تقرير من مقديشو ,,الجزء ألأول / منقول

[رويعي الغنم]

تقرير من مقديشو ,,الجزء ألأول / منقول تقرير من مقديشو ,,الجزء ألأول / منقول تقرير من مقديشو ,,الجزء ألأول / منقول تقرير من مقديشو ,,الجزء ألأول / منقول تقرير من مقديشو ,,الجزء ألأول / منقول

التقرير المرفق وصلني عبر البريد الإلكتروني من أحدهم الذي عرف بنفسه أنه مدير أحد مدراء المكاتب الإغاثية العاملة بالصومال التابعة إلى ....... ، والذي رصد الأحداث منذ بدايتها هناك ، وقد قرأته فوجدته مفيداً وتحدث عن أمور لم تنشر سابقاً ، وهاأنذا أضعه بين أيديكم لتعم الفائدة ولتكون الصورة أوضح لعموم القراء والمهتمين بشئؤن إخوانهم المسلمين في بقاع الأرض .... ولكاتب التقرير الشكر والتقدير والدعاء له بالتوفيق والسداد والثبات على الدين .... وأترككم الآن التقرير نصاً كما وردني ..
 ماذا يحدث في العاصمة الصومالية مقديشــو حالياً ؟

لم يكن خافياً في يوم من الأيام أن زعماء الحرب الأهلية في الصومال خصوصاً أولئك الموجودون في مقديشو لهم علاقات مشبوهة مع أجهزة استخبارات عالمية وإقليمية وكانت أبرز تلك العلاقات المشبوهة ما أشار إليه تقرير مجموعة الأزمات الدولية {International Crisis Group (I.C.G)} والذي ذكر بأن مقديشو يتصارع فيها أجهزة استخبارات إثيوبية وأوربية وأمريكية ، وبلغت العلاقات المشبوهة ذروتها بعد المواجهات الدامية بين زعيم الحرب: بشير راجي شيرار وبين التاجر المعروف: أبوبكر عمر عدان رئيس مرفأ عيل معان الواقع قرب العاصمة مقديشو من ناحية الشمال، وقد تمكن بشير راجي من الاستيلاء على معاقل التاجر المذكور وبعض سياراته المصفحة وما عليها من أسلحة وذخائر، وبما أن الرجلين ينتميان إلى عشيرة واحدة فقد حاول الأعيان تدارك الموقف واحتوائه واتصلوا ببشير وطلبو منه أن يرد ما استولى عليه إلا أنه رفض معللا بأن الأمور قد خرجت من يديه لأنه قد أبلغ الأمريكيين بأن هذه السيارات وما عليها لخلية تابعة للقاعدة؛ حاربها وكانت تعتزم قتل زواره وهم بالمناسبة أمريكيون، وعوضا عن ذلك فإنه على استعداد تام لدفع قيمة السيارات، وكان رد أبوبكر عمر بأنه ليس في حاجة إلى تعويض مالي، وأنه قادر على استرداد كل ما فقده بعينه إلا أنه يود أن يعطي فرصة لأعيان العشيرة ، وبعد أن باءت جهود العشائر بالفشل الذريع لاصرار بشير بأن الولايات المتحدة هي التي ترفض ذلك؛ توجه مندوب من أبي بكر عمر إلى السفارة الأمريكية في جيبوتي للوقوف على حقيقة المزاعم، والتقى بمسئولين أمريكيين في السفارة الذين طلبوا منه بدورهم التنازل عن الأسلحة والسيارات لصالحها واعتبارها في حوزة أمريكا، ورفض المندوب ذلك قائلا بأن سياراته في يد بشير ولا يزال قادر على استردادها وليست في يد أمريكا كما تزعمون. وعلى العموم رجع المندوب إلى مقديشو وقد تأكد لديه ضلوع السفارة الأمريكية بالحرب .

وفي يوم السبت 19/1/1427 هـ أعلنت مجموعة من زعماء الحرب تتكون من 9 عناصر عن تأسيس تحالف سموه بـ( تحالف محاربة الإرهاب وإعادة الأمن ) وهذه أسماؤهم: 1.محمد قنيرى ( Qanyare) أفرح وزير الأمن الوطني في الحكومة الانتقالية الحالية. 2.موسى سُودِي يلَحُو وزير التجارة في الحكومة الانتقالية الحالية . 3.عمر محمد محمود (فنش) ( Finish ) وزير الأوقاف والشؤون الدينية في الحكومة الانتقالية الحالية. 4.بوتان عيسى عالم وزير وزارة نرع السلاح وتأهيل المليشيات في الحكومة الإنتقالية الحالية. 5.بشير راجي شيرار أحد أمراء الحرب في مقديشو . 6.عبد الرشيد آدم شري (القيتي) ( Ilqayte ) رجل الأعمال والمالك لفندق صحفي . 7.عبد الشكور علي حرزي زعيم حرب جديد . 8.عبدي نوري زياد (عبدي وال) ( Abdi Waal). 9.عيسى عثمان زعيم حرب جديد. وانضم إليهم اثنان آخران هما : 10.محمد عمر حبيب (محمد طيري)(Mohamed dheere) حاكم محافظة شبيلي الوسطى. 11.عبد حسن عواله (قيبديد) (qeybdiid) المرشح لتولي منصب قائد الشرطة.

