الانتقال للخلف   منتديات بلاد ثمالة > البيت الكبير > منتدى التاريخ و التراث والموروثات الشعبية

 
منتدى التاريخ و التراث والموروثات الشعبية

يختص بالمواضيع التراثية والموروثات القديمة ـ بشكل عام ـ يمنع طرح المواضيع المنقولة


 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 09-23-2010
 
الحاج سلام
كاتب مبدع

  الحاج سلام غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 568
تـاريخ التسجيـل : 27-07-2006
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 2,301
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 70
قوة التـرشيــــح : الحاج سلام تميز فوق العادة
slam تسعة اعشار الرزق في التجارة

تسعة اعشار الرزق في التجارة تسعة اعشار الرزق في التجارة تسعة اعشار الرزق في التجارة تسعة اعشار الرزق في التجارة تسعة اعشار الرزق في التجارة

بسم الله الرحمن الرحيم



كنت قد كتبت في حلقات متقطعة في هذا المنتدى قصصا من الواقع تحوي بين طياتها شيئا من تاريخ المنطقة بما فيه من تواصل ومحبة وايثار وعادات حميدة تعكس شيئا مما عاشه الآباء والاجداد من الألفة والمحبة على الرغم من شظف العيش والمعاناة .
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^






ولمن أراد معرفة المزيد عن مغزى رواية هذه القصص الرجوع الى المقدمة التي كررتها في غير واحدة من تلك القصص .

واليوم سوف أروي لكم قصة واقعية هي الاخرى ، منوّها بأن أسماء أبطال قصتنا مستعارة للابتعاد عن أي حساسيات او تأويلات .
كما ان احداثها قد جرت قبل اكثر من مائة عام .



تسعة أعشار الرزق في التجار


لم يكن لدى ابو مبارك وولده سوى مزرعة في حجم بيت احدنا في الوقت الحاضر ، ولم يكن لديهم وسيلة لسقياها الا نصف يوم هو قلدهم من كل ستة ايام من بئر مشتركة و( مقلودة ) يشاركهم في السقيا منها اربعة من بني عمومتهم المجاورين.
وكان مبارك فتى مفتول العضلات كامل البنية يتدفق شبابا وحيوية ولم يكن والده ببعيد منه فهو الاخر في كامل حيويته ونشاطه .
لم يكن لمبارك اخوة ذكورا ولذلك فان والده يبدى كثيرا من الحرص عليه ، ولا يسمح له بالابتعاد عنه وعندما تدفع الحاجة الماسة وقلة ذات اليد الابن الى مخالفة والده سعيا في الارض طلبا للرزق .مع ان فرص العمل والتكسب نزرة قليلة . كان الوالد يبدي الكثير من الاعتراض حيال نزوات ابنه الاستقلالية هذه .
لم تكن مزرعة ابو مبارك وحتى لو وجد الماء الكافي لسقياها تكفي لاعالة هذه الاسرة ناهيك ان قلدها وطول ظمئها لا تجعلانها صالحة لزراعة ذات جدوى .
حل عيد الفطر وتدبّرت الاسرة امر عيدها وعيّد مبارك وزوجته وابنه وبناته في ستر ومصونة مثل بقية جماعتهم شاكرين الله وحامدين فضله على كرمه ورحمته في مساعدتهم على تجاوز هذه العقبة الكأداء التي شغل أمر تجاوزها تفكيرهم اغلب ايام الشهر الفضيل .
وهاهم جماعة المسجد يذكرون الله ويسبحون بحمده بعد صلاة العشاء في السادس من شهر شوال في المسجد الذي اعتاد اغلب الجماعة حضور صلاة العشاء فيه ، عندما اخرج الامام ورقة مطوية من جيبه وقرأها وهم يستمعون .لم يكن فحواها غريبا على الجماعة فقد سمعوا به من قبل ولكن كانت المفاجأة لهم في التوقيت وكانت اعظم وقعا على مبارك ووالده .
لقد كان مضمون مطوية الامام ان الحاكم الاداري يطلب من شيخ القبيلة توريد ضريبة الجهاد حالا وبدون تأخير وان على كل رجل قادر على الجهاد ولا يرغب في ذلك توريد عدد اثنين ريال فرنسي عدا ونقدا غدا ومن يتأخر فسوف يكون عبرة للمعتبرين والسلام .


