الانتقال للخلف   منتديات بلاد ثمالة > الأقسام الــعــامة > أخبار العالم وأحداثه الجارية

 
أخبار العالم وأحداثه الجارية ما يستجد من أحداث وأخبار سياسية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 09-26-2008
 
اختلاف الرئي
عضو

  اختلاف الرئي غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2881
تـاريخ التسجيـل : 10-09-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 19
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : اختلاف الرئي يستحق التميز
افتراضي عودة "الحشاشين"

عودة "الحشاشين" عودة "الحشاشين" عودة "الحشاشين" عودة "الحشاشين" عودة "الحشاشين"

عودة "الحشاشين"

ربيع الحافظ : بتاريخ 24 - 9 - 2008 أول ما ينطق به اللسان عند وقوع جريمة هي القاعدة القضائية: "تعرّف على المستفيد من الجناية تعرف الجاني". ولكن تسلسل الجنايات وتوحد نوازعها وغاياتها يصرف القاعدة عن مدلولها الشخصي، ولا يعود من يضغط على زر التفجير أو يطعن بالسكين هو الهدف، وإنما الآيديولوجيات التي تقف وراء المسلسل والمآلات.

في لبنان الغارق في الاغتيالات شوق إلى رائحة الدم، وشوق إلى سماع نبأ اغتيال جديد على رأس كل أسبوع، وشوق إلى يوم يتم فيه "التخليص" (تصفية) كامل أسماء القائمة مثلما تسرب إلى الهواء مباشرة بطريق الخطأ على لسان مذيعة في فضائية لبنانية.

هذه الاغتيالات سهلة التنفيذ لكن وتيرتها لا تتناسب مع سهولتها، تحدث على مفترقات طرق سياسية، أو حاجة إلى أوراق جديدة، ثم تعود وتهدأ، أي أن الأمر ليس ثارات تصفّى فتنطفئ، وعواطف تُداوى فتهدأ، وإنما مشروع حسن التحكم.

لبنان ليس وحده في الدوامة الأمنية. الاغتيالات بالرصاص والذبح والسم والمناشير والمثاقيب هي سمة الجغرافيا الممتدة من العراق شرقاً إلى سوريا ولبنان غرباً واليمن جنوباً، وهي سمة الحقبة الزمنية لما بعد الاحتلال الأمريكي والنفوذ الفارسي المصاحب.

هناك نزوح أمني من الشمال العربي باتجاه الجنوب وصوب مصر، إذ لا فرق بين بغداد وطهران ودمشق وبيروت، فقد يفلت العراقي من "جيش المهدي" ليخطف في سوريا أو يسجن، أو ينحر غيلة في حي من أحياء دمشق، وهكذا العربي الأحوازي الهارب من جحيم الاحتلال الفارسي لبلاده، الذي تستدرجه أجهزة الأمن السورية وتسلمه إلى إيران ليلقى مصيره المحتوم.

مسرح الاغتيالات أشبه بنظام الأواني المستطرقة التي إذا سكب الماء في إحداها ارتفع في الأخريات وبالعكس. يغتال لبنان لغاية في العراق، ويغتال العراق لغاية في لبنان، ويسعّر اليمن لغاية في السعودية، وتثار الفوضى في البحرين وتهدد في عروبتها حين يشتد خناق الملف النووي.

وفي العراق تأمر إيران أتباعها بحمل السلاح تارة وبإلقائه تارة أخرى، وتارة ثالثة بمهاجمة الجيش الأمريكي ورابعة بمهادنته، وخامسة بتفجير الأسواق وسادسة بالتهدئة، وسابعة بتحريم مقاطعة العملية السياسية وثامنة بالانسحاب منها، وكلها مواجع لأمريكا إذا ضربت إحداها بلغتها الرسالة في الأخرى.

