «رُبُوعِنا»، أنها كشفت كثيراً من الأغطية، عن عديد الجوانب التي كنا نظنها «عال العال»!.. فظهرت عورات الهاتف، وبانت سوءات الكهرباء، وتعرت الشوارع والميادين، من قشور «الزفت» وطلائه، التي كانت تسترها من الأعين!..
.. اللهم يا كريم يا رحيم.. زد وبارك، واجعل مطرك وسيلك كل يوم، كل أحد، واثنين، وثلاثاء، وأربعاء، وخميس، وجمعة، وسبت.. آمين.



أقصر حديثي على مدينة الطائف لأن جلكم اليوم أصبح من سكانها , ومن أهلها وأن طاب له العيش في غيرها , وأقصر حديثي عليها لأنكم سمعتم وستسمعون من يتحدث بجهل أو تجاهل ليقول بأنها مدينة في منعة من حدوث مصيبة كالتي ألمت بجدة في أربعاء هذا العام , العام الذي أنصرم بما فيه من خير وغير , ولم يبق منه ألا بضع أيام تستقبلون بعدها عاما جديدا (قمريا وشمسيا) .
يقول الشيخ عوض بن محمد بن شريم الطويلي الثمالي رحمه الله وأسكنه فسيح جناته فيما يرويه عن سيل أربعاء عام 1360 هجرية : كنت في عصر ذلك اليوم واقفا مع من وقف من المشاهدين للحدث في ما عرف لاحقا بقهوة الغربي , حيث خرجت من وسط السوق للتوجه الى مسلخ (مجزره) الطائف الذي كان خارج مدينة الطائف في موقع ما يعرف اليوم بمدرسة المثنى , وتحديدا في أدنى ما عرف لاحقا بشارع المؤيد (نهاية أستقامته من الشرق) , الشارع الذي كانت ولا زالت توجد به المكتبه المشهورة والمعروفه بمكتبة المؤيد .
ويضيف , بذلك الزمن لم يكن هناك أحياء خارج المدينة القديمة سوى القشلة غربا ومسجد العباس والمقابر المجاورة له جنوبا, القبور التي لا زال أغلبها قائما الى اليوم , ولم يكن هناك حي يسمى باليمانية ولا حي يسمى بحي البخاريه , فيما عدا بعض الصنادق القليله التي يسكنها بعض ألأخوة من فقراء التكارنه قريبا من مكان المسلخ في شمال ما عرف لاحقا بحي البخاريه .
ويقول رحمه الله , شاهدت سيل الأربعاء عصر ذلك اليوم من قهوة الغربي وقد حول المنطقة أمامي الى الشرق الى نهر عظيم هادر تقع على ضفته من الغرب مباشرة المباني المحاذيه لقهوة الغربي كالبازان وحمام البخار التركي والباب الجديد وحارة أسفل ومقابر العباس .
وما عدا ذلك , مما عرف لاحقا بحارة اليمانية , وموقع مستشفى الملك فيصل , وحارة البخاريه (الممتدة شمالا الى قرب أمتداد شارع خالد) , وموقع المباني والمواقف الواقعة حاليا الى الجنوب مباشرة من بوابة ما يعرف اليوم بمستشفى الأمين , كلها كانت مغمورة بزبد وتيارات متلاطمة هائجة لسيل جارف , هو سيل ألأربعاء أو ما يطلق عليه عامة الطائف , سيل الربوع . (أنتهى كلام شاهد العيان).
ومما سبق يتضح لكم أن أهل الطائف قديما كانوا أهل دراية يعرفون الحدود التي يجب أن لا يتجاوزها البنيان شرقا لوقوعها في مجاري السيول , وهاهو سيل ألأربعاء عام 1360 هجرية يصل الى حواف مباني المدينة ومقابرها من الشرق , ليؤكد أن ما توقف أهل الطائف على حدوده , ولم يتجاوزوا اليه بالبنيان أنما كان منطقة خطرة لا يجوز سكناها .
وهذا مشهد صغير لجزء من مدينة الطائف أجتاحه سيل أربعاء عام 1360 هجرية , به اليوم حيان كاملان هما اليمانية والبخارية يقعان في دائرة الخطر , وهناك أماكن كثيرة غيرهما ربما عليها خطر أكبر مما على البخارية واليمانية , كالمباني المجاورة لنهاية كبري شارع خالد من الشرق وغيرها الكثير .
ولو كان للمستعين بالله رأيا , لعوضت أهلها بعد نزع ملكياتها , ولحولتها لمنتزهات ومرافق عامة , وما أحوج الطائف المختنق وأهله لمثل تلك المرافق , ولأوقفت الجشعين من أصحاب المخططات عن تخطيط مجاري ألأودية والشعاب , وعن تغير معالم ألأرض , ولكن , لا رأي لمن لا يطاع .
وبهذا التحسر أختتم هذه المقالة التي آمل أن يجد فيها القارء شيئا من النفع , خصوصا أولئك الساكنون في مناطق الخطر , حفظني الله وأياكم من كل مكروه , والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
توقيع » المستعين بالله ابوعبدالله
هدية البيت الكبير للمستعين بالله

التعديل الأخير تم بواسطة abonayf ; 12-07-2009 الساعة 02:17 AM
رد مع اقتباس
قديم 12-07-2009   رقم المشاركة : ( 2 )
abonayf
ثمالي نشيط


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 13
تـاريخ التسجيـل : 04-08-2005
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 7,582
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : abonayf


abonayf غير متواجد حالياً

افتراضي رد: بكى السيل , فاستبكاني السيل أذ جرى .

بارك الله فيك ابو عبدالله

كم نحن بحاجه لمثل هذا التذكير وكم كنت اتمنى ان اجد خريطه لمدينة الطائف قديما يتضح بها مجاري السيول والاوديه المطله على مدينة الطائف فقد اختلطت الامور الان ولم يعد يتضح الوادي من الجبل سوى القليل منها .

نسأل الله السلامه *
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس
قديم 12-07-2009   رقم المشاركة : ( 3 )
محمد بن حميدان
أبو عبدالعزيز

الصورة الرمزية محمد بن حميدان

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 782
تـاريخ التسجيـل : 25-01-2007
الـــــدولـــــــــــة : المـــــسيل
المشاركـــــــات : 1,469
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : محمد بن حميدان يستحق التميز


محمد بن حميدان غير متواجد حالياً

افتراضي رد: بكى السيل , فاستبكاني السيل أذ جرى .

ماشاء الله تبارك الله علم جم لاينضب يا ابا عبدالله .. دائما تتحفنا بقصص من التراث ..

حفظك الله ولاحرمنا قلمك النابغ ..

رحم الله العم عوض بن محمد الاشرم رحمه واسعه والمسلمين ..
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس
قديم 12-07-2009   رقم المشاركة : ( 4 )
المقداد
كاتب مبدع

الصورة الرمزية المقداد

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 3563
تـاريخ التسجيـل : 12-02-2009
الـــــدولـــــــــــة : ضوء الظل
المشاركـــــــات : 1,283
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 89
قوة التـرشيــــح : المقداد تميز فوق العادة


المقداد غير متواجد حالياً

افتراضي رد: بكى السيل , فاستبكاني السيل أذ جرى .

جزاك الله خير اخي الفاضل / المستعين بالله , وبوركت ,
موضوع يستحق الوقوف عليه طويلاً .
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس
قديم 12-07-2009   رقم المشاركة : ( 5 )
أبو عبدالرحمن
المشرف العام

الصورة الرمزية أبو عبدالرحمن

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2
تـاريخ التسجيـل : 29-07-2005
الـــــدولـــــــــــة : وادي جفن
المشاركـــــــات : 17,068
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 4291
قوة التـرشيــــح : أبو عبدالرحمن تميز فوق العادةأبو عبدالرحمن تميز فوق العادةأبو عبدالرحمن تميز فوق العادةأبو عبدالرحمن تميز فوق العادةأبو عبدالرحمن تميز فوق العادةأبو عبدالرحمن تميز فوق العادةأبو عبدالرحمن تميز فوق العادةأبو عبدالرحمن تميز فوق العادةأبو عبدالرحمن تميز فوق العادةأبو عبدالرحمن تميز فوق العادةأبو عبدالرحمن تميز فوق العادة


أبو عبدالرحمن غير متواجد حالياً

افتراضي رد: بكى السيل , فاستبكاني السيل أذ جرى .


