الانتقال للخلف   منتديات بلاد ثمالة > الأقسام الــعــامة > الــمـنـتـدى الـعـام

 
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 04-06-2007
 
كريم السجايا
مشارك

  كريم السجايا غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 714
تـاريخ التسجيـل : 08-12-2006
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 386
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : كريم السجايا يستحق التميز
افتراضي شرور أمريكا واعراض ألأنهيار / منقول

شرور أمريكا واعراض ألأنهيار / منقول شرور أمريكا واعراض ألأنهيار / منقول شرور أمريكا واعراض ألأنهيار / منقول شرور أمريكا واعراض ألأنهيار / منقول شرور أمريكا واعراض ألأنهيار / منقول

د. علي عبد الباقي
مفكرة الإسلام: لا يختلف اثنان حول ما فعله الأمريكان للحضارة الغربية من تطوير وإضافة، ولا يمكننا إنكار أن العالم كله استفاد مما أضافه الأمريكان للحضارة من مخترعات وأساليب جديدة في الإدارة والتخطيط، جعلت حياة البشر أسهل كثيراً عن ذي قبل.
كل هذا مقرر وواقع ولا نختلف حوله، لكن اختلافنا يأتي من أن الأمريكان، على الجانب الآخر، يعملون على ابتزاز غيرهم، والتسلط عليهم، واستثناء أنفسهم من القوانين التي يسعون لتطبيقها على غيرهم، ويشنون الحروب لأسباب عدوانية تسلطية ليس لها ما يبررها.
كل ذلك جعل الكثيرون من الذين عانوا من الشر الأمريكي يفكرون في هذه الإمبراطورية التي تحولت مؤخراً إلى الابتعاد عن الفعل الأخلاقي العادل، ولجأت إلى ممارسة كل ما هو قبيح وعدواني، ويتمنون أن تختفي هذه الإمبراطورية من الوجود كما اختفى غيرها.
ونحن نطمئن هؤلاء أن هذا اليوم الذي يفكرون فيه ليس بعيداً، فسنن الله الكونية تؤكد أن النهاية أصبحت محتومة. إننا لا نريد تخدير الناس واللعب على عواطفهم، نعم لدى الإمبراطورية الأمريكية الشريرة إمكانيات كبيرة لإطالة العمر الذاتي، ولكن الخبراء يؤكدون أن الفيروسات التي أسقطت الإمبراطوريات السابقة بدأت تعمل في الجسد الأمريكي الكبير.
فشل في تسويق منظومة القيم
إن الولايات المتحدة فشلت في عولمة نظامها القيمي الظالم والجبار، وهذا النظام القيمي عندما يفشل في دولة ما؛ فإن الأمريكان لا يعترفون بالهزيمة والقصور ولكن يعزون ذلك إلى الفساد والتخلف في الدولة المستسلمة لشروط الأمركة؛ وليس لعدم صلاحية نظام العولمة في حد ذاته.
الجبروت الأمريكي وصل إلى حد إذلال الدول، وعدم الاعتراف بخصوصيتها مهما كانت دولاً صديقة!.
هذا الجبروت يقودنا إلى النظر للوضع الأمريكي الداخلي الذي ساهم في ظهور هذه القوة الطاغية.
فالتكوين الداخلي الأمريكي عبارة عن فسيفساء متناثرة لكن المواد اللاصقة لها قوية حتى الآن، فأهمها الرخاء والوفرة الاقتصادية. فالمهاجرون الذين أتوا من كل مكان في الأرض للجنة الموعودة؛ لديهم استعداد لفعل أي شيء للمحافظة على مستوى المعيشة المرتفع ولا يقبلون غير ذلك بديلاً، فمتوسط دخل الفرد الأمريكي سنوياً 35 ألف دولار، وهذه الحالة من الرفاهية أوجدت رفاهية نفسية ضاعفت من أثر المادة اللاصقة للفسيفساء الأمريكي، وضمن المادة اللاصقة هذه نجد الحرية التي يعشقها الأمريكان، وهي لا تقف عند ممارسة القناعة الخاصة؛ بل تتعداها إلى التحرر من قيود الآخر لدرجة اللامبالاة به، عكس المجتمعات الأخرى والتي يكون فيها الفرد مقيداً بنظم جماعته وقيمها .