حمام الدم سيطول، والسبب أخبر عنه زعماء إيران (رافسنجاني وخاتمي وأبطحي) بالعبارة الشهيرة: "لولا إيران لما تمكنت أمريكا من احتلال بغداد، ولولاها لما احتلت كابل". الزعماء الإيرانيون يتحدثون هنا عن شراكة مصالح أمريكية – إيرانية سبقت الاحتلال، لكنها شراكة أعقبها نكران أمريكي للجميل الإيراني، ونكث للعهود، وتعثر في مفاوضات الغنائم. ستسفك إيران الدم في المنطقة حتى تنال "حقها" الموعود في الغنائم وهي السيادة على الخليج والمشرق العربي.

عقلية بازار السياسة الإيراني لا تختلف كثيراً عن عقلية بازار السجاد الإيراني المشهور، الذي يحيكه الحائك في خمسة أعوام ويفاوض على بيعه عامين آخرين حتى يحصل على الثمن المطلوب، ولن يضير إيران المضي في حياكة مسلسل الاغتيالات أعواماً طوال حتى تحصل على ما تريد. يقول ديبلوماسي أمريكي على صلة بالتفاوض مع الإيرانيين: "التفاوض مع الإيرانيين أصعب من عملية خلع ضرس من دون تخدير".

أما ميدان المفاوضات فهي المدن العربية وأسواقها وطرقاتها التي تحولت إلى ساحات حرب، إنه مشهد الثور الهائج في دكان الخزف الصيني، المفخخات هي الثور، والناس والأسواق والمعايش هي الخزف الصيني الذي يتحطم ويتناثر.

هل إيران تتخبط؟

للمكترثين بقراءة التاريخ، فإن ما تفعله هذه الدولة ليس تخبطاً استراتيجياً، بل إعادة إنتاج لفصول الـ Realpolitik لحقبة الحشاشين Assassin (الاغتياليون)، التي هي طائفة شيعية إسماعيلية، كان الاغتيال المنظم وسيلة سياسية ودينية لترسيخ معتقداتها ونشر الخوف في قلوب أعدائها، وذلك عن طريق تدريب الأطفال على الطاعة العمياء، وعندما يشتد ساعدهم يدربونهم على الأسلحة لا سيما الخناجر المسمومة، ويعلمونهم الاختفاء والسرية وأن يقتل "الفدائي" نفسه قبل أن يبوح بأسرارهم، وبذلك أعدوا طائفة "الفدائيين" التي أفزعوا بها العالم الإسلامي.

اتخذ الحشاشون من قلعة "آلموت" (110 كيلومتر عن طهران) قاعدة لهم، وقاموا بعمليات انتحارية واغتيالات غاية في التنظيم والدقة ضد خصوهم العباسيين والسلاجقة، وتمكنوا من تأسيس دويلات لهم في إيران وبلاد الشام في الفترة ما بين 482 – 668هـ / 1090 – 1270م.

أنهك الحشاشون المنطقة في حقبة حرجة جدا ًمن تاريخها، ووقفوا ضد المقاومة الزنكية التي تصدت للغزو الصليبي، وحاولوا اغتيال صلاح الدين الأيوبي مرات عدة، ولم يقع صليبي واحد أسيرًا في أيديهم أو مقتولاً بسلاحهم، وقاموا بتسليم قلاع استراتيجية في بلاد الشام إليهم، وقاتلوا إلى جانبهم في أنطاكية بعد أن حرر المسلمون حلب.

لا يبدو العالم العربي والإسلامي قادراً على التعامل مع أزمات قديمة بعناوين حديثة. لا زال هذا العالم يصيبه التوتر والتشنج كلما مر على أرشيف الحشاشين الأوائل، ويتعوذ من الشيطان الرجيم عند سماع أسماء المستنصر ونزار والحسن (زعماء الحشاشين)، لكنه يتراخى أمام المشهد الصفوي الحاضر، ويتفنن في اختيار عبارات التأدب مع أسماء الخميني ونجاد، مع أن البضاعة واحدة في الحالتين.