أشكرك يا كاتبنا المبدع وأخانا الكبير ـ أبو عبدالله ـ على طرحك لهذا الموضوع..فقد كان لي اهتمام بهذا الموضوع بالذات! لكني عجزت عن الكتابة عنه..لعدم وجود المراجع المكتوبة التي تصف هذه السيول.وحتى كبار السن..لم أجد تلك المعلومة عن هذا السيل!!!

الصورة التالية تبين مقدار حجم السيل من وادي عورش..حيث ما زالت آثاره إلى اليوم!!!




ولعل الإخوة في لجنة دائرة الضوء ـ المعنية بمقابلة كبار السن ـ يضعون هذا الاستفسار عن هذا السيل نصب أعينهم عند سؤالهم لضيوفهم الكرام.

بخصوص مكة هذا ما ذكره من عاصر هذا السيل والذي سُمي بـ سيل الربوع ،
وقد حدث هذا السيل في يوم الأربعاء الذي سمي بذلك اليوم الموافق 6 / 3 / 1360هـ . وتم اعتماده كتأريخ يؤرخ به أكثر الأحداث وخاصه لدى كبار السن الذين عاشوا في تلك الحقبه من الزمن



بدا نزول المطر في شهر ربيع الاول من الصباح حتى بعد العصر فكان مطرا غزيراً قوياً جاء السيل على اثره فدخل المسجد الحرام ووصل الى باب الكعبة وتعذر الصلاة فيه والطواف بالكعبة لان المسجد الحرام امتلا بالماء حتى صار البحر الزاخر وامتلا المسجد بالاتربة كما امتلأت الشوارع بها أيضاً...وقد ذهب هذا السيل بأمتعة كثيرة مما كان في الدكاكين وسوق الحراج وخربت قبور المعلا وتهدمت المنازل القديمة ...



أخيرًا:
كنت أتمنى أن يكون عنوان الموضوع بما هو مشهور في المثل ( السيل يعطي منحاه )
أي السيل الذي وصل من بطون الأودية وشعابها سيأخذ طريقه المعتاد ...مهما حدث من تلاعب في طريقه!

والله الحافظ,,,
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس
قديم 12-07-2009   رقم المشاركة : ( 6 )
ابوهمس2008
مشارك

الصورة الرمزية ابوهمس2008

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1982
تـاريخ التسجيـل : 15-12-2007
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 100
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : ابوهمس2008 يستحق التميز


ابوهمس2008 غير متواجد حالياً

افتراضي رد: بكى السيل , فاستبكاني السيل أذ جرى .

بارك الله فيك اخي الغاالي المستعين بالله ابو عبد الله

موضوع جميل ورائع

تقبل مروري
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس
قديم 12-07-2009   رقم المشاركة : ( 7 )
أبو عبيدة
ثمالي نشيط

الصورة الرمزية أبو عبيدة

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 241
تـاريخ التسجيـل : 25-01-2006
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 4,327
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : أبو عبيدة يستحق التميز


أبو عبيدة غير متواجد حالياً

افتراضي رد: بكى السيل , فاستبكاني السيل أذ جرى .

يعطيك العافيه
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس
قديم 12-07-2009   رقم المشاركة : ( 8 )
المستعين بالله ابوعبدالله
كاتب مبدع


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 197
تـاريخ التسجيـل : 24-11-2005
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 820
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : المستعين بالله ابوعبدالله


المستعين بالله ابوعبدالله غير متواجد حالياً

افتراضي رد: بكى السيل , فاستبكاني السيل أذ جرى .

مدير منتدانا ألأخ الكريم أبو نايف : وبارك الله فيك يا أبا نايف , ومشكور على التعديل الذي حذفت فيه الروابط واستبدلتها بالنص الموجود فيها , علما أن المقال ألأول للكاتب , عبدالله زقيل , وأذا لم يكن هناك ما يمنع من أبقاء رابطه المشار اليه أدناه فذلك مفضل عندي لأحتوائه على مداخلات مفيده , ألا أذا كان هناك شيء لم أتنبه له مما حظرتموه فذلك شأن من شئونكم لا نعترض عليه يا أبا نايف , أكرر شكري ..
http://www.benaa.com/Read.asp?PID=1608509&Sec=0
ملاحظه : ليتك تتكرم يا أبا نايف وتجري تعديلا على العنوان بحيث يصبح : جرى السيل , فاستبكاني السيل أذ جرى .