هذه الحرية التي يحصل عليها المواطن الأمريكي تعمل على تماسك الفسيفساء بشكل أفضل وأقوى، وإذا كانت الجنسيات المكونة للمجتمع الأمريكي تشعر بالحنين لوطنها الأصلي كغريزة أساسية؛ إلا أن العوامل الأخرى من الوفرة والحرية وسيادة نمط الحياة الأمريكي كبتت هذا الحنين.
المادة اللاصقة تتآكل
لكن الصورة الآن بدأت تتغير داخل المجتمع الأمريكي فالمواطن الأمريكي أصبح يتنازعه الحنين لأصوله الأوروبية واليهودية والتجمعات العرقية والدينية المختلفة، وهذا كله يؤذن بانهيار المادة اللاصقة للفسيفساء الأمريكية، فقد اشتكى الأمريكيون الأوربيون من سيطرة اليهود على الحكومة الفيدرالية، واشتكى الزنوج من تدني دخلهم واستمرار التمييز العنصري ضدهم ..، واتهم ذوو الأصول العربية بانفجار أوكلاهوما ... الخ، وكل هذه مواقف غذت الحنين للأصول.
هذه العوامل تترك الفسيفساء الأمريكية قائمة على الوفرة المادية فقط، وهكذا فإن عوامل الاختلاف بين المجموعات المكونة لها تظهر وسوف تنفجر مع أول أزمة اقتصادية أمريكية؛ وعندها ستظهر بوضوح الفوارق بين هذه المجموعات، والبعض يقول إن انفجار (أوكلاهوما) وقبله حوادث لتيك روك ولوس أنجلوس، وبعدها حوادث سينستاني؛ لم تكن سوى مظاهر لبداية تفكك الذات الأمريكية.
إن الأمريكان يتحدثون الآن عن الأمة الأمريكية، وليس عن القومية الأمريكية فهم يعتبرون أن أهم المواد اللاصقة هي الفكر النفعي البراجماتي، الذي تسعى الولايات المتحدة اليوم لعولمته ونشره في العالم، ويقولون إن نمط الحياة الأمريكي هو أكبر من أية أيديولوجية، لأنه سلوك برهنت التجربة الأمريكية على كونه قابلاً للاعتماد من أشخاص وجماعات ينتمون إلى مختلف الثقافات والأعراق.
ولكن الخبراء يقولون إن نمط الحياة هذا تدعمه حالة الرفاهية الكبيرة التي لو انهارت من جراء أية أزمة اقتصادية حادة؛ ينهار تمامًا نمط الحياة الأمريكي ويفقد بريقه وجاذبيته، ومن العجيب إن نمط الحياة الأمريكي يقوم على عدة مبادئ احترام معتقدات الغير شرط أن يكون صادقاً في اعتناقه لها، فالمرء يتساءل هنا في دهشة عمن يحدد هذا الصدق ومقداره ومن يتولى توزيع المعتقدات؟ وهل الليبرالية هي وجوب الاعتراف بالمعتقدات؟.
ثم يأتي بعد ذلك الابتعاد عن التحزب والحزبية؛ إلا أننا نرى أن الحياة الأمريكية كلها حزبية، في الحروب العديدة التي خاضتها وكذلك الأحلاف التي دخلت فيها ثم انحيازها لإسرائيل.
وهناك أيضًا الابتعاد عن العنصرية والتمييز؛ ولكننا نجد أن الإنسان الأمريكي الأبيض عنصريا من الناحية النفسية ضد السود.
كذلك هناك اعتماد قيم التسامح الإنساني، لكن معاملة الأمريكان مع غيرهم ليس فيها أي تسامح.