هناك مكابرة آيديولوجية على مستوى مدارس الفكر القومي والإسلامي تحول دون الإقرار بأن الثقافة المعاصرة على مدى العقود التسعة الماضية انتهت بالدولة والمجتمع العربي إلى نتائج كارثية واختراقات خطيرة. هذه المكابرة يتبعها أزمة جرأة ثقافية وسياسية على تصويب العطب، والمحصلة هي توريث تاريخ خاطئ لأجيال ستأتي ولن تجد بين أيديها خرائط أمينة كالتي ورثناها نحن، وستطيش بوصلتها السياسية.

جغرافيا جديدة

البقاع العربية التي يضربها المد الطائفي والشعوبي كانت وستبقى عربية، لكنها سياسياً غير ذلك، هي كعراق المناذرة تحت الحكم الفارسي قبل الفتح العربي الإسلامي، ومصر العربية المسلمة السنية تحت الحكم العبيدي الاسماعيلي قبل أن يحررها صلاح الدين.

الشمال العربي اليوم (العراق، سوريا، لبنان) رقعة تحكمها مفاهيم تصطدم اصطداماً عنيفاً مع الإسلام والعروبة وومفاهيم الحضارة العربية الإسلامية، ما يضعها في جميع الاعتبارت الاستراتيجية ضمن دائرة السقوط الثقافي والفكري والأمني، سقوط لا يقل عن سقوط الجزيرة العربية وبلاد الشام في القرن الرابع الهجري في أيدي القرامطة الذين قتلوا الحجيج وسرقوا الحجر الأسود وسبوا الصحابة أمام الكعبة، وسقوط شمال أفريقيا ومصر في أيدي العبيديين الذين تحالفوا مع الصليبيين وأبطلوا أحكام الإسلام.

لعل أبلغ رسالة على واقع الجغرافيا السياسية الجديدة هي التي تلقتها طائرة وفد الجامعة العربية القادمة إلى بيروت بعد احتلال حزب الله لها. لم تعطَ الطائرة أذناً بالهبوط واضطرت إلى التحليق في سماء بيروت حيناً من الزمن قبل أن يأذن لها الحزب ـ وليس الحكومة اللبنانية ـ بالهبوط.

الأمر البالغ الأهمية هو أن السمة الجيوسياية الجديدة لهذه الرقعة لا زالت لم تتعدَ شكل الأسى الذي محله القلب. ليس لهذه الرقعة خرائط جديدة ترصد خصائصها الطارئة بألوان تميزها عن محيطها، كما في خارطة فلسطين المحتلة مثلاً، أو كالخرائط الفوتوغرافية التي تؤخذ للمناطق القطبية بشكل منتظم لرصد ذوبان الجليد وانكشاف القشرة الأرضية.

بغداد اليوم هي غير بغداد التي عرفها زائرها قبل عشرة أعوام، كل شيء فيها وفي العراق تبدل: التركيبة السكانية، التوزيع الطائفي، الثقافة، العروبة، العمارة، العملة النقدية، حليتها العباسية، أسواقها، تجارتها. التلميذ العربي في القاهرة والرياض ومراكش يدرّس معلومات عن العراق ليس لها على أرض الواقع وجود. الشيء نفسه يقال على بلاد الشام المغتصبة هويتها العربية السنية، والمشرعة أبوابها للطوفان الشيعي والشعوبي الإيراني والفساد الخلقي المصاحب له.

الاحتلال الأمريكي للعراق والنفوذ الإيراني المصاحب نكبة من عيار يتكرر مرة واحدة في حياة الأمم كل بضعة قرون، ومن غير العادي أن لا يكون للمنطقة المنكوبة خرائط جديدة تظهر التغيرات السياسية والاجتماعية والسكانية والمذهبية، مثلما تظهر صور الأقمار الصناعية زحف الملوحة على الأراضي الزراعية، مع أن هذه الصور مفجعة للمزارع لكنها ضرورية له في آن واحد ليعرف كيف التصرف وأي الغلات يزرع، ومثله الإنسان العربي الذي يريد أن يعرف على أي أرض يقف وكيف يتصرف.