ألأخ الكريم , محمد بن حميدان : آمين على دعائك , وندعوا معك بواسع الرحمة والمغفرة للشيخ عوض بن محمد الثمالي أسكنه الله فسيح جناته , وشكرا على التعليق والمشاعر الطيبة التي تكنها للمستعين بالله , ويشرفني ويسعدني أستحسانك لما كتبت ..

ألأخ الكريم , المقداد بن الأسود : وجزاك الله كل خير , وأشكرك على ألأطلاع والتعليق , وانا بأنتظار تعليق آخر منك بعد الوقفة التي أشرت أليها ...

مشرفنا العام , ألأخ الكريم , ابو عبدالرحمن : أشكرك على ألأضافات الجميلة التي تكرمت بها , وكما بينت في الصورة التي وضعتها , هاهي آثار سيل الربوع في عروض الجبال لا تخطئها العين في كل منحنى ومنعرج بعورش وعلق وشث وغيرها من ألأودية في جبال السراة .
وكما تفضلت , فليت أحد ألأخوة يصطحب معه مرافقا ويصور ألأماكن التي وصلها في ألأودية المشار أليها خصوصا قواسي التي خطف منها سيل الربوع أثاث وزوجة حسن السفياني رحمهم الله , واللوية التي كان ينزل فيها الرجل الكريم المضياف الذي لا تتجاوز حلاله ألأضياف , سويد العيلي رحمه الله , الذي خطف السيل أثاثه وبيت الشعر الذي كان يبالغ الواصفون في وصفه لكبر حجمه, وقصة أضيافه بذلك اليوم الذي لا مثيل له بين سائر ألأيام .

ألأخ الكريم ابو همس : وبارك الله فيك , واشكرك على ألأطلاع والتعليق , ويسعدني أن تجد فائدة فيما أكتب ...

الأخ الكريم , ابو عبيده : ويعطيك العافيه , ومشكور على ألأطلاع والتعليق ..
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس
قديم 12-07-2009   رقم المشاركة : ( 9 )
المستعين بالله ابوعبدالله
كاتب مبدع


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 197
تـاريخ التسجيـل : 24-11-2005
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 820
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : المستعين بالله ابوعبدالله


المستعين بالله ابوعبدالله غير متواجد حالياً

افتراضي رد: بكى السيل , فاستبكاني السيل أذ جرى .

الغريب في هذا الشأن , أن منشأة علمية حديثة وراقية جدا , ولم يجف حبر مخططاتها بعد , لم يراع الواضعون لمواصفاتها ألأبتعاد عن مجاري السيول .
فأذا كان هذا حال الجامعة الحديثة , فما بالكم بمخططات الأحياء السكنية التي يمتلكها غالبا أفراد جشعون لا هم لهم ألا ملىء جيوبهم, ولسان حالهم يقول , أنا ومن بعدي الطوفان ؟.
.................................................. .................................................. .................................................. .....

