الصــــــبر قرين الصـــــــوم

[البرنس السعودي]

الصــــــبر قرين الصـــــــوم الصــــــبر قرين الصـــــــوم الصــــــبر قرين الصـــــــوم الصــــــبر قرين الصـــــــوم الصــــــبر قرين الصـــــــوم

ها قد تجلى هلال رمضان
وتصايح المسلمون : الليلة صيام بارك الله لكم في الشهر
فالصوم نموذج لعبادات الإسلام تتجلى فيه عقائده وأصوله
وأن الإقرار بالعبودية لن يتحقق إلا بالإمساك عن مفسدات الصوم سراً وعلانية.
ولو أمسك دون نية وقصد لما كان صائماً
ولو نوى أنه مفطر نية قاطعة جازمة لكان مفسداً لصومه .
وهذا يربي المؤمن على مراقبة الله تعالى في كل أحواله وتقلباته فيولد لديه إقبالاً على الطاعة ، وانكفافاً عن المعصية فهو بمرأى ومسمع من ربه الذي يؤمن به ويخافه ويرجوه .

والإيمان بالرسول صلى الله عليه وسلم يتمثل في التزام الصوم الشرعي وفق ماجاء به النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم بدءاً وانتهاءً وأحكاماً وآداباً .
والصوم كان فرضاً على الأمم الكتابية السابقة ، لكن لا يلزم من هذا أن يتفقوا معنا في تفصيلات الصيام ومفردات الأحكام.

والإيمان بالغيب والآخرة والجزاء والثواب والعقاب ظاهر في إيثار الجوع والعطش والعناء الذي يثمر مرضاة الله وثوابه بالجنة والنعيم على التمتع بطيبات الحياة الدنيا مع انتظار الوعيد والعقوبة في الآخرة ، وهذا يعدل الميزان لدى المسلم ، فلا ينظر إلى الأمور نظرة دنيوية بحتة في مصالحها ومفاسدها وحالاتها ومآلاتها ، بل يوفق بين نظرة الدنيا ونظرة الآخرة ، فيقدم مرضاة الله وطاعته ولو كان فيها فوات شيء من نعيمه العاجل ، أو من راحته ، أو من ماله ، أو من جاهه ؛ لأن حساباته ليست مادية خالصة .
النظام الخلقي يتجلى في الصبر الذي هو قرين الصوم حتى سمى الصوم صبراً
كما قال بعض المفسرين في قول الله تعالى : " واستعينوا بالصبر والصلاة " قال : بالصوم والصلاة .
وسمى رمضان شهر الصبر ، والصبر جزاؤه الجنة .
والصبر هو سيد أخلاق الإسلام ، وبغير صبر لايثبت المسلم أمام التحديات في دينه ودعوته ، ولا يتحمل مشكلات الحياة وتبعاتها ومصائبها التي لا ينفك عنها بحال ، فالفوز في الآخرة والسعادة في الدنيا ثمرتان من ثمار الصبر .
الصبر هو إكسير الحياة الذي يحول بإذن ربه الصعاب إلى لذائذ والهموم إلى أفراح
ويتجلى النظام الأخلاقي في الرقي بالنفس إلى مدارج العبودية لتستشرف آفاق الإيمان وتستشعر شيئاً من الأنس بالقرب من فاطرها وبارئها ، وتسبح في ملكوتها ، فالإنسان إنسان بروحه وشفافيتها قبل أن يكون إنساناً بجسده .
أقبل على النفس فاستكمل فضائله....... فأنت بالروح لا بالجسم إنسان
ويتجلى في الإيثار والإحسان ومعايشة آلام الآخرين ومقاسمتهم السراء والضراء
ولئن ذاقه الصائم تعبداً واختياراً ، فلقد ذاقوه عجزاً واضطراراً لئن عاناه وقتاً محدوداً ، فلهو عندهم عناء ممدود .
ونهايته زكاة الفطر التي يشارك المسلمون فيها الإحساس بفرحة العيد ، فلا يدع أحداً منهم إلا واساه ، حتى فقرائهم يخرجون صدقة الفطر إن قدروا .
ويتجلى في الإمساك بزمام النفس عن اندفعاتها.

وكم يتمنى المرء أن يستطيع المسلمون توحيد صيامهم وفطرهم ليتعمق معنى الأمة الواحدة ، وتذويب الفواصل والعوائق التي تتراكم بمرور الزمان ، ويجعل الجسد الواحد رقعاً متناثرة ً
هدم كل طرف منها ما بناه الآخر .
إن من غير المقبول أن يتعبد أحد المسلمين بالصوم ، بينما أخوه في الدين إلى جواره يتعبد بالفطر والعيد ، ويرى الصيام حراماً وإثماً .
إن تجاوز هذه التناقضات يتطلب صدقاً وارتفاعاً عن المصالح الخاصة ، والانتماءات الحزبية وإيثاراً لروح الجماعة على أنانية الذات ...
فهل نحن فاعلون ؟!
وهل يعود رمضان الذي عرفه المسلمون ينبض بالروح والحياة والعطاء ، وليس بالنوم وضياع الأوقات .
اللهم رد المسلمين إلى دينك رداً جميلاً وتجاوز عنا وعنهم ووفقهم لكل خير ، واكشف عنهم كل سوء .
وآخر دعوانا أنالحمد لله رب العالمين .

[الساعي الى الخير]

جزاك الله خير على هذا الموضوع الشيق . . .

[أبو فيصل]

كتب الله لكم الأجر واجزل لكم المثوبة ،،،،