لقد أوجد الشريط الممتد من إيران وحتى سواحل المتوسط ممراً جغرافياً فصل جناحي النظام السياسي والعسكري التاريخي للمنطقة ـ العرب والأتراك ـ، وما عاد هناك اليوم حدود برية بين تركيا وبين الرقعة العربية على الطرف الآخر من الشريط.

لا زال من المبكر إحساس المنطقة بالوقع الكامل للوضع الجديد، سيحدث ذلك عندما تعود تركيا من مشوارها الأوربي خالية الوفاض ومحاطة بالخصوم، وعندما يشتد الخناق الطائفي على خاصرتها الجنوبية الرخوة وتشتعل الفتن الطائفية في الحزام العلوي المتاخم، حينها ستدرك تركيا أنها "كبير بلا نصير"، إلا من العرب الذين باتوا منقطعين برياً عن الأناضول للمرة الأولى منذ الفتح الإسلامي.

لن يجلب محور الحشاشين الجدد ـ بولاءاته واختلافاته السياسية والمذهبية عن محيطه ـ إلى المنطقة غير المتاعب، حتى الفرص الاقتصادية العملاقة التي يفوز بها الأتراك والعرب اليوم لبناء البنى التحتية لدول المحور ويعتبرونها فأل خير، هذه الفرص لن تكون أوفر حظاً من أنبوب الغاز القوقازي عبر جورجيا الذي وضعت روسيا قدمها عليه في اللحظة المناسب وقلبت رأساً على عقب في ساعات حسابات استراتيجية دولية وضعت في سنوات.

بين الماضي والحاضر

واضح جداً أن العالم العربي والإسلامي صعوبة في التعامل مع المشهد الطائفي في القرن الواحد والعشرين بنفس الأسلوب الذي تعامل به مع المشهد الطائفي في القرن السادس عشر ميلادي، رغم تطابق الأوجه، فقد فصلت الجغرافيا الصفوية جناحي العالم الإسلامي؛ الكتلة العربية والكتلة التركية (آسيا الوسطى) التي تحتلها روسيا القيصرية، قاطعة بذلك الممر الجغرافي الإسلامي الممتد من حدود سييبريا شمالاً إلى بحر العرب جنوباً. حينها دعمت روسيا الانقلاب الصفوي لعزل الكتلة التركية عن عمقها الطبيعي العربي، ولعل روسيا أكثر اقتناعاً اليوم بالاستراتيجية القيصرية بعد أن أدمى عرب وجهها في أفغانستان والشيشان وداغستان رغم الحاجز الجغرافي الصفوي، فكيف بدونه؟

العلاقات الأممية يسري عليها قانون حفظ الطاقة:"الطاقة لا تفنى ولا تستحدث، ولكن يمكن أن تتحول من شكل إلى آخر". الصداقات والعداوات بين الأمم لا تنشأ من العدم ولا تفنى، ولكن تعتريها مؤثرات تجتالها عن صفاتها الأصلية ثم تستعيد وضعها الطبيعي، أي أنها تغيرات فيزيائية وليست كيميائية.

لقد مضى على الخريطة السياسية الحالية للمنطقة العربية وما حولها ما يزيد على القرن، وهي فترة طويلة في المقاييس الدولية، وهي حبلى بتغييرات كبرى. ولو عدنا إلى الوراء مائة عام، أو لنقل: لو أزلنا قشرة مساحيق التجميل الديبلوماسية التي وضعها أخصائيو "الماكياج" السياسي على الوجه المشوه للعالم الخارج لتوه من الحرب العالمية الأولى، لو أزلنا تلك القشرة لظهرت بشرته السياسية الحقيقية وعلى نحو لا يتعرف عليه الذين عاشوا في كنفه في فترة القرن الأخير، وهو ما يفسر دهشة الناس من سلوك روسيا في البلقان.