تضرر البنية التحتية لجامعة الملك عبد العزيز بسبب السيول

http://www.islammemo.cc/akhbar/arab/.../07/91467.html
مفكرة الإسلام: قالت مصادر صحافية سعودية إن سيول جدة دمرت البنى التحتية بجامعة الملك عبد العزيز كما تسببت في وفاة أكثر من 60 ألف حيوان كانت تجرى عليها الأبحاث العلمية وتجارب الكيمياء الحيوية التجريبية.
واستنادًا لما أوردته صحيفة "المدينة"، فقد قدرت مصادر عليا بجامعة الملك عبد العزيز حجم الأضرار التي لحقت بالجامعة بأنها تفوق المليار ريال نتيجة التلفيات الكاملة لمئات الأجهزة التي دمرتها السيول إضافة إلى تلف العديد من الأجهزة مثل أجهزة التكييف وأجهزة المولدات الكهربائية الخاصة بالجامعة وقطع العديد من الطرق التي بترتها السيول إضافة الى حدوث أثار كبيرة وضخمة داخل العديد من المباني .
ويعتبر مركز الملك فهد للبحوث الطبية أكثر المباني والمواقع التي تعرضت للأضرار بعد مداهمة السيول للدور الأرضي الخاص بالمركز والذي كان النواة الحيقيقة للمركز حيث كان يضم أكثر من 60 ألف عينة من الحيوانات التي كانت تجرى عليها التجارب الكيمائية التجريبية طوال الـ 30 عاما الماضية. وكذلك تلف أكثر من 200 جهاز ما بين أجهزة متقدمة عالية الدقة والتعقيد وأجهزة حساسة بسيطة وهو ما أصاب المركز بشلل كامل.
معالجة ضحايا السيول:
وكانت اللجنة الفرعية للجمعية السعودية للطب النفسي بالمنطقة الغربية والشمالية قد أقامت عيادة ميدانية للمعالجة النفسية مخصصة لضحايا كارثة سيول جدة.
وجاء هذا التحرك بالتنسيق مع الشئون الصحية ومجلس حي السليمانية، حيث أعدت اللجنة الفرعية للجمعية السعودية للطب النفسي مطوية تعريفية عن كيفية التعامل مع الكوارث لتوزيعها على سكان مدينة جدة.
وقال الدكتور سهيل خان رئيس اللجنة الفرعية للجمعية السعودية للطب النفسي بالمنطقة الغربية والشمالية: "العيادة ستفتح في حي السليمانية لاستقبال الحالات، وقد جرى حصر أسماء بعض المتطوعين من الأطباء والاختصاصيين".
وأضاف: "الإعداد لايزال مستمرًا للتنسيق مع الجهات الصحية والجمعيات التطوعية، وجار التنسيق مع التموين الطبي من أجل توفير الأدوية، والعلاج مجاني للسعوديين والمقيمين".
وأعرب الدكتور سهيل خان عن قلقه من الآثار النفسية التي ستتركها كارثة السيول على الضحايا، لافتًا إلى أنه من الممكن أن تمتد مدى الحياة خاصة لدى الأشخاص الذين وصلوا لمرحلة شاهدوا فيها الموت برأي العين.
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس
قديم 12-07-2009   رقم المشاركة : ( 10 )
abonayf
ثمالي نشيط


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 13
تـاريخ التسجيـل : 04-08-2005
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 7,582
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : abonayf


abonayf غير متواجد حالياً

افتراضي رد: جرى السيل , فاستبكاني السيل أذ جرى

اقتباس:
مدير منتدانا ألأخ الكريم أبو نايف : وبارك الله فيك يا أبا نايف , ومشكور على التعديل الذي حذفت فيه الروابط واستبدلتها بالنص الموجود فيها , علما أن المقال ألأول للكاتب , عبدالله زقيل , وأذا لم يكن هناك ما يمنع من أبقاء رابطه المشار اليه أدناه فذلك مفضل عندي لأحتوائه على مداخلات مفيده , ألا أذا كان هناك شيء لم أتنبه له مما حظرتموه فذلك شأن من شئونكم لا نعترض عليه يا أبا نايف , أكرر شكري ..
http://www.benaa.com/Read.asp?PID=1608509&Sec=0
ملاحظه : ليتك تتكرم يا أبا نايف وتجري تعديلا على العنوان بحيث يصبح : جرى السيل , فاستبكاني السيل أذ جرى .
الله يسلمك ابو عبدالله
نعم قوانين المنتدى تمنع الروابط المباشره لمواقع اخرى .
تم تعديل العنوان حسب طلبك .
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى الردود آخر مشاركة
يهناكم السيل أبو عبدالرحمن صور من بلاد ثمالة 28 11-10-2009 03:49 AM
شاهدماذا حدث (السيل) عااااااشقة المستحيل منتدى الصوتيات والمرئيات 3 05-31-2009 10:40 PM
غثاء كغثاء السيل صقر قريش الــمـنـتـدى الإسـلامــــــــي 0 01-22-2009 04:07 PM
يهناكم السيل يا أهل الفرعة أبو عبدالرحمن الــبـيـت الــكـبيــر 13 04-22-2008 01:50 AM
السيل قادم السيل أهــــــلا بــــــــــكـــــــم 15 07-10-2007 07:00 PM


الساعة الآن 04:04 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by