إذا سقطت الرفاهية سقطت أمريكا
إن أولى الأزمات الأمريكية تعود إلى عام 1907م، حيث واجهت البورصة الأمريكية الخراب بسبب الضغوط لتحويل تغطية عملتها من الفضة إلى الذهب.
ثم توالت الأزمات الاقتصادية وصولاً إلى الانهيار التام عام 1929م ثم توالت بعد ذلك الإصلاحات ومعها العديد من الأزمات من ثغرات هذه الإصلاحات .. حتى تكرس الإحساس بوجود متربصين متخفين جاهزين للانقضاض على الاقتصاد الأمريكي عندما تحين الفرصة، وبدأ هؤلاء وكأنهم متهمون بالتسبب في فوضى البورصات الأمريكية بين الحين والآخر مما انعكس على المواطن الأمريكي بالخوف التوقعي .
ولقد رسخت أزمة 1929م هذه المخاوف ورسخت كذلك شعور المواطن الأمريكي بأنه مجرد نقطة ماء في المحيط الأطلسي، ومن هنا كانت صعوبة إقناع الأمريكيين بتجاوز مبدأ الحياد والدخول في الحرب العالمية الثانية، ولولا رد الفعل الناجم عن هجوم ببيرل هاربر لما اقتنع قسم بالاشتراك في الحرب.
كما أن هذه المخاوف التي لا تجد تعويضها إلا بالرخاء هي التي دفعت الأمريكيين للتظاهر ضد الحرب في فيتنام، منهم غير مستعدين لتقديم التضحيات والمخاطرة بمستوى رفاهيتهم من أجل نتائج إستراتيجية باهظة الثمن. ومن الأزمات الاقتصادية الأمريكية الاثنين الأسود في 19- 10- 1978م حيث بلغت خسائر وول ستريت 500 مليار دولار في ذلك اليوم، وكان هناك يوم شبيه به وهو 27- 10- 1997م حيث هبط مؤشر داو جونز 153 نقطة في ذلك اليوم مقابل 508 نقطة في الاثنين الأسود عام 1987م، كما كانت أزمتهم يوم الجمعة 14- 4- 2000م الذي شهد هبوطاً انتقائياً في أسهم التجارة الجديدة .
فيروس التآكل الديموجرافي
إن اليهود كجماعة ضمن الفسيفساء الأمريكي تصر على الانغلاق بوصفها شعب الله المختار، وهم لديهم حس متطور فيه خطورة على انصهارهم في المجتمع الأمريكي، كما أن الصينيين بسبب تطور حسهم القومي لديهم إحساس مغاير عن الجماعة الأمريكية، والفقراء والمنعزلون في أحياء الصفيح من لاتينيين وأفارقة وغيرهم لديهم شعور مماثل، وبعد الحرب الباردة باتت فضائح الاستغلال اليهودي للحكومة الفيدرالية سببًا لانبعاث حركة المليشيات الأمريكية البيضاء.
كما أن بحث أمريكا عن عدو جعلها تسعى للتصادم مع بلدان المنشأ للعديد من جماعاتها، فهي اصطدمت مع الصين في حادثة السفارة في بلجراد وطائرة الاستطلاع ...الخ واصطدمت مع دول الأطلسي عبر حرب كوسوفا والعراق وتضارب المصالح الاقتصادية.
واصطدمت مع أمريكا اللاتينية وأفغانستان والدول العربية وإيران ....الخ.
وكل هذا دفع هذه الجماعات إلى ضرورة استشعار خصوصيتها وعمل جماعات ضغط شبيهة باللوبي اليهودي .
وينعكس ذلك بفقدان أمريكا التدريجي لأهم مقومات نمطها، خاصة مع تراجع اللغة الإنجليزية بعد المنافسة مع الأسبانية ولغات أخرى.
البداية ستكون في المشكلات الداخلية
يتوقع الباحثون أن الولايات المتحدة الأمريكية ستصبح خلال عقود قليلة دولة مشغولة بمشكلاتها الداخلية وسوف يضعف دورها العالمي من الدولة العظمى الوحيدة، إلى دولة مماثلة لمكانة الدول الأخرى إن لم تكن أقل منها، وسوف يكون المنافس الأقوى منها ما يسميه كتلة أوراسيا التي تشمل أوربا وروسيا واليابان والصين. إن أمريكا قد بلغت أوج قوتها وعظمتها وشكلت إمبراطورية بمعنى الكلمة خلال الخمسين سنة الممتدة من الحرب العالمية الثانية إلى عام 1990م، ولكنها خلال العقدين الماضيين قد دخلت مرحلة ما بعد الإمبراطورية وأنها تسير نحو الهرم والضعف بخطى حثيثة.
تقهقر قوة الولايات المتحدة يرجع أساساً إلى ثلاثة عوامل أساسية: عسكرية واقتصادية وثقافية، وهذه الجوانب الثلاثة هي ذاتها التي تزهى بها أمريكا أمام العالم وتدعى أنها أسباب قوتها، وتخيل بها للناس أنها عملاق لا يغلب. ولهذا فإن أمريكا بهذا الزخرف والزينة لشكلها الخارجي تتحول من شبه إمبراطورية حقيقية في حقبة ازدهارها إلى ما قبل العقد الأخير من القرن العشرين، إلى إمبراطورية مظهرية زائفة، تبدو منتفخة ولكنها في حقيقتها واهية هشة ومتآكلة.
إن أمريكا تملك ترسانة ضخمة من العتاد الحربي لا يقارن بأي دولة أخرى ولا دول أوربا مجتمعة، ولكنها ليست لديها أية ثقة في جنودها ومقدراتهم القتالية الأرضية، وقد كشفت الحروب الصغيرة الأخيرة التي خاضتها في الصومال ولبنان وخاصة فيتنام، هذا الضعف البشري الذي لا يبدو أنها تستطيع معالجته. ومن أجل النصر تستخدم تفوقها الخارق في المجال الجوى والضرب بعيد المدى، ولا تهاجم إلا دولا ضعيفة لا تستطيع حيلة ولا تجد سبيلا لصد عدوانها، وتحشد لها مع هذا الحلفاء والأتباع من أجل هزيمتها بالرعب والخوف. وقد أضحى هذا الأسلوب الأمريكي في القتال هو المفضل وهو ما استخدمته في أفغانستان وفي العراق رغم كثرة عدد ضحاياه بين المدنيين.
المدخل الاقتصادي للانهيار
يحدد الخبراء ثلاثة عوامل أساسية سيكون لها الدور الأساسي في تآكل الإمبراطورية الأمريكية وهي: العامل الاقتصادي، والعامل الثقافي، والعامل الأخلاقي.
وبالنسبة للعامل الاقتصادي فهناك عجز كبير في الميزانية وفي حجم التبادل التجاري، إذ أن أمريكا قد فتحت الباب دون قيود لاستيراد البضائع من أوربا واليابان عملا بسياسة السوق الحرة، وقد أدى ذلك للإضرار بالصناعة المحلية وتحولت أمريكا تدريجيا من منتج إلى مستهلك نهم لا يشبع، وقد كان نصيبها من الناتج العالمي بعيد الحرب العالمية الثانية ‏40%‏ وقد صار الآن‏22%‏ تقريبا،‏ وهو رقم يساوي ناتج الاتحاد الأوربي ولا يمنح الولايات المتحدة تفوقا كبيرا‏. واختل أيضا الميزان التجاري لصالح الدول المصدرة لأمريكا، حتى أضحى العجز فيه في الفتـرة بـين‏1991‏ 2001‏ م من خمسين بليون دولار إلى ‏450‏ بليـونا. ومن أجل تغطية هذا العجز في الميزانية وفي التبادل التجاري صارت أمريكا بالوعة تمتص الأموال من أوربا واليابان دون أن تستطيع تقديم منتج بديل.
