الأخبار الإقتصادية ليوم السبت9/ 7/ 1429 ه الموافق12/7/ 2008 م الأخبار الإقتصادية ليوم السبت9/ 7/ 1429 ه الموافق12/7/ 2008 م الأخبار الإقتصادية ليوم السبت9/ 7/ 1429 ه الموافق12/7/ 2008 م الأخبار الإقتصادية ليوم السبت9/ 7/ 1429 ه الموافق12/7/ 2008 م الأخبار الإقتصادية ليوم السبت9/ 7/ 1429 ه الموافق12/7/ 2008 م
الحقائق تتستر خلف نوايا المضاربين.. والشركات الاستثمارية "الضحية"
الشائعات تعصف بمتداولي الأسهم والمؤشر العام يدفع ضريبة ضعف الشفافية

أداء مؤشر الأسهم السعودية
الرياض - جارالله الجارالله:
عصفت الشائعات المتناقلة بين أوساط المتعاملين بقرارات وآراء المتداولين الذين انساقوا خلف الأنباء غير الموثوقة، بعد أن أصبحوا أبعد ما يكونون عن الثقة في تماسك السوق، خصوصا مع التراجعات الحادة التي اكتسحت التعاملات في الفترة الأخيرة، والتي لم تراع نوعية الشركة أو اسمها، على الرغم من التقارير والتوقعات الإيجابية التي تترنم بالجدوى الاستثمارية القوية التي تمتلكها أسهم الشركات.
حيث تداعت السوق في الأيام الأخيرة من تداولات الأسبوع الماضي، بعد أن انهالت على المتعاملين الإشاعات المغرضة التي تصوب سلاحها نحو انهيار جديد للسوق، بعد أن أجهزت هذه الشائعات على نفسيات المتعاملين، ودفعت المؤشر العام إلى الإغلاق عند مستويات غادرها منذ 5أشهر، مدعومة بالضريبة التي دفعتها السوق مقابل ضعف الشفافية.
وتأتي هذه الشائعات كمحاولة من بعض الأطراف لتبرير الهبوط، بينما تتستر الحقائق خلف نوايا كبار المضاربين، الذين جعلوا أسهم الشركات الكبرى والاستثمارية ضحية للتراجعات الحادة، لوصفها دلالة قاطعة على قوة الهبوط المرتقب، خصوصا مع التركيز على أسهم الشركات الاستثمارية التي اشتهرت برزانة الحركة، وعلى وجه الخصوص شركات الأسمنت، التي عانت اثنتان منها من النسبة الدنيا في تعاملات الأربعاء الماضي.وجاء هذا السلوك في قطاع الأسمنت بالرغم من أنها لم تشارك بالارتفاعات الماضية، ولم يشهد لها بالهبوط الحاد حتى في مرحلة الانهيارات القوية، إلا أن البعض يجد في تراجع أرباحها وإيقاف التصدير مبررا لهذه البيوع القوية التي اجتاحت القطاع، بينما يلمح البعض إلى أن هذا التوجه استخدم كأداة لتعزيز المخاوف لدى المتعاملين. وأظهرت الشائعات سيناريوهات متعددة كان من بينها إقدام "محافظ نعيم" على تسييل محافظها بعد سحب الترخيص الممنوح من قبل هيئة السوق المالية، بينما أكدت مصادر مطلعة ل "الرياض" فضلت عدم ذكر اسمها، أن "نعيم" سلمت المحافظ التي كانت تحت إدارتها إلى أصحابها منذ أبريل الماضي، أي قبل قرابة 3أشهر، الأمر الذي ينفي أي صحة لهذه الشائعة.من جهة أخرى تأتي المبررات من إفرازات الملف الإيراني، والذي شهد تصعيدا خلال الفترة الأخيرة الماضية، كونه من أهم الأسباب التي دفعت معظم الأسواق المالية العالمية إلى التراجع، إلا أن سوق الأسهم السعودية كانت في مقدمتها، على الرغم من أن مؤشر البورصة الإيرانية يشهد تصاعدا قويا خصوصا في الأشهر الأخيرة، ضاربا بعرض الحائط جميع التخوفات التي تتسرب إلى سوق الأسهم السعودية، رغم أنه يعيش في بؤرة الخطر.
جميع هذه العوامل تعكس هشاشة سوق الأسهم السعودية أمام أي مقولة، دون الحاجة بأن يلجأ المتعاملون إلى التدقيق فيها، ما دام التأثير واقعا لا محالة على مسار السوق بغض النظر عن صحته، الأمر الذي جعل المؤشر العام يقف على المحك مع تعاملات هذا الأسبوع، ليعود إلى منطقة يصفها المحللون بالمفصل التاريخي، التي بتجاوزها يكون المؤشر أعطى إشارة سلبية بتفريطه بالمكاسب الماضية النقطية والنفسية.
حيث أشار فيصل العثمان المحلل الفني وعضو جمعية الاقتصاد السعودية، أن المؤشر العام لسوق الأسهم يقف على المحك خلال تعاملات السوق مع بداية الأسبوع الجاري، بعد أن دفعت الإشاعات السلبية السوق إلى مناطق خطرة فنيا، تتمثل في مستويات 8800نقطة، والتي تعد منعطفاً تاريخياً للسوق، استطاع بتجاوزها تحقيق أرقام عليا سابقا، الأمر الذي يعكس الصورة في حال التنازل عنها. وذكر العثمان أن أهمية هذه المستويات تبرز من كونها منطقة القناة الأفقية التي عاشتها السوق في فترات ماضية، والذي يجعلها منطقة حرجة، ويعني التراجع دونها الرجوع إلى هذه القناة التي تمتد بين مستوى 8800إلى 6800تقريبا، الأمر الذي يجعل منطقة الاحتمالات شاسعة في تحديد نقطة القاع لهذا الهبوط، مؤكدا على أن كسر هذه المستويات يعني غياب ثقة المستثمرين ويلغي تعاملات عام كامل.