ألحلقة ألرابعة عشر /ثمالة ألباقية ألأولى وهجير ألجاهلية

[المستعين بالله ابوعبدالله]

ألحلقة ألرابعة عشر /ثمالة ألباقية ألأولى وهجير ألجاهلية ألحلقة ألرابعة عشر /ثمالة ألباقية ألأولى وهجير ألجاهلية ألحلقة ألرابعة عشر /ثمالة ألباقية ألأولى وهجير ألجاهلية ألحلقة ألرابعة عشر /ثمالة ألباقية ألأولى وهجير ألجاهلية ألحلقة ألرابعة عشر /ثمالة ألباقية ألأولى وهجير ألجاهلية

ألحلقة ألرابعة عشر/ثمالة الباقية ألأولى وهجير ألجاهليه
بسم الله الرحمن الرحيم , والحمد والشكر لله , والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه , وبعد : هكذا هو حال ألأنسانية وألأنسان , لا يدوم على حال له شأن , فهاهي ثمالة ألتي كانت يوما ما على شيء من منهج ألنبوة عندما حطت رحالها لأول مرة بوادي جفن ,,, هاهي تحول بها الحال وآل بها ألمآل الى جاهلية جهلاء طمت وعمت على العرب والعجم (كل من لا يتكلم العربيه) في الجزيرة وخارجها ,,,, لقد كان أنحدارا وارتكاسا في مجمل ألأشياء سوى شيئا واحدا ظل عند ألعرب متصاعدا متسارعا في قوة واتزان بشكل مدهش وملفت للنظر وهو ألفصاحة وصناعة ألكلام ,,,, كان تصاعدا متقدا ووقوده ولع لا يضارعه ولع في تذوقهم للبيان وبليغ الكلام شعرا ونثرا وخطابة وحكمة وكأنما يهيئون في قادم ألأيام لمعجزة من ألمادة نفسها التي تفوقوا فيها ,,, وقد كان ,,, حيث تحقق ذلك لا حقا بنزول ألقرآن...
نعم , لقد كانت فترة عاشتها ثمالة كقبائل وأمم غيرها تزعزعت أثناءها معاير وقيم وموازين وشيم واندثرت خلالها كثير من مكارم ألأخلاق ومواريث النبوة ,,,, فما أندر النور على طالبيه في ذلك اليوم ,,,, يهيم الباحث عن الحق على وجهه شرقا وغربا كما هام سلمان ( رضي الله عنه) ترفعه ارض وتخفضه أخرى ألتماسا لآحاد من الناس عضوا بنواجذهم على الحق وانعزلوا عن تيار ألحياة وأصبحوا على حافة ألأنقراض شاذين في ألآفاق بين البلاد والعباد ,, أنها فترة تراكمت ثم تنوعت بها الضلالات وأصبحت كليل دامس غارت نجومه وتكثف فيه حجب من ضباب ودخان ظلمات بعضها فوق بعض أذا أخرج أحدهم يده لم يكد يراها ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور ,,,, فتن يقف الحليم فيها حيرانا وهو يشاهدها تتلاطم من حوله كتلاطم الأمواج في خضم المحيط بمجتمع ذي أقلية لا تذكر أغتنت غنى مطغيا وأكثرية لا تحصر أفتقرت فقرا منسيا , وألهاها عن تدبر أمرها مكابدتها لأعباء ألحياة من حولها وغرقها في تكاليفها .....
ومع ذلك كانت هناك بقايا لقيم وأخلاق ثبتت ولم تجتثها عواصف الجاهلية ألعاتية ,,, قيم كان للعرب فيها قدحا معلى كالكرم والحلم والصفح وألأنفة والفروسية والشجاعة والجوار وألأباء وقوة ألأرادة وعلو الهمة وألأعتداد بالذات وعزة النفس والأمانة وصراحة القول وعشق الحرية وفك العاني وحفظ العهد والعرفان بالجميل ,, ولكن ما فائدة ذلك عندما يكون حصادها هباءا منثورا لأنها لم تكن خالصة لوجه ألله ؟؟؟, وما ألفائدة وقد حلت قاصمة بقيم غيرها هي أهم منها ولا قيمة لها بدونها ؟؟؟,,,فما أحوجهم يومئذ والحال كما وصفنا لمن يتمم لهم مكارم ألأخلاق ,,,, وقد كان ,,, وذلك بمبعث خير ألأنام عليه أفضل ألصلاة السلام ...
نعم لقد تبخرت ثم توارت عن ألأنظار من بين أيدي أهل ذلك ألزمان ألكثير من مواريث ألنبوات من عقائد وأخلاق وقيم وشيم هي أهم مما بقي أذ لا قيمة للمتبقي بدونها , وحل محلها بدع وخرافات والتواءات وشركيات , وان الشرك لظلم عظيم , فبعد التوحيد ألخالص تعددت ألآلهة من ملائكة وجان وكواكب وأوثان وأشجار وأحجار, ونصبت ألأصنام في كل مكان حتى وصلت الى جوف الكعبة , ثم تم خصخصتها وتفرعت لفروع القبائل (كل القبائل), فتلك هي أللات عبدتها ثقيف وحليفتها ثمالة واحتفوا بها وبجلوها أيما تبجيل وشرفوها بسدنة وحجاب لأدارة ما أبتدعوه حولها من ألهيلمان والصولجان ,,, وهكذا تنازليا في أبتكار ألآلهة الى أن تجد لبعض آحادهم أصناما ولو من عجوة من تمر ربما أكلوها بسبب عضة من جوع ,,,, وتلك هي الخمر وحاناتها ترفرف الغايات (ألأعلام) على أبوابها , حيث أصبحت معاقرتها مبعثا