الانتقال للخلف   منتديات بلاد ثمالة > الأدب والشعر > الديوان الأدبي

 
الديوان الأدبي للمواضيع الأدبية المتنوعة المختارة والمنقولة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 02-03-2008
الصورة الرمزية حسن عابد
 
حسن عابد
شاعر

  حسن عابد غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 211
تـاريخ التسجيـل : 13-12-2005
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 7,632
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 539
قوة التـرشيــــح : حسن عابد تميز فوق العادةحسن عابد تميز فوق العادةحسن عابد تميز فوق العادةحسن عابد تميز فوق العادةحسن عابد تميز فوق العادةحسن عابد تميز فوق العادة
افتراضي الادب الجاهلي1

الادب الجاهلي1 الادب الجاهلي1 الادب الجاهلي1 الادب الجاهلي1 الادب الجاهلي1

أدب جاهلي



اللغة العربية تنحدر من اللغة الآرامية بمنطقة غربي نهر الفرات في نص مائلالقرنبن الرابع والخامس الميلادي بين قبائل المناذرة بالحيرة قرب الكوفة في جنوب العراق.ثم أصبحت اللغة العربية اللغة الرئيسية في كل المناطق غربي الفرات. ولعل هذا هو سبب تسميتها "عربي" من كلمة "غربي،" أي لغة غربي الفرات من حيث انتشرت إلى الشام ثم مكة والحجاز بواسطة التجارة .وكانت شبه الجزيرة العربية على هوامش الحضارة في الجاهلية . لكن الأدب العربي في مملكة كندة (480-550 م). نما وازدهر. و في القرنين السادس والسابع م. ظهرت أشهر القصائد العربية التي سميت بالقصائد الذهبية. وكان من عادة الشعراء والأدباء تعليق قصائددهم فوق ستر الكعبة بمكة ليقرأها الناس. واطلق علي هذه القصائد المعلقات. لشعراء الجاهلية تاريخ الأدب العربي هو التأريخ لنشأته وتطوره و العصور التاريخية التي ألمت به . ويتضمن أهم أعلامه من الشعراء والكتاب . كما يتناول الأغراض الأدبية كالشعر والقصة،والمسرحية والمقامة والمقال و الظواهر الأدبية ،كالنقائض والموشحات وأسباب الهبوط والصعود والإندثار. ويضم سيرة الشعراء و أخبار وطرائف الأدباء. و يمكن تقسيم تاريخ الأدب العربي تبعا للعصور التي توالت عليه بدءا بالعصر الجاهلي ثم العصر الإسلامي اللاحق و حتي الآن. فالشعر في الجاهلية من أقدم آدابها، لكن أكثره غنائي وحدائي . والأمثال كانت جزءا مهما من آدابها . والذين وضعوا الأدب الجاهلي فهم من عرب شبه الجزيرة العربية لكنهم لم يكتبوا سوي المعلقات وكان يروي شفاهة مما كان يعرضه للإندثار والتحريف والتبديل والخلط . والأدب العربي سمي بالعربي لأنه كتب باللغة العربية إبان العصر الإسلامي . وكان انتشاره بسسب انتشار الإسلام بالقرن السابع .وكانت اللغة العربية قد انتشرت تحت لوائه .لأنها لغة القرآن ولاسيما بالمشرق والمغرب والأندلس حيث تأثر المشارقة والمغاربة بالثقافة والعلوم الإسلامية. فكان الذين وضعوا الأدب العربي في ظلال الحكم الإسلامي هم من اجناس شتي . فمنهم العربي والفارسي والتركي والهندي والسوري والعراقي والمصري والرومي والأرمني والبربري والزنجي والصقلي والأندلسي. وكلهم تعرّبوا ونظموا الشعر العربي وادخلوا أغراضا شعرية مستجدة وألفوا الكتب العربية في شتي العلوم.و كلمة أدب في الجاهلية كانت تعني الدعوة الى الطعام و الرسول صلى الله عليه وسلم كان يعني بها التهذيب والتربية .ففي الحديث الشريف"أدبني ربي فأحسن تأديبي" . و في العصر الأموي كانت يتصف الأدب بدراسة التاريخ والفقه والقرأن والحديث و تعلم المأثور من الشعر والنثر. و استقل الأدب في العصر العباسي. و أخذ مفهوم كلمة الأدب يتسع ليشمل علوم البلاغة واللغة. وفي العصر العباسي الثاني عن النحو واللغة ،واهتم بالمأثور شرحا وتعليقا. وحاليا تعني كلمة الأدب الكلام الانشائي البليغ ، الصادر عن عاطفة ،و المؤثر في النفوس وفي عواطف القاريء والسامع له. ونجد الظواهر الأدبية تتداخل في العصور التاريخية . فالأدب الجاهلي كان متأثرا بالحياة القبيلية و العصبية والإجتماعية والعقائدية في الجاهلية. لهذا نجد أغراض الشعر الجاهلي كما في المعلقات ودواوين شعراء الجاهلية , هي الفخر .لأن انتماء الجاهلي لعشيرته كان أمرا مقدسا ليتحصن من صراع الحياة البدوية المريرة ا , والحماسة و الوصف للطبيعة حولهم و الغزل .و الهجاء كان سلاحًا ماضيًا في قلوب الأعداء فهم يخافون القوافي والأوزان أكثر من الرماح والسنان .