من ما تفر ؟

[@ بن سلمان @]

من ما تفر ؟ من ما تفر ؟ من ما تفر ؟ من ما تفر ؟ من ما تفر ؟

salam:
محمد العلي
الفـــرار
محمد العلي

للفرار احوال متعددة: فهو يكون ابيض ناصعا يتوجه اليه الشعراء بالمدح.. ويكون اسود كالحا حين لا يعقبه كر، ذلك لان الفرار الاول كان سببه ايهام العدو بالضعف.. لتهيئة الانقضاض عليه.. اما الثاني فسببه الجبن والذعر.. وقد عناهما معا بقوله (مكر مفر).
انا لا اقصد هذا النوع من الفرار، بل اقصد (الفرار من مواجهة الواقع) الوقوف لحل مشاكله، الطموح الى تجاوزه والارتفاع الى اعلى السلم.. هذا النوع من المواجهة يقابله الناس بطرق شتى:
1 ـ الفرار بواسطة الضجيج.
2 ـ الفرار بواسطة الصمت.
3 ـ الفرار بواسطة الجهل.
جذر النوعين الاولين هو الخوف.. اما جذر الثالث فهو مستوى الوعي الثقافي للفرد وللامة.. وهنا يتضح ان المقصود بالجهل هنا ليس هو الامية الابجدية، بل هو امية الوعي.. فقد يكون المرء مؤهلا جامعيا، ولكنه اقل وعيا من انسان يوصف بالامية الابجدية، غير انه يمتلك وعيا ثقافيا ناضجا.. ذلك لان (البعد الثقافي) هو الذي يميز انسانا عن غيره.
والخوف لا يتمثل فقط في المواجهة (اللفظية) تلك التي نشاهدها على شاشات الفضائيات.. بل هناك ماهو اخطر بكثير.. فالقبلية والطائفية.. ماهي الا تجسيد للخوف.. خوف الذات الفردية.. ولجوءها الى حصن يحميها من الضياع، ويريحها من عناء المواجهة.. مواجهة صعاب الحياة وعقدها.
ان الفرار بواسطة القبلية والطائفية يؤدي الى نتائج اشد خطرا من الامراض المستعصية.. انه يؤدي الى:
1 ـ توقف الذات عن النمو والتفتح لسجنها في دائرة ضيقة من دوائر الحياة الاجتماعية والفكرية والوجدانية.. هي دائرة القبيلة او الطائفة.. وبالتالي تتحجر طاقاته الداخلية وتكون عصية على التفتح.. لانه لا يكتسب الامان اعتمادا عليها.. بل اتكالا على القبيلة او الطائفة.
2 ـ يكون سببا لتحليل الجريمة والتعصب الاعمى:

[POEM="font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]لا يسألون اخاهم حين يندبهم = في النائبات على ما قال برهانا[/POEM]
وحسبنا ما نراه الان في العراق من مشاهد لا يصدقها اشد الناس تعلقا بالخرافة.. وكلها ناتجة عن القبلية والطائفية.. وكأننا عدنا الى جاهلية اخرى اشد بربرية او الى غابة اشد ظلاما.
3 ـ انه يشرع لعدم تكافؤ الفئات الاجتماعية في الوطن المشترك.. وبالتالي يؤدي الى انشطارها واختلال التوازن الاجتماعي وقانونه التشريعي.
ان كل هذه وما يتفرع منها ماهي الا امراض اجتماعية تقود الى المزيد من الانحطاط والتدمير.. وهنا لابد ان نسأل: من هم الاطباء؟ واين هم؟
ونسأل: الى متى؟
Mali@alyaum.com