الانتقال للخلف   منتديات بلاد ثمالة > الأقسام الــعــامة > الــمـنـتـدى الـعـام

 
إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-31-2006   رقم المشاركة : ( 31 )
@ بن سلمان @
ثمالي نشيط

الصورة الرمزية @ بن سلمان @

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 156
تـاريخ التسجيـل : 01-10-2005
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 14,724
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 20
قوة التـرشيــــح : @ بن سلمان @ مبدع


@ بن سلمان @ غير متواجد حالياً

افتراضي رد : حقد الصهاينة وصدام

وأما الصحاف فهو رافضي معروف، ولا ندري هل مثّل الصحاف دور ابن العلقمي في هذه النكسة الكبرى بناءً على تاريخ القوم القديم ... ؟! وهل كان هو الصلة المأمونة ما بين القيادات الأمريكية والقيادات العسكرية العراقية من خلال صلاته المفتوحة على آخرها مع الإعلاميين ؟!
وهل كان طرد ألـ [ سي إن إن ] من العراق من قِبَل الصحاف دليلا أخيرا يقدمه لصدام على وفائه وغِيرته ..؟!
.................................................. .....................

ابن أبي محمد
شكر الله لك جهدك
حقيقة تساؤلات كثيرة كانت تراودني بدت تنجلي ضبابيتها وخاصة فيما يتعلق بالصحاف وكنت قبل قراءة هذه التعقيبات الجميلة في حوار مع أحد الأصدقاء وبالذات حول الصحاف الذي عرفناه نكتة أكثر من رجل إعلامي .
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس
قديم 01-01-2007   رقم المشاركة : ( 32 )
ابن ابي محمد
ذهبي


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 563
تـاريخ التسجيـل : 25-07-2006
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 1,185
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : ابن ابي محمد


ابن ابي محمد غير متواجد حالياً

افتراضي رد : حقد الصهاينة وصدام

طلوع البشائر
الذكريات الأليمة .. والواقع الحزين
إن المسلم وهو يقف في هذه المرحلة التاريخية الأليمة ... يقف على أطلال حزينة ..... تحكي ضياع خلافة قديمة ....!
يقف هنا وهو يرى تدرج زوال سلطان أمة ... عن أعظم دار خلافة إسلامية من حيث عمرها، وغزارة إنتاجها، وكثرة علمائها، وسعة امتدادها ...
يقف في لحظة من الزمن ـ وهو واحد من أهل فترتها ـ ليرى تساقط الخلافات الإسلامية تباعًا من الأسفل إلى الأعلى ... تمامًا كما هو ابتداء خلق الإنسان وموته، فالروح ابتدأت من الأعلى وسرت إلى الأعضاء إلى الأسفل، لكن سحبها يبتدئ من الرجلين حتى ينتهي بالرأس ..!
فها هي الخلافة العثمانية قد ذهبت أولًا وهي آخر الخلافات، وجاء اليوم دور بلاد الخلافة التي بعدها ... دار الخلافة العباسية وما كادت بغداد تسقط من هنا حتى ابتدأت أمريكا بتهديد دار الخلافة التي بعدها مباشرة الخلافة الأموية، مع التلميح في حواشي الكلام وعوارضه إلى الخلافة الأولى .... الخلافة الراشدة !
يقف أحدنا في هذه الحقبة من الزمن ـ وهو أحد أبنائها ـ ليقول له التاريخ:
ذق ما ذاق قبلك ممن شهدوا ضياع الخلافة الإسلامية، وشهدوا زوال سلطان الإسلام عن ديار الإسلام ! أم حسبت أنك ستفلت من سنة الله الماضية، القائمة، الدائمة ... وقد فعلت ـ وأبناء جيلك ـ كما فعل المضيعون من قبل وزيادة !
ذق ما ذاقه من شهد نكبة زوال شمس الإسلام عن بلاد الأندلس !
ذق ما ذاقه من شهد زوال الإسلام عن فرنسا وبلاد أوروبا !
ذق ما ذاقه من شهد نكبة الـ 48 من أهل فلسطين !
وأن لك اليوم أن تتجرع مرارة سقوط خاتمة الخلافة الراشدة ومحضن الخلافة الأعظم في تاريخ الإسلام .. بغداد، وبلاد الرافدين ....!
يقف المسلم متألمًا على هذه الأطلال مطأطئ رأسه تارة، مما أصابه من الهوان والمهانة والإهانة، رافعًا رأسه مرة أخرى شاهقًا نحو البعيد متسائلًا:
إلى متى ستبقين يا دار الخلافة تحت سلطان هؤلاء ..... إلى متى ....؟!
ومتى سيتوقف نهم المغضوب عليهم والضالين من ابتلاع بقية بلاد المسلمين ؟
أسئلة متتابعة تحكي مشاهد التاريخ الماضية يجدها المسلم اليوم حاضرة أمام عينيه على بساط هذه الأمة ـ بساط التيه الجديد ـ فلا يدري أحدنا هل سيرى رد الكرة لهذه الأمة أم سيموت وسيكون ممن تطويه سنة الاستبدال ليحرم تذوق ' وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب '، يموت بمرض صدره، وغيظ قلبه ولا يجد دواءه: ' ويشف صدور قوم مؤمنين ويذهب غيظ قلوبهم '. يقف أمامها وهو يبكي بكاء الأيتام على مائدة اللئام ... اغرورقت عيناه ثم سالت دمعاته حتى بلت خديه .. وهو يقول إيهٍ عليك أمة مكلومة ...
ومع هذا تبقى الحقائق القادمة .. آتية لا ريب ... قريبة مشرفة على ساح هذه الأمة بإذن الله تعالى .... طلائعها منيرة فواحة طيبة أحيانًا كتباشير الأزهار بمقدم الثمار .. وأحيانًا أخرى مظلمة حالكة كطلائع الفجر قبل انفلاقه ...
إن الدراسة الصحيحة المتكاملة للتاريخ هي التي لا تقتصر على سرد ما مضى من أيام الله، ولكنها الدراسة التي تستخلص العبرة من أيام الله الماضية لأيام الله الباقية ..
الدراسة التي تعد ما أخبر به الوحي من قادم الموعود كما مضى من سالف العهود ...
فما مضى مما شاهده الناس من انتصار الفرس كما بقي مما أخبر الله به من غلبة الروم: ' ألم . غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين .لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله '
وجاء ذلك اليوم الموعود من الله وفرح فيه المؤمنون بنصر الله ... وتحول ـ بعد هذا ـ هذا اليوم بنصره وفتحه وفرحه إلى تاريخ يحكى كيوم من أيام الله تعالى ..
ومن هذا الباب كان تمام فقه الإمام ابن كثير حين ألحق النهاية بالبداية، فجاء كتابه متكاملًا مستحقًا بحق وصف ' البداية والنهاية '
وها نحن في هذه الدراسة التاريخية قد عرفنا البداية .. فماذا بقي عن النهاية ..؟ وكم بقي من النهاية ...؟ وهل سنشهد البشائر الموعودة فنفرح بنصر الله ...؟ لتتحول تلك الأيام الجميلة إلى أيام من أيام الله الماضية .
إن معرفة ذلك لا تتم إلا بدراسة الأخبار الشرعية التي تحققت قطعًا، والأخبار المنتظرة غيبًا وسمعًا ... عندها تقترب الصورة من الاكتمال، ويبدو الموعود من الأحوال، كالمشاهد للعيان من الأفعال، وهذا ما نود دراسته مختتمين هذا البحث به وذلك بتثبيت ما أثبته الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، مستخلصين من مجموع تلك النصوص اقتراب البشائر من الوقوع، ذاكرين الأدلة على هذا الأمل الموعود، والفرح القريب المنشود . مما يختص منها بالعراق فحسب .
الأدلة على طلوع البشائر
المطلع الأول: انحسار الصراع نحونا
من نظر في توزيع الصراع على المساحة الجغرافية على الكرة الأرضية في هذه الحقبة الزمنية من عمر هذه الحياة، وجد حقيقة لا يمكن بأي حال من الأحوال تجاهلها أو الوصول إلى تنزيل صحيح للأدلة الشرعية دون النظر فيها، تلك هي حقيقة انحسار الصراع عن بلاد الكفار إلى بلاد الإسلام ... فإننا شهدنا في عمرنا هذا القصير حركة الصراع بين قوى العالم المتصارعة، وكيف أخذت تنسحب شيئًا فشيئًا عن أطراف الكرة الأرضية مقتربة من ساحة الصراع الختامية ومنها إلى نقطة الصراع النهائية ..
فلقد شهدنا حروبًا باردة وأخرى ساخنة بين تلك الدول البعيدة عنا، ثم ذهبت تلك السخونة منها حتى تحولت إلى باردة وها هي تبرد وتبرد عندهم حتى غدت كتلًا جليدية متجمدة متمثلة في اتحادات دولية وتحالفات أممية قاسمهما المشترك هو الشرك بالله رغم الاختلاف في كل شيء ... وبقي الجزء النافر والمتناثر عن تلك الكتلة هو دول العالم الإسلامي وقاسمهما الوحيد هو التوحيد ...
وإن الأدلة على أن ساحتنا الإسلامية ثم ساحتنا العربية وأخيرًا ساحتنا الشامية هي ساحة الصراع الختامية أدلة لا تقبل المنازعة، فمنها: أحاديث الملاحم الثابت وقوعها في بلادنا ومنها أحاديث المهدي ... ومنها أن الدجال يطوف بالأرض وفي ختام رحلته يعود إلى هذه البلاد ليدخلها، فيمنع من مكة والمدينة والطور والمسجد الأقصى ... ومنها نزول عيسى عليه السلام في بلادنا وعلى نزوله تعلق الأمم آمالها، ودعوى نصرته هي مقصود جميع الأديان في آخر الزمان ... حتى النار التي تخرج فإنها تحشر الناس إلى الشام، فهي أرض المحشر والمنشر ...
وما الحرب على العراق إلا مرحلة من مراحل تحول الصراع إلى هذه البلاد العربية بعد ما كانت ساحته إسلامية أفغانية ولهذه الحرب ارتباطها الوثيق والمستقبلي بساحة الصراع العربية، بل الشامية، إذا ً فإن هذه الحرب أكدت حقيقة شرعية على الواقع وهو دخول الصراع العالمي إلى مرحلته الجديدة وربما الأخيرة، وذلك بدخوله إلى أرض الصراع النهائية، وهي الأراضي العربية، وما إعلان الروم ' أمريكا وبريطانيا ' التهديدات لسوريا إلا إتمامًا لحلقة الصراع وإثباتًا للنصوص واقترابًا من مركز الصراع النهائي ... ألا أنها أرض الشام والله أعلم ....
المطلع الثاني: ابتداء ولادة العصائب
إن هذا ليس كلامًا حماسيًا للاستهلاك وإثارة الغيرة والثورة فينا .. ذلك أن العراقيين هم أسعد المسلمين بالمهدي' هذا قدر الله لهم وأنعم بقدر الله واختياره ودليل ذلك حديث فيه كلام بين التضعيف والتحسين يؤيده أثر صحيح له حكم المرفوع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .
أما الحديث فهو ما رواه أبو داود عن أم سلمة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: 'يكون اختلاف عند موت خليفة فيخرج رجل من أهل المدينة هاربا إلى مكة فيأتيه ناس من أهل مكة فيخرجونه وهو كاره، فيبايعونه بين الركن والمقام ويبعث إليه بعث من الشام، فيخسف بهم بالبيداء بين مكة والمدينة، فإذا رأى الناس ذلك أتاه أبدال الشام و عصائب أهل العراق فيبايعونه ...'رواه أحمد وأبو داود والطبراني، والحديث ضعفه جماعة من أهل العلم وحسنه آخرون منهم ابن القيم في المنار المنيف، والحديث يحتمل التحسين لمجموع طرقه .
أما الأثر الصحيح، فلقد ثبت عن سالم بن أبى الجعد قال: 'خرجنا حجاجا، فجئت إلى عبد الله ابن عمرو بن العاص فقال: ممن أنت يا رجل؟ قال: قلت من أهل العراق، قال: فكن إذا من أهل الكوفة فقلت: أنا منهم قال: فإنهم أسعد الناس بالمهدي' والأثر صحيح كما ذكرنا وهذا غيب والغيب لا يعلم إلا بوحي، من هذا الأثر يتبين مكانة أهل العراق بالنسبة لأنصار المهدي، ومكانتهم في التغيير العالمي المنتظر، وعبد الله بن عمرو لم يقل هذا الحديث برأيه، وابن كثير في كتابه القيم ' الفتن والملاحم' قال عن المهدي 'ويؤيد بناس من أهل المشرق ينصرونه، ويقيمون سلطانه، ويشيدون أركانه'.
ولا خلاف بأن أهل العراق بالنسبة للمدينة مشرق، ولا يقال اعتراضا على هذا بأن غير العراق بالنسبة للمدينة مشرق مثل إيران، والجواب ظاهر من نفس الحديث وهو أن ابن عمرو ذكر أهل العراق تحديدًا وهذا يقطع بالمقصود، ثم إن ما جبل عليه أهل العراق طوال التاريخ من النجدة والنصرة، يقول صاحب كتاب عون المعبود شرح سنن أبى داود للعلامة أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادى ما نصه في تفسير كلمة 'عصائب أهل العراق': أي خيارهم من قولهم عصبة القوم خيارهم قاله القاري، وقال في النهاية جمع عصابة وهم الجماعة من الناس من العشرة إلى الأربعين ولا واحد لها من لفظها، ومنه حديث على رضى الله عنه الأبدال بالشام والنجباء بمصر و العصائب بالعراق، أراد أن التجمع للحروب يكون بالعراق وقيل أراد جماعة من الزهاد وسماهم بالعصائب لأنه قرنهم بالأبدال والنجباء انتهى .
فالظاهر والله أعلم أن هذا الظرف هو الظرف الأنسب لولادة العصائب العراقية، فالحافز موجود، والسبب مشروع، وأهل العراق مؤهلون بفطرتهم إلى هذا النوع من التصرف، فترويضهم من قبل الصليبيين أمر محال، كيف وهم من أكثر الناس اشتياقا للجهاد في سبيل الله في كل مكان، ولو لا ما كانت ظروف الحصار ورسوم السفر إلى الخارج لضاقت الساحة الأفغانية بالمجاهدين العراقيين، ولقد أصبح أكثر اسم يتسمى به المواليد الجدد في العراق هو أسامة [زعيم تنظيم القاعدة]، وأصبحت أخبار المجاهدين الأفغان تعلق في المساجد يوميًا ... كما تنشر يوميًا بالصور الممكنة في الصحف الرئيسة للدولة مما لا يوجد له نظير ـ فيما نعلم ـ في البلاد العربية والإسلامية .
ولعل الأيام القليلة القادمة ستشهد ـ والله أعلم ـ أعمال تلك العصائب المباركة المتناثرة على أرض العراق وفي مناطقه، وهذا ما يوحي به الحديث الشريف أنها ليست عصبة واحدة ولا عصبتين إنما هي عصائب عديدة ... وكثرة هذه العصائب يوحي بكثرة العدو وانتشاره، وهذا هو الواقع على أرض العراق ... وأن العصائب العراقية ما تكونت لما قام المهدي أو بأمر المهدي، وإنما هي موجودة بالأساس ... فكان خروج المهدي سببًا لخروجها للبيعة .. ولنصرته .
وهذا لا ينفي أبدًا إمكانية اجتماع أهل العراق على قيادة شرعية تطرد الروم الصليبيين الغزاة عن بلادهم أو أنها تطردهم ثم تجتمع على قائد واحد وتحديد الكيفية لا يعنينا كثيرًا .
المطلع الثالث ـ انتهاء مرحلة حصار العراق :
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: 'يوشك أهل العراق ألا يجبى إليهم قفيز ولا درهم، قلنا: من أين ذاك ؟ قال: من قبل العجم يمنعون ذاك، ثم قال: يوشك أهل الشام ألا يجبى إليهم دينار ولا مدي، قلنا من أين ذاك ؟ قال: من قبل الروم ثم سكت هنيهة، ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون في آخر الزمان خليفة يحثي المال حثيًا لا يعده عددًا'.
ربما يتساءل البعض: كيف يكون الحصار من قبل العجم كما في الحديث ... والواقع الذي نراه أن الحصار من قبل الروم، كما هو الحال في حصار الشام ..؟
والجواب عن هذا من جهتين: من جهة السبب ومن جهة المنفذ، فإن السبب الحقيقي في حصار العراق هو حربه مع إيران وانتصاره عليها، الذي جعل الكافرين ينصبون له مصيدة الكويت ... فحرب الخليج الثانية إنما هي امتداد لحرب الخليج الأولى مما نتج عنها الثمرة المرتقبة وهي حرب الخليج الثالثة .
ومن جهة أن الروم لم ينفذوا الحصار على العراق إنما الذي ينفذه حقيقة هم إيران وتركيا وبقية دول الجوار، وما كانت الروم إلا مراقب لتنفيذ الحصار كما أنها مراقب لخطوط العرض .
ومن المستبعد أن يكون ثمة حصار آخر يصدق عليه الحديث، بحيث أن العجم يحاصرون العراق، فالنبي صلى الله عليه وسلم قد ذكر حصارًا واحدًا للعراق وواحدًا للشام .
فكم من علامة على نبوته صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث العظيم؟ وكم من علامة على اقتراب الساعة؟ وكم من علامة على اقتراب دور العراق الإسلامي العالمي؟
لقد قاله المصطفى صلى الله عليه وسلم قبل دخول العراق في الإسلام، ففيه علامات عديدة: علامة على إسلامها وعلامة على حصارها وقد وقعت العلامتان، وعلامة على تدهور العملة، وعلامة على ضيق في العيش، وفى الطعام، وعلامة على القهر عليها من خارجها لقوله: ' يمنعون ذاك '، وعلامة على أنه سيشمل العراق جميعا فيه دلالة على ظهور التقصير من الأمة نحو العراق . كما أن فيه استثارة نبوية لهمة المؤمنين في ذاك العصر وفى كل عصر أن يهبوا لنجدة إخوانهم وإلا فما مدلول هذا الإخبار الأليم على نفوس الأخوة المؤمنين نحو إخوانهم، وما سر سؤال الصحابة رضي الله عنهم؟.
إن مما يثير العجب والإعجاب هو تخصيص ذكر حصار العراق، فالأحداث في حياة هذه الأمة المعاصرة كثيرة لكنها لم تذكر كلها، ولو ذكرت فرضًا فإنها لم تحفظ، وكل ذلك بأمر الله تعالى واختياره، أما حصار العراق فيذكر على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم على وجه التخصيص، ويحفظ في كتاب من أصح كتب الحديث في صحيح مسلم أليس ذلك الحفظ بإرادة الله تعالى ' أليس له من حكمة بالغة'؟.
إن معرفة جميع الحِكَم أمر راجع لعالم الغيب والشهادة وحده، لكن الذي يتجلى أمامنا والله أعلم أن سرّ التخصيص في هذا الحديث أن الحدث حدث دولة وليس فرد، وأنه حدث عظيم في حياة الأمة والأمة معنية به من أوله إلى آخره ... وها نحن نراه وكيف أصبح مرحلة فاصلة في حياة الأمة مرحلة تحول رهيب من حال إلى حال ... بحيث لا يقتصر أثرها على العراق وحده بل يعم الأمة ويعم البشرية جميعًا، ابتداء بحصاره وانتهاء بتتابعاته .
ونحن إذ نذكر هذا فإنما نذكره كحدث وقع، وعلامة نبوية نظنها تحققت ... والبشرية جميعًا عليها شهود، وهم حول العراق قعود ... لكن وقوع هذه العلامة لا يعني انتهاءها وانقضاءها، بل ثمة تتابعات لا يعلم مداها إلا الله تعالى ... فالمذكور هنا هو الحصار، ودام الحصار اثني عشر عامًا، وجاءت بعده جيوش الصليب، وها هي تهم بالانتقال إلى بلاد الشام لتفضي إلى مرحلة أخرى مذكورة في هذه السنة ...
ولكن السؤال كيف تعتبر هذه العلامة بشارة وفيها ما فيها، نعم: إنها بإذن الله بشارة لأنها إذ وقعت ورأيناها علمنا أننا أصبحنا اليوم أقرب ما نكون إلى مراحل النصر على أعداء الله تعالى ... وتعليل ذلك: أن الحياة تسير منطلقة إلى منتهاها، والزمن يمشي يمثله الليل والنهار ... لا يتوقف إلا إلى أجله المسمى ... لكن هذا الزمن ليس له من معلم يتعرف عليه فيه الناس الذين يعيشون فيه ... فجاءت هذه العلامات لأهداف عظيمة منها أنها جاءت تبيانًا للناس موقعهم من عمر الزمن ...؟ أين هم الآن؟
فإذا رأى الناس علامة، علموا أنهم قطعوا مرحلة أو شوطًا بمضي تلك العلامة ... وأصبحوا من الساعة أقرب ... وهذا من هذا الباب .. وهذا بغير شك يدفعنا إلى مزيد من العمل .
المطلع الرابع ـ ابتداء زوال أمريكا :
يقول أبو قبيل: كنا عند عبد الله بن عمرو بن العاص وسأل أي المدينتين تفتح أولا ً: القسطنطينية أم رومية ؟ فدعا عبد الله بصندوق له حلق، قال: فأخرج منه كتابًا، قال: فقال عبد الله: بينما نحن حول رسول الله صلى الله عليه وسلم نكتب إذ سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي المدينتين تفتح أولاً: قسطنطينية أو رومية ؟
فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم 'مدينة هرقل تفتح أولاً'. يعني قسطنطينية. أخرجه الحاكم وهو صحيح
جاء في معجم البلدان لياقوت الحموي ج3 ص113: 'رومية: هي مدينة شمالي غربي القسطنطينية بينهما مسيرة خمسين يوما أو أكثر وهي اليوم بيد الإفرنج'. وهي اليوم عاصمة إيطاليا.
وفي الحديث فوائد عظيمة:
الأولى: أن هذا الحديث العظيم آية من آيات النبوة ذلك أن القسطنطينية قد فتحت وهي المدينة التي تسمى [إسلام بول] أي مدينة السلام، وقد حرف اسمها إلى [استنانبول] وقد حظي فاتحوها بتزكية رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أن فتحها وقع سنة 1453 م على يد السلطان محمد الفاتح رحمه الله تعالى، فلقد جاء في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري في التاريخ الكبير وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ' لتفتحن القسطنطينية، فلنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش'.
الثانية: مثلما تحقق الجزء الأول من الحديث فلا بد من أن يتحقق الجزء الثاني منه حتمًا مقضـيًا، كما أن الليل يعقبه النهار وأن النهار يعقبه الليل ... إذًا ففتح المسلمين لعاصمة روما وعد حق وخبر صدق .
الثالثة: هذه علامة ـ والله أعلم ـ على زوال ملك أمريكا وقوتها ووحدتها وسيطرتها وأنها علامة على ظهور نجم أوربا كقوة مسيطرة بديلة لأمريكا ـ والله أعلم ـ .
فالنبي صلى الله عليه وسلم ذكر بلدانًا تدخل الإسلام بأسمائها وذكر أماكن لم يعرفها المسلمون حال الحديث ووقع ما أخبر به صلى الله عليه وسلم غير أنه لم يذكر هنا 'أن المسلمين سيفتحون أمريكا ولا واشنطن' ولم يذكر أن المسلمين سيغزونها بل ذكر روما أو رومية، وعدم ذكر النبي صلى الله عليه وسلم لأمريكا يعني أنها لن تكون مركزًا للقوة وقت الفتح، كما لم يذكر موسكو وقد كانت قبل ذلك هي الأقوى وهكذا هوت موسكو، وواشنطن على إثرها هاوية بإذن الله تعالى، ولو لم تكن روما هي مركز القوة وبقيت واشنطن هي القوة العظمى كما هو الحال الآن لما كان لفتح المسلمين لروما كبير فائدة، ذلك أنهم لو فتحوها الآن مثلا ًلكان من المقطوع به أن قوة عظمى كأمريكا ستخرج المسلمين من روما، وعلى هذا فإن افتتاح المسلمين لروما كما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم إنما يعني سقوط مركز قوة النصارى وعاصمتهم وسقوط ساريتهم ومقر قيادتهم وعواصمهم الأخرى من باب أولى أو أنه سقوط لآخر مدينة عندهم، والله تعالى أعلم .
ويستأنس لهذا الاستنباط بما يحدث الآن من أحداث حيث إن علامات انهيار أمريكا أصبحت ظاهرة بل متسارعة .
لكن كم سيستغرق ذلك ؟
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس
قديم 01-01-2007   رقم المشاركة : ( 33 )
ابن ابي محمد
ذهبي