للتفاخر ومجالا لأحاديث ألمجتمع وواجهة للأدب والشعر ,,, وذلك هو ألرق والأسترقاق له موارد وليس له مصادر , وعلى ألأرقاء واجبات ومسئوليات وليس لهم حقوق أو أمتيازات ,,, أما العبادات وبقية الأعتقادات وسائر المعاملات فقد زاغوا فيها عن الحق , وماذا بعد الحق الا ألضلال المبين , ثم عفت وانتهت ولم يبق ألا وشي من رسومها ,فلا أيمان ببعث ولا حساب ولا ثواب أوعقاب ولا جنة أو نار,,,, وتلك شعيرة الحج (مثالا لا حصرا) ألعبادية ألتي طالها التحريف والتبديل على يدي خزاعة بني عمومة ثمالة أولا ثم على يدي قريش من بعدهم الى أن وصل ألأسفاف فيها بطواف الطائفين بالبيت (رجالا ونسوة) عراة لا يسترهم ساتر ,,, وتعددت ألحبائل والحيل لأكل أموال الناس بالباطل من قمار وسلب ونهب وتلاعب بالمواريث وربا فاحش يتضاعف فيه رأس المال كل عام (مائة في المائة) دون وجود منكر أو مذكر حتى تساوى في أعرافهم مع البيع بقولهم أنما البيع مثل الربا ,,,, ومن كان ذا حظ من ألهدى أو ممتعضا من ألظلم فلا مرجعية ولا أحتكام ألا الى القوة ....
ومع كل ذلك لم يكفهم ما بهم من بلاء ولأواء بل تحولوا الى ما يشبه النار ألتي تأكل بعضها أن لم تجد ما تأكله حيث أستعر فيهم ألأقتتال ألداخلي أحترابا فيما بينهم أن لم يشتغلوا بقتال عدو من غيرهم , وأستشرى فيهم حسد وبغضاء وأحن وشحناء وسفك للدماء وظلم للضعفاء وعصبية وخيلاء وطعن في ألأنساب وفرقة وتشرذم وظمأ للأخذ بالثأر يلقنه ألأجداد وألأباء للأبناء والأحفاد , وأزدراء لمهن وحرف شريفة تنفعهم ولا تضرهم , وغير ذلك مما لا يحده حدود ولا تستوعبه سطور ....
وفي ما عدا ألشرك فأن ليل ألتيه هذا لا يطال وان طال مستوى ألجور والحيف ألذي لحق بشريحة من المجتمع هي نصفه أو تزيد ,,, شريحة نالها من قسوة وظلم الجاهلية ما لم ينل أحدا غيرها ,,, أنها شريحة النساء اللاتي أضطهدتهن ألجاهلية وميزت ضدهن وهضمت حقوقهن من المهد الى اللحد,,,, فما أن يبشر أحدهم بالأنثى ألا ظل وجهه مسودا وهو كظيم , يتوارى من القوم من سوء ما بشر به , أيمسكه على هون أم يدسه في ألتراب ؟؟؟. وأن قسوة ووحشية ألوأد لهن في فترة صغرهن وبراءتهن عند بداية أدراكهن ليشيب لهولها الولدان ,, ولو لم يكن من ظلم الجاهلية ألا هذا لكفاها بؤسا وتعسا ,, وبعد ذلك من كتب لهن العيش منهن ظلمن في محيطهن من الرجال ونظر أليهن نظرة دونية وازدرائية وأبتزت حقوقهن وحرمن من ميراثهن أو ورثن للرجال مع المتاع وقطعان الدواب , أو تركن دون عائل لعوز غائل, أو أجبرن طمعا في أجورهن على العمل بدور البغاء فريسة لوحوش البشر ,, وأذا تزوجن واجهتهن صعاب وعذاب بدءا بمصادرة حقهن في أختيار أزواجهن ثم أكل مهورهن وأضطهادهن في خدمت بعولتهن بالأضافة الى تعرضهن للنشوز و ألأعراض , وترويعهن في فلذات أكبادهن وثمرة أفئدتهن بنذر بعضهم نحرا للآلهة أو بوأدهم صغارا أو بقتلهم خشية ألفقر أو العار , ثم أذا طلقن علقن وأن لم يطلقن أبقين ضرارا يتزوج عليهن ألأزواج بما بدا لهم من النساء دون تحديد ....
هذا الحال البائس كان طريقة للمعيشة وثقافة لكل العرب بما فيهم ثمالة وحليفتها ثقيف وجارتها هوازن وما قريش منهم ببعيد , وما آلوا أليه والتظوا به من هجير ألجاهلية أنما كان نتيجة طبيعية عندما خفتت فيهم دعوة ألأنبياء وانطفأت عنهم مصابيحها ,,, ولكأني يومئذ بلسان حال عقلائهم من فرط معاناتهم وهو يقول : ألم يأن لك ياليل أن تنجلي وينبلج ألفجر؟؟؟ , وهو تساؤل أن صدر فأنما ينبعث بوحي من الفطرة ألتي أعتادت فرجا بعد كرب وغيثا بعد جدب ويسرا بعد عسر ,, وهو تساؤل لا ينبع من فراغ وأنما من أمل بقرب مبعث نبي أظلهم زمانه وعززت قرب قدومه أنباء مصدرها أهل ألكتاب لطالما ترامت على ألأسماع وتناقلها الركبان .....
والى هنا أتوقف بكم لأستودعكم من لا تضيع ودائعه على أن أستأنف ألحديث معكم عن ثمالة الباقية ألأولى بالحلقة القادمة أن شاء الله ......
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا أله الا أنت أستغفرك اللهم واتوب اليك ....
كتبها المستعين بالله أبو عبد الله محمد بن عبد الله الساعدي الثمالي

