الانتقال للخلف   منتديات بلاد ثمالة > الأقسام الــعــامة > الــمـنـتـدى الـعـام

 
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 08-03-2006
الصورة الرمزية الأمل
 
الأمل
ذهبي

  الأمل غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 485
تـاريخ التسجيـل : 05-06-2006
الـــــدولـــــــــــة : الطـآئف
المشاركـــــــات : 1,132
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 864
قوة التـرشيــــح : الأمل تميز فوق العادةالأمل تميز فوق العادةالأمل تميز فوق العادةالأمل تميز فوق العادةالأمل تميز فوق العادةالأمل تميز فوق العادةالأمل تميز فوق العادة
افتراضي مذكرات انسان قبل الاعدام

مذكرات انسان قبل الاعدام مذكرات انسان قبل الاعدام مذكرات انسان قبل الاعدام مذكرات انسان قبل الاعدام مذكرات انسان قبل الاعدام




مذكـــــــــــــــــــــــــرات روعــــــــــــــــــــــــــه محزنــــــــــــــــــــــــــــه!!
________________________________________
رواق السجن المظلم المعتم السواد يثير في النفس رعبا كبيرا .. الرطوبة العالية
تخنق الانفاس .. تقدمت بخطا متعثرة ماسكة بمعطف المفتش كطفلة صغيرة متعلقة
بأثواب والدها وبين الفينة والاخرى يلتفت اليها المفتش محاولا التخفيف من روعها
.. وبعد منعرجات وممرات داخل السجن وصلا الى الزنزانة المطلوبة
قال لها المفتش بهدوء : في هذه الزنزانة الانفرادية يقبع المجرم ’ ازدادت دقات
قلبها الصغير وراحت انفاسها تخرج قوية بلا انقطاع ’ قال المفتش بهدوء انا معك
لا تقلقي ولا تخشي شيئ .. أخرجت من حقيبة يدها مسجلها الصغيرواوراق وقلم ..
وراحت ترسم في مخيلتها ملامح هذا المجرم الذي فاقت جرائمه كل التصورات .. فقد
راح ضحيته كثير من الاعيان ورجال الاعمال والسياسة .. تخيلته قويا بعضلات ضخمة
وتقاسيم وجه قاس .. تخيلته مملوء الوجه بأثار الضرب والجراح .. تخيلته اصلعا
ونصف اسنانه ساقطة .. تخيلته بعيون زائغة مثل عيون الذئاب الماكرة ’ رسمت له في
مخيلتها صورة مجرم من المجرمين الذين الفت مشاهدتهم في افلام الاجرام .
اليوم ستحقق سبقا صحفيا عظيما بمحاورتها اخطر مجرم . . أشعل احد الحراس ضوء
الرواق فترائى لها في الزنزانة شبح شخص هزيل يجلس وراء طويلة صغيرة يطالع كتابا
.. تفجاءت للامر .. وسألت نفسها مجرم ويقرأ كتاب .. تراه اي نوع من المجرمين هو
.. ؟ نادته بصوتها العذب فلم يلتفت اليها او حتى القى لها بالا وواصل تجاهله
لها وكأنه يعيش عالمه الخاص كأنه يعيش خاج اسوار الزنزانه . صرخ المفتش بقوة :
انت الا تسمع .. ام ان الصمم اصابك .
لكنه لم يلتفت اليه اطلاقا وواصل تجاهله لمحيطه فأشتد غيض المفتش واستشاط غضبا
وراح يصرخ : مجرم مجرم ...
نهض ذاك الشبح من مكانه وراح يتقدم بهدوء نحوهما .. ارتبكت هي وسقط القلم من
بين اناملها .. وتراجعت الى الخلف مرعوبة وراح ذاك الشبح يتقدم نحوهما حتى وصل
امامهما ولم يعد يفصل بينهم الا القضبان الحديدية فقد كان قريبا جدا أمسك بيده
القضبان الحديدية فتأملته فأذا به عكس ما تخيلته تماما شاب فاره الطول .. اسمر
اللون ذو عينان واسعتان وابتسامة عذبة حتى وان كانت تحمل كثير من الحزن ..
فأحست بالانشراح والامان ولم تصدق ان صاحب هذه الابتسامة الرقيقة يقتل ويسطو ..
وراح المفتش يواصل استفزازه ويقول له: مجرم .. مجرم وكررها كذا مرة ابتسم الشاب
وقال بهدوء : هذا اسمك سيدي المفتش ؟؟ " تشرفنا.. استشاط المفتش غضبا من هذه
الكلمات وراح الشرر يتطاير من عينيه وقال له : انت وقح .. ضحك الشاب وقال :
وهذا اسمك العائلي .. فصدرت منها ضحكة راحت تداريها بيديها قبل ان يلاحظها
المفتش .. وتعجبت ايما عجب اهذا الساحر الرائع اهذا البارع الهادء محترف اجرام
.. ولم تصدق ما ترى اما المفتش فأطبق الصمت ولم ينطق ببنت شفه .. قال الشاب:
ماذا تريد مني ايها المفتش اعتقد ان دورك انتهى .. والتحقيق أغلق ونهايتي قاب
قوسين او ادنى
رد عليه المفتش : هناك صحفية تريد ان تجري معك حوار ان تكتب لك مذكرات
رد عليه بتهكم : وهل اعجز انا على كتابة مذكراتي ..؟ وراح يتفرس فيها ونظر
اليها من قمة رأسها الى اخمص قدميها وقال بهدوء : اسف انستي لن اصنع لك مجدا
ولن اتركك ترتقي سلم المجد على ظهري .. وادركت بحسها الصحفي انها امام انسان
غير عادي ولو ضاعت فرصتها معه اليوم فلن تواتيها فرصة اخرى .. وقالت له : لا
انا فقط اريد ان اكتب الحقيقة كل الحقيقة ... اريد ان يعرف الناس تاريخ اجرامك
وحياتك حقيقتك كمجرم سأجعلك اشهر من نار على علم وسأعنون المذكرات بمذكرات مجرم
.. نظر اليها بأستخفاف وقال لها بصوت حزين : كيف تقولين عني مجرم والقضاء لم
يحسم امره بعد؟"" كيف تحكمين علي والقضاء لم يحكم علي اولي بعد؟ .. انت يا انسة
لا تصلحين كصحفية وبنظرتك هاته الى الاشياء وسطحيتك لن تصلي الى شيئ في حياتك
كلها وتفشلين في الحياة حتما . الصحفي الجيد يا انسة هو الذي لا يضع احكاما
مسبقة للاشياء مهما كانت هذه الاشياء عظيمة او تافهة .. تبعثرت الكلمات من
حلقها ولم تدري ما تقول واكتشفت انها امام شخص اكبر منها فكرا وفهما للحياة بل
حتى انه يفهم احسن منها طبيعه عملها فزاد اصرارها على فك الاعتراف منه مهما
كلفها الامر من ثمن .. قالت له : اعترف لك بأني اخذت عنك حكما مسبقا فمن خلال
كلامك اكتشفت فيك انك انسان بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى .. رد عليها بهدوء
: اعرف نفسي ولست احتاج الى من يعرفني بشخصي واطفق الى طاولته راجعا .. اما
المفتش فراح يدخن بنهم وقد ازدادت عصبيته وراح يتمتم بكلام مبهم وراحت تناديه
وترجته ان يرجع رجع اليها تحت الحاحها المتزايد ونظر الى عينيها الحالمتين
واصرارها وقال بهدوء : لما تريدين كتابة مذكراتي ما جدوى ذلك ؟ أردفت قائلة :
سأصدقك القول , في الاول كنت اريد الشهرة كنت اريد ان اكتب عنك لا يهمني من
الامر كله الا السبق الوصول الى اعترافك قبل العدالة قبل اي انسان .. قبل ان
اراك كنت اتخيلك بصورة وحش كاسر .. حتى اني خفت ان ادخل وحدي وأكلمك حتى وانت
وراء القضبان الحديدية لكن يشهد الله علي اني شعرت بالامان وانا اتابع كلماتك
وارى شخصية اخرى غير التي تخيلتها بل شخصية مميزة حتى في عالمي الذي اعيشه لم
ارى مثلها بل اني اشعر بالامان وانا امامك
نظر اليها وقال ساخرا : تصلحين ان تكوني ممثلة لكن كصحفية لا اعتقد .. ردت عليه