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 563
تـاريخ التسجيـل : 25-07-2006
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 1,185
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : ابن ابي محمد


ابن ابي محمد غير متواجد حالياً

افتراضي رد : حقد الصهاينة وصدام

ميزان التاريخ
أولاً: قول الميزان
أولاً: قال الميزان ـ في الأصنام :
من حق كل مسلم يرى صنمًا يهوي أن يفرح ... وهذا هو ما خالط قلب كل مسلم حين رأى تمثال صدام يهوي ... لكنه ودّ لو أن الذين حطموا هذا الصنم، لم يكونوا عبدة الأصنام ...! ودّ الذين حطموا الصنم الفارغ من المعتقد ما جاؤوا ليعبّدوا الناس لأصنام حقيقية يصدق فيهم ما قال خليل الرحمن: 'رب إنهم أضللن كثيرًا من الناس'.
ود ّ الذين حطموا الصنم ما وقفوا دون تحطيم بوذا بكل ما يملكون من قوة ... وكانوا يعلنون أن حربهم ضد طالبان كانت لأسباب منها: الانتقام للأصنام بدعوى أن تلك الأصنام كانت تمثل التاريخ والحضارة ... والطالبان يمثلون التخلف ويهدمون الحضارة .!
إن الإنسان أصبح وهو يرى الفرح لسقوط تمثال صدام، يراه وهو يتذكر البكاء لأجل انهيار بوذا فيعجب أشد العجب من تلاعب اليهودية والصليبية بمشاعر البشرية ومعتقدها وتوجيههم إياها حيث شاؤوا، ويضحكونهم متى شاؤوا، ويبكونهم متى شاؤوا، ويسوقونهم كما تساق القطعان .. حتى جعلوا أهل التوحيد والعلم مسلوبي المشاعر، يسيرون إلى بلاد الأفغان ليشفعوا للأصنام ..!
أما هنا، فيغارون ويغضبون ... لأنه صنم ؟!
فحين هدم بوذا حزنوا ...! وحين هدم تمثال صدام فرحوا ...! ولو بقي تمثال صدام لحزنوا ... ولو بقي تمثال بوذا لفرحوا ! قال تعالى: [ إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون ]
فأين الأصنام من الأصنام ؟ وأين العباد من العباد ؟ وأين المقام في قلوب العباد من المقام ؟
وإنا نتحدى عالمًا واحدًا صارح صدام وناصحه في قضية التماثيل ... كي يسقط عن باقي العلماء عذر البلاغ ... نتحدى واحدًا من العلماء بلغه ولم يستجب له صدام، فليت واحدًا من هؤلاء العلماء الذين ذهبوا شفاعة لبوذا كي يبقوه للمصلحة ذهب إلى صدام وبلغه بوجوب إزالة التماثيل للنصوص الصحيحة !
ألم يقل البعض عن تماثيل بوذا أنها جائزة ولا يلزم هدمها ... بناء على أنها لا تعبد، مثل الأهرامات، ومثل التماثيل العراقية من قبل الميلاد إلى اليوم ... وقد مرّ عليها المسلمون الفاتحون وتركوها،وهذه صنعت لتبقى للتاريخ لا للعبادة ... ونحو ذلك من تعليلات ظاهرها الصواب وباطنها النفاق ..!
نعم، هذه في معتقدنا حرام وتلك حرام .. ولكن أين الدين الخالص الذي لا يجعل من مصادره أقوال الأمم الضالة، واستحسان اليهود، ومصالح النصارى المرسلة ...؟