[أبو عبدالرحمن]

الحمد لله على نعمة الإسلام...

وشكر الله لأجدادنا ـ رحمهم الله ـ عندما سمعوا بالإسلام..فسارعوا لبعية النبي المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام...بوفد ...

وهذه تحسب لقبيلة ثمالة في أن سبقت ثقيف بالدخول في الإسلام...

ومشكور أخي المستعين بالله على هذا الوصف العام الذي كان سائدًا في تلك الحقبة ...

ونحن بانتظار بقية الحلقات ...أعانكم الله

[أبو عبيدة]

الله يعطيك العافيه أبوعبدالله ..

[abonayf]

ماشاء الله تبارك الله
قراءة جميله لحقبة مضت من التاريخ واسلوب رائع في تقرير ماكان عليه القوم في تلك العهود
منتظرين الحلقة القادمه وقراءتك لبزوغ فجر الاسلام وكيف كان دخول قبيلة ثماله وسبقهم لغيرهم من القبائل وسبب ذلك رغم الجهل لعموم القبائل في تلك الحقبه .
ابو نايف

[عثمان الثمالي]

مشكور أخي المستعين بالله (ابوعبدالله )

الله يعطيك العافيه

على هذا الوصف العام منحرمش
في مواضيعك ابدااع ليس له مثيل

وسلمت يمناك يالغالي على المجهود .. ودمتم لنا بالف صحه وسلامه.

[الساعدي]

مشكور اخي ابو عبدالله
وفقك الله ...
نحن في انتظار الحلقة القادمة

[المبرِّد]

شكر الله لك

[رويعي الغنم]

لا أقول ألا كفاية يا مستعين تسفيها لأحلام آبائنا .....

[المستعين بالله ابوعبدالله]

الأخوة الأكارم , أبو عبدالرحمن , أبو عبيده , ابو نايف , عثمان الثمالي , الساعدي , المبرد , رويعي الغنم : أشكركم على مداخلاتكم ....