قل ما شئت فلن القي الى سخريتك بالا ’ بل اراها عذبةجميلة لا تصدر الا عن شخص
حكيم .. التفت المفتش اليها وقال لا داعي لوجودي اذا فأنتي الان غير خائفه ردت
عليه اذهب الى شئنك شكرا لك سيدي المفتش .. واطفق المفتش راجعا تاركا اياها
تكلم الشاب من وراء القضبان وحارسان يراقبان الوضع من بعيد عم الصمت بينهما
سرعان ما بددته بسؤالها : ماذا كنت تقرا عندما دخلنا اليك اول وهله .. قال شعرا
.. استبد بها العجب وقالت متعجبة : تقرأ شعرا قال وهو يتعجب من دهشتها اجل اقرأ
شعرا للكاتب الاسباني لوركا وقد قرأت من قبل للمتنبي وللصعاليك ولأمرا القيس ..
ولابن الرومي , ولابن زيدون وووو... وأعلم من الشعر والادب ما لم تحيط به علما
.
وقالت له وماذا قرأت ايضا .. وراح يعدد لها الكتاب وانجازاتهم ومواطن الجمال في
كتابتهم ومواطن الضعف واشياء جميلة في الادب والفكر وغرق بها الى اعماق التاريخ
وطار بها الى حظارة بابل ليحط بها الى حظارة اليونان وينقلها الى حظارة الانكا
والمايا بأمريكا اللاتينية ولم يترك لها حظارة الا ذكرها وعدد لها مناقبها
وانجازاتها وعدد لها الشعراء العرب وذكر لها صفاتهم وحياتهم وقارن بينهم وبين
شعراء اليونان وما اخذه العرب من فلسفة اليونان ووووو .. وضعت يدها على فمها
وهي تكاد تصرخ وقد احست بأشفاق كبير على هذا الرائع الغريب .. وقالت له : لا لا
لا محال ان تكون مجرما لا انت بريئ .. لا انت الانسان بفطرته الاولى .. ابتسم
وقال : قلنا لا يجب ان تكون لديك احكاما مسبقة .. واستأنس المسكين بوجودها
وحديثها العذب وراح يسرد عليها حياته ببساطة الاطفال .. أخبرها ان والده طيار
متقاعد وامه طبيبة اما هو فيحمل شهادة جامعية .. وتشعب الحديث بينهما وكانت كل
يوم تزوره تكتشف فيه شيئ جديد اشياء غير موجودة عند كثير من الناس اشياء جميلة
حالمة رائعه كل يوم تكتشف فيه شخصا كانت تبحث عنه . اكتشفت انسان لم تكن تتصور
انه يوجد الا في الاحلام .. قالت له يوما : انت اكيد لم تقتل .. رد عليها قائلا
: بلا قتلت قالت له : لا انت كاذب اكيد ان هناك امر ما خطأ قاطعها قائلا : بل
هي الحقيقة .. مدت يدها الرقيقة اليه وقالت بنبرة عذبة ساحرة : لما فعلت هذا
انت اكبر شئنا من هذا انت اعظم من هذا الفعل المشين وسقطت عبراتها على خديها
الحمروين فشعر المسكين وهو يرى دموعها تنهمر ان شيئا انكسر بداخله قالت : ربما
انت مريض سيعالجونك ويطلقون سراحك .. رد عليها : فحصني الخبير النفسي وقال اني
في كامل قواي العقلية وانا ادرك ذلك جيدا فأنا لا اعاني من شيء .. قالت محال
محال اكيد هناك خطأ ما انت لست قاتلا ولا مجرما قال بهدوء لكنها الحقيقة ويجب
ان تعرفي لما فعلت هذا ... وراح يسرد عليها اعترافاته
قائلا :
عشت وسط البؤساء وانا غني .. عشت مع المحرومين والكادحين ورأيت كيف يستغلونهم
ارباب المال والجاه والسلطان كيف يستعبدون الانسان ويسرقون منه لقمه ابناءه
ويشيدون من دموع المساكين قلاعا ومن جماجمهم ضياع واسعة ويغمسون دم المساكين
بخبزهم القذر .. رأيت كيف يمشي اولاد المحرومين حفات عرات واولاد الاسياد
يستعبدونهم ولا يشعرون بألامهم لا يشعرون حتى بلهيب جوع الاطفال وحرقة دموع
الثكالى والاكثر من هذا هضموا حقوق لهم ورموهم للاحزان ودنيا الالم رأيت كيف