ثانيًا: قال الميزان في الأمن والأمان :
سيبقى التاريخ يردد على مسمع الرجل قول الله تعالى: [الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون] ... والظلم هنا هو الإشراك بالله تعالى.
أما الدوائر الأمنية التي أنشأتها عند مجيئك أيها الرئيس، ثم أخذتْ تتنامى، وتتوالد، وتتمدد، وتمتد خيوطها إلى كل خلية ممكنة في البلد وفي خارج البلد كذلك ... حتى أصبحت غولًا مخيفًا لا للناس وحدهم، ولكن لك أنت كذلك ... نعم لك أنت ...
فرغم علمك بكثير من تجاوزاتها التي لم تكن راضيًا عنها حسب زعمك، إلا أنك كنت تهاب تفكيكها، لأنها قد صورت لك أنها الحامية والكالئة، والراعية لك ... وبدونها سوف تتبخر .. فصدق المثل العربي القائل [سمن كلبك يأكلك] ...
نعم، لقد وصلك حالات وحالات من ظلم الأمن لها، وعندنا منها الكثير .
ولقد روى لنا أهل من جاؤوكم، أو أصحابهم، أو معارفهم بشكاوى ومظالم ولقد كنت ترد الحق سريعًا لصاحبه أو صاحبته بغير توان أو ضعف ... والشعب العراقي يعرف من هذا أحداثا كثيرة وكثيرة بأسمائها وتفاصيلها .. شيعة كانوا أم سنة .. بل كنت كثيرًا ما تعاقب المشتركين في ذلك الظلم أشد العقاب، ولو كانوا من رجال الأمن
نعم .. تعلم بكل هذا ولم تباشر تفكيكها فيما نعلم ... وتعلم بأنها أصبحت في جبينك وصمة عار في الداخل وفي الخارج تطاردك بأفعالها في الميدان وفي الإعلام، وتتحمل أنت جرائر جرائمها التي تعرفها والتي لا تعرفها، ومع هذا لم تفككها ...
حتى أصبحت لا تعرف الكثير الكثير من جرائمها إلا ما يبلغك قصدًا منها، أو عرضًا، أو رغمًا عنها أحيانًا قليلة، ومن ثم باشرت هي استغلال بلدك باستغفالك ...
فرجال الأمن بدوائره وحلقاته المظلمة يعلمون جيدًا أن الناس يهابونهم أشد المهابة .. ولهذا كان الواحد منهم يظلم وهو آمن بأن الناس لن يصلوا إليك، وكان يرتشي وهو آمن في دائرة أمنه، ويعذب وهو آمن، وهكذا ... حتى شعر كل واحد منهم أنه رجل أمن لنفسه وبنفسه لا للناس ..! إنها دوائر مغلقة مظلمة ملتوية ...
ولكن ..! أين دوائر الأمن حين جاء الخوف اليوم ؟ لقد تبخرت ... لقد اصبحت أثرًا بعد عين ... لقد تركتك وما بقي منها إلا ما لا يكاد يذكر منها لتبقى تبحث ـ أنت ـ عن الأمن فلا تجده إلا بملازمة قراءة القرآن ... حتى وأنت ترى القصف فوق رأسك من كل مكان من البر .. من البحر .. من السماء .. ورأسك هو المطلب الأول منذ أول إطلاقة ... حتى اقترب الأمر منك جدًا وفاجأك الخطر فخرجت مسرعًا تاركًا كتاب الله مفتوحًا على سورة الحجر ... كشهادة منك بأن السكينة هنا ... والطمأنينة هنا ... وإن اشتعل العالم حولك نارًا ... لتلجأ بعده إلى ـ مقر الأمن الحقيقي ـ مسجد الإمام الأعظم ' أبي حنيفة النعمان ' .. فتصلي مع الناس صلاة الظهر .. لتحكي لأصحابك الثلاثة الكبار قصة الغدر التي حيكت خيوطها في ظلمة الليل البهيم عليك وأنت لا تدري ... ومِن مَنْ ...؟!
من أقرب الناس منك ... بعيدًا عن رجال أمنك .. لتجد الأمن مع عامة الناس في المسجد وتجده بجوار المسجد حين خرجت وبدأ الناس بالتجمع حولك ... فارتفعت فوق الجموع في مشهد عجيب ومخاطرة مخيفة ... في مجتمع مسلح ... في لحظة سقوط بغداد .. في لحظة خلعك من حكمك ... في لحظة أصبحت الصيد الثمين لكل من يمسك بك ويسلمك لأمريكا ... ارتفعت فوق الجموع ... موشىً بالمهابة كسابق عهدك ..! لماذا كل هذه المخاطر بلا رجال أمن كما هي العادة، لأن الأمن ـ والله أعلم ـ أصبح في داخلك .
هذا المنظر وحده يكفيك شهادة ... شهادة على رباطة جأش لا نظير لها في عالم الزعامات، وسكينة أذهلتك عن كل المخاوف التي من حولك .
وبقى الناس يروون الكثير الكثير من مشاهدتك في الأسواق وفي غيرها ...
بينما رأى الناس رجالًا يبكون على ذهاب شيء يسير من الدنيا، ورأوا زعماء وأمراء بكوا أمام العالم لذهاب ملكهم أو لفشلهم في الانتخابات كما بكى بوش الأب حين فاز عليه كلينتون وبكى أمير الكويت جابر الصباح أمام العالم في مبنى الأمم المتحدة حين احتل صدام دولته ...
إنها حكاية تاريخية عجيبة حقًا . توصل الرسالة الأمنية إلى كل الزعامات فائدة لهم ... أن طريق الأمن الذي تسلكون هو طريق الخوف ... وستشهدون بأنفسكم على ذلك ... وأن الأمن هو في قول الله تعالى:[ الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون ] ....
وأن الأمن في بيوت الله تعالى، وأن إخافة أهل المساجد هي ممن لا نصيب لهم من الأمن . وإن ضاعفوا أجهزتهم ...
والله تعالى يقول: [ ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين . لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم ]
ثالثًا: قال الميزان لأهل العلم والإيمان :
تذكروا العقد الأخير من حكمه ... وقارنوا ما بين عهده في السبعينات والثمانينات ... واسترجعوا جيدًا كم فتح من الكليات الشرعية، كم فتح من المعاهد، كم امتلأت المساجد بحلق تحفيظ القرآن في الحلقات الصيفية ....
تقولون: إنه سلمها لعزت الدوري ...؟
نعم . سلمها لعزت الدوري: لكن من منكم تقدم له وناصحه ؟
أكنتم تخافون بطشه ... نرجوكم اذكروا لنا من العلماء العراقيين من بطش به في السنوات العشر الأخيرة حين ناصحه ... ونحن سوف نذكر من العلماء العراقيين في بغداد ممن قد طلب منهم بنفسه المناصحة، وناصحوه وعمل بنصحهم فورًا ...
ونذكر لكم آخرين استفتاهم في مسائل شرعية تتعلق بإقامة حدود، وأفتوه كتابة أو مشافهة، ونفذ ما أفتوا به مباشرة ...
ونذكر آخرين أرسل لهم بطريق مباشر وغير مباشر رغبته أن يكونوا قريبين منه .
لكن الذي منعهم أمران لا ثالث لهما:
الأول: الخوف من بطشه ... مقدمين الخوف وإساءة الظن للأسف ...
والثاني: خوف السقوط من أعين الناس لا من عين الله ..
إذًا. فمن الذي ترك المجال لعزت الدوري وغيره ...
لقد كان بعض أقرانكم يناصحه على خجل أحيانًا، ولا يناصحه إلا إذا طلب منه، وكان يرى أثر ذلك فورًا عليه، ونحن ندعوا هنا هذا الدكتور المكرم إن كان حيًا وأقرانه إلى إثبات تلك المواقف والمناصحة في كتب تاريخية صادقة وموثقة من غير تردد ولا خوف ... لتستمر سلالة الحسن البصري، ومحمد بن واسع بالتواصل والتواصي إلى يوم القيامة .
ونحن والله، نعرف عالمًا في كلية الشريعة ناصحه وصارحه في عزت الدوري، فأتى به، هو ووزير الأوقاف، وكلمه بشكوى العلماء وأنّبه أمام الشيخ، والشيخ نفسه يروي الحادثة، ولقد تقلص دور عزت بعد هذه الحادثة على المساجد وأهلها، وعلى حملات الحج العراقية ... فكانت هذه المعاتبة منه لعزت كالطامة ... ولكن كان ذلك قبل سنة من نهاية حكمه تقريبًا .
وقد بث التلفزيون مرة لقاءً، وقد أحضر فيه عزت الدوري ومعه بعض أهل العلم وبعض الوزراء وذلك قبل سنتين من نهاية حكمه، وكان معهم الشيخ الناصح عبد الحميد العبيدي حفظه الله ورعاه ..
فسأل صدام سؤالًا واحدًا وكان يشير إلى الأستاذ العبيدي: 'هل يمكن أن يبلغ الحاكم مرضاة الله ؟'
فقال العبيدي كلامًا طويلًا جميلًا ابتدأه: 'من تاب تاب الله عليه' !
وما كان يقول له: سيدي الرئيس .
فقال عزت: سيدي أنت مأجور في كل حالاتك لأنك مجتهد ...
فقال له صدام وقد التفت إليه جانبًا: لكن السلطة لها آثامها .. ثم قال: دعونا نسمع العبيدي ...
فتكلم العبيدي، ومما قال له: لو جرب الحاكم حكم الله لما رضى بحكم غيره .
وانتهى اللقاء، وقام الجميع وصافحهم صدام، بمن فيهم مشايخ تلفزيون معروفون، كانوا يظهرون المديح عادة، وكل منهم ألقى نفسه عليه يعتنقه إلا العبيدي، فإنه لما جاء دوره مدّ يده فقط، فأخذه صدام واجتذبه إليه وعانقه .
وبعدها، كاد عزت الدوري للدكتور العبيدي .. حتى أخرجه من العراق إلى اليمن، ونرجو التنبه إلى السؤال الذي أُلقي على ذلك العالم الناصح ... وانظروا إلى تعليق الرئيس عليه ...
ومع كل هذا أقول: لقد كان الواجب عليه أكبر من ذلك بكثير ...
كان الواجب على صدام أن يشكل مجلس حل وعقد ممن يتوفر فيهم هذا الاستحقاق العظيم، ويعطيهم من المكانة فوق ما الوزراء، بل فوق الرئيس نفسه .....
وقال الميزان لعلماء من خارج العراق أصدروا فتوى بجواز الاشتراك مع أمريكا في ضرب العراق وخاصة بعض مشايخ ودعاة إحدى الدول الخليجية الصغيرة:
فهنيئًا لكل عالم من هؤلاء ممن ساهم في ظهور ذلك كله بشطر كلمة أو قطرة ماء، أو فتوى، أو أي نوع من أنواع مشاركة المجرمين ..
هنيئًا له بالمشاركة بأوزار ستستمر إلى ما شاء الله على ساحة تغطي العراق وتتمدد شيئًا فشيئًا إلى بلاد المسلمين إلى ما شاء الله ..
لا أدري .. أيسعد هؤلاء بكل هذه المصائب ونكبات الدين في العراق لثمن سقوط صدام
أيستبدلون الحكم الجبري بالحكم الكفري ؟! أيستبدل هؤلاء من يجلد الظهر بمن يأخذ الدين ..؟!
أيستبدل هؤلاء بمن في سيفه رهق شديد ... بالردة عن الدين والمبتدعة في الدين والفتنة عن الدين، وهتك عفاف المسلمات، وعلو الباطنيين ... وربنا يقول [والفتنة أكبر من القتل] .
سيبقى الميزان يقول للرجل وللمسلمين: ليس كل من تسمى بالداعية، وظهرت عليه مظاهر الإسلام، كان رجل الموقف ... فلقد افتضح دعاة كثر في هذا العدوان، حين عرض عليهم صدام بالسر الوقوف معه . فقالوا: لن نقف معك، ولكن إذا سقطت فسنقاوم ...! وسقط صدام وذهبت بغداد وكل البلاد ... ولما تظهر منهم مقاومة أبدًا .. سقط صدام وبغداد والعراق ... فإذا بهم يَظهرون اليوم ليضفوا شرعية على الاحتلال ... بإعلان حزب سياسي إسلامي في العراق ينطلق من بغداد الخلافة تحت راية الصليب، ويزعمون زورًا أن لديهم فرقًا تقاتل في سبيل الله . وسبيل الله عنهم بعيد ولكنها دغدغة المشاعر والحفاظ على المكتسبات فالله عليهم شهيد .
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس
قديم 01-01-2007   رقم المشاركة : ( 34 )
ابن ابي محمد
ذهبي


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 563
تـاريخ التسجيـل : 25-07-2006
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 1,185
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : ابن ابي محمد


