![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
![]() كيف نربّي أولادنا على العفّة كيف نربّي أولادنا على العفّة كيف نربّي أولادنا على العفّة كيف نربّي أولادنا على العفّة كيف نربّي أولادنا على العفّةمعنى العفة : العفة خلق إيماني دعا إليه الإسلام تهذيباً للنفس وتزكية لها عن أهوائها وشهواتها . فالنفس بطبيعتها أمارة بالسوء كثيرة التقلب والتلون , وقد تودي بصاحبها إلى الشر والمهالك إذا لم يلجمها بلجام التقوى . والاستعفاف هو طلب العفاف وهو الكفّ عمّا حرمه الله سبحانه وتعالى والاكتفاء بما أحل ، لأن الحلال هو الذي يشبع الغريزة ويجعل النفس تطمئن ولا يحتاج معه العاقل إذا عرف عواقب الأمور إلى الزيادة عن الحد المشروع . وسائل التربية على العفة : للأم دور كبير في تربية أبنائها على العفة و تعويدهم منذ نعومة أظفارهم على خلق الحياء و العفاف متحلية بالصبر و محتسبة للأجر لأن الأمر ليس بالهين فالتربية شأنها عظيم و هي عملية مستمرة لا تتوقف ، فالأم عليها تربية نفسها و تربية أبنائها في الوقت نفسه على العفاف و من الوسائل المعينة على ذلك ما يلي :ـ 1ـ التربية الإيمانية : أعظم عاصم من المعاصي و أعظم رادع عن المحرمات هو الإيمان بالله و استشعار مراقبة الله للعبد في جميع أحواله . فالتربية الإيمانية غايتها عقد الصلة الدائمة بين المرء و ربه تحقيقاً للاستقامة في جميع جوانب حياته ، كما أن شعور الفرد بأن الله قريب منه يسمعه و يراه و يحصي سيئاته و حسناته فيبعث في نفسه الرهبة و الرغبة و الاطمئنان . فعلى الأم تربية أبنائها على حب الله و الخوف منه و الحياء و تذكيرهم بالآخرة . ولابد لها أن تعلم أبناءها أسماء الله و صفاته و أنه هو السميع البصير ، العليم ، الخبير، الرحيم ، الغفور وأنه شديد العقاب . و تذكرهم دائماً بها و تربيهم على تعظيم الله تعالى واستشعار نعمه عليهم . هذه المعاني تنمي التقوى و الحياء و الخوف و الرجاء في نفوس الأبناء و لنا في رسول الله قدوة حسنة عندما قال لابن عباس وهو غلام " يا غلام احفظ الله يحفظك .... ) قال الألباني : صحيح . و تشتد الحاجة إلى التربية على مراقبة الله مع وجود التقنيات الحديثة ووسائل الاتصال المتطورة و الهواتف الذكية و ما تبعها من شبكات التواصل الاجتماعي و التي لا يمكن منع الأبناء منها بأي حال من الأحوال ، و لكن بالتربية الإيمانية يصبح عند الابن ما يردعه عن ارتياد مواقع مشبوهة عندما يؤمن إيماناً تاماً بأنه سبحانه لا تخفي عليه خافية : {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ} (19) سورة غافر . ــ الإكثار من ذكر الله: الذكر هو العبادة الوحيدة التي اقترنت بالكثرة قال تعالى : { وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } (10) سورة الجمعة . و قال : { وَاذْكُر رَّبَّكَ كَثِيرًا } (41) سورة آل عمران . فالإكثار من ذكر الله و المداومة عليه تنشىء في القلب الشعور بالقرب من الله و الحياء منه ، والأم الصالحة هي التي يسمع منها أبناؤها كثرة ذكر الله في كل حال . ـ المواظبة على أداء الفرائض و التقرب بالنوافل : إذ أن أداء الفرائض الواجبة و التقرب إلى الله بأداء النوافل المستحبة من صلاة و صيام و صدقة و عمرة والربط بالقرآن الكريم تلاوة و عملاً مما يزكي النفس ، و يطهرها ، و ينمي التقوى ، و يقوي المسؤولية ، و بها ينال المرء شرف محبة الله له ، والذي يحبه الله تكفل بحفظ سمعه و بصره ويده و رجله و ذلك مصداقاً للحديث القدسي " ما تقرب إلى عبدي بشيء أحب إلى ّ مما افترضت عليه . و ما يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، و بصره الذي يبصر به و يده التي يبطش بها ، و رجله التي يمشي بها ، وإن سألني لأعطينه و لئن استعاذني لأعيذنه " رواه البخاري . ــ التربية على الأخلاق الفاضلة : و قد عني الإسلام بالأخلاق الفاضلة المستمدة من القرآن الكريم و السنة النبوية . عناية كبيرة فجعلها قرينة للإيمان و دليلاً عليه و سبباً من أسبابه و باعثاً من بواعثه قال " أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً " صحيح الجامع الصغير . و العفة من مكارم الأخلاق و عند التأمل فيها نجد أنها دليل على مجموعة من الأخلاق منها الصبر و الحياء . فعلى قدر ما عند الفرد من صبر تكون العفة ، بالصبر يستطيع أن يضبط نفسه و يتحكم فيها و لا يتبع هواه و شهواته . و الحياء يمنع صاحبه من ارتكاب القبائح و المنكرات و يردعه عن الفواحش . قال صلى الله عليه و سلم " الحياء لا يأتي إلا بخير " . قال الألباني : صحيح . فتبين الأم أن الله يمنح العفة من طلبها منه و درب نفسه عليها حتى تصبح خلقاً له ، ففي الصحيحين عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( و من يستعفف يعفه الله ، و من يستغن يغنه الله ) أي من يطلب العفاف يعطيه الله إياه . و زاد مسلم : ( و من يصبر يصبره الله ) . فعلى الأم تربية الأبناء على كل خلق فاضل ، لأن الالتزام بحسن الخلق من الواجبات و ذلك منذ الصغر ، فتكوين العادة في الصغر أيسر بكثير من تكوينها في الكبر لذا ينبغي استغلال فترة الطفولة في توجيه الأبناء نحو الخير و تركيز المعاني الحسنة في نفوسهم و عقولهم لأن له الأثر الأكبر بعد توفيق الله في استقامة الأبناء و صلاحهم عند كبرهم . ــ تربية الأبناء على الآداب و العادات السليمة . من التربية على العفاف تعويد الأبناء آداب الاستئذان و اللباس و الزينة ، فينبغي تعويد الأبناء عدم الدخول على الوالدين أو على الإخوة و الأخوات بدون استئذان ، قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنكُمْ } (58) سورة النــور . و قال رسول الله " إنما جعل الاستئذان من أجل البصر " صححه الألباني . و الاستئذان حتى لا يقع البصر على عورة أو هيئة يكره الشخص أن يُرى عليها . و من الآداب التي ينبغي تربية الأبناء عليها آداب اللباس و ستر العورة . من تمام التنعم بزينة الله عز وجل التي و هبها لعباده التحلي باللباس و ستر العورة عن أعين الناس . و في هذا يقول الله تعالى : {يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ} (26) سورة الأعراف . فينبغي عدم التهاون بظهور عورات الأبناء مع بعضهم البعض حتى و إن كانوا إخوة , و عدم التهاون بالنظر إلى عورة الطفل الصغير حتى و إن كان لا يدرك فينبغي عدم تغيير ملابسه أو تنظيفه أمام إخوته . و كذلك تعويد الأبناء سواء كانوا ذكوراً أو إناثاً اللبس الساتر المحتشم ، و تحذيرهم من تشبه النساء بالرجال أو العكس . لقوله صلى الله عليه و سلم : ( لعن الله الرجل يلبس لبسة المرأة و المرأة تلبس لبسة الرجل ) صحيح الجامع . و عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه : قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( لعن الله المتشبهات من النساء بالرجال و المتشبهين من الرجال بالنساء ) صحيح الجامع . ــ التربية على علو الهمة و سمو الاهتمامات : ينبغي على الأم أن تكون عالية الهمة و تربي أبناءها على ذلك ، فكلما علت همة الإنسان كانت مطالبه أسمى و صغرت مطالب الدنيا في عينه ، لذا فهو لا يدنس نفسه بالدناءات و محقرات الأمور و لا يبذل رأس مال حياته من جهد و طاقة و عمر فيما لا جدوى منه أو فيه مضرة له أو لغيره . علو الهمة يبعد صاحبه عن المعاصي و الآثام و يدفع صاحبه لمجاهدة نفسه عن شهواتها ، الهمة العالية تدفع للمسارعة في مجال الطاعات طمعاً بالمراتب العالية في الجنة لذا ينبغي تعويد الأبناء على أن تكون أفكارهم و تطلعاتهم و طموحاتهم عالية ، فلا تقتصر على اتباع الشهوات و الرغبات و تتبع الموضات و الشكل الخارجي و الملابس و الترفية . قال ابن القيم رحمه الله : ( و الصبي و إن لم يكن مكلفاً فوليه مكلف ، لا يحل له تمكينه من المحرم فإنه يعتاده و يعسر فطامه عنه ) . تحفة المودود بأحكام المولود . ــ المجاهدة و تقوية الإرادة : ينبغي تربية الأبناء على أهمية مجاهدة النفس و محاسبتها و على تقوية الإرادة ، فالنفس مجبولة على حب الهوى فإذا تركت هملاً من غير محاسبة و لا مجاهدة و لا مخالفة لهواها فسدت ، قال تعالى : {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا}{فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا} {قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا} {وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا} (7) ـ (10) سورة الشمس . و من المهم تربية الأبناء على الاعتزاز بالدين و عدم جعل النفس أسيرة للشهوات و تذكيرهم دائماً بأن القوي هو الذي يملك نفسه و لا يتبع شهواته و أهوائه و تنبيههم إلى