إحساس طالب متفوق
إحساس طالب متفوق إحساس طالب متفوق إحساس طالب متفوق إحساس طالب متفوق إحساس طالب متفوق
السلام عليكم ورحمة الله
حاولت أن أعيش أحاسيس من كان النجاح حليفهم والتفوق شعارهم .
كان مساءً يختلف عن كل مساء
لم يكن التفوق وليد الصدفة أو نتاج يوم أو يومين , بل كان غرس سنوات سقيت بماء المقل ’ وأحيطت بأذرع الحب , وغطتها أكناف الدعاء.
بالأمس كنت كباقي الأشبال , أغدو إلي مدرستي’ تودعني أعين ترقب أن تحرسني عناية الرحمن , وهي ذات الأعين التي تنتظرني بشوق عند العودة , أبٌّ يرقب لحظات عمري , وأنا أكبر يوما بعد يوم , وأم ساهرة بين صلاة ودعاء بأن يوفقني الله , وحين تكون نهاية العام الدراسي الكل يرقب عودتي وأنا أحمل شهادة التفوق الدراسي , لم يخب الظن في زرعهم فكان التفوق , و كانت الشهادة أحملهما وأنا اركض إلي تلك الأذرع الحانية وعناق الأب الفرح , و عيون نور البيت ترقب متي أنفك من قيود طوقتني بكل الدفء , لأرتمي في أحضانها , وكل يردد مبارك مبارك ... اطلب وتمن , أنت الأمير في هذا البيت والآمر , كل هذه المشاهد تتكرر بتكرار السنوات .
أما هذا العام فكان الانتظار مختلفا , فالحصاد هذه المرة لابد أن يختلف , هذا العام منعطف هو من أهم المنعطفات , فأبواب الحياة مشرعة , وها أنذا أرقب نتاج تحصيلي , والثقة في توفيق الله تكبر مع اقتراب موعد الإعلان عن النجاح بتفوق , فيتكرر مشهد كل السنوات الماضية لأعود لتلك الأذرع وتلك العيون التي ترقب لتبارك وتشاركني الإحساس بالنجاح والتفوق في يوم ليس ككل الأيام , وفي لحظة مستثناة .
هذا الفرح والبشر يتجاوز اليوم أسوار منزلنا ليعانق السماء مع أفراح الكثيرين من إخواني وأبناء عمومتي , ولتحملها رياح الحب والتكريم إلى حيث أهل الجود والكرم , إلى بلاد ثمالة ... لتمتزج مع ركام الوفاء والبذل والعطاء اللامحدود لأهلها شيوخا وأباء وأشقاء ولأعضاء شبكتها البانية فكونت سحابة أمطرت سماؤها , وقد تغنت طيورها بجيل يصنع المجد فحق لذلك المساء أن يختلف عن كل مساء .
بانتظار من كان العرس عرسه والنجاح نجاحه لسطر أحاسيسه هو الآخر .
|