والهجاء المقذع أكثر من التهديد بالقتل. وقد برعت النساء في شعر الرثاء كالخنساء بمراثيها لأخويها صخرومعاوية . وقد صور الشعراء في الجاهلية بيئتهم بصدق وحس مرهف وعاطفة جياشة تتسم بالصدق التعبيري والواقعية التصويرية التي امتزجت بخيال الشاعر وأحاسيسه . وكان لعرب الجاهلية حكمهم وأمثالهم وخطبهم ووصاياهم.و هذه الأعمال تعتبر نثرا مرسلا أو سجعا منثورا . وكان الشاعر في كل قبيلة المتحدث الرسمي باسمها والمدافع عنها و المعدد لمناقبها ومدعاة لفخرها وافتخاره بها في قصائده التي كانت تروي شفاهة عنه ولاسيما التي كانت تتناول أيام العرب و معاركهم . وكان يلتزم بالقافية والأوزان طوال القصيدة كلها . وكانت القصيدة تتكون من 25 – 100 بيت .وكان الشاعر يبدأ قصيدته بوصف الديار والأطلال ويصف فيها محبوبته وجمله ومغامراته . لأن العرب ارتبطوا بأرضهم وقبيلتهم . وكان الإرتحال في القوافل التجارية في رحلتي الشتاء والصيف أو في الهجرات وراء الما ء والكلأ إلى مدى لا يُعرف ولاسيما ولو كان للمكان ذكرى حلوة, تجعل الشعراء يحنون لأوطانهم وضروب قبائلهم .وهذا الحنين جعل الشعراء الجاهليين يبدأون قصائدهم بالهجران لديارهم ومضاربهم ودروبهم ومسالكهم . وصوروا في شعرهم حيواناتهم قي صور شتي . وخلف لنا الشعر الجاهلي المعلقات السبع الشهيرة والتي تعتبر من روائع الشعرالعربي الجاهلي. و كانت تعلق فوق ستر الكعبة تكريما للشعراء وتقديرا لهم. ومن بينها قصائد طرفة ولبيد وامرئ القيس وزهير وابن حلزة وعنترة . ويعتقد د. علي الجندي أستاذ الأدب الجاهلي بجامعة القاهرة أن: من أسباب خلود المعلقات أن كلاً منها تشبع غريزة من غرائز النفس البشرية. فنري حب الجمال في معلقة امرئ القيس، و الطموح وحب الظهور في معلقة طرفة، والتطلع للقيم في معلقة زهير، وحب البقاء والكفاح في الحياة عند لبيد، والشهامة والمروءة لدى عنترة، والتعالي وكبرياء المقاتل عند عمرو بن كلثوم، والغضب للشرف والكرامة في معلقة الحارث ابن حلزة). والشعر الجاهلي قد دون في العصر الأموي وكان يروي شفاهة فاندثر معظمه .لأنه لاينحصر منطقيا في سبع أو عشر معلقات بل انحسر مع الزمن . رغم أنه تراث أمة كان الشعر صنعتها والطبيعة البدوية كانت تدعو للتأثر بها. وكانت كل قبيلة لها شعراءها الذين يفاخرون بها وكانوا مدعاة لتفتخر بهم .. والأدب الجاهلي لا يمثل إلا نسبة ضئيلة من تاريخ اللغة العربية، وفي مرحلة متأخرة لا تتجاوز القرنين من الزمان.لأن ما قبل هذه الفترة قد اندثر , لأن من عادة الجاهليين ألا يكتبوا او يدونوا لعدم إلمامهم بالكتابة لأميتهم . وكانوا حفظة يحفظون اشعارهم ومروياتهم عن ظهر قلب ويتبادلون شفاهة أخبارهم في مجالسهم ومنتدياتهم.ولم يعجزهم في أشعارهم وصفهم للطبيعة و حياتهم البدوية في الفيافي والمضر والحضر . فتأثروا بها . وكان لهم أيامهم وحروبهم التي كان يشعر بها شعراؤهم فخرا كان لقبيلتهم أو هجاء لعدوهم .لهذا كان شعرهم أقرب للواقع الممزوج بالخيال واطبع للصور التي كانوا يرونها ماثلة أمام ناظريهم فصوروها تخيلا لم يفرطوا فيه وأسرفوا في مفاخرهم وحما ستهم المقبولة والمحببة . وكانوا في اشعار الحب عذريين يسمون بمكانة محبوبتهم في الوصف أو النعت . حتي أصبح الشاعر يلتصق اسمه باسم محبوبته التي تغني بها في شعره . فقيل قيس وليلي وجميل وبثينة . وكان شعرهم ينبع من سجيتهم . ولم يكن يعرفون العروض والقوافي والأوزان كما نعرفها ونعرفها في علم العروض ولكنهم كانوا يتبعونها بالسليقة التي جبلوا عليها . واعتقدوا أن للشعر شيطانا يوحي لهم بأشعارهم . عندما يتملكهم ينساب الشعر من أفواههم ارتجالا . وكان العرب, الشعر صنعتهم يتذوقونه ويستوعبونه وتعيه ذاكرتهم . وكان للشعر رواته ونسابه . وكان الرواة يروونه في مجالس الشراب ومنتديات السمر .وتناقلته الألسنة وحرف فيه ما حرف وابقي علي قصائده ما بقي لنا . فالشعر الجاهلي صور لنا الحياة الجاهلية قبل الإسلام بواقعية حياة البادية بقسوتها ولينها .ولم يكن الأدب الجاهلي يميل إلي اساطير الأولين كأدب الإغريق رغم أن الإغريق كانوا متبدين في صحراواتهم وجبالهم كما كان العرب في بداوتهم. لكن الإغريق كانوا منعزلين في جزرهم.والعرب كانوا رحلا وعلي صلة بحضارات فارس ومصرواليمن سواء من خلال سعيهم الرعوي وراء الماء والكلأ أو في رحلاتهم في تجاراتهم بالصيف والشتاء .
توقيع » حسن عابد
رد مع اقتباس
قديم 02-03-2008   رقم المشاركة : ( 2 )
حسن عابد
شاعر

الصورة الرمزية حسن عابد

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 211
تـاريخ التسجيـل : 13-12-2005
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 7,632
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 539
قوة التـرشيــــح : حسن عابد تميز فوق العادةحسن عابد تميز فوق العادةحسن عابد تميز فوق العادةحسن عابد تميز فوق العادةحسن عابد تميز فوق العادةحسن عابد تميز فوق العادة


حسن عابد غير متواجد حالياً

افتراضي رد : الادب الجاهلي

شعر الجاهلية.. ميراث العرب الثمين


أحمد زين

لما اقترب "بشامة بن عمرة" من الموت وهو شاعر جاهلي مجيد وزَّع ماله على أبنائه، فجاءه ابن أخته فحل الشعراء (زهير بن أبي سلمى) وقال: لو قَسَمْت لي من مالك فقال: والله يا ابن أختي، لقد قسمت لك أفضل ذلك وأجزله، فقال: وما هو؟ قال: شعري ورثتنيه دون أبنائي!

ورحلة الشعر العربي طويلة موغلة..

والناس في بدايته مذاهب شتَّى، فمنهم من يقول: إنه وُجد من بدء الخليقة مع تعلم آدم الكلام!! ومنهم من يقول: إن بدايته كانت منذ مائتي عام قبل الإسلام (وهذا تاريخ أقدم ما ورد إلينا من أشعار)، والمنصفون على أن الشعر بدأ كأي تطور ورقي إنساني في وقت "ما" لا يمكن تحديده بدقة نظرًا لعوامل عديدة سنتحدث عنها فيما بعد، ثم تطور ونَمَا حتى وصل إلى ذروة فنية راقية فيما وصل إلينا من أعمال قبل الإسلام.. واستمرت رحلته بعد ذلك صعودًا وهبوطًا، تقدمًا وتقهقرًا.

والمشكلة التي تواجهنا عند التصدي لروائع الشعر الجاهلي تكمن في ضياع كثير من أشعار تلكم الفترة، ويرجع ذلك لعوامل عدة:

(1) الاعتماد على الرواية الشفهية للشعر، وهي بالطبع ليست أكثر الطرق أمانًا وحفظًا.

(2) ما جمع من الشعر الجاهلي، تم جمعه بداية من عصر الأمويين أي بعد 200 : 300 عامًا من تاريخ ورود الشعر إلينا، ولا شك أن ما نُسِي في هذه الفترة غير قليل.

(3) إعراض كثير من المسلمين عن الخوض في مسألة الشعر زهدًا أو خوفًا أو تقوى، ونستطيع أن نتفهم ذلك حين ندلف إلى أغراض الشعر، ونرى بعضًا مما فيها مما قد يصادم فكر من كره الجاهلية كلها وملابساتها وما تعلق بها من حلال أو حرام ومن ذلك الشعر.

(4) ويأتي العامل الأهم والأفدح وهو تعرض التراث الإسلامي لحملات شرسة من أعداء الحضارة الإسلامية: الشعوبية من جهة والتتر في مذبحتهم الشهيرة للمكتبة الإسلامية العامرة من جهة أخرى (يذكر أنهم حين عبروا نهر الفرات وضعوا كميات الكتب الهائلة التي حوتها مكتبة بغداد في النهر كي تعبر عليها خيولهم حتى تحول النهر سوادًا لأيام طوال)، مما أدى إلى دمار المخزون الثقافي الهائل الذي كانت تحويه عاصمة الخلافة العباسية آنذاك.


أغراض الشعر العربي الجاهلي

أولاً: الوصف:

لقد أحاط الشاعر الجاهلي في أوصافه بجميع مظاهر البيئة، فوصف كل ما يخطر على باله وما يتراءى أمامه من مولدات شعورية، فحين يصف "عميرة بن جُعل" ديار الحبيبة الداثرة يبدع فيقول:

قِفارٌ مَروراةٌ يَحَارُ بهـا القطـا

يظلّ بها السبعـان يعتركـان

يثيران من نسج التراب عليهما

قميصيـن أسماطًا ويرتديـان

وبالشَّرف الأعلى وحوش كأنها

على جانب الأرجاء عُوذُ هجان

فهذه الصورة الكلية الرائعة التي رسم فيها الشاعر كيف تحولت ديار نبضت بالحياة والحب وصبوة الشباب إلى ديار آوت الوحوش والسباع حتى أن الطيور تتوه فيها، وتلكم الضواري تصطرع والأتربة تتصاعد بينهما فتحيل المروج الخضراء قفارًا لا تعني إلا الموت والخراب، والخلفية الدرامية المفجعة لوحوش تشاهد الصراع وهي فوق الجبال، وقد بلغت لضخامتها مبالغ مذهلة.

ثانيًا: الغزل:

وقد اختص الشاعر قصائد بعينها وأوقفها على الغزل وذكر النساء، وفي أحيان أخرى كان يجعل الغزل في مقدمة القصيدة بمثابة الموسيقى التمهيدية للأغنية، توقظ مشاعر المبدع والسامع فتلهب الأحاسيس، وتؤجج العواطف، ورغم السمة العامة للغزل وهو الغزل الصريح المكشوف الذي يسعى للغريزة أول ما يسعى، فإن المثير أن يعجب بعض الشعراء الصعاليك (الشنفرى) بحسن أدب المرأة وأخلاقها العالية فيصفونها:

"لقد أعجبتني لا سقوطًا قناعهـا * إذا ذكرت ولا بذات تلفت

كأن لها في الأرض نسيًا تقصه * على أمها وإن تكلمك تبلَّت

تبيت بُعيد النوم تهدي غبوقهـا * لجارتها إذا الهدية قلت

تحل بمنجـاة من اللـوم بيتهـا * إذا ما بيوت بالمذمة حلت]

فهو يعجبه فيها حرصها على حجابها أنها لا تلتفت في مشيتها لشدة أدبها، وهي من شدة نظرها في الأرض وخجلها كأن لها شيئًا مفقودًا تبحث عنه، وإذا تحدثت إلى غريب ضاع منها الكلام وتعثر، وإذا ما أجدب الخير أهدت طعامها لجاراتها؛ ولذا فزوجها يثق فيها ويفخر حين تُذكر نساء الحي، فالبيوت إذا ذمت لنسائها ينجو بيته من اللوم لجلال أدب زوجته.

ثالثـًا: الرثاء:

وعاطفة الشاعر البدوية الفطرية كانت شديدة التوهج، فإن أحب هام وصرَّح وما عرف للصبر سبيلاً، وإن حزن فبكاء ونحيب حتى يملأ الدنيا عويلاً، وكلما جفت الدموع من عينيه استحثها لتسح وتفيض.

ومضرب المثل في الرثاء صخر أخو الخنساء الذي رثته أبياتًا، وبكته أدمعًا ودماءً، تقول الخنساء:

أعيني جـودا ولا تجمـدا ألا تبكيان لصخر الندى؟

ألا تبكيان الجريء الجميل؟ ألا تبكيان الفتى السيـدا؟

وهي ترجو (صخرًا) ألا يشعر بألم تجاه عينيها الذابلتين من البكاء وتلتمس لهما العذر:

ألا يا صخر إن بكَّيت عينـي لقد أضحكتني زمنًا طويـلاً

دَفَعْتُ بك الخطوب وأنت حي فمن ذا يدفع الخطب الجليلا؟

إذا قبح البكـاء علـى قتيـل رأيت بكاءك الحسن الجميلا

رابعًا: الفخر:

كان الجاهلي إذا فخر فجر … هكذا قالوا…

فانتماء الجاهلي لعشيرته وعائلته أمر مقدس، وعوامل ذلك متعددة منها: طبيعة الحياة القاسية التي عاناها العربي مما جعله يعتصم بقوة أكبر منه ويتحد معها؛ ليتحصن من صراع الحياة البدائية المريرة، مما جعل عمرو بن كلثوم يقول بملء فيه:

وأنـا المنعمون إذا قدرنا وأنا المهلكون إذا أتينا

وأنـا الحاكمون بما أردنا وأنا النازلون بحيث شينا

وأنـا النازلـون بكل ثغـر يخاف النازلون به المنونا

ونشرب إن وردنا الماء صفوًا ويشرب غيرنا كدرًا وطينًا

ألا لا يجلهن أحد علينا فنجهل فوق جهل الجاهلينا

ملأنا البر حتى ضاق عنا كذاك البحر نملؤه سفينًا

إذا بلغ الرضيع لنا فطامًا تخر له الجبابر ساجدينا

لنا الدنيا وما أمسى علينا ونبطش حين نبطش قادرينا



خامسًا: الهجاء:

والهجاء المقذع عندهم يزكم الأنوف، ويعشو العيون، ولكنَّ لهم هجاء طريفًا ومنه التهديد والوعيد بقول الشعر الذي تتناقله العرب، فيتأذى منه المهجو أكثر من التهديد بالقتل، وكان الهجاء سلاحًا ماضيًا في قلوب الأعداء فهم يخافون القوافي والأوزان أكثر من الرماح والسنان.

يقول مزرد بن ضرار:

فمن أرمه منها ببيت يَلُح به كشامة وجه، ليس للشام غاسلُ

كذاك جزائي في الهدى وإن أقل فلا البحر منزوح ولا الصوت صاحل

فهو يشبه قصيدته بالشام في الوجه لا يُتخلص منه، وهذا طبعه في الهدايا، وإن الشعر عنده لا ينفد كما أن البحر لا ينفد، والصوت لا يُبح ولا ينقطع.

والأدهى من ذلك أن كان غلام لخالد الذبياني يرعى الإبل فغصبها (آل ثوب) منه فرجع يبكي إلى سيده فذهب خالد إلى مزرد بن ضرار الذبياني، فقال: إني أضمن لك إبلك أن تُرد عليك بأعيانها وأنشأ هجاءً يقول:

فإن لم تردوها فإن سماعها

لكم أبدًا من باقيات القلائد

فيا آل ثوب إنما ظلم خالد

كنار اللظى لا خير في ظلم خالد

فما لبث (آل ثوب) أن ردوا الإبل قائلين:

لئن هجانا مزرد لقد هجتنا العرب أبد الدهر.

سادسًا: المدح:

ومن رواده زهير بن أبي سلمى وكان لا يمدح إلا بالحق، وكذا النابغة الذبياني الذي تخصص في مدح العظماء والملوك راغبًا في العطاء السخي، ومنهم "الأعشى" وكان سكيرًا مغرمًا بالنساء لا يهمه من يمدح ما دام يعطيه، وقد أنفق كل ما أعطى على خمره ونسائه.

قال زهير في مدح حصن بن حذيفة:

وأبيض فياض يداه غمامـة على معتفيه ما تغب فواضـله

أخي ثقة لا تتلف الخمر ماله ولكنه قد يهلك المال نائلــه

تراه إذا ما جئتـه متهلـلاً كأنك تعطيه الذي أنت سائله

ومن طرائف أشعارهم شكوى النساء وحدة ألسنتهن – ويبدو أنها شكوى الأدباء والمفكرين والناس دومًا - فهذا الشنفرى الأزدي يرجع لبيته، وقد مات كلبا صيد كانا يقتنصان الطعام له فقال:

وأيقـن إذا ماتا بجـوع وخيبة وقال له الشيطان إنك عائـل

فطوَّف في أصحابه يستثيبهـم فآب وقد أكدت عليه المسائـل

إلى صبية مثل المغالي وخرمل رواد ومن شر النساء الخرامل

فقال لها: هل من طعـام فإننـي أذم إليك النـاس أمـك هابـل

فقالت: نعم هذا الطوي ومـاؤه ومحترق من حائل الجلد قاحل

تغشى يريد النوم فضل ردائـه فأعيا على العين الرقاد البلابل

فالشيطان يعيره بفقره وأصحابه لا يعطونه شيئًا ، فيعود إلى صبية ضعاف وزوجة سليطة اللسان فسألها الطعام وهو يشكو الناس لها.

فأجابته بغيظ وضيق: نعم لتأكل ماء البئر أمامك وجلدًا كان حذاءً قديمًا لك.. كله هنيئًا مريئًا.. فهرب صاحبنا إلى النوم عله يحل مشاكله في الأحلام، فصعب على عينه النوم وظل مؤرقًا وحيدًا..

سابعًا: المعلقات:

وهي أعظم نتاج الشعر الجاهلي كتبها الفحول العظماء؛ وسميت كذلك لأنهم علقوها على جدران الكعبة، وقيل: لأنها كاللآلئ الثمينة بين باقي القصائد، وقيل غير ذلك وتتميز بطولها وجزالة ألفاظها وتماسك أفكارها.

ويعتقد د. علي الجندي أستاذ الأدب الجاهلي بجامعة القاهرة أن من أسباب خلود المعلقات أن كلاً منها تشبع غريزة من غرائز النفس البشرية..

فحب الجمال في معلقة امرئ القيس، الطموح وحب الظهور في معلقة طرفة، والتطلع للقيم في معلقة زهير، وحب البقاء والكفاح في الحياة عند لبيد، والشهامة والمروءة لدى عنترة، والتعالي وكبرياء المقاتل عند عمرو بن كلثوم، والغضب للشرف والكرامة في معلقة الحارث ابن حلزة.

والمعلقات كلها تبدأ بالحديث عن الأطلال وموكب الارتحال عدا ابن كلثوم الذي طلب الخمر كأنما يريد أن يذهل عن الوجود الذي سيطعنه بارتحال الحبيب، والعربي منذ الأزل ارتبط بأرضه ووطنه، فالمكان لديه أخ وأب وصاحبة، والارتحال يفرق بين قلوب إلى مدى لا يُعرف، والتأثر يكون أقوى إن كان للمكان ذكرى حلوة، ولا عجب إن فرَّج عن نفسه بالبكاء لعل الدموع تطفئ نار الوجد، والعجيب أنهم وإن اتفقوا في الفكرة إلا أن جانب الشعور لديهم كان مختلفًا؛ ولذا فقد تنوعت الصور واختلف التناول.





كلمة أخيرة:

إن كثيرًا من السهام توجه إلى الشعر الجاهلي بداية من موضوع أصالته وانتحاله ودعوى أن الرواة قد ألَّفوا من عندياتهم شعرًا نسبوه إلى الجاهليين ومرورًا بأن العاطفة عند شعراء هذا العصر كانت جافة أو مبتورة؛ لالتزامهم بحصر مشاعرهم داخل أقفاص من الأوزان والقوافي.

ونقول: إنه من الظلم أن نحكم على ثقافتهم وعصرهم بمقتضى ثقافة عصرنا، فإذا كنا نحب الآن "التكثيف" عاطفيًّا ولفظيًّا وشعوريًّا، فإن طبيعة عصرهم كانت بسيطة غير مركبة، فكانت الصحراء وكانت المراعي وكان الامتداد أمامهم يغلف مشاعرهم بشيء من "البساطة"، وإن شئنا "البداوة"، مما يجعلهم يعتمدون الإيقاع السريع الخاطف قاعدة لإبداعاتهم، وليس لديهم النفس الطويل الذي يركِّب عاطفة معقدة، وإنما جاءت مشاعرهم إبداعًا متأثرًا ببيئاتهم كلمع البرق، أو كرمية سهم، أو وثبة فرس..

وكذا المتلقي كان يحيا نفس ظروف المبدع لا يهتم بصنعة المبدع ولا حرفيته الفنية، ولكن اهتمامه الأول ببساطته وفطريته، ويدلل على ذلك ما نلحظه من غلبة الارتجالية على أعمالهم، حيث كان البعض يدفع قصيدته إلى المتلقين في جلسة قصيرة لا يتعداها.. مما كان له أثر في أن يصبح البيت الواحد كأنه جوهرة تلمع وتبرق لا أداة في منظومة متكاملة كما نكلفه الآن ونطلبه منه
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس
قديم 02-03-2008   رقم المشاركة : ( 3 )
حسن عابد
شاعر

الصورة الرمزية حسن عابد

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 211
تـاريخ التسجيـل : 13-12-2005
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 7,632
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 539
قوة التـرشيــــح : حسن عابد تميز فوق العادةحسن عابد تميز فوق العادةحسن عابد تميز فوق العادةحسن عابد تميز فوق العادةحسن عابد تميز فوق العادةحسن عابد تميز فوق العادة


حسن عابد غير متواجد حالياً

افتراضي رد : الادب الجاهلي

الشعر الجاهلي



قيمة الشعر الجاهلي:

1- القيمة الفنية: وتشمل المعاني والاخيلة والعاطفة والموسيقى الشعرية ، حيث نظم الشاعر الجاهلي اكثر شعره على اوزان طويلة التفاعيل .

2- القيمة التاريخية: كان الشعر وسيلة نقل معاناة الناس وشكواها الى السلطة ، فالشعر الجاهلي يعتبر وثيقة تاريخية بما يخص احوال الجزيرة واحوال العرب الاجتماعية .

خصائص الشعر الجاهلي:

1- الصدق: كان الشاعر يعبر عما يشعر به حقيقة مما يختلج في نفسه بالرغم من انه كان فيه المبالغة ، مثل قول عمرو بن كلثوم .

2- البساطة: ان الحياة الفطرية والبدوية تجعل الشخصية الانسانية بسيطة ، كذلك كان اثر ذلك على الشعر الجاهلي .

3- القول الجامع: كان البيت الواحد من الشعر يجمع معاني تامة ، فمثلا قالوا في امرئ القيس بقصيدته «قفا نبك‏» انه وقف واستوقف وبكى واستبكى وذكر الحبيب والمنزل في بيت واحد .

4- الاطالة: كان يحمد الشاعر الجاهلي ان يكون طويل النفس ، اي يطيل القصائد واحيانا كان يخرج عن الموضوع الاساسي ، وهذا يسمى الاستطراد .

5- الخيال: هو ان اتساع افق الصحراء قد يؤدي الى اتساع خيال الشاعر الجاهلي .
شكل القصيدة الجاهلية:

تبدا القصيدة الجاهلية بذكر الاطلال ثم وصف الخمر وبعدها ذكر الحبيبة ، ثم ينتقل الشاعر الى الحماسة والفخر . . .
اغراض الشعر الجاهلي:

1- الوصف: وصف الشاعر كل ما حواليه ، وقد شمل الحيوان والنبات والجماد .

2- المدح: لقد كان المديح للشكر والاعجاب والتكسب .

3- الرثاء: مدح الميت ، كان يعرف بالرثاء ، فقد كثر رثاء ابطال القبيلة المقتولين .

4- الهجاء: كثر هذا النوع بسبب كثرة الغارات وانتشار الغزو فذكروا عيوب الخصم .

5- الفخر: وهو المباهاة حيث كان الشاعر يفتخر بقومه وبنفسه وشرف النسب وكذا بالشجاعة والكرم .

6- الغزل: امتلات حياة الشاعر بذكر المراة ، وهو نوعان: الغزل العفيف والماجن .

7- الخمر: لقد شربها بعض الشعراء المترفين ووصفوها مفتخرين .

8- الزهد والحكمة: ذكر الشاعر الزهد والحكمة في قصائده الشعرية .

9- الوقوف والتباكي على الاطلال: لقد اطال بعض الشعراء الوقوف والبكاء في شعرهم .

10- شعراء الاساطير والخرافات: الاساطير المختلفة والروايات المتناقضة كانت تاتي من شرق وغرب العالم العربي .
ظهور الشعر الجاهلي:

و يشمل:

1- شعراء الفرسان .

2- شعراء الصعاليك .

3- شعراء آخرون .

1- شعراء الفرسان: نحن نعلم بان شاعر القبيلة هو لسانها الناطق وعقلها المفكر والمشير بالحق والناهي الى المنكر ، فكيف اذا جمع له الشعر والفروسية فهو صورة صادقة لتلك الحياة البدوية ، حيث كان يتدرب على ركوب الخيل ، ويشهر سيفه ، ويلوح برمحه ، فمن هؤلاء الشعراء:

- المهلهل .

- عبد يغوث .

- حاتم الطائي .

-
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس
قديم 02-03-2008   رقم المشاركة : ( 4 )
حسن عابد
شاعر

الصورة الرمزية حسن عابد

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 211
تـاريخ التسجيـل : 13-12-2005
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 7,632
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 539
قوة التـرشيــــح : حسن عابد تميز فوق العادةحسن عابد تميز فوق العادةحسن عابد تميز فوق العادةحسن عابد تميز فوق العادةحسن عابد تميز فوق العادةحسن عابد تميز فوق العادة


حسن عابد غير متواجد حالياً

افتراضي رد : الادب الجاهلي1

المهلهل

هو عدي بن ربيعة التغلبي ، خال امرؤ القيس ، وجد عمرو بن كلثوم . قيل انه من اقدم الشعراء الذين وصلت الينا اخبارهم واشعارهم ، وانه اول من هلهل الشعر ولذلك قيل له المهلهل .

كان له اخ اسمه كليب رئيس جيش بكر وتغلب . كليب قتل ناقة البسوس ثم قتل كليب ، ونشبت‏حرب البسوس بين بكر وتغلب ، دامت اربعين سنة .

المختار من شعره: واكثر شعر المهلهل هو في رثاء اخيه كليب ، حيث‏يقول:

كليب لا خير في الدنيا و من فيها

ان انت‏خليتها في من يخليها

نعى النعاة كليبا لي فقلت لهم

سالت‏بنا الارض او زالت رواسيها

ليت السماء على من تحتها وقعت

وحالت الارض فانجابت‏بمن فيها (2)

ومن مراثيه المشهورة في اخيه:

اهاج قذاء عيني الادكار

هدوءا فالدموع لها انحدار

و صار الليل مشتملا علينا

كان الليل ليس له نهار

دعوتك يا كليب فلم تجبني

و كيف يجيبني البلد القفار

وانك كنت تحلم عن رجال

وتعفو عنهم ولك اقتدار (3)

توفي المهلهل عام 92 ق . ه / 530م .
الفند الزماني

اسمه شهل بن شيبان ، احد فرسان ربيعة المشهورين ، شعره قليل ، سهل ، عذب ، واكثره في الحماسة التي يتخللها شي‏ء من الحكمة ، وحينما اضطر الى الخوض في حرب البسوس ، قال:

صفحنا عن بني ذهل

وقلنا القوم اخوان

عسى الايام ان يرجعن

اقواما كما كانوا

فلما صرح الشر

وامسى وهو عريان

ولم يبق سوى العدوان

دنا لهم كما دانوا

وفي الشر نجاة حين

لا ينجيك احسان (4)

توفي الفندالزماني سنة 92ق . ه .

2- شعراء الصعاليك: جمع صعلوك ، وهو - لغة - الفقير الذي لا مال له . اما الصعاليك في عرف التاريخ الادبي فهم جماعة من شواذ العرب وذؤبانها ، كانوا يغيرون على البدو والحضر ، فيسرعون في النهب; لذلك يتردد في شعرهم صيحات الجزع والفقر والثورة ، ويمتازون بالشجاعة والصبر وسرعة العدو ، وحين نرجع الى اخبار الصعاليك نجدها حافلة بالحديث عن الفقر ، فكل الصعاليك فقراء لا نستثني منهم احدا حتى عروة بن الورد سيد الصعاليك الذين كانوا يلجئون اليه كلما قست عليهم الحياة ليجدوا ماوى حتى يستغنوا ، فالرواة يذكرون انه كان صعلوكا فقيرا مثلهم (5) ، ومن هؤلاء:

- الشنفري الازدي .

- تابط شرا .

- عروة بن الورد .
تابط شرا

اسمه ثابت‏بن جابر . وسبب لقبه انه اخذ ذات يوم سيفا تحت ابطه وخرج ، وكان تابط شرا من الصعاليك حاد البصر والسمع يلحق بالخيل ، ويغزو على رجليه ، وانه مات قتيلا .

واكثر شعره في الحماسة والفخر ، ومن شعره في الفخر:

يا عبد ما لك من شوق وايراق (6)

ومر طيف على الاهوال طراق (7)

لا شي‏ء اسرع مني ليس ذا عذر (8)

وذا جناح (9) بجنب‏الريد (10) خفاق (11)

توفي الشاعر تابط شرا عام 530 للميلاد .
عروة بن الورد

عروة بن الورد من بني عبس ، وكان من فرسان العرب ، كان كريم الاخلاق عفيفا صادقا وفيا بالعهود ، وقد فضله بعضهم على حاتم في الكرم .

واكثر شعره في الفخر والحماسة والنسيب . قال في الحث على الاغتراب في طلب الغنى:

ذريني للغنى اسعى فاني

رايت الناس شرهم الفقير

وابعدهم واهونهم عليهم

وان امسى له حسب وخير (12)

توفي ابن الورد سنة 596 للميلاد .

3- شعراء آخرون: وهناك افراد من الشعراء في يثرب وغيرها من مدن الحجاز والجزيرة العربية اعتنقوا اليهودية كالسموال بن عاديا ، او النصرانية كقس بن ساعدة .
السموال

هو السموال بن عاديا صاحب الحصن المعروف ، والعرب كانوا ينزلون عند السموال ضيوفا لان السموال عالي اللهجة وسريع النجدة . وسبب ضرب المثل عند العرب في قولهم «اوفى من السموال‏» يعود الى امرئ القيس التجا الى السموال فاودعه درعه واسلحته وابنته وذهب الى القسطنطينية ليستنجد بقيصر الروم ويساله النصر على قتلة ابيه ، وفي هذه الاثناء اسر ابن السموال الذي كان في الصيد من قبل المنذر ، فطلب المنذر من السموال ان يسلم الدرع والسلاح وابنة امرؤ القيس والا يضرب عنق ابن السموال ، فابى السموال ذلك فنفذ المنذر وعيده (13) . ومن يطلع على سيرة السموال يحس شرفا واباء بالاضافة الى اندفاعه الى المجد والفخر ، وله قصيدة لامية مشهورة ، يدعو الى الاخذ بالمتعة والحياة دون التفكير فيها ولا في آلامها ، ومما جاء فيها قوله:

اذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه

فكل رداء يرتديه جميل

تعيرنا انا قليل عديدنا

فقلت لها ان الكرام قليل

وما ضرنا انا قليل وجارنا

عزيز وجار الاكثرين ذليل

وننكر ان شئنا على الناس قولهم

ولا ينكرون القول حين نقول

اذا سيد منا خلا قام سيد

قؤول لما قال الكرام فعول

وما اخمدت نار لنا دون طارق

ولا ذمنا في النازلين نزيل

سلي ان جهلت الناس عنا وعنهم

وليس سواء عالم وجهول (14)

توفي ابن عاديا سنة 560ه . ق .
قس بن ساعدة الايادي

هو اسقف نجران ، وكان خطيبها البارع وحكيمها ، ويتصف بالزهد في الدنيا ، وكان يحضر سوق عكاظ ويلقي الشعر .

يروى ان النبي صلى الله عليه وآله راى قس في سوق عكاظ على جمل احمر وهو يقول (15) :

«ايها الناس ، اسمعوا وعوا انه من عاش مات ، ومن مات فات ، وكل ما هو آت آت . . . آيات محكمات: مطر ونبات وآباء وامهات ، وذاهب وآت ، ضوء وظلام ، وبر وآثام ، لباس ومركب ، ومطعم ومشرب ، ونجوم تمور (16) ، وبحور لا تغور (17) ، وسقف مرفوع ، وليل داج (18) ، وسماء ذات‏ابراج (19) ، ما لي ارى الناس يموتون ولا يرجعون . . . يا معشر اياد اين ثمود وعاد ؟ واين الآباء والاجداد ؟

ومن نوادر شعره:

وفي الذاهبين الاولين

من القرن لنا بصائر

لما رايت مواردا

للموت ليس لها مصادر

ورايت قومي نحوها

يمضي الاصاغر والاكابر

لا يرجع الماضي ولا

يبقى من الباقين غابر (20)

ايقنت اني لا محالة

حيث صار القوم صائر (21)

توفي ابن ساعدة سنة 600 للميلاد .

تعليقات:

1. اتحاف الامجاد / محمود شكري الآلوسي: ص‏66 .

2. ديوان المهلهل / شرح انطوان القوال: ص‏91 . شعراء النصرانية قبل الاسلام / الاب ليوس شيخو: ص‏166 .

3. تاريخ الادب العربي / الدكتور عمر فروخ: ج‏1، ص‏111 .

4. ديوان الحماسة / شرح يحيى التبريزي الخطيب: ج‏1، ص‏14 . تاريخ الادب العربي: ج‏1، ص‏101 . شرح ديوان حماسة ابي تمام / تحقيق: الدكتور حسين محمد نقشه: ج‏1، ص‏28 . الذخائر والعبقريات / عبدالرحمن البرقوتي: ج‏2، ص‏232 .

5. شعراء الصعاليك في العصر الجاهلي / الدكتور يوسف خليف: ص‏26 .

6. الايراق: من الارق .

7. طراق: اي يطرقنا ليلا .

8. العذر: اللجام .

9. ذا جناح خفاق: طائر سريع الطيران .

10. الريد: الجبل .

11. ديوان تابط شرا / اعداد: طلال حرب: ص‏49 . تاريخ الادب العربي: ج‏1، ص‏109 .

12. ديوان‏عروة بن الورد / جمع وشرح: كرم البستاني: ص‏45 . الذخائر والعبقريات: ج‏1، ص‏232 .

13. ديوان السموال / تحقيق: الدكتور واضح الصمد: ص‏34 .

14. الجامع في تاريخ الادب العربي / حنا الفاخوري: ص‏283 . ديوان السموال: ص‏66 . ديوان المروءة / شرح: الدكتور يوسف شكري فرحات: ص‏33 . دراسات في الشعر العربي المعاصر / الدكتور شوقي ضيف: ص‏184 . ثمرات الاوراق / علي بن محمد بن حجة الحموي: ص‏242 . ديوان عروة والسموال / جمع وشرح: كرم البستاني: ص‏90 .

15. البيان والتبيين / عمرو بن بحر الجاحظ: ص‏254 .

16. تمور: تتحرك .

17. تغور: تذهب .

18. داج: مظلم .

19. ابراج: منازل الكواكب في السماء .

20. غابر: باق .

21. البيان والتبيين / الجاحظ: ج‏1، ص‏207
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس
قديم 02-03-2008   رقم المشاركة : ( 5 )
أبو عبدالرحمن
المشرف العام

الصورة الرمزية أبو عبدالرحمن

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2
تـاريخ التسجيـل : 29-07-2005
الـــــدولـــــــــــة : وادي جفن
المشاركـــــــات : 17,068
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 4291
قوة التـرشيــــح : أبو عبدالرحمن تميز فوق العادةأبو عبدالرحمن تميز فوق العادةأبو عبدالرحمن تميز فوق العادةأبو عبدالرحمن تميز فوق العادةأبو عبدالرحمن تميز فوق العادةأبو عبدالرحمن تميز فوق العادةأبو عبدالرحمن تميز فوق العادةأبو عبدالرحمن تميز فوق العادةأبو عبدالرحمن تميز فوق العادةأبو عبدالرحمن تميز فوق العادةأبو عبدالرحمن تميز فوق العادة


أبو عبدالرحمن غير متواجد حالياً

افتراضي رد : الادب الجاهلي1

يعطيك العافية أبو علي ...مجهود تشكر عليه

اقتباس:
عروة بن الورد من بني عبس ، وكان من فرسان العرب ، كان كريم الاخلاق عفيفا صادقا وفيا بالعهود ، وقد فضله بعضهم على حاتم في الكرم .
معلومة يجهلها كثير من المتخصصين!!!
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس
قديم 02-04-2008   رقم المشاركة : ( 6 )
حسن عابد
شاعر

الصورة الرمزية حسن عابد

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 211
تـاريخ التسجيـل : 13-12-2005
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 7,632
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 539
قوة التـرشيــــح : حسن عابد تميز فوق العادةحسن عابد تميز فوق العادةحسن عابد تميز فوق العادةحسن عابد تميز فوق العادةحسن عابد تميز فوق العادةحسن عابد تميز فوق العادة


حسن عابد غير متواجد حالياً

افتراضي رد : الادب الجاهلي1

اهلا ابو عبدالرحمن
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى الردود آخر مشاركة
من الادب العربي ( شعراء ) حسن عابد الديوان الأدبي 11 02-27-2007 03:12 AM
حاكم تونس يصف فريضة الحج بالرمز الجاهلي وعلماء الاسلام بأنّهم دراويش) فاعل خير الــمـنـتـدى الإسـلامــــــــي 5 12-18-2006 07:15 PM
من كتب الادب 3 ( مجموعة امثال ) abonayf الديوان الأدبي 2 10-25-2006 01:25 AM
من كتب الادب 2 abonayf الديوان الأدبي 6 10-24-2006 04:55 PM
من كتب الادب 1 abonayf الديوان الأدبي 4 03-31-2006 06:35 PM


الساعة الآن 03:55 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by