ابن ابي محمد غير متواجد حالياً

افتراضي رد : حقد الصهاينة وصدام

ثانيًا: قال التاريخ :
الصفحة الرئيسة

قال التاريخ:
قال التاريخ متعجبًا: يا أصحاب التشيع أين عقلكم وأين فكركم ؟!!
أيسلم من سلاحكم اليهود وحملة الصليب ... ولا يسلم من سلاحكم ' أهل لا إله إلا الله' ؟!
أيهما أحق بالقتل، من قال: 'أن الله ثالث ثلاثة' .. أم من قال: لا إله إلا الله ..؟!
أيهما أحق بالقتل، من قال: 'نحن أبناء الله وأحباؤه' .. أم من قال: لا إله إلا الله ..؟!
أيهما أحق بالقتل، من قال: 'إن الله فقير ونحن أغنياء' .. أم من قال: لا إله إلا الله ؟!
أيهما أحق بالقتل، من قتل الأنبياء وقال عن مريم بهتانًا عظيمًا، أم من قال: لا إله إلا الله ..؟!
اجمعوا كل أقوالكم وأفعالكم وصالحاتكم، واجعلوها في كفة، واجعلوا لا إله إلا الله في كفة، فأي الكفتين أرجح عندكم ... بالله عليكم ..؟!
فكيف تستبيحون دماء غيركم من المسلمين وجميعكم يقول: لا إله إلا الله .
أما تكفي لا إله إلا الله ... وقد جاء في وصية نوح لولديه [وآمركما بلا إله إلا الله؛ فإن السموات والأرض وما فيهما لو وضعت في كفة، ووضعت لا إله إلا الله في الكفة الأخرى؛ كانت أرجح منهما، ولو أن السموات والأرض وما فيهما كانت حلقة؛ فوضعت لا إله إلا الله عليهما لقصمتهما] رواه الحاكم.
يقول التاريخ عن نفسه :
سينطوي التاريخ، ويرث الله الأرض ومن عليها، ويكون أول قضاء بعد ذهاب التاريخ واستقبال يوم القيامة يقضي الله فيه ... هو الدماء .
فكيف ينجو من جاء بدم صاحبه كان يقول: لا إله إلا الله ...؟!
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: [ قتل المؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا ]
كيف تكون النجاة، وترجح الكفة، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول [ يا موسى لو أن السموات والأرض وضعت في كفة ... ووضعت لا إله إلا الله في كفة لرجحت لا إله إلا الله]
فيا ويل من يقتل أو يحض ـ باسم العلم والدين ـ على قتل أهل لا إله إلا الله، وهي عماد الدين والعلم ..
كيف يرجو النجاة ... من جاء قاتلًا لمؤمن يقول أن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ؟!
كيف يرجو النجاة من قتل رجلًا يعتقد بأنه: من لم يحب علي فليس لله بولي ؟!
كيف ير النجاة من قتل من يقول [ من لم يصل على آل البيت في صلاته فلا صلاة له ]؟!
إن من قتل هؤلاء، فخصمه يوم القيامة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وآل بيته الأطهار ... وجميع المؤمنين
يقول التاريخ:
يا شيعة العراق: هل كان من عادتكم في العراق ... وهل كان من أخلاق أهل لا إله إلا الله ... أن تهينوا الضيف الذي حل ببلادكم ؟!
إذًا كيف يطردونه ..؟ وكيف تطاردونه ..؟ بل كيف تقاتلونه ...؟!
كيف وقد جاء ضيفكم لا يريد منكم مالًا ولا أجرًا .. إنما جاء يبتغي الأجر من الله دفاعًا عن العراق ـ بلد لا إله إلا الله ـ أمام هجمة الكفر التي غزت بلادكم ... يدافع عنه بما فيه من سنته وشيعته ...؟!
تذكروا جيدًا أنهم يقولون لا إله إلا الله، وأنهم ما جاؤوكم ـ من بين الناس ـ إلا استجابة لأمر الله ... وعتاب الله لهم على القعود حيث قال سبحانه: [وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك وليًا واجعل لنا من لدنك نصيرًا] .
فهل من استجاب ـ من بين المؤمنين في العالم كله ـ يستحق القتل وهو يقول لا إله إلا الله ...؟! أم يجوز أن تسلموه إلى أعداء لا إله إلا الله، ليقتلوه أو يعذبوه ... فتتحملون أنتم أوزار الكافرين ... لتحشروا معهم يوم الدين ... كيف يعمل المسلم جاسوسًا للكافرين على المسلمين المجاهدين ... وربه يقول له [ ولا تجسسوا ] ... ؟
قال التاريخ معاتبًا:
أما أنتم فيا معاشر علماء التشيع الكبار:- هل تجيزون أن يأخذ إنسان أرضًا ليست له ؟ أم تجيزون أن يأخذ بيتًا ليس له ؟
إذًا فكيف تجيزون أن يأخذ أبناء شيعتكم بيوت الله التي بناها أهلوكم من السنة، ورعوها سنين طويلة ...؟
نعم: نحن نعلم أنكم ستقولون أنها لم تؤخذ بأمرنا، ولا بمشورتنا، وسوف ترجع إليهم بعد هدوء الوضع ... وهذا وقت فتنة فاعذرونا.
وهنا نقول:إذا كنتم تقولون بهذا ... لِمَ لم ْ تخرج فتوى منكم بتحريم هذا العمل ؟ مشفوعة بوجوب رد ما أخذ فورًا ..؟ على أن تكون هذه الفتوى صادقة لا تقية فيها ولا مراوغة. لا كما أصدرتم فتاويكم قبل العدوان الظالم على العراق، ثم لما اشتدت المحنة على المسلمين تخليتم عنهم وبعتم عراقنا للرجل الأحمر. لم لا ترسلوا وفودًا من الحوزة العلمية إلى كل مسجد من مساجد أهل السنة سُلب منهم حتى يعاد إليهم ...؟
لِم لَم تؤخذ كنائس النصارى وكنس يهود وأصدرتم فيها الفتاوى كما أحللتم مساجد السنة أم أن كنائس اليهود والنصارى أعز وأجل من مساجد المسلمين ...؟
فإذا عوملت مساجد أهل السنة معاملة الكنائس والبيع ... فإنكم لا تجيزون اغتصابها منهم ؟
وإذا عوملت معاملة الملة الواحدة ... فإنكم تجيزون للجعفري أن يأخذ مسجد الزيدي، ولا تجيزون للشافعي أخذ مسجد الحنفي، إذا ًفبأي منطق أو دليل أو دين أجيز أخذها ؟!
وإذا كان النظام بناها لأهل السنة، فلا يجوز أن تؤخذ سواءً كانت هدية أم أمانة أم تولية وهذا يمكن أن يقال عن المساجد التي بنيت لأجل الشيعة في العراق أو في إيران أو في أي مكان ...
ثم هل أخذ أهل السنة حسينية واحدة منكم وحولوها إلى مسجد ..؟
وما حكم قتيل السنة إذا دافع عن المسجد حتى قتل ؟ أليس بشهيد ..؟
وما حكم قتل أحد الشيعة إذا هاجم لاحتلال مسجد حتى قتل ؟ أليس إلى النار لأنه معتد ..؟
أفيكون الرجل شهيدًا .. إذا دافع عن بيته وماله ... ولا يكون شهيدًا .. إذا دافع عن بيت من بيوت الله تعالى ..؟!
قال التاريخ نيابة عن السنة :
أم تريدون يا أيها الشيعة أن تقولوا: لن نترك لكم مسجدًا واحدًا إلا وأخذناه منكم في كل منطقة أنتم فيها أقلية، تمامًا كما فعلنا بكم في طهران .؟
أم تريدون أن تقولوا للسنة في مناطق أكثريتهم افعلوا مثل ما فعلنا ... كي تصبح بيوت الله صراع بين أهل الإسلام ...؟!
قال التاريخ :
هكذا أعيد نفسي ... ولكن أين المعتبر ...؟!
ها هو ابن العلقمي يتجدد ثانية ... ليتجدد وله المصير الذي قاله الله: [ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله ...] [ومكر أولئك هو يبور] .
باع الخوئي دينه ومبادئه وبلده ووطنيته، فكان أول الداخلين تحت الحراب الأمريكية إلى كربلاء، فكان جزاؤه أن يكون أول المقتولين بحراب قومه، في مكان كان يتمنى أن يكون سنده ومأواه، فأصبح مقبرته ومثواه الأخير ... فلا هو من دينه وآخرته ولا هو من دنياه ....
فسبحان من حكم فعدل .... وجازى وعجّل ...!
ولحق به خائن آخر فرّ ـ كما يقول ـ من نظام صدام ... بعد ما كان بطلًا في بلده، وقد تردد اسمه مع البطولات في حرب بلاده ضد شيعة الفرس ... إذ به يلجأ إلى بلاد الكافرين إلى أمريكا، ليفرغ في جعبة مخابراتهم العسكرية كل خزينة سنوات رئاسته للأركان، وهاهو اليوم يعيش ذليلًا لامنصب موعود به ولامكان كان يرجوه ... مشهودًا عليه بالخيانة والولاء للكافرين المعتدين والعياذ بالله تعالى ... فأين ذهبت الدنيا التي سعى إليها ...؟!
وأخيرًا وليس آخرًا ... جاء دور الخائن الأكبر والسارق الأخطر أحمد الجلبي ... ليعتقل باليد التي قبلها وركع لها، فأصبح سجينًا بعدما كان يطمع أن يكون رئيسًا ثم أطلقته أمريكا بعدما رجع الكلب في قيئه .
فالشرف لا تمنحه أمريكا .... إنما تمنح العار .
قال التاريخ للرئيس :
اكتب ... أيها لرئيس في عهدك عن نفسك ما تشاء ...
صور ... لنفسك ... عن ذاتك ـ من الصور ـ ما تشاء ... ابعث بها في الآفاق كيف تشاء ...!
انحت .. اشعر .. انثر .. سجل .. لحن .. تغن .. ارفع .. ارخ ....واجمع لنفسك ما تشاء ..!
ها أنت اليوم تراها أمام عينيك جذاذًا .. وآثارها دخانًا طارت بها الريح .. وبقاياها رمادًا اشتدت به الريح ... والرئيس في وسط الهول كالذي: [ يقلب كفيه على ما أنفق فيها وهي خاوية على عروشها . ويقول ياليتني لم أشرك بربي أحدًا . ولم تكن له فئة ينصرونه من دون الله . وما كان منتصرًا . هنالك الولاية لله الحق هو خير ثوابًا وخير عقبًا ]
فبعد ذروة العز عاد المهيب .. وحيدًا .. طريدًا .. كأن عمر العز الطويل جُمع في عشية وضحاها .. وكأن الليل والنهار ـ عند عزيز القوم ـ توالجا وتمازجا ... حتى اصطبغ الفجر المتنفس بظلمة الليل الدامس .. فاكتسى ضحى الرئيس وشاح السواد الخانس .. وتاه الرئيس في أودية العراق فصاح ... وناح ...
أنـوح على ذهاب العُمر منىّ وحقي أن أنوح وأن أنـادي
وأنـدب كلما عاينت ركبــًا حدا بهم لِوَشكِ البيَنِ حـادي
يعنفـني الجهـول إذا رآنـي وقد ألبست أثـواب الحـداد
وها أنا كالخطيب وليس بدعًا على الخطـباء أثواب السواد
فقلت له: اتعظ بلسان حالـي فإنـي قد نصحتك باجتهادي
ألم ترنـي إذا وافيت ربْعـًا أُنـادي بالنوى في كل وادي
أنوح على الطلول فلم يجبني بساحتها سوى خرس الجماد
فأُكثِـر في نواحيهـا نواحي من البيـن المفتـت للفؤادي
تيقظ يـا ثقيـل السمع وافهم إشارة ما تشير به العــوادي
فما من شـاهد في الكون إلا ويشهـد بالمصـير إلى النفاد
فكم من رايح فيها وغـادى يناديني بقـرب ٍ أو بعــادي
لقد أسمعت لـو ناديت حيًا ولكن لا حياة لمـن تنــادي
ونارًا لو نفخت بها أضاءت ولكن أنت تنفـخ في رمــاد
هذه حالة نفسية لا بد أن يمر بها من تمرغ بالعز ثم تمرغ بالفلاة ... فمن الناس من يستسلم لها، بل منهم من تنتهي حياته عندها .... فلا يطيق الحياة الشهيدة مع الذكريات السعيدة، فيضطر لأن يطلب النجاة بنفسه طالبًا السلامة ..
لكن منهم من تتعدى هذه الحالة عنده خاطرًا عابرًا، وهذا في الناس قليل، ولا نحسب صاحب العراق إلا من الصنف الذي يتأبى على الاستسلام لمشاعر عاطفية تدعوه لليأس، وإن كان في السابعة والستين من عمره، وشواهد حياته من أولها إلى آخرها خير دليل على ما نقول، وشواهد الحرب الإيرانية ليست عنا ببعيد، وما رأيناه في الحرب الأخيرة إلى يوم سقوط بغداد شاهد حاضر على ذلك ... وكأنه قد وطّن نفسه على هذا الأمر من قبل .. وكأنه يقول للآخرين:
وتجلـدي للشامتين أريهــم أني لريب الدهـر لا أتزعـزع