العلاقة بين روسيا العائدة إلى الأرثودوكسية وإيران العائدة إلى الصفوية تزدهر من جديد. هذه العلاقة لا يمكن تقويمها في حقبة انفلات الجمهوريات التركية من عقال الاتحاد السوفييتي وبحثها عن هويتها، بمعزل عن استراتيجية القياصرة؛ مؤسسوا روسيا ومهندسو علاقاتها مع جوارها ومنها العلاقة مع إيران الشاذة مذهبياً وسياسياً عن محيطها الإسلامي الكبير.

إيران تفكر بنفس الطريقة، ويؤكد استراتيجيون روس أن إمساك إيران عن طموحات فارسية لها في آسيا الوسطى إنما تمليه حكمة صونها لتحالفها مع موسكو، وأن الأخيرة تثمن الحكمة الفارسية على خلفية الجسور الثقافية والدينية التركية وبناء المدارس والمساجد التي تزدهر في هذه المنطقة بجهود منظمات تركية شعبية.

الفارق بين الحكمة التركية والحكمة الفارسية من شأنه إحياء صورة إيران الأمس في الذاكرة الروسية، حينما كانت إيران تحتفل عن بكرة أبيها في مرة كانت تسقط فيها أرض عثمانية في حرب البلقان في يد روسيا القيصيرية، ومن غير الصعب قراءة الأحاسيس الروسية في فظاظة تعاملها مع تركيا في أول أزمة بينهما منذ أكثر من قرن.

أي تقويم استراتيجي حقيقي للمشهد في المنطقة لابد أن يبتدئ بالإقرار بأن محور الحشاشين الجدد نجح في إيجاد شريط من كيانات سياسية متكاملة والتعامل معها على هذا الأساس، وهي: الدولة الصفوية في إيران، الدولة الصفوية في العراق، الدولة النصيرية في سوريا، إمارة ولاية الفقيه في لبنان، لكن هذه الكيانات ستبقى بحاجة إلى تحالف دولي يقيها تقلبات السياسة والمصالح الدولية، وضمانات تعصمها من جبهاتها الداخلية.

مآلات

إذا تمكن هذا المحور من دخول المعادلة الدولية من أحد طرفي الحرب الباردة: روسيا أو أمريكا، فسيكون العالم أمام إعادة إنتاج للقرن الخامس الهجري / الثاني عشر الميلادي الذي شهد تحالف محور العبيديين ـ الحشاشين مع الصليبيين ضد المسلمين في معركة تحرير بيت المقدس، وكانت مرافئ الاسكندرية تستقبل إمدادات السلاح القادم من أوربا إلى الصليبيين ـ مثلما كانت سماء إيران ممراً لطائرات الـ B52 في طريقها إلى تدمير العراق ـ ما أصاب جيش صلاح الدين بشلل ميداني وتعذر حسم معركة بيت المقدس قبل ضرب المحور في عقر داره في مصر، ولم يناقش أحد في فقه أولوياته.

مآل مثل هذا السيناريو هو قيام محورين على خلاف أبدي: محور الأنظمة العربية ومحور الحشاشين، ما يصيب المنطقة بشلل استراتيجي مزمن، ويجعل دخول إسرائيل في سلام دائم معها عملية واقعية وخالية من المفاجآت.

القسم الأكبر من سيناريو القرن الخامس الهجري انتهى من إنجازه الحشاشون الجدد؛ فقد أسقط النصيريون الجولان، وسحقوا المقاومة الفلسطينية في لبنان، وبرهنوا على أن جيشهم لا يقف في صف عربي، واستقبل شيعة جنوب لبنان الجيش الإسرائيلي الغازي، وأنهوا العمل الفدائي، ومكنت إيران أمريكا من إسقاط أفغانستان والعراق، وسار شيعة العراق أمام الجيش الأمريكي.