أن الإنسان قد تطرأ عليه بعض الخواطر الرديئة فمن المهم قطعها و عدم الاسترسال فيها . يقول ابن القيم في ذلك " فإنها ـ أي الخواطر ـ مبدأ الشر أو الخير ، و من الخواطر تتولد الإرادات و الهمم و العزائم " . لذا من المهم تعويد الأبناء منذ الصغر على حسن استغلال أوقات الفراغ ، و تعويدهم القراءة النافعة خاصة قبل النوم و توجيههم إلى الهوايات النافعة التي تتناسب مع ميولهم و تشجيعهم على الإنتاجية و الاعتماد على أنفسهم وعدم الاتكالية ، أو الطلب من الآخرين القيام عنهم ببعض شؤونهم . ــ الاحتواء العاطفي : مما يعين على العفاف الاحتواء العاطفي للأبناء و إشباع حاجتهم من الحب و الاهتمام . و تعويدهم سماع الكلمات التي تدل على الحب من الوالدين حتى لا يبحثوا عنها خارج المنزل . و يكون ذلك بكثرة الجلوس معهم و استثمار ذلك في التربية و التوجيه و استغلال الفرص و المناسبات و المواقف . ــ دقة الملاحظة : و مما ينبغي أخذه بالاعتبار أثناء تربية الأبناء بذل الجهد و الوقت في متابعتهم ، و أن تشرف الأسرة على عمليات التنشئة الاجتماعية ، ليكتسب الأبناء الود و الحنان و العطف ، و عدم تفويض تلك المهام الجليلة إلى الآخرين من عمالة و نحوها . و الأم الواعية تكون دقيقة الملاحظة لأي تغير في سلوك يطرأ عند الأبناء ، فإن كان إيجابياً و جيداً فإنها تقوم بالتشجيع و التعزيز و إن كان غير ذلك فتعالجه في حينه قبل أن يستفحل و يصعب التخلص منه و ذلك بالطرق التربوية الصحيحة المستمدة من الهدي النبوي في التوجيه و العلاج . ــ الصحبة الصالحة : توجيه الأبناء منذ الصغر لكيفية اختيار الأصحاب و ملاحظة أصدقائهم و من يجالسون و في ذلك يقول الرسول " الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل " رواه الترمذي ، و قال الألباني : حسن . ــ القدوة الحسنة : الأم و الأب هما القدوة للأبناء و لكن تأثير الأم أكبر لذا من المهم أن تكون الأم قدوة صالحة لأبنائها فإذا رأوا منها العفاف في المطعم و المشرب والملبس و الحديث و السلوك فإن من الطبيعي أن يستقوا العفاف منها سلوكاً و منهاجاً قبل أن يتلقوه منها حديثاً . ــ ضرب الأمثلة و سرد القصص : و هي من الأساليب التربوية التي اعتمدها القرآن الكريم و انتهجها الرسول صلى الله عليه وسلم في تربية أصحابه ، فكثيراً ما يضرب الأمثله ليقربها للأذهان . كما جاء في القرآن الكريم القصص الذي يعزز القيم الإسلامية و الأخلاق الفاضلة . مثل قصة يوسف عليه السلام و تعففه عن الحرام مع وجود دواعيه و قصة موسى عليه السلام مع المرأتين العفيفتين . ــ الدعاء : من الوسائل النافعة في تربية الأبناء و توجيه سلوكهم نحو العفة و كل خلق قويم . الاستعانة بالله على ذلك بكثرة الدعاء للنفس و للذرية . و كان من دعائه صلى الله عليه و سلم :" اللهم إني أسألك الهدى و التقى و العفاف و الغنى " رواه مسلم . و في الختام لا بد من وقفة مع النفس حول تربية الأبناء ، هل كنا قدوة حسنة لهم ؟ هل رأوا فينا أمثلة صادقة يحتذى بها ؟ هل رأوا فينا الاستقامة و الأمانة و الصدق و العفاف ، و التزام كتاب الله و سنة نبيه الكريم ؟ هل حاولنا تنمية قدراتهم و مواهبهم بالتدريب على أهم قواعد الممارسة الإيمانية و التطبيق ؟ فإن كنا كذلك فالحمد لله ، و إلا فيجيب محاسبة النفس ، و تعديل المسار ، و تصحيح الطريق ، و الشعور بعظم المسؤلية من خلال التربية و التعليم و البناء و التعهد ، و تفعيل ذلك في نفوس الأبناء ، قال تعالى : {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ} (15) سورة الجاثية . اللهم إنّا نسألك أن توفقنا إلى كل خير و تسددنا إلى كل فضيلة . و كما حسنت خلقنا أن تحسن أخلاقنا و تهدينا سبيل الرشاد . و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين . المصدر : إدارة التوعية الإسلامية |
مواقع النشر |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | الردود | آخر مشاركة |
أولادنا في رمضان | الدانه | الأسرة و الـتربـيـة | 3 | 07-27-2012 01:40 AM |
أولادنا و الترفيه ۞ الشيخ علي الشبيلي ۞ زينة الحياة | الدانه | الأسرة و الـتربـيـة | 11 | 07-08-2012 12:04 PM |
هل نثق في أولادنا؟؟ | أم البراء | الــمـنـتـدى الـعـام | 4 | 03-20-2007 01:46 AM |
![]() |
![]() |
![]() |