أما أنتم أيها الرؤساء، فإن التاريخ يقول لكم: لا تحاولوا تغيير التاريخ وتضليل الضعفاء ... فأنا لا يكتبني الأقوياء .. إنما يكتبني القوي .. الحي القيوم .. الذي: [لا تأخذه سنة ولا نوم . له ما في السموات وما في الأرض] .
كتبتم ـ أيها الرؤساء ـ عن نفسكم أم لم تكتبوا ... فالله وحده يمحو ما يشاء ويثبت . حيث لا عين ولا بشر .. ولا قلم ولا دفتر .. ولا مؤرخ يسطر ..
يثبـت .... ولو كان صاحبه عراقيًا .. في ظلمات بطن حوت .. في ظلمات بطن بحر . في ظلمات الليل البهيم !
يثبـت ... ولو كان صاحبه عراقيًا .. وسط نار تفور .. وسط أعظم تنور .. وسط قوم أقرب من فيهم أبٌ حقده يفور ..!
يثبـت ... ولو كان صاحبه عراقيًا .. في عمق التاريخ . في سفينة .. بين أمواج كالجبال ما بين طوفان الأرض ومنهمر الماء المتدفق من أبواب السماء ..!
وصدق ما قاله الإمام مالك: ' ما كان لله بقي واتصل .. وما لم يكن لله انقطع وانفصل'.
تاريخ .. وتاريخ: تاريخ قال الله في أصحابه: [وتركنا عليه في الآخرين] .
وقال: [واجعل لي لسان صدق في الآخرين] .
وتاريخ قال في أصحابه: [ فخسفنا به وبداره الأرض].
وقال: [واتبعوا في هذه لعنة] .
وذهب ما كتبوا .. وبقي ما أثبت الله: [إنا نحن نكتب ما قدموا وآثارهم وكل شيء أحصيناه في إمام مبين].
أما أنت أيها الرئيس فإن التاريخ يقف اليوم منك قريبًا ليقول لك: لعل من رحمة الله بك أن أراك بعينيك عبر التاريخ ودروسه الذي كنت تسعى لمعرفته طويلًا ... !
لترى بنفسك ماذا يمحو الله ... وماذا يثبت ..!
وترى كيف ذهب ـ مالم يكن لله ـ دخانًا في الهواء .. وكيف صفى الماء من الرغاء ... فأما الزبد فيذهب جفاء ... وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض ... لينبت فيها ثم يعلو فرعها في السماء ..
لكن؛ تأكد أيها الرئيس بأن التاريخ لن يظلمك، وإن تنكر لك القريب قبل البعيد .. وسود عليك صفحات الكتب، والصحف بمداد السواد .. لسواد عيون اليهود .. وسواد قلوبهم السود ...
لن يكون ما نذكره هنا تزكية لك مطلقة ... ولا اعتذارات ملفقة ... بل هي بالنظر لما سبق عقدك الأخير مما عملته من جرائم ماحقة، وبالنظر لعقدك الأخير وما فيه من قربات عملية نحسبها صادقة، وبالنظر كذلك لما سيعقبك من مصائب في الدين بدت طلائعها ناطقة وليس بالنسبة لما نرجوه ونؤمله من الأمالي الصادقة .
ستبقى أيها الرئيس طويلًا .. صفحات التاريخ لك حنينة .. وفيّة .. أمينة ... تطلق الحسرات والآهات على فوات هذه الفرصة بالتخوفات والتوهمات، وعلى تعلق آمال العراقيين بعدو دينهم ... فلما ذهبت، وجاء العدو، علمنا أننا إنما كنا في سبات .
سيبقى التاريخ يكتب لك بمداد دموع الدعاة الغيارى ... تخط على صفحات خدودهم المنيرة .. تتحدر على لحاهم الوفيرة .. حارة ملتهبة .. تكتب شهادة لك ... كلما رأت فتنة ميتة بعثت في بلاد الرافدين من جديد ... أو تهتكًا وتشبهًا وتعريًا قمعته ـ أنت ـ بالحديد .
شهادة لك ... ممن كانوا أعزة بالأمس في دينهم وفي بلادهم .. فأصبحتْ ترى جموع الشرك تعلو وتنادي: اعل هبل .. ولا تسمع ـ بعدك ـ صدى ولا رجع صدى .. يجيبها: الله أعلى وأجل ..
شهادة لك ... وهي ترى مظاهر الوثنية تعود في بلاد الرافدين .. بأعداد كأعداد الحجيج أو يزيد .. تسيل دماؤها كالأضاحيأضاحي أ يوم أكبر عيد .. تقول للعالم: انظروا ... هذا هو الإسلام الحنيف يعود من جديد ..!
شهادة لك ... كلما رأت عيون الموحدين ... بعوث الشيوعيين والعلمانيين تخرج في العراق ثانية ... بعدما ألقاهم التاريخ خلف التاريخ .. بأقسى عبارات الذم والتوبيخ ...
شهادة لك ... من حمَلتِك الإيمانية المباركة التي سيّرتها ... على طول البلاد وعرضها .. فجاء دور حملات الشيطان ... التي يتراقص لها أهل الأهواء من العذارى والذكران ..
شهادة لك ... مكتوبة على صفحات بيوت الله المكتظة بالشباب في صلاة الفجر .. في عقد حكمك الأخير ...
شهادة لك ... مخطوطة بترانيم البراعم ... من حلقات التحفيظ المباركة الكثيرة المنتشرة في أرض العراق ... في دورات المساجد في صيف العراق ... في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه ... في قيام لليالي رمضان ازدحمت برجاله بيوت الله، بشجو نبرة عراقية حزينة ودمع رقراق ...!
شهادة لك ... وهي ترى ألسنة الضلال ... وصور الإنحلال ... ورؤوس التتر تطل من كل مكان ... وفي عيونها شرر ... فيعود التاريخ إليك مخاطبًا:
أين أنت أيها السد الحصين ... لو كنت كما كنت لكنت قاطعها .. وطامسها .. وقاطفها ...؟
شهادة لك ... من على أدراج الطلاب في المدارس ... حيث قررت تفسير القرآن كاملًا لكل طالب ودارس ... وأحكام التلاوة ومنهج الأحكام .. وفقه سنة سيد الأنام عليه الصلاة والسلام .
شهادة لك ... على أنك لم تتوقف عند القول وجمود الدراسات، ومقابر اللجان بل أخذت للتغيير عدته ... وقطعت منه شوطه ومسافته .. فأدرك العدو أن للأمر خطورته ... شباب ملؤوا المساجد، وطالبات أخذوا العلم والدين والتزموا حشمته وقيادة مقبلة لا تحسب لردة فعل العدو غضبه ونقمته، ومن شك في أن صدام سبب ذلك فلينتظر ... حتى يدور العام القادم دورته .
هناك تنادى الأعداء أن اقطعوا الطريق بقطع رأس الأفعى أولاً ..!
فبقي الرأس بحمد الله في الشموخ رأسًا ... ولتتجرع الأفعى من ذات سمها كأسًا ....
وهكذا يطوي التاريخ الآن صفحة مرارة، وكأنه يقول للرجل ' دع الساحة لغيرك، فالوقت ليس وقتك ... فوقتك قد مضى، وجاء وقت الـ ... فما عاد في الكبراء بعدك من يرفع رأسًا ...!'
لكن الحياة لن تتوقف عند صدام ولا غيره .
[وكم أهلكنا من القرون من بعد نوح، وكفى بربك بذنوب عباده خبيرًا بصيرًا].
وسنة التغيير قادمة حاسمة .
[ يأيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أّذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ...]
قال التاريخ:
العجيب حقًا أن البعض لا يزال يأمل بتحقق الرجعة لك، وقد مضى على ذهابك أشهرًا ... فأي أمل هذا ...؟ هذا وهم غير موقنين بحياتك الآن ..!
إن ذاك البعض يصر بتفاؤل غريب مبني على أدلة ملتقطة من هنا ومن هناك .. فيقولون: إن الله على كل شيء قدير ... ويقولون: إن الله لن يضيع دعاء المؤمنين وهو مازال متواصلا والذين بعضهم يدعوا حبًا لصدام وهم غالبية الشعوب المسلمة أو يدعوا له نكاية بأمريكا وليس حبًا في صدام كما هو غالب المشائخ وأفراد الحركات الإسلامية .
يقولون: لقد جاء في تفسير حديث السفياني في بعض كتب بني إسرائيل، تفاصيل هذه القصة ... وأنه سيخرج للناس بعد أربعين يومًا بعد اختفائه .. ويأتي هؤلاء بتفاصيل صفاته منطبقة على صفاتك ... فإذا بها كأنها هي .
يقولون: والعلامة الأخيرة والخطيرة أن في التوراة منصوصا على ظهور السفياني أربعين يومًا، وها هو صدام يقدم خطبته إلى جريدة القدس العربي بعد أربعين يومًا من ابتداء الضربة ، والحقيقة لا ندري هل ما نشر في القدس هي من رسائل صدام أم أن محبيه أرادوا أن ينطبق عليه وصف السفياني، والذي دلت عليه الأحاديث ولكن كلها كانت ضعيفة وقد يرفعها البعض لدرجة الحسن لتعدد طرقها، وليست هي مجال بحثنا. والله أعلم .
ينظرون إلى وضع العراق المخيف المرعب، فيقولون موقنين: ليس لها إلا صدام وإلا فلا نرى نهاية لهذا الوضع .
يقولون: لقد جاءت مبشرات كثيرة من الرؤى الصالحة فيك ونحن متفائلون .
يقولون ... ويقولون ... ويقولون ... لكن !
المنطق العقلي والمنظور الواقعي يقول غير ذلك ...
إنه يقول: لقد طار النسر بالعراق كله، بعيدًا عن مدى سلاح الصياد ....!
يقول: لقد أنزل النسر الأمريكي مخالبه الفولاذية على كل جزئية في العراق ....!
يقول: ليس في الأفق القريب خلاص للفريسة ...! بل نحن بانتظار الفرائس القريبة .
فها هي الإدارة الأمريكية قد دخلت جحرًا وأغلقت عليها صخرا ... فهي تتردد ما بين احتمالات محدودة ... فإما أن تسلم الأمر للسنة ... ومستحيل أن يرضى الشيعة بعد هذا الأمل والعمل بهذا الأمر ... ولو سالت دونه أنهار من دماء ..وإما أن تسلمه لمن قالوا: 'حوزتنا تحكمنا' وفي هذا إعلان النجف عاصمة دينية للعراق وإيران مجتمعين ...
يقول التاريخ:
قبل طي صفحة [شهادة التاريخ] هذه ... فقد التاريخ يشهد الهزيمة النفسية والتاريخية ... حيث تطفو شهادة الهزيمة تلك على ألسنة المثقفين والخطباء والكتاّب ممن يعرفون الحقيقة ... حين انسحب الجميع من الإدلاء بشهادة حق من ذكر حسنة واحدة أنشأها صدام .. من ذكر باب شر واحد أغلقه صدام ... فالذي يعلم والذي لا يعلم سبّ، وشتم ... وشجب ... ولعن .... حتى ذاك الفلسطيني الذي أخرج من بيته في منطقة 'بلديات' في العراق ... قال: نحن منطقة كلها فلسطينيون ... فيها ثلاثون ألف فلسطيني كان الرئيس قد أسكننا فيها وهو يدفع الآجار عنا طوال الفترة السابقة ... واليوم طردونا ثم استدرك وقال: كان الرئيس يتاجر بالقضية ... !!
هذا ومالم نذكر من الحسنات هنا الكثير ... الكثير ... كما لم يكن من منهج صدام أن يجاهر في الإعلام بحسناته الشرعية .... فلم تجد الحملة الإيمانية أثرا يذكر في الإعلام الخارجي ... بدليل أن أغلبية القراء لا يعرفون عنها شيئًا ... كما لم تحض لقاءاته الشعبية شبه اليومية بالمواطنين والتي تبدأ عادة في الساعة الثالث فجرًا وحتى الثامنة إلا خمس دقائق صباحًا ...
وهكذا ... مراكز القرآن الصيفية ... ونحو ذلك الكثير ... الكثير ...
ولا أدري .. فلعل السر في عدم إظهارها ربما يكون خشية صدام من وأدها في مهدها .. وخنقها حتى الموت قبل فطامها ... وقد كان ما كان ... وطوت أمته صفحة حسناته، وشموخه، وإبائه، بطي النسيان أو الكتمان ... ولعنته بلعنة اليهود وأهل الصلبان ... وعبدة النيران ...