محور الحشاشين الجدد فرغ من تقديم أوراق اعتماده إلى القوى الكبرى، وهو في انتظار أحسن العروض. كل الشواهد السياسية وإلى جانبها الخصال النفسية للشخصية الشيعية تشير إلى اتجاه الحشاشين ـ في حال ضوء أخضر دولي ـ صوب نظام كونفيدرالي تكافلي إقليمي بطريقة غيتو الأقليات، وسوق مشتركة ونظام أمني مشترك على غرار ما هو قائم بين إيران وسوريا، وبين الأخيرة وحزب الله، ما يشكل بمجمله نظاماً أكثر تطوراً من النظام السياسي العربي، حينها تستبدل المنطقة نظاماً سياسياً محل آخر إلى أجل غير معلوم.
alhafidh@hotmail.com
معهد المشرق العربي
رد مع اقتباس
قديم 09-27-2008   رقم المشاركة : ( 2 )
مدهش
موقوف


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1878
تـاريخ التسجيـل : 16-11-2007
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 1,667
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : مدهش يستحق التميز


مدهش غير متواجد حالياً

افتراضي رد: عودة "الحشاشين"

يبدو هذا العنوان مصطلح للسلوك المنحرف والذي نشأ في القرون الوسطى وأسسها ( حسن الصياح ) تهدف الاستيلاء على السلطة عبر إغتيالات رجالاتها بعمليات إنتحارية .