يبيت الفقير المعدم على الطولى ويموت فلانا من التخمة رأيت كل هذا بعيني ..
رأيت كيف ينتحر اب لانه لم يوفر خبزا لوليده وكيف يموت الوليد جوعا وتصبح الام
لقمة سائغة في فم الاسياد .. اليست هذه جريمة في حق البشر جميعا في حق الانسان
نفسه ارادت ان تتكلم فقاطعها وراح يسترسل في حديثه .. وكان صوته جميل ببحة
الحزن التي فيه ساحر رقيق شفاف عذب كماء زلال .. قال حاولت ان اصلح ان اثني
الجبارين عن جبروتهم ان احتكم الى القانون فسخر مني الاسياد وزادوا سطوة على
الضعفاء وبطشا بالابرياء من اجل ماذا ؟ من اجل المال ؟ من اجل دنيا زائلة من
اجل السراب من اجل اللاشيئ يعذب الانسان اخوه الانسان .. فكرت وفكرت ورأيت ان
هناك ناس لا بد ان يموتوا كي يحيا الاخرين بسلام لا بد ان يموت واحدا قاس القلب
ترفضه الحياة من اجل ان يعيش الالاف من البؤساء يحلمون بالربيع يحلمون بلقمة
خبز نظيفة وخرقة تستر لهم اجسادا عارية وهكذا بدأت حياة السطو والنهب على
الاثرياء والاسياد وقتلت منهم الكثير .. صدقيني كل المال الذي سطوت عليه لم
استأثر به لنفسي بل وزعته على الفقراء والبؤساء والذين لا يجدون كبسولة دواء
يعالجون بها انفسهم وكم ادخلت البهجة في نفوس المساكين من الاطفال والرجال
الضعفاء كانت بسمة على ثغر طفل فقير خير لي من الحياة كلها بل حياتي نفسها
رخيصة امام دعاء عجوز وبسمة رضيع يتيم هذه هي الحكاية من اولها الى اخرها
وتصرفي فيها كما شئتي .. ضربت بكلتا يديها القضبان الحديدية وقالت له باكية :
ليس هكدا تحل المشاكل هناك قانون هناك اعراف هناك اشياء كثيرة كنت تستطيع فعلها
.. رد عليها بأسف : القانون يا انستي يصنعه الاقوياء ليحطموا به كرامة الضعفاء
ويسلبون به لقمة المحتاج .. القانون هذا يا انستي لا يحمي حتى نفسه فكيف يحمي
من لم يجد لقمة خبز يسد بها الرمق او خرقة يستر بها الجسد . . انت صحفية انظري
الى الدنيا من حولك انظري الى الشباب التائه انظري الى المنتحرين انظري الى
البؤساء في الشوارع .. وانظري الى قصور الاسياد ومآكل الاسياد ومراقدهم
ومراقصهم انظري فلا اعتقد انكي لا تعرفي مثل هاته الامور .. حتى انتم في
الصحافة لا تهتمون الا بفلان ووفلان ويموت البائس جوعا ولا يسمع به احد وتموت
كلاب الاسياد فتنزلوا خبرها في الجرائد .. انا يا انسة غير نادم على ما فعلت بل
اراه ربما الواجب الذي يفعله كل شريف ابي وصدقيني ضميري مرتاح .. انهارت باكية
وقالت ليتني عرفتك من قبل .. في اليوم التالي حكمت المحكمة بأعدامه .. جاءت
اليه شاحبة ضعيفة ودموعها تنهمر سيلا دافئا على خديها .. تقدمت الى القضبان
ورمت اناملها المرتعشة الى يده اما هو فرفع يده بهدوء وسكينه ومسح عنها الدموع
المنهمرة وكانت دموعها تلك كقطرات ندى عذبة على ورود حمراء .. قالت له : بحثت
عنك طيلة حياتي ولما وجدتك اخذوك مني هكذا اخذوك عنوه من قلبي اخذوك هكذا من
الحياة كحلم هارب وراحت تبكي بلا توقف ولم يصبر المسكين وانهمرت دموعه ثخينه
دافئه .. وانكسر قلبها وهي ترى دموعه تنهمر من مآقيه صافية طاهرة وراحت تقبل
يديه بلهفه وقالت : لا تمت فأني احبك وراحت تنتحب نحيب الثكالى اما هو المسكين
لا يعرف ايواسي نفسه ام يواسي هذه البائسة التي اشركها الامه واحزانه في اخر
ايامه وراح يتراجها ان تكفكف مدامعها وامتزجت الدموع بالدموع ولم تعد تسمع سوى
شهقات البكاء وحشرجة االانفاس ودقات القلوب التي راحت تردها اصوات الزنزانه صدا
.. صمتت لحظة وقالت له : انت خائف أطبق الصمت ولم يقل شيئ .. قالت له قل شيئا
الوقت يأخذك مني الوقت آه لهذا الوقت ليته يتوقف ويتركك لي .. تكلم قل انت خائف
..
رد عليها : قال انه الموت .. كيف لا اخاف الموت .. انا انسان يا اغلى من روحي
وهذه حياتي ستزول بعد لحظات كيف لا اخاف لكن اكتبي اني مت وضميري مرتاح ..
وشهقت شهقت وخرت مغمى عليها .. حملوها خارجا اما هو فرفع بصره الى السماء كأنه
يترجى السماء ان لا تنزل عليه القضاء .. في اليوم الاخير اتته شاحبة ضعيفة
كوردة استبد بها خريف قاس .. امسكت بيديه وبقيت صامته لا تلوي على شيء قد
تعلقت عيناها الواسعتان بعيناه اللتان اضناهما الكرى والالم وبقيا كذلك طويلا
قال بهدوء هل اتممتي مذكرات مجرم .. اطبقت الصمت .. ولم ترد, قال متى : تنشريها
..؟
وانهمرت الدموع من عيونها سيلا قالت بعد..... ولم تستطع ان تتمم كلامها وراحت
تشهق بالبكاء .. قال لها اقتربي .. اقتربت منه مد انامله المرتعشه ومسح عنها
دموعها وقال بصوت عذب : لا دموع بعد اليوم .. لكن دموعها ابت ان تتوقف وبكى هو
وبكى الحارسان واغرورقت عيون المفتش دمعا .. قالت بصوت متهدج ضعيف :
من لي بعدك .. أبعد ان وجدتك تذهب بلا رجعه .. وطرحت عليه عديد الاسئلة وهو
صامت لا يجيب ولا يرد عليها فقط راح يمرر انامله على شعرها الملتوي الكستنائي
ومرة على مرة يمسح دموعها بأطراف انامله .. امسكت يده بين يديها ورفعتها الى
ثغرها ببطئ وطبعت عليها قبلة دافئة وبللتها بفيض دموعها العذبة ..
قبل ان ينبلج الفجر اعدموه وعلقوه في ساحة المدينه ليراه الناس اعدموه وبسمة
مقبورة على ثغره تتطلع الى السماء الى نور الشمس التي لم تشرق , قبل ان يعدموه
قال لهم امهلوني ارى الشمس فلم يمهلوه .. وخرجت مذكراته في الجريدة تحت عنوان
مذكرات انسان .. بكى كل من قرأها ودعوا له بالرحمه وسمى المساكين مواليدهم
بأسمه تيمنا به اما المفتش فاستقال في اليوم الذي اعدموه وانسحب وحيدا يأكل
الندم قلبه .. اما تلك البائسة فما زالت تزور قبره في كل عيد تبكي على تربته ما
شاء الله لها ان تبكي وضلت هكذا سنين عدة الى ان وجدوها يوما جثة هامدة ممدة
على قبره فأحتاروا في امرها ودفنوها معه في قبره .. واصبحت مذكرات انسان التي
كتبتها كتاب كشف الكثير ..

النهاية ....



















توقيع » الأمل
لأستسهـــلنّ "[mark=#5c1b28]الصــــــعب [/mark]" أو أدرك المُنى ..
فمـآإ انقـآدتِ الآمال إلا لصــآبرٍ ..

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى الردود آخر مشاركة
من مذكرات سواكني على فراش الموت الحجاج بن يوسف الثقفي منتدى الاستراحـة 6 06-26-2008 09:15 AM
الحق ما شهدة به الاعداء أبو عبدالعزيز إلا رســـول الله 4 12-19-2006 12:11 PM
في النهايه انسان أبوخالد الــمـنـتـدى الـعـام 5 05-24-2006 05:21 AM


الساعة الآن 02:33 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by