.
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس
قديم 01-01-2007   رقم المشاركة : ( 35 )
ابن ابي محمد
ذهبي


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 563
تـاريخ التسجيـل : 25-07-2006
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 1,185
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : ابن ابي محمد


ابن ابي محمد غير متواجد حالياً

افتراضي رد : حقد الصهاينة وصدام

وأخيرًا قال التاريخ: اشهد يا ربنا على ما قالته مفكرة الإسلام
وأخيرًا فإنا:
نُشْهِد الله عز وجل بأن صدام حسين كان بعثيًا طاغية أسرف على البلاد والعباد قبل عقد من الزمن، وفي نفس الوقت كان حوله كثير ممن نادى بالديمقراطية والتي هي أشد شرًا من البعث وفكره، لأن البعث وإن كان شرًا عظيمًا فإنه يبقى فيه بعض الشيم العربية التي تخفف شيئًا من عظيم شره أما الديمقراطية فهي الحياة الغربية بكل معانيها.
ونشهد الله أن بعضًا ممن كانوا أسودًا في تكفير حزب البعث وأتباعه قد التحفوا بريش النعام في تناول الديمقراطية وساستها والتي هي في حقيقتها أعظم ضررًا من حزب البعث القومي .
ونشهد الله أن الناس قتلهم الخوف من صدام حتى آخر يوم من حياته، وذلك راجع لحكمه الحديدي الذي كان شديد البأس فأذل به الناس .
ونشهد الله عز وجل أن صدام قد تغير في آخر عقد من حياته وكلما مضت سنة كان أكثر قربًا إلى الخير، ولو ترك على ما هو عليه لزاد خيره ولقَرُب معروفه .
ونشهد الله عز وجل أن من أهم الأسباب في حرب العراق وذهاب ملك صدام هو توجهه الديني الأخير الذي لن يكون منه مضرة إلا على الكيان العبري، ويا ليت قومي يعلمون .
ونشهد الله عز وجل أنا قابلنا عددًا من الصالحين ممن يعملون في بعض الأنشطة الإغاثية في العراق وهم من دول أخرى فقالوا لنا إن كثيرًا مما ذكرتم شاهدناه بأعيننا هناك، وبعضها لا نعرفه غير أنا لا نملك الشجاعة في طرح هذا الموضوع .
ونشهد الله أن هذا الرجل لو لم يكن من خيره إلا إيقاف الجيش الخميني لكفاه شرفًا وهاهو بعد ذهابه تتسابق الدول لاسترضاء الرافضة خوفًا من مطامعهم التي لم تظهر إلا بعد سقوط صدام حتى قال بعضهم في برقية لأحد الحكام: لا تضطرونا أن نركب الدبابة الأمريكية ونقدم على هذا البلد .
ونشهد الله عز وجل على أن بعض الدعاة الفضلاء وزعوا اكثر من ثلاثين ألف كتاب و كتيب ومعا خمسة عشر ألف شريط إسلامي وكلها عن التوحيد والشرك والرقائق وذلك على قافلة الحجيج العراقية في منى من آخر حج [1423 هـ] ولم يجدوا من البعثة إلا كل معاملة حسنة وسألنا بعض الحجيج لما وصلوا إلى العراق: هل صودرت منكم الأشرطة والكتيبات ؟ فأخبرونا أن المسئولين استقبلوهم بكل ترحاب ولم ينزعوا منا أي شيء .
ونشهد الله عز وجل أنا مررنا على اكثر من سبعين داعية في مساجد العراق المختلفة من الذين يقيمون حِلَق القرآن وبعض هؤلاء يوجد في حلقاته أكثر من ثلاثمائة طالب وهم يقيمون حلق القرآن أمام الناس في المساجد ولايمنعهم أحد من الأمن .
ونشهد الله عز وجل أنا نركب سيارة الأجرة ونجد سائقها السني يرفع صوت شريط المحاضرة أو القرآن من غير أن يخاف من شيء، وغن كان بعضهم يعيش في هاجس الخوف أو قد يقع في يد أمن رافضي فيضره والشواهد قليلة .
ونشهد الله أنا صلينا في المساجد فلانجد في أغلبها موضع قدم من غير أن يمنعهم أحد من ذلك ومن غير أن نجد رجال شرطة أو أمن يراقبونها .
ونشهد الله أنا صلينا في المساجد وكانت أخبار المجاهدين معلقة على جدران المساجد وأكثر هذه الأخبار من صحف أبناء صدام حسين .
ونشهد الله أنا مررنا على مدارس الفتيات فوجدنا الشرطة تحميهن من كل فاجر وفاسد، وتخرج البنت بزي نحمد الله عليه قد اكتست بالحياء والعفاف .
ونشهد الله أنا رأينا أهل السنة في العراق بعد صدام أذلة صغارًا بعد أن كانوا أعزة كبارًا لايدرى أهم يدركون صباحهم أم إن مساءهم هو القريب .
ونشهد الله بأنه إن ذهب صدام وأتى من هو خير منه فإن ذلك أحب إلى قلوبنا، وهو أملنا بعد الله، لأنا نبحث عن الخير للأمة الإسلامية ...
ونشهد الله عز وجل أنا وجدنا مشايخ وطلاب علم عراقيين يمدحون كل عالم قال كلمة حق في هذه المصيبة الكبرى التي حلت على المسلمين جميعًا، وخصّوا بهذا المدح بعض علماء الكويت من أمثال فضيلة الشيخ الدكتور عجيل النشمي والذي زأر بكلمة الحق يوم أن عجز الكثير عنها، ورغم الضغوط التي وقعت عليه من أصحابه أو من الساسة إلا أنه بقي على فتواه التي لن تنساها له الأمة، ورأيناهم يمدحون كذلك الموقف المشرف من الدكتور حاكم المطيري والذي طالب بعض علماني الكويت بتطبيق عقوبة الخيانة العظمى عليه فأنجاه الله من كيدهم وبقي موقفه هامة في السماء، ورأيناهم يمدحون كذلك فضيلة الشيخ حامد العلي صاحب المقالات الجريئة والتي أصبح الكثير هناك لها من المتابعين، ولم ينسوا الدكتور عبد الله النفيسي وعبد الرزاق الشايجي ووليد الطبطبائي وغيرهم، وكم كان حزنهم وهم يعتصرهم الألم عندما تتناقض المبادئ وتسقط القيم من بعض دعاة ذلك البلد والذين كان عدوهم الأكبر ' الشيطان الأمريكي ' كما يسموه، ثم مالبثوا أن تعالت صيحاتهم بدعاء الله بسقوط عراق الخلافة في يدي النصارى زاعمين أن هذا الأمريكي إنما هو الرحمة المهداة في إزالة حكومة صدام .. وكما قال أحد هؤلاء المشايخ العراقيين: ليهنأ هؤلاء ما أفتوا به، فالله بيننا وبينهم يوم القيامة فيما أريق من دمنا، وهتك من عرضنا، وأخذ من مالنا، وفوق هذا زوال حكمنا بحكم نصراني كافر متجبر أو رافضي حاقد متهور .
ونشهد الله عز وجل أن مامن حاكم مسلم يحمل حسنة إلا كانت فرحة في قلوبنا، ومامن سيئة تقع منه إلا كانت حزنًا على نفوسنا سواء صدرت من صدام أو من غيره، ولن نكون ممن يفرح بخطئ الحاكم المسلم، ويحزن لمعروفه والعياذ بالله .
وأخيرًا نشهد الله أن كل حقيقة في هذا الكتاب قد وقف القلم معها أيامًا طويلة، وربما أسابيع عديدة خشية أن ننقل شيئًا فيه من القصور المضل.
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس
قديم 01-01-2007   رقم المشاركة : ( 36 )
ابن ابي محمد
ذهبي


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 563
تـاريخ التسجيـل : 25-07-2006
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 1,185
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : ابن ابي محمد