فهذا الكاتب حافظ البرغوثي يكتب تحت ذات العنوان :
تعيد العمليات الإرهابية التي وقعت في عمان ضد أناس أبرياء وفي مواقع مدنية سياحية إلى الأذهان العمليات التي نفذتها جماعة أبو نضال الفلسطينية التي ادعت التطرف في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي. ولم تنفذ أية عملية ضد اسرائيليين قط حتى قيل إن قيادة هذه الجماعة مرتبطة بالمخابرات الاسرائيلية بل إن الكاتبة الصحافية الايطالية الاسرائيلية الأصل المعادية للصهيونية ليفيا روكاح كانت تعد كتابا حول هذا الموضوع قبل وفاتها. حيث قيل انها انتحرت وقالت لي في آخر لقاء معها في بيتها في روما في الثمانينات عندما اشتريت منها حقوق نشر كتاب لها بعنوان "إرهاب إسرائيل المقدس" انها تجمع معلومات حول احتمال أن يكون أحد قادة هذه الجماعة ضابطاً في الموساد. ولم أشأ مناقشة هذا الأمر معها، لكن حدث بعد سنوات أن قامت هذه الجماعة وكان مقرها في بغداد بتفجيرات صوتية تهديدية ضد مراكز أمن الدولة ومقاه شعبية في الكويت بهدف ابتزاز اموال الكويت فانتقدتها في بعض المقالات . واتهمتها بالعمالة لجهات مشبوهة لتشويه الثورة الفلسطينية فكان ان تلقيت رصاصة اثناء خروجي من مبنى صحيفة الوطن ليلاً لكن الرصاصة اصابت المبنى فوق رأسي ثم تلقيت في اليوم التالي مكالمة هاتفية من مجهول يقول فيها »هذه قرصة أذن فقط« . وبعدها اعتقل الأمن الكويتي خلية من هذه الجماعة ووجد ان اسمي على قائمة الاغتيال لديها فطلب مني مغادرة الكويت بحجة انهم لا يستطيعون تحمل سفك دمي، وهكذا شعرت بالندم لأن من دافعت عنه خذلني وأبعدني بدلاً من أن يحميني. على أية حال نفذت جماعة أبو نضال عشرات عمليات الاغتيال ضد مسؤولين فلسطينيين ووضعت نفسها تحت الطلب لدى كل اجهزة المخابرات وانتهى أبو نضال نهاية بشعة حيث صفته المخابرات العراقية في بغداد. وكان من عملياته اغتيال سفراء فلسطينيين وقادة ولم يقتل أي إسرائيلي قط بل هاجم معابد يهودية في اوروبا استخدمتها إسرائيل مادة دعائية للنيل من المقاومة الفلسطينية. ولعلنا نذكر كيف ان الهجوم غير القاتل على السفير الإسرائيلي في لندن اتخذه مناحيم بيغن ووزير دفاعه ارييل شارون مبررا لغزو لبنان. حيث بدأ الغزو بعد الهجوم بدقائق وكأن هناك تنسيقاً مسبقاً بين الهجوم في لندن وغزو لبنان. الآن تتكرر العمليات بالأسلوب نفسه وضد اهداف بعيدة عن الاحتلال الأميركي سواء ضد مدنيين ابرياء في اسواق ومطاعم ومساجد عراقية او ضد فنادق في عمان يعلم القاصي والداني انها اهداف مدنية لا يؤمها الاميركيون وغيرهم بل ان فندق ساس في عمان اشتهر بأنه محطة فلسطينية يؤمه فلسطينيون من الجليل والمثلث . ومن الضفة وتقام فيه ثلاث حفلات زفاف يوميا لعائلات اردنية من اصل فلسطيني. ولعلني منذ البدء استبعدت ان يكون الانتحاريون من الأردن بسبب طبيعة الأهداف حيث لا بد من أن يكون المنفذ جاهلاً بنوعية رواد الفنادق حتى يفجر نفسه. ولهذا استخدمت الجماعة المنفذة عراقيين لا يعرفون الأهداف مثلما تستخدم الجماعة نفسها غير عراقيين كانتحاريين لتفجير مساجد واسواق شعبية في العراق. لأن العراقي لا يفجر نفسه في مسجد او في سوق شعبي لأنه يعرفه. فيما الانتحاري القادم من الخارج قد يلقن ان ثمة اعداء في الموقع. وهكذا. وكنت على مدى سنوات عديدة من نزلاء فندق ساس الذي يقل فيه السياح الاجانب وترتاده مجموعات من عرب الجليل ومن الضفة وكان مقرراً أن أكون فيه يوم الجمعة الماضي لانجاز عمل في عمان وليس من الصعب دخول الفندق رغم مرابطة سيارة شرطة امام مدخله ووجود ضابط مخابرات مقيم فيه، ففي المساء يؤمه المئات من المدعوين لحفلات الزفاف. ولا يمكن التمييز بينهم بل لا يمكن المرور في قاعاته او استخدام مصاعده لكثرة المدعوين ولهذا كنت اتعمد الخروج من الفندق مساء والعودة بعد منتصف الليل مع انتهاء حفلات الزفاف. وفي آخر نزول لي فيه قادماً من الإمارات قبل شهر رمضان التقيت الشاعر الكبير سميح القاسم القادم من حيفا وعائلته وامضينا يومين معاً في جلسات شعرية خارج وداخل الفندق. ولم أفاجأ بمقتل بعض الاصدقاء من الضفة في تفجيرات الفنادق حيث يرتادها فلسطينيون في الذهاب والاياب من والى الضفة ومن بينهم الصديق بشار القدومي الشاب المقدسي الذي زارني في رام الله قبل اسابيع برفقة وفد نقابي سويدي وكان ذاهباً للقاء الوفد نفسه في فندق حياة لكنه قتل فيما اصيب السويديون. لقد أضر بالمقاومة الفلسطينية تشتتها وتشرذمها بحيث صار هناك من يستخدمها لاغراضه الخاصة بعيداً عن الهدف الاساس وصارت هناك اختراقات خارجية لها، والشيء نفسه يتكرر مع المقاومة العراقية. ومع تنظيم القاعدة نفسه حيث صار بإمكان أي جهة القيام بالقتل والخطف والتفجير تحت مسميات مختلفة لا علاقة للاسلام وللمقاومة بها. ومن مفارقات القدر ان يكون المخرج مصطفى العقاد وابنته من بين ضحايا التفجيرات . وهو الذي نقل إلى الغرب صورة حقيقية عن الإسلام في فيلم الرسالة وهو الذي كان يعد فيلما عالميا جديدا عن الناصر صلاح الدين مبشرا بناصرين جدد لانتشال هذه الأمة من مستنقع الانحطاط والهزيمة الا ان الضلاليين قتلوه مع مشروعه. فصلاح الدين حارب الاحتلال الصليبي لبلاد الشام كلها لكنه وجد فئة ضالة تناصبه العداء مثلما ناصبت سلفه نور الدين زنكي وهي جماعة الحشاشين التي عقدت تحالفاً مع الفرنجة لمحاربته. فهل يستوحي الارهابيون الجدد أفكارهم وتحالفاتهم من الحشاشين. ربما بل إن ذلك أكيد. * نقلا عن جريدة "البيان" الإماراتية
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس
قديم 09-27-2008   رقم المشاركة : ( 3 )
صقر قريش
مشرف الأقسام التعليمية

