تأملات في دقة وجمال الصنعه (ح1).

[ابن ابي محمد]

تأملات في دقة وجمال الصنعه (ح1). تأملات في دقة وجمال الصنعه (ح1). تأملات في دقة وجمال الصنعه (ح1). تأملات في دقة وجمال الصنعه (ح1). تأملات في دقة وجمال الصنعه (ح1).

بسم الله الرحمن الرحيم

((وَكَأَيِّن مِّن آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُون))َ

لا أله ألا الله , الواحد ألأحد , الفرد الصمد , الذي لم يلد ولم يولد , ولم يكن له كفوا أحد .

أترون معي ما أراه هنا ؟.

http://www.pbase.com/racketman/image/95942015

سبحان الجميل خالق الجمال , سبحان الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى .

أيها ألأخوة والأخوات : أن ما تشاهدونه هنا , أنما هو نوع من أنواع الذباب , نوع واحد من بين آلاف متعددة من الأنواع , تلك الكائنات التي لا نلق لها بالا , ونشمئز من مشاهدتها , أو حتى من الحديث عنها .

أنظروا الى دقة الصنعة وجمالها في هذا الذباب (ذباب السيرفس) , (وفي جميع الخلائق دقة وجمال , وعيها من وعيها وجهلها من جهلها) , تأملوا التناسق والأبعاد وألألوان وما تحفل به من أسرار الكمال والجمال .

أنظروا الى عينيه المليئتين بآلاف العدسات السداسيه , وقولوا لها من ذا الذي سدسك وجملك وركبك بهذا التركيب العجيب ؟ , أنظروا الى رسمتها وما أمامها وما خلفها من الأبداعات , تأملوا الأهداب المنتظمة من خلفها , واحصوا أعدادها أن أستطعتم ولن تستطيعوا , وثقوا أن لكل واحد منها وظيفة ودور , ووراء خلقه حكم وأسرار لا يعلمها سوى العلام القدير , تأملوا تلك ألألوان المعدنية المتدرجة من الذهبي الى النحاسي وغيره , تأملوا تناغمها وتدرجاتها المتفاوتة , وقولوا لها, من ذا الذي لونك فأحسن التلوين؟ .

أنه التلوين الجميل الذي يتناغم مع بهجة تعدد ألوان الزهور التي يتغذى على رحيقها هذا الذباب ويفترس بعض الكائنات المتطفلة عليها كمكافأة مقابل نقله التذكير من مذكرها لمؤنثها (حبوب اللقاح) .

تأملوا تعدد التقاسيم والتوزيع المتماثل والبديع في كلا جناحيها , الجناحان المرنان الشفافان اللذان لاتكاد تمعن البصر في أي جزء من أجزائهما ألا وتمتلكك الدهشة , وأن أمعنت التبصر بعد البصر فذاك تحليق في عالم آخر من العوالم , عالم غير عالمك .

عالم ستتساءل فيه عن كمية الدماء التى تروح وتغدو في شراينهما , والهواء والغذاء الذي ستجلبه معها تلك الدماء , والمخلفات التي ستعود محملة بها , والمضخة التي تضخها دونما توقف ولو لثانية واحده .

وستظل في تحليق بعد تحليق في أرجاء الجناحين , تزداد معها دهشة كلما أوغلت بعدا في مجاهله الكثيره التي لا يستطيع العقل البشري أدراكها والأحاطة بها , ولكنك على وجه اليقين ستؤمن بأن هناك نظام معجز في هذا الكون متناهي الدقة والتكامل والحكمة والجمال والكمال , يشهد بعظمة الصانع العظيم الذي لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في ألأرض , ولا أصغر من ذلك ولا أكبر ألا في كتاب مبين .

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

((َيا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِين تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ , وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ والمطلوب).

(وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ).