مهارات الحوار الهادف

[ابو عادل]

مهارات الحوار الهادف مهارات الحوار الهادف مهارات الحوار الهادف مهارات الحوار الهادف مهارات الحوار الهادف

مهارات الحوار الهادف

إخوتي الأفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
قرأت على صفحات هذا المنتدى مشاركات لبعض الإخوة تدور حول الحوار . من تلك المشاركات مايعتبر أننا نعاني من أزمة حوار ومنها مايعد محاولة لتلمس الطريق الصحيح في مسألة الحوار وهي جهود يشكر عليها أصحابها ، ولعلي لاأخرج كثيرا عما سبق ، إلا أنني أضيف بأن الحوار مهارة لها مقوماتها ووسائلها التي تحتاج
الى دراية تامة من طرفي الحوار وليس طرفا واحدا. فالطرف الواحد وان كان يجيد مهارة الحوار وهو يقف أمام
طرف يجهل أصول الحوار البناء فلن يؤدي ذلك الى نتيجة وسيصبح الحوار مبتورا أويصل الى طريق مسدود.
فالأزمة ليست أزمة حوار بقدر ماهي عدم دراية بمهارات الحوار الهادف .وسوف أتناول موضوع مهارات الحوار إن شاء الله في ثلاث حلقات: ( الحلقة الأولى التعريف بمفهوم الحوار ـ الحلقة الثانية أصول الحوار وآدابه ـ الحلقة الثالثة تتضمن بعض النصائح لتحسين مهارة الحوار)
الحلقة الأولى: مفهوم الحوار؟
قال ابن منظور في لسان العرب : فظ الحوار "مشتق من الحور وهو الرجوع عن الشيء الى الشيء، وأحار عليه
جوابه أي : رده ، والتحاور من التجاوب، أما المحاورة فتعني المجاوبه. والحوار هو تراجع الكلام ومواجهة المنطق والكلام في المخاطبة.ويقال : لم يحر جوابا أي لم يرجع ولم يرد. وهم يتحاورون أي: يتراجعون الكلام".

ومن المصطلحات القريبة من معنى المحاورة : (المناظرة والمجادلة) فالمناظرة كما يعرفها الدكتور زاهر الألمعي نقلا عن أحمد الصويان(1413 هـ) هي :
"ترددالكلام بين شخصين يقصد كل واحد منهما تصحيح قوله وابطال قول صاحبه، مع رغبة كل منهما في ظهور الحق"
أما المجادلة فهي:"المفاوضة على سبيل المنازعة والمغالبة لالزام الخصم".
ومن المجادلة مايكون محمودا ومنها ماهو مذموم: فإذا هدفت المجادلة الى احقاق حق وإبطال باطل فهي محمودة أما ان كان هدفها التعالي والتشفي والإنتصار على الطرف المقابل وإلزام الآخرين بما نعتقدهدون أن يكون حقا صارت مذمومة.

ويرى الدكتور طارق الحبيب(1414هـ)" أنه بالرغم من أن الحوار والجدل يلتقيان في أنهما يتضمنان الحديث أو المناقشة بين طرفين ، إلا أن بينهما فارق في المعنى . فالمجادلة تنطوي على الخصومة والعناد والتمسك بالرأي
والتعصب لوجهة النظر الشخصية بصرف النظر عن مدى صحتها ، أما المحاورة فتنطوي على النقاش ومراجعة الكلام بين طرفين دون أن يكون بينهما مايدل على الخصومة والتعصب للرأي".

عليه يمكن القول بأن (كل جدل حوار وليس كل حوار جدلا) وقد يتحول الحوار الى جدل وقد يجتمعان كما في قوله تعالى< قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي الى الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير>
(آية 1 ، سورة المجادلة)
أما المناظرة فهي أقرب الى معنى الحوار ، إلا أن المناظرة أدل في النظر والتفكر ، كما أن الحوار أدل في الكلام
ومراجعته.(طارق الحبيب، 1414هـ، ص ـ 8).