وهكذا أضحت البلاد غير قادرة على تغطية نفقات استهلاكها ومعيشتها العالية، وفي أمس الحاجة للعالم الخارجي، وعاد الهدف الرئيسي لسياستها الخارجية بسط هيمنتها على العالم من أجل السيطرة على الموارد العالمية وخاصة البترول. وبجانب هذه المشكلات فإن المجتمع الأمريكي تتجسد فيه سوءات النظام الرأسمالي المتمثلة في الفوارق الطبقية وازدياد الفجوة بين الأغنياء والفقراء.
وستكون النتيجة النهائية لهذا الضعف الاقتصادي زعزعة مكانة الدولار كاحتياطي للنقد العالمي وانهيار سوق الأوراق المالية انهيارا أسوأ بكثير مما شهده العالم في أي وقت سابق وقد يؤدي ذلك إلى تعويم قيمة الدولار مما سيكون عاقبته أن تقصم القشة ظهر البعير.
الاقتصاد الأمريكي وبإجماع الخبراء الاقتصاديين أخذ يعاني في العقد الأخير من ضعف وعجز خطير، ويعود السبب في ذلك إلى حالة التمدد الكبير التي تعمل باتجاهه القوة العسكرية الأمريكية في كل قارات المعمورة التي يراد منها فرض (الأجندة) الإستراتيجية الأمريكية بالقوة والإكراه، ستحتاج إلى إنفاق مالي كبير؛ وقد بلغت قيمة الإنفاق العسكري الأمريكي لعام 2004م (400 مليار دولار) مقابل (65 مليار دولار) لروسيا، و(47) مليار دولار للصين؛ أما اليابان فقد بلغ إنفاقها (40.3) و(35.4 لبريطانيا)، و(33.6 لفرنسا)، وبحسبة بسيطة نجد أن إنفاقها العسكري يفوق مرتين هذه الدول مجتمعة، وهي مضطرة لذلك حتى تحافظ على تفوقها العسكري لتبقى قوة سوبر عظمى، وهذا أشبه بالمقامرة الاقتصادية، لأن بقاء حالة التفوق العسكري؛ والبذخ غير المحسوب؛ سيصل بها إلى الوقوع في الفخ الذي وقع فيه الاتحاد السوفييتي إبان الحرب الباردة، حيث دخل في سباق تسلح مع الولايات المتحدة أرهقه كثيراً، وأثر سلباً على مجالات داخلية حيوية كثيرة حتى وصل الأمر به إلى أنه خسر ثقة مواطنه به؛ أدى فيما بعد إلى ضعف الإيمان بالإيديولوجية الشيوعية؛ حتى وصل الأمر في نهايته إلى تفكك وسقوط الإمبراطورية السوفييتية.‏
حينما فقدت أمريكا مبادئها
أما في الجانب الثقافي فإن أمريكا فقدت مبادئها التي أسهمت في نهضتها من ديمقراطية وحرية، وأصبح مجتمعها مفلساً من الناحية الخلقية، تسوده عدم المساواة الاقتصادية والعنف والعنصرية العرقية. ولقد أصبحت الطبقة الرأسمالية الغنية والنخبة من المثقفين هي التي تقبض على زمام الحكم، وتلاشى دور الطبقة الوسطى من المجتمع، وتراجعت الديمقراطية الشعبية وتحولت إلى فئوية وطغمة من الأقلية، ورويدا ورويدا أخذ طابع الاستبداد يغلب عليها ومن أمثلة ذلك مصادرة الحريات العامة بحجة المحافظة على الأمن القومي.
فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
أما فيما يتعلق بدور العامل الأخلاقي في الانهيار فإن هناك شبه إجماع عالمي على أن الولايات المتحدة تتمتع بسمعة أخلاقية سيئة جداً؛ سواء في مجال السياسة أو الاقتصاد أو الحروب؛ وأصبح المجتمع الأمريكي ذا سمعة أخلاقية سيئة نتيجة سلوكيات كثيرة.‏
الولايات المتحدة أصبحت مشكلة بالنسبة للعالم، بعد أن كنا نراها تقدم الحل لمشاكله، وكانت تضمن الحرية السياسية والنظام الاقتصادي خلال نصف قرن مضى، أما اليوم فقد بدأت تظهر كعامل فوضى، فهي تستفز اليوم دولاً كالصين وروسيا، وتحتم على العالم أن يعترف بأن هناك دولاً تمثل محوراً للشر، وتضع حلفاءها في موقف حرج باستهدافها المناطق المجاورة لهم والتي لهم فيها مصالح حيوية كاليابانيين والأوروبيين.‏
الأوربيون منزعجون من الولايات المتحدة لكونها تريد بقاء منطقة الشرق الأوسط منطقة نزاعات حارة وبؤرة توتر، وهذا يجعل الشعب العربي ينظر بعدائية نحو الغرب؛ وهي القادرة على تسوية القضية الفلسطينية، والولايات المتحدة تريد جعل تنظيم القاعدة قوة مستقرة وشريرة لتبرر تدخلها في أي مكان ووقت باسم محاربة الإرهاب.‏
واهتمام الولايات المتحدة المتزايد بنفط الخليج العربي والشرق الأوسط ليس ناتجاً عن أغراض استهلاكية رغم حاجتها المتزايدة للنفط من هذه المنطقة، بل للتحكم بمصادر الطاقة التي تعتمد عليها أوروبا واليابان بشكل أساسي، التي تمكنها من ممارسة ضغوط عليهما.
ولو درسنا أسباب سقوط الإمبراطوريات السابقة، سنجد أن هناك أسباباً أخلاقية محددة ساهمت في سقوط تلك الإمبراطوريات وكانت عوامل مشتركة بين كل الإمبراطوريات المختفية، وهذه العوامل نضعها تحت العامل الأخلاقي؛ وتتمثل في شهوة التوسع لأسباب براغماتية، وكذلك العقلية العسكرية التي تسيطر على قادتها، وعدم الاعتراف بالآخرين كشركاء في هذا العالم، وضعف الإيمان عند شعوبها بفكرة البقاء كإمبراطورية، والاستكبار بغير الحق وقهر الإنسان، والتحلل الأخلاقي الذي يصيب مجتمعاتها.‏
بقي أن نقول: إن أهم العوامل المشتركة في انهيار كل الإمبراطوريات السالفة أنها غيَّبت عن إستراتيجيتها وسلوكيتها قيمة عظيمة تتمثل بأن كل من يحاول أن ينال من إنسانية الإنسان أو يستبد به أو يقهره لمآرب حتى ولو كانت دينية لابد أن تفعل فيه سنة الله وقانون حركة التاريخ فعلها؛ لتجعله أثراً بعد عين وعبرة تذكرها كتب التاريخ لينتفع منها أولو الألباب.‏
والولايات المتحدة ليست بدعاً من الأمم حتى تكون استثناء، وقانون حركة التاريخ الذي سرى على الإمبراطوريات السالفة لابد أن يسري عليها، وسنة الله في معاقبة المستكبرين والمستبدين وأعداء الإنسانية بالمرصاد؛ وحاشى للعدل الإلهي أن يدع قوة مستكبرة متجبرة بغير الحق تعيث في الأرض فساداً دون أن تكون لها نهاية.‏
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى الردود آخر مشاركة
من جرائم أمريكا في الفلوجه / منقول كريم السجايا الــمـنـتـدى الـعـام 5 03-05-2007 04:19 PM
فضائح أمريكا ـ صور ـ العميد15 الــمـنـتـدى الـعـام 10 09-26-2006 01:41 AM
المغول(التتار) و أمريكا H Y T H A M الــمـنـتـدى الإسـلامــــــــي 3 07-18-2006 09:45 AM
معجزه تحير العلماء في أمريكا أبوخالد الــمـنـتـدى الـعـام 5 01-20-2006 06:43 AM
قصة هزت عرش أمريكا ابوعهد الــمـنـتـدى الـعـام 5 08-28-2005 03:56 PM


الساعة الآن 04:34 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by