خرج مبارك ووالده من المسجد الى دارهم ولم ينبس احدهم ببنت شفة وقدلاحظ مبارك اناباه لم ينم ليلته تلك فقرر ان يفاتحه في الصباح بما رآه الحل الممكن وأخذ يقلب الكلمات مستعرضا الحكم والامثال ومستحضرا الاشعاروالاقوال طلبا لتقوية حججه واقناع والده بفكرته المتمثلة في الذهاب الى الجهاد عندها تسقط عنه الضريبة ويسدد مما يتقررله ما يخص والده منها.
ولكن مبارك الذي كان يتبع والده في الطريق بعد صلاة الفجر فوجئ بوالده يخبره بانه قرر الذهاب الى الجهاد بنفسه وعندها ذهل مبارك بهول المفاجأة وصرخ موجها الحديث لوالده .
" لا لن تذهب "
وشعر بشيئ من لوم الذات في تأخره في طرح فكرته على والده " ثم كررها ثانية لا لن تذهب سوف اذهب انا ، انا شاب لا زوجة لي ولا ولد اما انت ... ثم سكت برهة لكليلا يسمع حديثه بعض المارة ..واكمل قائلا سوف اذهب واعود لكم بكل خير " .
صمت والد مبارك حتى بلغوا منزلهم ، هناك صاح في ولده قائلا:
ان لم تنزع هذه الفكرة من رأسك فسوف اغضب منك ولا ارضى عليك ابدا .انا الذي سيذهب وستبقى انت هنا مع امك واخواتك وسوف اعود لكم عما قريب .
وقد استمر النزاع بين مبارك ووالده ضحى يومهم ذلك دون الوصول الى اتفاق على معرفة من من الاولى ذهابه ومن من الاوفق ان يبقى مع الاسرة .
ولكن فكرة جديدة تمخضت من نقاشاتهم تلك ، وهي لماذا لا نبحث عن شخص نرهن عنده مزرعتنا مقابل الريالات الاربعة؟
عندها اخرج صالح وهذا اسم والد مبارك ( حجة) مزرعته من انائها النحاسي وأخذ يتأملها ثم اعادها فيه ووضعها في ( سحكله)حسكله ثم تناول عصاه وعمامته مناديا على ولده مبارك : ان سألك احد عني فاني عائد عند المساء باذن الله .
لم يسأل مبارك والده عن وجهته لانه يستطيع ان يخمّن ثلاثة اشخاص من ذوي اليسار النسبي في ذلك الوقت قد يكون والده ذاهبا الى احدهم .
ذهب صالح لصديقه وصديق اسرته ابو هلال وقص عليه قصته ولكن الرجل اعتذر بانه لا يستطيع تدبير كامل المبلغ وان لديه نصفه فقط ، وقد ناوله المبلغ حتى لا يشك في اعتذاره ثم اقسم انه لن يأخذ منه رهنا وان المبلغ قرض حسن متى وجدته فأعده . وقد كان ابو هلال صادقا في اعتذاره ولم يشك ابو مبارك في كلامه البتّة .

اخذ ابو مبارك الريالين وخرج مسرعا قاصدا ابوزبن الذي كان يمتهن التجارة وقل ان يتواجد في قريته لكثرة اسفاره ولكنه سأل عنه فقيل له ربما تصادفه في سوق ( اليوم ) في القرية المجاورة بحث عنه في السوق فلم يجده وكان الوقت قد قارب الظهر فجلس ابو مبارك في ظل شجرة ليست بعيدة من السوق يتأمل و يدعو الله ان يفرج كربته عندما وقف علي رأسه ( تهامي ) قد عصب بانواع من النباتات العطرية رأسه وسأله قائلا :
عندي جلب هل تشتريه؟
"لابد ان ملابسي النظيفة وعمامتي الكبيرة قد جعلت هذا الرجل يظن انني تاجر مواشي" تمتم ابو مبارك بشيئ من هذا القبيل ثم القى نظرةفاذا بالرجل قد حوى عددا من الخرفان السمينة لم يشغل نفسه بعدها او بالسؤال عن عددها فهي في حدود العشرة ولم يكن جادا في سومها الا انه نطق قائلا :
اشتري منك جلبك بعشرة ريالات يا رجل ادفع لك منها الان ريالا واحدا والتسعة الباقية تأخذها بعد الحج .
كان التهامي في حاجة الى ريالين فأصر على ان يأخذ ريالين مقدما ووافق على البيع بالثمن والى الاجل.ولكنه ذكرلابي مبارك انه لا يعرفه ،وسأله ان يأتيه بشخص معروف يضمنه ، عندها التفت ابو مبارك متفحصا وجوه القوم من حوله فرأى صاحبه ابوزبن الذي جاء باحثا عنه غير بعيد منه فناداه وحياه ثم ذكر له القصة من اولها وانه اشترى هذا الجلب لعله يبيعه ويسدد منه المبلغ الى ان يفرجها الله .تفحص ابو زبن الخراف واحدا واحدا ثم سأل التهامي :
هل بعت الرجل ؟
فقال : نعم ، ولكن هل تكفله في الباقي ؟
قال ابو زبن :نعم اكفله ، وبعد موسم الحج تعال الي لتأخذ نقودك .
وما ان أخذ البائع الريالين وانصرف حتى التفت ابوزبن الى ابومبارك طالبا منه ان يمد اليه يده .

مدّها يا ابومبارك مدّها ...
شدّها يا ابوزبن شدّها ...
شريت منك الجلب بخمسة عشر ريالا سبعة منها مدفوعة الآن وثمانية ادفعها للتهامي بعد موسم الحج .باع ابو مبارك واستلم الريالات السبعة ثم قفل راجعا لقريته لا يكاد يصدق ما جرى له وفي طريق عودته اعاد لابي هلال نقوده مخبرا اياه بالقصة بحذافيرها .وقبل مغيب الشمس سدد ابو مبارك لشيخ القبيلة كامل مبلغ الضريبة اربعة ريالات ( ريالا ينطح ريالا ) وبقي في حسكله ريالا واحدا ، ما كاد يرى ابنه مبارك حتى رماه امامه قائلا خذ هذا الريال واذهب من الغد واشتر وبع وتكسب فان تسعة اعشار الرزق في التجارة ،فقد تيقنت الآن اني قد أخطأت في حقك بمنعك من الذهاب للتكسب كل هذه المدة وما كان تصرفي ذلك الا خوفا عليك ....

الحاج سلام الثمالي ،،،،،

التعديل الأخير تم بواسطة الحاج سلام ; 09-23-2010 الساعة 02:49 PM
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى الردود آخر مشاركة
فيلم مخيف عن اعصار جونو فاعل خير الــمـنـتـدى الـعـام 5 07-18-2007 07:41 AM
شاهدوا آثار اعصار غونو المستشار منتدى الصور 5 07-07-2007 09:26 PM
@@@ بالصور ,,كارثة اعصار عمان,,,@@@ عثمان الثمالي أخبار العالم وأحداثه الجارية 11 06-09-2007 02:13 AM


الساعة الآن 07:56 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by