وأشار الإعلان إلى أن هذا التحالف كان قد بدأ معاركه حتى قبل تأسيسه وأن المواجهات التي حدثت بين بشير راجي شيرار عضو التحالف وبين أبوبكر عمر عدان كانت الشرارة الأولى للحرب ، وفي نفس اليوم شن التحالف حربا على المحاكم الإسلامية وهاجم معاقلها في الأجزاء الغربية من العاصمة ، وكان الصدام مروعاً وشديد الوطأة ، وأسفر بعد معارك دامت أربعة أيام عن هزيمة ثقيلة للتحالف وانتصار كبير للمحاكم الإسلامية ، ولعل أبرز ما أدت إليه يتمثل في الآتي :- 1.إغلاق مطار داينيلي (Daynile) في مقديشو والذي كانت تنزل فيه الطائرات الأمريكية والإسرائلية المحملة بالذخيرة والتابع لمحمد قنيري أفرح زعيم الحرب البارز ووزير الأمن الوطني والركن الركين للتحالف. 2.تشديد الخناق على مقر هذا الزعيم. 3.سيطرة المحاكم الإسلامية على معظم الطرق الرئيسة في مقديشو. 4.بروز الولاء الذي يكنه أهل العاصمة للمحاكم الإسلامية حيث تطوع الآلاف من أجل الدفاع عنها .

وكما هي عادة الحروب في البلاد فإن العشائر حاولت إخماد نار الحرب ، وأعلن اتحاد المحاكم الإسلامية ترحيبه بأي مبادرة تؤدي إلى حقن الدماء بشرط أن يمتنع قادة التحالف عن محاولاتهم الفاشلة من قتل وتسليم قادة المحاكم الإسلامية وعلماء الإسلام في البلد إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

وعلى الرغم من السعي الحثيث من قبل زعماء العشائر نحو الصلح إلا أن جهودهم كلها باءت بالفشل بسبب تعنت قادة التحالف الذين رفضوا مقترحات الحل وضربوا بها عرض الحائط. وكانت مقترحات الحل كالتالي :- 1.حل التحالف الذي لم يؤد إلا إلى إراقة الدماء. 2.الموافقة على المصالحة مع المحاكم الإسلامية. 3.إعلان وقف إطلاق النار شفاهة عبر الإذاعات أو كتابة في الصحف. وكل هذه المقترحات رفضها التحالف قائلا : 1. أنه لا يمكنهم حل هذا التحالف أو نقضه بحجة أنه اتفاق مع الولايات المتحدة. 2.كما أنهم لا يستطيعون إعلان الصلح مع من سموهم بالإرهابيين. 3.أن إعلان وقف إطلاق النار لا يمكن ؛ لأنه يناقض أهداف التحالف.

وبطبيعة الحال فإن الحرب توقفت بعد أن عجز التحالف عن الاستمرار فيها وجاء رؤساء العشائر المقربون لمحمد قنيرى وتعهدوا بأن يمارسوا الضغط عليه ولا يطلق نارا تجاه قوات المحاكم، ووافقت المحاكم الإسلامية على ذلك .

وحينما وصلت الأمور إلى طريق مسدود تشاور وجهاء العاصمة من مشايخ وزعماء العشائر والتجار ومؤسسات المجتمع المدني، وبعد لقاءات مطولة توصلوا إلى قرارين :- 1.الاعتبار بأن هذا الحرب حرب بالوكالة حيث إن الأموال الأمريكية هي السند الوحيد لزعماء الحرب لمواصلة حربهم . 2.تشكيل وفد رفيع من هذه الشرائح يتوجه إلى جيبوتي لعقد لقاء مع قائد القوات الأمريكية المتمركزة في جيبوتي.

وبناءً على ذلك تم تشكيل هذا الوفد من ممثلي شركات الاتصالات والحوالات والمشايخ وزعماء العشائر ومؤسسات المجتمع المدني ، والتقوا بمسئولين أمريكيين ونقلوا إليهم تصور أهل مقديشو للأحداث الأخيرة ، وكانت كالتالي:- 1.إننا نعتقد أنكم مشعلون هذه الحرب علينا بالوكالة. 2.إننا نطلب منكم أن توقفوها، وتدفعوا تعويضاً عن الخسائر التي انتجتها. 3.إننا لا نعادي أمريكا ولا نريد أن تتضرر مصالحنا في ذلك. 4.إن الجهة الوحيدة القادرة على ضبط الأمور في العاصمة هم الوجهاء وليس زعماء الحرب المكروهين من قبل الشعب.

وقد أنكر الجانب الأمريكي هذه الحقائق كلها وقالوا: إن الصومال لا تقع ضمن نطاق عملهم ولا علاقة لهم بزعماء الحرب ، ثم أردفوا بسؤالين هما:- 1.ما موقفكم من الحكومة الصومالية الانتقالية. 2.ما الذي نستطيع أن نساعدكم به. وكان الرد بأن الحكومة حكومة صومالية ونحن نؤيدها وأن أفضل مساعدة يمكنكم أن تقدموها لنا هي تأييد حكومتنا وتمكينها من بسط سيطرتها على ربوع البلاد حتى تتمكن من إعادة الأمن والاستقرار وقمع كل الخارجين على المجتمع .

والخلاصة : أن هذا اللقاء كان لتوضيح المواقف وإن لم يؤد إلى نتائج ذات قيمة . وبعدها بأسابيع اندلع القتال بين المحاكم الإسلامية والتحالف في الضاحية الشمالية من العاصمة وبعد مواجهات عنيفة ولمدة خمسة أيام مني التحالف بهزيمة لا تقارن بالسابقة سواء من حيث الإصابات أوالعتاد والمواقع التي فقدها وكان أبرز نتائجها:- 1.إغلاق مطار زعيم الحرب بشير راجي شيرار. 2.طرد التحالف من المواقع التي استولوا عليه في المواجهة السابقة مع رجل الأعمال أبوبكر عمر عدان. 3.تكبد التحالف خسائر في الأرواح غير مسبوقة ، إلا أن هذه المواجهات حصدت من أرواح الأبرياء أعداداً كثيرة بلغت المئات.

هذا وقد اتضح للتحالف أن المواجهات التي تقع في المناطق المكشوفة ليست لصالحهم وبالتالي اتخذوا استراتيجية مفادها القتال في داخل المدينة اعتقاداً منهم بأن ضراوة الحرب ستؤدي إلى نفور الناس من المحاكم الإسلامية ، ولكن خاب ظنهم إذ أن هذه المعارك مازادت الناس الا التفافاً حول المحاكم مما مكن المحاكم من بسط سيطرتها على معظم العاصمة ( حوالي80%) في ذلك الوقت . وفي يوم السبت 15/4/1427 هـ حدثت مواجهات افتعلها التحالف وسط منطقة آهلة بالسكان أدت إلى خسائر فادحة في الأرواح سيما بعد أن استخدم التحالف مدافع الهاون المخصصة لإخراج القوات المعادية من الخنادق إلا أنهم استخدموها لضرب المدنيين بصورة عشوائية مما أوقع خسائر بشرية فادحة في صفوف المدنيين ، والإصابات أعلى بكثير مما تبثه أجهزة الإعلام فالوفيات تجاوزت المائتين . وعلى الرغم من تلك الخسائر لهذه المعركة فهم يصرون أيضاً على عدم إيقاف الحرب ولا يرغبون في التفاوض مع من يسمونهم بالإرهابيين بل رفضوا حتى وقف إطلاق النار.

وفي يوم الخميس 27/4/1427 هـ شن التحالف هجوماً مفاجئاً على قوات المحاكم الإسلامية من ست جبهات متعددة من داخل العاصمة مقديشو وضواحيها؛ من ضمنها هجوم التحالف على مقر مكتب هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية السعودية ، وقد تصدت قوات المحاكم الإسلامية التي تتلقى دعماً من الشعب لتلك الهجمات بضراوة وكبّدت بعد حرب دامت نهاراً كاملاً قوات التحالف خسائر فادحة فقد التحالف من جرائها السيطرة على مناطق حيوية في مقديشو وقتل ثلاثة من قادته الميدانيين إضافة إلى الأسلحة والذخائر التي استولت عليها قوات المحاكم الإسلامية ، كما حققت انتصارات أيضاً في المواقع الأخرى، وكانت النتيجة كالآتي : 1. الاستيلاء على تقاطع الطرق الرئيسة ذي الأهمية الاستراتيجية في مقديشو ( كيلو 4) الرابط الوحيد بين مواقع عناصر التحالف مما أعاق تحركاتهم وأنشطتهم العسكرية وانحصرت قواتهم في أجزاء متفرقة من العاصمة. 2.الاستيلاء على معاقل ثلاثة من زعماء التحالف وهم:عبد الرشيد آدم شري (القيتي) ، وعبدي نوري زياد (عبدي وال) ، وعبد الشكور علي حرزي . 3.السيطرة على فندق قريب من مكتب هيئة الإغاثة الإسلامية يسمى (صحفي ) وهو معقل التحالف الذي غالباً ما يعقد فيه اجتماعاته ، ويتلقى تعليماته من المخابرات الأمريكية ، ويكيد مؤامراته ضد الشعب المسلم. 4.الهزيمة النفسية الكبيرة التي لحقت بأفراد قوات التحالف بعد الهزائم المتلاحقة به في كل ميادين القتال ، إضافة إلى الشكوك التي تنتاب قواته حيث ينمو بينهم شعور أنهم إن قتلوا في هذه الحروب فسيخسرون الدنيا والآخرة. 5.الحصول على الثقة من قبل الشعب الذي ازداد تداركه من أن الدافع الحقيقي للتحالف على هذا الحرب هي الأموال التي يتلقاها من أمريكا لإبادته بسبب مزاعم وهمية لا حقيقة لها ؛ وأن هذه الحرب انتقام من أمريكا على ما فقدته من جنودها في الصومال عام 1993 م ، كما أنها جزء من الحرب التي تشنها أمريكا على الشعوب المسلمة.

وبعد هذا كله لم يفق قادة التحالف عن غيهم العميق ولم ينتهوا عن بغيتهم الشنيعة من قبض وقتل وتسليم قادة المحاكم والعلماء للمخابرات الأمريكية ، بل أصروا على ذلك ولم يلقوا بالاً لمطالب الوسطاء من الشعب الذين ينادون دائماً بوقف إطلاق النار والالتقاء على طاولة المفاوضات وحل القضية سلمياً.

وفي يوم الأربعاء 4/5/1427 هـ واصلت قوات المحاكم الإسلامية زحفها نحو مواقع التحالف واصطدمت مع مليشياته قرب سوق المواشي (Animal market) الواقع شمال مقديشو الذي يسيطر عليه وزير نرع السلاح وتأهيل المليشيات في الحكومة الانتقالية الحالية / بوتان عيسى عالم العضو البارز من التحالف ، وبعد فترة وجيزة استمرت فيها معركة ضروس انتصرت قوات المحاكم على أعدائها، وألحقتهم خسائر كبيرة واستولت على عدد من العربات والأسلحة الثقيلة والخفيفة والذخائر، وكانت النتيجة كالآتي : 1.الاستيلاء على معقل عنصر التحالف بوتان عيسى الوزير المذكور، وجميع مواقع قواته . 2.السيطرة على طريق بلعد الرئيسي الذي يربط العاصمة مقديشو بوسط البلاد وشمالها. كما أن الانتصارات التي تحققها قوات المحاكم الإسلامية المساندة من قبل الشعب تتوالى كل يوم ، فقد سيطرت يوم الأحد 9/5/1427 هـ على مدينة بلعد الواقعة على نهر شبيلي على بعد 30 كلم شمالاً من مقديشو وعدد كبير من القرى المحيطة بها والواقعة على طول الطريق الرئيس الذي يربط العاصمة بالمحافظات الوسطى والشمالية، إضافة إلى قاعدة هيل وين العسكرية .

وقد نظمت الجموع الغفيرة من سكان بلعد والقرى المجاورة لها مسيرات شعبية واسعة تعبيراً عن فرحتها وتأييدها وترحيبها لقوات المحاكم الإسلامية التي ما زالت تطارد فلول مليشيات التحالف المشؤوم من قبل المواطنين لأن أعضاءه صاروا دائماً عقبة أمام كل مصالحة وطنية شاملة.

وكان في طليعة الفارين الزعيمين / محمد قنيري و بوتان عيسى عالم اللذان وصلا في آخر مرحلة إلى مدينة جوهر عاصمة شبيلي الوسطى التي كان يسيطر عليها محمد عمر حبيب (محمد طيري) العضو الكبير في التحالف ، وتمركزت مليشياتهم هناك ، على الرغم من أن قوات المحاكم الإسلامية على مقربة منها ، ويمكن في أي لحظة أن تصطدم معها لتحرير مدينة جوهر نفسها ومحافظة شبيلى الوسطى عموما وتطهيرها من دنس التحالف الذي ما زال يلفظ أنفاسه الأخيرة، وقادته يبحثون عن ملجأ ومأمن لأنفسهم.

[ABO TURKI]

الله يعطيك العافية أخوي رويعي الغنم

[أبو عبيدة]

الله يعطيك العافية أخوي رويعي الغنم ...

[أبو عبدالرحمن]

مشكورين...يعيطكم العافية على هذا النقل المفيد

وفقكم الله

[abonayf]

شكرا لك رويعي الغنم على هذا النقل الموفق والجميل