ابن ابي محمد غير متواجد حالياً

افتراضي رد : حقد الصهاينة وصدام

العبر المريرة من الحرب الأخيرة :</B>
العبرة الأولى ـ لا قليل من الإثم:
مع كل الذي ذكرنا من أعمال صدام الشرعية في الواقع العراقي والتي حاولنا أن نظهرها بعدما طمسها الكل إلا أن الآثام الكثيرة الباقية القائمة في الساحة العراقية كانت كفيلة بهدم أركان الخلافة العباسية العظمى ـ لو أنها كانت قائمة ـ وأنها كفيلة بتخلي الله تعالى عن جيش المسلمين الفاتح لبلاد الكافرين لو كان موجودًا ...
فليس هينًا عند الله امتلاء الساحة العراقية بالأصنام الشامخة لشخص صدام [ وماأكثرها في عالمنا الإسلامي ] !
وليس قليلًا امتلاء البلاد بالبنوك الربوية التي توعد الله عليها بالمحق !
وليس قليلًا امتلاء البلاد بالمعتقلات والتهاون بأرواح الناس !
فإذا كان التحذير الأكبر والوصية الأهم في رسالة عمر رضي الله عنه إلى قائد المسلمين في القادسية سعد بن أبي وقاص هو تحذيره وجنده من الآثام قليلة كانت أم كثيرةٌ ... كما يروى أن النصر حبس عن المسلمين في بعض معاركهم بسبب تركهم لسنة السواك ..
ولقد جاءت الجيوش العراقية على أحسن تقدير بنية حسنة وهي الدفاع عن البلاد والعباد والنفس والدين والمال... لكنهم جاؤوا مثقلين بالآثام على جميع المستويات، جاؤوا متخلفين عن استكمال شروط نزول النصر على جند الله، والله تعالى يقول [ إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ]
نعم: إن خطابات الرئيس الأخيرة [ والتي بدأت تظهر من عام 1992 م وصارت واضحة وبقوة منذ عام 1996 م ] كانت تفيض بالمصطلحات الإيمانية وعبارات التوكل على الله تعالى والثقة بنصر الله تعالى ... لكن تلك الخطابات لم تكن كافية لنزول نصر الله تعالى . فالله تعالى أعلى وأجل وأكبر وأعظم من أن يغرّه أو يغْرِيه خطاب قائد أيًا كان، فينزل عليه نصره بحسن الخطاب وحسن نيته بينما شروط النصر العقدية والعلمية غير مستكملة فيه ولا في جنده ولا في بلده ... ومع إيماننا بأن لكل امرئ ما نوى ... والناس يبعثون على نياتهم، لكن إقرار الحق على أرض الواقع وانتصاره على الباطل شيء ... وحصول الشهادة أو الأجر والمعذرة بعدم العلم ونحو ذلك شيء آخر ... فالثاني فعل فرد والأول فعل أمة والخلط بين الاثنين خطأ عظيم .....
وهذه والله عبرة عظيمة لمن أراد نصر الله حقيقة ... وبعد أن كان كثرة الاستدلال والاستشهاد قاصرًا في الغالب على قِلّة من المسئولين العرب كالسعوديين والسودانيين فإننا أصبحنا نشاهد صدام خلال الثمان سنوات الماضية يكثر الاستشهاد بالآيات والاستدلال بالأحاديث بل وتجاوز ذلك بالتفاخر بقصص المجاهدين ورموزهم وكم من مرة طالب جنوده بالاقتداء بهم وخاصة الأخوة السبعة الذين حوصروا وقتلوا في مستشفى قندهار رغم علمه أن ذلك قد يكون ذريعة في القضاء على حكمه ونهاية نظامه بدعوى ارتباطه بالقاعدة ... وأكثر القراء يجهلون هذا الأمر ... ومن تابع خطاباته علم بذلك، وأكثر من ذلك، لكن كل ذلك لم يكن كافيًا لنزول النصر الإلهي .... ذلك أن الله لا ينظر إلى الألسنة والصور ـ وإن صدقت ـ إنما ينظر أولا ً إلى القلوب وصلاحها وصدقها، وينظر إلى ما يصدقها من الأقوال والأعمال ... ثم إذا حوسب الفرد على عمله وحده، حوسب الحاكم عليه وعلى عمله في أمته وبلاده وما ولاه الله إياه .
ومن ثم وكل الله تعالى الخصمين في هذه المعركة إلى قوتهما فكانت القضية محسومة قبل ابتدائها ..
وهذا ما ينبغي أن يستدركه المسلمون في صراعاتهم القادمة فيخلصوا النيات ويتخلصوا من الذنوب، ويقوموا الألسنة ويستقيموا بالأعمال ويفوضوا الأمر إلى الله ظاهرًا وباطنًا مع اتخاذ كامل الأسباب المادية والعدة العسكرية المستطاعة ...
إن ميزان السيئات والحسنات ليس هو الأذواق، ولا ما يطلبه المشاهدون ... إنما هو ميزان الكتاب والسنة ... فالحلال ما أحله الله والحرام ما حرمه الله، والدين ما شرعه الله فإذا كانت الملائكة لا تصحب رفقة فيها جرس، فكيف تنزل على جيوش حاديها مزمار الشيطان والغناء باسم الوطن وصدام ....؟! فكيف بما هو أعظم من ذلك ..؟!
معاذ الله أن نقول هذا شماتة، فإن ما في العراق من قرارات رئاسية في السنوات الأخيرة كان مبشرًا بخير عظيم، ولكن يجب علينا أن نلتزم القواعد الربانية حيث أن للنصر عدته، وله تضحيته ... ولا قليل من الإثم ... وعندها لن يكون لقوة العدو العسكرية ترجيح في الميدان، لأنه لن يغلب الله أحد ولن يغلب جند الله أحدٌ، والله يقول: [وإن جندنا لهم الغلبون].
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس
قديم 01-01-2007   رقم المشاركة : ( 37 )
ابن ابي محمد
ذهبي


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 563
تـاريخ التسجيـل : 25-07-2006
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 1,185
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : ابن ابي محمد


ابن ابي محمد غير متواجد حالياً

افتراضي رد : حقد الصهاينة وصدام

مفكرة الإسلام (خاص): تواصل "مفكرة الإسلام" الانفراد في الكشف عن تفاصيل الأيام الأخيرة في زنزانة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، الذي تم إعدامه صباح أمس.
فقد نقل مراسل "مفكرة الإسلام" في مدينة الرمادي عن مدير مكتب خليل الدليمي، رئيس هيئة الدفاع عن صدام، قوله: إن أكثر ما يؤلمه (صدام) في سجنه هو تلفيق الاحتلال قصة العثور عليه في حفرة.
وتابع مدير مكتب الدليمي كان "رحمه الله" يقول: "يشهد الله ما تجرءوا علي إلا لأن السلاح كان بعيدًا عني.... أبو عدي ما يسلمها بالسهل, والعراقيون يعرفون من هو صدام حسين".
وأضاف أن صدام كان كثيرًا ما يوصي ببناته وزوجته، قائلاً: "أكرموا عزيز قوم ذل".
وعن أيامه الأخيرة قال مدير مكتب الدليمي: "كان رحمه الله يكثر من الصلاة وقراءة القرآن الكريم، وطلب في أيامه الأخيرة كتاب محنة ابن حنبل وكتاب سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم للسيوطي". وأشار إلى أنه أقلع عن التدخين، وقل نومه في أيامه الأخيرة، وكتب عددًا من القصائد الدينية والوطنية.
وقد نظر البعض باستغراب لمواقف صدام خلال إعدامه ونطقه بالشهادتين، بينما سبقت "مفكرة الإسلام" الجميع - فيما عدا العراقيين - بشأن تحولات صدام في العقد الأخير من حياته من خلال الملف الصحافي المعنون بـ "عقدٌ من حياة صدام... في ميزان الإسلام"، ورابطه:
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس
قديم 01-01-2007   رقم المشاركة : ( 38 )
abonayf
ثمالي نشيط


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 13
تـاريخ التسجيـل : 04-08-2005
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 7,582
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : abonayf


abonayf غير متواجد حالياً

افتراضي رد : حقد الصهاينة وصدام

ابن ابي محمد جزاك الله خيرا على هذه المعلومات القيمه

ورحم الله صدام حسين فقد ارعب اعداء الله

انما اذنابهم لعنة الله مازالو يرتعون ويصولون ويجولون ونسأل الله ان يسلط عليهم من يقتص منهم دون رحمة
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس
قديم 01-02-2007   رقم المشاركة : ( 39 )
راعي السواني
مشارك


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 517
تـاريخ التسجيـل : 05-07-2006
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 266
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : راعي السواني يستحق التميز


راعي السواني غير متواجد حالياً

افتراضي رد : حقد الصهاينة وصدام

مفكرة الإسلام (خاص): أفاد مراسل "مفكرة الإسلام" في قرية "العوجة" أن مئات العراقيين يتوافدون يوميًا إلى القرية؛ لزيارة قبر الرئيس الراحل صدام حسين.
كما أضاف مراسلنا أن جموع المتوافدين على القبر يقومون بقراءة الفاتحة والدعاء للرئيس الراحل، وأكد مراسلنا أن المتوافدين يأتون من مختلف المحافظات، ومن بينهم شيعة وطنيون يعادون الاحتلال وإيران، على حد سواء.
ومن جهة أخرى، أوضح المراسل، نقلاً عن إمام وخطيب مسجد في العوجة ـ وهو شيخ سلفي ـ أن الرئيس صدام رحمه الله، أوصى بأن يبقى قبره مندرسًا؛ وفق السنة النبوية الشريفة، وهو ما تم على أساسه تجاهل دعوات بعض من أفراد عائلة الرئيس، والتي كانت تطالب ببناء مرقد كبير وواسع على قبره.
كما أوصى الرئيس الراحل كذلك بأن يتم إبلاغ أهله بوضع صدقات جاريه له مثل ماء السبيل، وتوزيع مصاحف في المساجد، وتكون صدقه جارية على روحه.
كما أضاف الإمام أن صدام لم يُغسل كونه اعتبِر شهيدًا، وبقي إصبع التشهد مرفوعًا حتى دفنه رحمه الله، حسب وصف ذلك الشيخ السلفلي الذي طلب عدم ذكر اسمه.
وأفاد مراسلنا أن قبر الرئيس صدام حسين يتضمن لوحة، كُتب عليها "هذا قبر الشهيد المهيب الركن القائد العام للقوات المسلحة رئيس جمهورية العراق "صدام حسين" رحمه الله، ولِد سنة 1937 واستشهد سنة 2006" (الفاتحة)، كما كُتب تحتها "وترجل الفارس ......نمْ قرير العين أيها البطل".
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس
قديم 01-03-2007   رقم المشاركة : ( 40 )
المبرِّد
عابر سبيل


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 17
تـاريخ التسجيـل : 07-08-2005
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 1,939
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 20
قوة التـرشيــــح : المبرِّد مبدع


المبرِّد غير متواجد حالياً

افتراضي رد : حقد الصهاينة وصدام

ما شاء الله
جهد مبارك منك أخي ابن ابي محمد
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:07 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by