الصورة الرمزية صقر قريش

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2814
تـاريخ التسجيـل : 22-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 31,556
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 596
قوة التـرشيــــح : صقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادة


صقر قريش غير متواجد حالياً

افتراضي رد: عودة "الحشاشين"

الله خلق الخلق وهوعالم بحالهم
ولعلها حكمة ارادها الله سبيحانه وتعالى في خلقة
فتلك الإضطرابات في العالم
من حروب وكوارث وفتن وتناحر وحروب هي عقوبة من الله
( وما ربك بظلام للعبيد )
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس
قديم 09-27-2008   رقم المشاركة : ( 4 )
أبو عبدالرحمن
المشرف العام

الصورة الرمزية أبو عبدالرحمن

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2
تـاريخ التسجيـل : 29-07-2005
الـــــدولـــــــــــة : وادي جفن
المشاركـــــــات : 17,068
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 4291
قوة التـرشيــــح : أبو عبدالرحمن تميز فوق العادةأبو عبدالرحمن تميز فوق العادةأبو عبدالرحمن تميز فوق العادةأبو عبدالرحمن تميز فوق العادةأبو عبدالرحمن تميز فوق العادةأبو عبدالرحمن تميز فوق العادةأبو عبدالرحمن تميز فوق العادةأبو عبدالرحمن تميز فوق العادةأبو عبدالرحمن تميز فوق العادةأبو عبدالرحمن تميز فوق العادةأبو عبدالرحمن تميز فوق العادة


أبو عبدالرحمن غير متواجد حالياً

افتراضي رد: عودة "الحشاشين"

تنبيه ...مهم ...وفي وقته

وفعلا ...التأريخ يعيد نفسه...ولا يمكن أن تأمن هؤلاء الأخباث!
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى الردود آخر مشاركة
تحويل "العبد اللطيف" و"زهران" إلى مساهمة والترخيص لـ "حامل المسك" و"كسب المالية" عثمان الثمالي منتدى الاقتصاد والمال 2 02-10-2009 11:06 PM
" إعمار الشرق الأوسط " التابعة لـ "اعمار" تكشف النقاب عن مشروع "بحيرات الخبر" في السعودية عثمان الثمالي منتدى الاقتصاد والمال 0 05-07-2008 01:28 PM
تقديم العروض الفنية والمالية لمشروع "العربية للكلور فينيل"، المملوكة لـ"معادن" و"الصحراء" عثمان الثمالي منتدى الاقتصاد والمال 0 04-12-2008 01:06 PM
مراقبون: شروط عودة "أنعام" للتداول تمهد لتقسيم سوق الأسهم السعودية عثمان الثمالي منتدى الاقتصاد والمال 1 02-10-2008 12:39 AM
"الخزف" و"أسمنت تبوك" توزعان 2.5ريال لكل سهم و"ملاذ" توقع عقوداً بقيمة 35مليون ريال عثمان الثمالي منتدى الاقتصاد والمال 1 01-01-2008 08:22 AM


الساعة الآن 03:48 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by